IMLebanon

كلام عاقل في عالم مجانين  

كأننا لم نتعلم من الماضي، ولن نتعلم… لأننا كل يوم يمر يؤكد أننا فعلاً نهوى الانتصارات الوهمية، من «الإنتصار الإلهي» عام 2006: «لو كنت أعلم»، الى انتصار جديد هو جرود عرسال.

أين عرسال؟ وأين جرود عرسال؟ وما هي أهميتها الاستراتيجية الكونية؟

لو كان الكلام عن «القدس» كنا سكتنا ووضعنا دماءنا فداءها وفداءً للمسجد الأقصى وليس فقط القدس بل كل حبّة تراب من أرض فلسطين ومن أرض لبنان ومن أرض سوريا أيضاً.

أنْ نذهب من لبنان الى سوريا تحت شعار «محاربة الارهاب»… وأين؟ في جرود عرسال! نعود لنسأل: أين تقع جرود عرسال؟ وهل يوجد طريق؟ نعود لنذكر هؤلاء الذين يتغنّون بالانتصارات الإلهية بما قاله الجنرال سيرغي رودسكي مدير العمليات في هيئة الأركان الروسية إنّه قبل تدخل القوات الروسية في أيلول عام 2015 كانت قوات النظام وحلفاؤه أي «حزب الله» والحرس الثوري الايراني والميليشيات العراقية الشيعية وخبراء وجنرالات إيرانيين كلهم كانوا يسيطرون على نحو 19 ألف كلم متر مربع من مساحة سوريا والبالغة 160 ألف كيلومتر مربع… أما اليوم وبفضل التدخل الروسي فأصبح النظام والحلفاء يسيطرون على 74 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية… ما يعني رفع سيطرة النظام من نحو 10% الى 40% من مساحة سوريا.

واليوم وبحسب الاتفاق بين أميركا وروسيا فإنّ منطقة مرتفعات الجولان ومدينة درعا التي كان يُقال إنها أيام الرومان كانت اهراء العالم من حيث محاصيل القمح، فإنّ مساحتها تبلغ 1860 كيلومتراً للجولان الذي أعادت إسرائيل لسوريا ثلثه واحتفظت بالثلثين… ودرعا ومحافظتها تبلغ 3730 كيلومتراً.

هذا من ناحية، وبينما نتحدث عن الانتصارات الإلهية نرى أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري يسعى جاهداً للحصول على مساعدات للاجئين السوريين الذين، بسبب النظام السوري المجرم، يوجد في لبنان منهم مليون ونصف مليون من أصل 11 مليون لاجئ غادروا سوريا الى تركيا ولبنان والاردن وجميع بلدان العالم… والباقي من الشعب السوري في سوريا نصفه فقط… وهم يتحدثون عن انتصارات!

والرئيس الحريري يسعى أيضاً باجتماعه مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الحصول على مساعدات عسكرية للجيش ولم يكتفِ بذلك بل حمل معه ملفاً إقتصادياً سيحاول الحصول على مساعدات من شأنها إنعاش الاقتصاد اللبناني.

والمهم أيضاً محاولة تخفيف العقوبات التي اتفق مجلس الشيوخ مع مجلس النواب لفرضها على «حزب الله» وعلى كل متعاطف معه…

وهم يتحدثون عن الانتصارات الإلهية!

عوني الكعكي