IMLebanon

مصادر أمنية تتحدث لـ {الشرق الأوسط} عن بصمات لـ«داعش»

استهداف دورية للجيش اللبناني في بلدة عرسال يثير مخاوف من مخطط «تصعيدي» في المنطقة

مصادر أمنية تتحدث لـ {الشرق الأوسط} عن بصمات لـ«داعش»

عادت بلدة عرسال الحدودية الواقعة شرق لبنان إلى واجهة الاهتمامات المحلية٬ بعد تفجيرين شهدتهما خلال أقل من 24 ساعة؛ الأول استهدف مشايخ سوريين٬ والثاني وقع أمس٬ حين انفجرت عبوة ناسفة بدورية للجيش٬ مما أّدى إلى جرح عدد من العسكريين.

ويتخوف أهالي عرسال الذين يستضيفون نحو 100 ألف لاجئ سوري من عودة التوتر الأمني إلى بلدتهم التي شهدت في الأشهر القليلة الماضية نوًعا من الاستقرار٬ إثر تشديد الجيش اللبناني إجراءاته في محيطها وعلى مداخلها٬ مما أّدى لتضييق الخناق على المسلحين المتمركزين في منطقة الجرود٬ الذين كانوا يتخذون من عرسال قاعدة خلفية لهم٬ خصوصا أن معظم عوائلهم يعيشون في مخيمات بداخلها.

وأفاد بيان للجيش اللبناني بتعّرض دورية تابعة له أثناء مواكبتها دورية لقوى الأمن الداخلي في حي السبيل (عرسال) لانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق٬ مما أدى إلى تضرر ناقلة جند وإصابة خمسة عسكريين كانوا في داخلها بجروح غير خطرة. ووصفت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» التطورات الأخيرة في عرسال بـ«الخطيرة»٬ خصوًصا بعد التعرض لدورية الجيش٬ لافتة إلى أنها تتابع عن كثب المستجدات هناك باعتبار أن المؤشرات توحي بـ«مخطط تصعيدي» في المنطقة.

بدورها٬ أوضحت مصادر أمنية أن الدورية المشتركة للجيش وقوى الأمن الداخلي المستهدفة كانت تتفقد موقع التفجير الذي وقع أول من أمس في مقر لـ«هيئة علماء القلمون»٬ مما أّدى لمقتل 4 أشخاص٬ بينهم رجلا دين٬ لافتة إلى أنه٬ وبعد اطلاعها على الموقع وانطلاقها بالتحقيقات الأولية التي كلفها بها القضاء اللبناني٬ في طريق العودة٬ انفجرت عبوة بآلية للجيش. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «يمكن الحديث عن بصمات لـ(داعش) في التفجير الذي استهدف رجال الدين السوريين٬ ونعتقد أنه يصب في إطار تصفية الحسابات بين التنظيم وجبهة النصرة٬ نظرا لكون الصراع على النفوذ محتدًما بينهما على محور عرسال ­ الجرد».

واعتبرت المصادر أن استهداف دورية الجيش بعد ساعات قليلة على تفجير مقر الهيئة هدفه «تحويل الأنظار عن الصراع بين الطرفين إلى مشكلة بين المسلحين واللاجئين من جهة والجيش اللبناني من جهة ثانية٬ لفرض واقع جديد وشد عصب الفصائل وتوحيد صفوفها».

وهي ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها دوريات الجيش في عرسال٬ فالبلدة شهدت أكثر من حادثة من هذا النوع٬ مما أدى لتقليص هذه الدوريات وتركيز المواقع العسكرية في محيط البلدة وعلى مداخلها.

ورجحت المصادر الأمنية وجود خلايا نائمة لـ«داعش» و«النصرة» داخل مخيمات اللاجئين في عرسال بدأت تتحرك تنفيًذا لمخططات جديدة٬ إلا أنها طمأنت إلى اتخاذ كل الإجراءات المناسبة للتعاطي مع أي تطورات غير محسوبة. وأشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى قيام الجيش بعمليات دهم لمخيمات النازحين بالقرب من مكان الانفجار٬ بعد استهداف الآلية العسكرية٬ فيما قالت شبكة «سوريا مباشر» إن 3 لاجئات سوريات قُتلن جراء إطلاق الجيش النار بعد التفجير لتأمين سحب جرحاه.

ولفتت مصادر ميدانية إلى أن الخوف عاد يسيطر على أهالي عرسال بعد التفجيرين اللذين استهدفا بلدتهم في أقل من 24 ساعة٬ وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «لم تعد هناك قدرة لدى المسلحين على خرق تحصينات الجيش٬ إلا أن ما نخشاه تحرك الخلايا النائمة في المخيمات داخل البلدة٬ وهو ما سيكون أشبه بحركة انتحارية من قبلهم». وأعربت المصادر عن استغرابها لانتقال تنظيم داعش من عمليات التصفية بشكل مباشر للشخصيات المتهمة من قبله بالتعاون مع الجيش اللبناني أو حزب الله أو مع فصائل أخرى٬ إلى عمليات من خلال عبوات ناسفة أو عمليات انتحارية داخل عرسال٬ ونقلت المصادر عن أهالي عرسال أنهم «لن يقفوا على الحياد هذه المرة في أي معركة مقبلة بين المسلحين والجيش كما فعلوا سابقا٬ بل إنهم سيكونون صًفا واحًدا إلى جانب المؤسسة العسكرية لطرد هؤلاء المسلحين إلى خارج بلدتهم».