IMLebanon

لقاء قريب بين عون وفرنجيه

فيما دخلت «تسوية ترقية العمداء» غرفة العناية المشددة بفعل تعنت مسيحيي 14 آذار وعلى رأسهم ميشال سليمان والوزيرين بطرس حرب وميشال فرعون ومع حزب الكتائب، تبدو العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المردة في احسن احوالها على المستويات كافة باستثناء سعي رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الى تأكيد تمايزه فهو حليف لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون وليس تابعاً له. ولفرنجية وتياره حيثية وطنية اولا ومسيحية ثانيا ومارونية ثالثا من الشمال واقضيته الى عكار والبترون وزغرتا وجبيل وكسروان والمتن وبعبدا والجبل وجزين. بهذه الروحية يقارب فرنجية علاقته بعون وفق ما تؤكد مصادر بارزة عاملة على خط العلاقة بين الطرفين. ولعل ابرز تجليات هذه العلاقة «الدافئة» راهناً على المستويين السياسي والشخصي الزيارة التي قام بها نائب رئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق نقولا صحناوي الى بنشعي ولقاؤه النائب فرنجية مطولاً. وتشير المصادر التي حضرت اللقاء الى ان الزيارة هي استمرار للتواصل المستمر بين الحليفين ولتأكيد ان بعض التباينات والاختلافات هي طبيعية ومشروعة للتيارين بما يمثلانه من ثقل شعبي وسياسي واستراتيجي في تحالف القوى والشخصيات الوطنية اللبنانية. وهي تؤشر الى رغبة رئيس التيار الوطني الجديد الوزير جبران باسيل في تفعيل التواصل وتحصين العلاقة بين الطرفين وخصوصاً ان العلاقة لا تخلو كما يؤكد الجانبان من بعض الحساسيات وهذه الحساسيات طبيعية وموجودة بفعل التقارب الجغرافي والمناطقي لعمل ونفوذ الطرفين بين زغرتا والبترون وعكار وبنشعي فحيث هناك حضور «عوني» هناك حضور «قواتي» و«مرداوي». وعندما يحضر هذا الخليط الثلاثي تبدأ الحسابات المناطقية والعائلية والبلدية والاختيارية والنيابية والانتخابية والانمائية والخدماتية وكوتا التوظيفات وغيرها من قضايا العمل السياسي الروتيني في المناطق والاقضية وخصوصا في الاطراف البعيدة من مركز السلطات والدولة ومركزية القرار والادارة.

وإذا كان الصحناوي ضيفا دائما على منزل آل فرنجية فهذا لا يعني وفق المصادر ان ليس هناك من جانب سياسي وبروتوكولي. فمنذ اقل من اسبوعين بدأ التيار الوطني مسيرة مأسسة من تيار الى حزب وهيكلية صارمة وواضحة وتعبر عن توجهات وتطلعات محازبي وجماهير التيار البرتقالي، فمن الطبيعي كما تقول المصادر ان يضع العماد عون فرنجية في صورة الورشة الحزبية ولا سيما ان فرنجية بعث برسالة تأييد كبيرة لحفل التسلم والتسليم في 20 ايلول الماضي عندما مثله وفد وزاري ونيابي وحزبي كبير في احتفال «البلاتيا» الشهير.

ولم يكتف فرنجية فقط بـ «تسليف» حليفه عون مواقف يصفها عون بالصادقة والراسخة والثابتة وتحظى برضاه وثنائه حتى اللحظة اذ تصدى فرنجية بقوة لمحاولات تيار المستقبل عبر الرئيس فؤاد السنيورة وممثلي الكتائب والوزير بطرس حرب محاصرة العماد عون رئاسيا ومحاولة تجويف طروحاته لانتخاب الرئيس من الشعب وليكون صاحب موقف قوي بكلمة الشعب وصاحب حيثية شعبية وسياسية وتمثيلية ونيابية. فأكد فرنجية انه يرى هذه المواصفات في شخص العماد عون ولا يعتقد بوجود مرشح غيره يحمل هذه الصفات وقال للسنيورة انه وفريق 8 آذار يرفضان الرئيس الموظـف او الضعـيف وعدـيم الموقـف والرؤيـة والحيثية.

وعلى عكس كل المزايدات تؤكد اوساط فرنجية انه مقتنع تماما ان لا تسوية لبنانية رئاسية قريبة فالقرار ليس في لبنان وكل ما يحدث اليوم لن يكون ذا جدوى ما لم تحل في سوريا والمنطقة. وتشير اوساط فرنجية الى ان تسوية العمداء وتفعيل الحكومة ومجلس النواب وطاولة الحوار لن تؤدي الى تبدل في المشهد اللبناني وهي تمرير للوقت حتى العام 2017، لكنها تستدرك : ما لم يحدث تبدل او تسريع في التسوية الكبرى في المنطقة مع دخول روسيا العسكري على خط محاربة «داعش» والارهاب في سوريا. وهنا تسجل اوساط فرنجية مخاوفها من ان يجر التدخل الروسي تدخلا اخـر الى ارض سوريا يعقد المشهد ويدخل سوريا في مرحلة من الحرب الباردة والصراعات بين الدول الكبرى وعودة الدعم الى التطرف والارهاب لاطالة مدى الحرب وافشال كل مساعي الحراك السياسي لايجاد تسوية سلميـة توقف الحـرب ونزيف الدم السـوري في اقرب وقت ممـكن.

على جبهة اللقاء المرتقب بين العماد عون والنائب فرنجية تؤكد اوساط الاخير ان العلاقة ممتازة بين الطرفين ولم تنجح كل مساعي الفتنة والايقاع بين الرجلين التي اعتمدت في الاشهر الاخيرة منذ بدء اول جلسات الحوار ورجوعا الى الوراء تاريخ رفض العماد عون للتمديد الثاني لمجلس النواب ولكل التمديدات الاخرى في الادارة والعسكر. وتشير الى ان من حيث المبدأ يتوقع ان يعقد اللقاء في اي لحظة ولا موانع تحول من دونه لكن توقيته يبقى رهنا بالمعطيات الامنية والسياسية.