IMLebanon

مغادرة مسلحي «أهل الشام» لعرسال تمهد لإطلاق «معركة داعش»

مغادرة مسلحي «أهل الشام» لعرسال تمهد لإطلاق «معركة داعش»

القافلة تضم 34 حافلة إضافة إلى 14 سيارة للصليب الأحمر     

بيروت: كارولين عاكوم

غادر عناصر «سرايا أهل الشام» جرود عرسال يوم أمس إلى القلمون الشرقي في ريف دمشق بعد تعثّر المفاوضات لأيام نتيجة إصرار النظام السوري على انتقالهم بالحافلات بدل سياراتهم الخاصة، وهو ما عاد المسلحون وقبلوا به بينما رفضته مئات العائلات وقرّرت البقاء في مخيمات عرسال.

ويمهّد إخلاء الجرود من المسلحين لتسلّم الجيش اللبناني المنطقة من «حزب الله»، كما يساهم في اقتراب ساعة الصفر لانطلاق المعركة ضدّ «تنظيم داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع عند الحدود الشرقية مع سوريا. وأعلن الجيش، أمس أن وحداته نفذت انتشارا في منطقة وادي حميد ومدينة الملاهي والمرتفعات المحيطة بهما، وذلك استكمالا لعملية إحكام الطوق وتضييق الخناق على مجموعات تنظيم داعش، في جرود رأس بعلبك والقاع. ووضعت مصادر عسكرية هذا الانتشار ضمن سياق المعركة المرتقبة ضد التنظيم، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «خروج سرايا أهل الشام من شأنه أن يسرّع في انطلاق المعركة بعدما كان الجيش يتجنب المواجهات في ظل وجود المدنيين مع المسلحين». من جهته، لفت رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه من المتوقع أن يتسلم الجيش اللبناني المنطقة خلال الساعات القليلة المقبلة من «حزب الله» على أن يتم تسليم الجرود إلى أصحابها من أهالي عرسال الذين باتوا يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة نتيجة عدم الاستفادة من أرضهم وأرزاقهم منذ سنوات عدة.

وظهر أمس، أكّدت المديرية العامة للأمن العام «إنجاز عملية إخراج مسلحين كانوا قد احتلوا جزءا من الأراضي اللبنانية في جرود عرسال، وذلك بعد مفاوضات قامت بها المديرية مع المعنيين». وقالت في بيان لها: «انطلقت أربع وثلاثون حافلة تقل المئات من مسلحي سرايا أهل الشام وعوائلهم باتجاه الأراضي السورية بمواكبة دوريات من الأمن العام، بالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني وذلك حتى الحدود اللبنانية السورية، على أن تتولى السلطات المعنية في سوريا تأمين وصولهم إلى منطقة الرحيبة داخل الأراضي السورية.

وقالت مصادر معارضة سورية متابعة لعملية خروج مسلحي سرايا أهل الشام، لـ«الشرق الأوسط»، أنه وبعد الضغوط التي مورست على المسلحين عادوا وقبلوا بالخروج في الحافلات وليس بواسطة سياراتهم، وهو ما يخالف الاتفاق الذي كانوا قد توصلوا إليه مع «حزب الله»، مضيفة: «هذا الأمر أدى إلى تراجع مئات العائلات عن قرار المغادرة، إذ إنه وبعدما كان نحو ثلاثة آلاف شخص سجلوا أسماءهم للانتقال إلى سوريا عاد 1500 منهم إلى عرسال بينما غادر الآخرون في الحافلات، وهم في معظمهم من عائلات المسلحين الذين يبلغ عددهم 400». وهو ما لفت إليه الحجيري قائلا: «دخل إلى عرسال يوم أمس ما يقارب 1300 شخص بعدما رفضوا ترك سياراتهم والانتقال في الحافلات، وذلك بعد تفتيشهم من قبل عناصر الجيش اللبناني».

وأشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى أن الحافلات التي انتقلت إلى القلمون سلكت خط السير نفسه الذي سلكته حافلات «جبهة النصرة» عند مغادرتهم جرود عرسال، قبل أسابيع.

وفي موازاة انطلاق القافلة، أزيلت ثلاثة مخيمات غير شرعية من وادي حميد وعرسال بالكامل، وأصبحت مناطق الملاهي ووادي حميد ووادي العجرم شرق عرسال خالية من أي وجود مسلح، بحسب ما لفتت «وكالة الأنباء المركزية. وأوضحت أنه «وبعد أن دقق الأمن العام باللوائح الاسمية للمسلحين وعائلاتهم، وخضعت الحافلات لإجراءات تفتيش عند نقطة الجيش اللبناني في عقبة الجرد، انطلقت القافلة التي تضم 34 حافلة إضافة إلى 14 سيارة للصليب الأحمر من وادي حميد وسلكت سهل الرهوة في جرد عرسال، حيث ستمر في جرد فليطة ليتم بعدها الكشف على لوائح الأسماء من قبل الأجهزة الأمنية السورية لتتابع القافلة مسيرها باتجاه الرحيبة في القلمون الشرقي»، ولفتت إلى أنه «وفق المعلومات سينتقل قسم آخر إلى منطقة عسال الورد حيث ستتم تسوية أوضاعهم عن طريق لجان المصالحة».

ويأتي تنفيذ هذا الاتفاق كمرحلة ثانية للاتفاق بين «حزب الله» وجبهة النصرة الذي تم هذا الشهر وأدى إلى خروج عناصر النصرة وآلاف اللاجئين من عرسال وجرودها إلى شمال غربي سوريا بعد المعركة التي أطلقها «حزب الله» في المنطقة، وذلك على غرار اتفاقات أبرمت داخل سوريا وأدت إلى انتقال مدنيين وعناصر في الجيش الحر إلى مناطق تخضع لسيطرة المعارضة.