IMLebanon

ثورة في منتصف الطريق

 قبل سنوات الثورة، كان لبنان غيره اليوم.

وفي ١٤ آذار ٢٠٠٥، ظهر لبنان آخر.

وعرّج على الوطن، لبنان الثورة، ومن دون ثورة.

استشهد يومئذٍ رفيق الحريري، واستشهدت معه أحلام ورؤى وآمال كثيرة.

ربما كانت ١٤ آذار، ثورة على ما سبقها من تصرفات، أوصت بها الوصاية.

وبعد سنوات، تحوَّل لبنان الى مجموعة انتفاضات.

ولكن، هل ١٤ آذار الآن، هي الثورة التي تغيّرت؟

وهل أضحى رواد التغيير من صنف واحد، ومن نوع واحد؟

ربما مَن كان من صناع ١٤ آذار، أصبح من قادة ٨ آذار.

وبين الاثنين تغيّر أيضاً الوسطيون.

ربما، حل الأعداء في مواقع الأصدقاء.

وباختصار، لا ٨ آذار، ولا ١٤ آذار بقوا في أماكنهم.

***

على أبواب الذكرى، صعد زعيم تيار المستقبل الى وزارة الدفاع.

وزار قائد الجيش.

وأصبح له مرشح للرئاسة الأولى من ٨ آذار.

وقاطع ويقاطع الآن مرشحاً للرئاسة من ٨ آذار.

هل التغيير هو طابع المرحلة؟

أم ان الأمور تبدلت،

وأصبح في لبنان نهج جديد، يتعارض فيه الصديق مع صديق سابق؟

لا شيء يبرر سماجة البقاء في الموقع السابق، أو الانتقال الى موقع جديد.

ولا شيء أيضاً يدعو الى العزوف عن نشدان التغيير في عصور تجتاحها تقلبات وأفكار جديدة.

المهم، ألا يكون مبعثه الامعان في الاختلاف، لا الرغبة في الاتفاق والتوافق.

ولبنان غارق في بحر من الخلافات، على رئيس جمهورية، بعد عامين من الفراغ.

***

سؤال أساسي مطروح بإلحاح.

هل يريدون تغيير الطائف؟

هل يسعون الى نسف التوافق على ما أسموه وثيقة الوفاق الوطني؟

هل يضمرون الانتقال بالطائف من المناصفة التي أرساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على أسس العدالة في التوظيف؟

هل يريدون الاستئثار بالوظائف على حساب التنوع؟

هنا تكمن النقطة الأساس، في ضمان الوحدة، في الوطن الواحد.

وهل ثمة من يفهم المناصفة في وظائف الفئة الأولى فقط، على أن تصبح المغالبة في وظائف الفئة الثانية وما دون؟

الآن، وفي هذه الحكومة بالذات، ثمة وزراء يملأون الوظائف بالاختلال الوظيفي.

ولماذا يعمد كل وزير أو مدير عام الى نسف الانصاف بين الجميع، والتهام المناصب لكل طائفة، وفق المعايير المحقة؟

من هنا ينسفون الطائف تمهيداً للانقضاض عليه لاحقاً، ولو عبر التزوير.

عندما كرسوا المناصفة في الطائف، كرسوها لتكون عادلة في معظم الوظائف، لا في بعض المواقع فقط. –