بعينيَّ وقلبي أحتضنك يا جنديَّ بلادي.بالمحبةِ والأملِ،بقدسيةِ الواجبِ،بالتضحيةِ، بالرمزِ الذي هو أنت.* * *بعينيَّ وقلبي أحتضنُك، وأَرنو اليك،يغرق رأسُك الصغيرُ في الخوذةِ المعدنية،وتُحدِّق عيناكَ المؤمنتانِ الصَّلبتانِ في البعيد،ويَفترُّ ثغرُك الحلوُ عن بسمةٍ خضراء…وكالحقِ، كالإيمانِ، كإرادةِ الحياة…تنطلقُ الى الهدفِ… كالعزمِ الذي هو أنت.* * *يملأُ الحقدُ قلوبَ البشر،وقلبُك ناصعٌ أبيضُ كثلوجِ رُبانا.وتذبلُ الآمالُ في عيونِ الفجر،ولكن الأملَ الباسمَ يظل مشرقاً في مقلتيك.خوذةٌ على الرأس، سلاحٌ ماض في اليمين، ومعولٌ بان في الشمال،وقلبٌ أكبر من الدنيا، يخفق بين جنبيك.* * *يزرعُ الفلاح أرضه ليحصدها سنابلَ سماناً، ويبذرُ التاجرُ ثروتَه ليجمعَها، من عَرَق الناسِ، ثَرَوات،يُريقُ العاملُ المكدودُ ما ادَّخر، من دم ساعديه، ليبلغَ لقمة الخبز،تُذيبُ الأمُ أنفاسَها ونورَ عينيها لتوفرَ للطفلِ بسمةَ رضى،وتَختزنُ الصبيةُ عطرَ زنبقها، لتهدَره على صدرِ المحبِ شذى.أما أنت، يا جندي بلادي،يا فداءَ الطفلِ والأمِ والفلاحِ والعاملِ والتاجرِ،فلكلِّ ذرةٍ من تراب الوطن… تدَّخر:قطرةَ دمٍ،ونقطةَ عرقٍ،ولهثةً حرَّى من طيبِ أنفاسك،لنجنيَها، نحنُ الشعبَ، عزةً، وكرامةً، وحياة.* * *بعينيَّ وقلبي أَحتضنكَ يا جنديَ بلادي.بالمحبةِ والأملِ،بقدسيةِ الواجبِ،بالتضحيةِ، بالرمزِ الذي هو أنت.وكالسموِ،كالمجدِ،كالمثلِ الأعلى… أتَطلع اليك