IMLebanon

ابو مالك التلي غيّر مظهره… والجيش بالمرصاد

على وقع تقدم وحدات حزب الله في الجرود يتابع الجيش اللبناني القيام بدوره وفقا لامر العمليات الصادر عن قيادة الجيش، حيث تواصل الوحدات العسكرية المنتشرة على طول الجبهة التعامل مع الاوضاع الميدانية المستجدة بالشكل المناسب تأمينا لحماية المدنيين اللبنانيين والنازحين السوريين داخل عرسال.

واذا كانت الانجازات في الجرود تحصل بجهود رجال المقاومة،  فقد اثبت الجيش مرة جديدة امس شفافيته، اذ جاءت النتائج المخبرية للحمض النووي والانسجة التي استخرجت من جثث السوريين الاربعة الذين توفوا بعيد توقيفات مخيمي النور وقارية، والتي اجريت في اهم المختبرات الفرنسية، مطابقة لما صدر عن الطب الشرعي اللبناني، ما يدفع الى التساؤل حول سكوت المشككين كما حصل، علما ان سوء الحظ من ظروف مناخية وضخامة العملية العسكرية التي نفذت يومها، حالت دون ابلاغ الاربعة عن معاناتهم من امراض مزمنة، وهو ما ادى الى حدوث مضاعفات نتيجة عدم تناولهم لادويتهم ما ادى الى وفاتهم، علما ان التحقيقات مع الموقوفين لم تثبت تورط الاربعة في اعمال ارهابية، ليختم بذلك ملف حاول البعض التصويب من خلاله على الجيش كما حصل بعيد عملية الكوستا، ولينتهي الامر بغياب المحرضين والشتامين عن السمع بعدما باتت الحقائق على ما تؤكد المصادر الامنية، وليسجل الجيش نقطة بيضاء جديدة في سجله.

وفي اليوم الخامس للمعارك تكشف معطيات القيادة الميدانية عن قرب انتهاء المرحلة الثانية من حملة تنظيف جرود عرسال من ارهابيي النصرة والتي ينتظر ان تنتهي مع يوم الاحد وفقا للخطة المرسومة والتي ستكون نتيجتها تطويق ومحاصرة من تبقى من المسلحين في مربع ضيق بين مدينة الملاهي ووادي حميد. وتكشف المصادر ان المرحلة الثالثة تتضمن فتح خطوط التواصل مع هؤلاء تمهيدا لسحبهم دون معركة حقنا لدماء المدنيين الموجودون في المخيمات المنتشرة في هذا المربع والذين يناهز عددهم الـ 10 آلاف مدني من الاطفال والنساء غادر قرابة 300 منهم الى داخل عرسال عبر حاجز الجيش عند اطراف وادي حميد باشراف الامم المتحدة.

وبحسب المصادر، تراهن قيادة حزب الله على ان الضغط الكبير والهزيمة التي مني بها المسلحون،خاصة انهم خسروا جزءا كبيرا من قوتهم البشرية بعدما سقط لهم حوالى الـ140 قتيلا وعشرات الجرحى والاسرى، ولم يتبق من المقاتلين اكثر من 130 بحسب المعطيات، ستجعلهم يرضخون لشروط الانسحاب باتجاه الداخل السوري دون اي سلاح. كما ستشمل هذه المرحلة التفاوض مع «سرايا اهل الشام» التي انسحب مسلحوها بأسلحتهم الفردية الخفيفة والمتوسطة والمقدر عددهم بـ200 فرد الى ميمات النازحين في الملاهي، وتعتبر المصادر ان المفاوضات مع «اهل الشام» لن تكون صعبة لعدم رغبة هؤلاء في القتال.

وفي هذا الاطار تكشف المعلومات ان الجيش اللبناني اتخذ اجراءات مشددة تحسبا لمحاولة ابو مالك التلي الهرب الى عرسال ومنها الى الخارج، خصوصا انه يملك كمية كبيرة من المال بحوزته، وبعدما بات من شبه المؤكد وجوده بين وادي حميد ومدينة الملاهي في مكان قريب من «المنتجع السياحي» وحمام السباحة الذي قام بانشائه منذ اشهر قليلة في تلك المنطقة، وسط تسريبات عن انه عمد الى حلق لحيته وشعره وتغيير شكله ليسهل عليه التخفي والهرب.

في الموازاة استمرت المؤسسة العسكرية في متابعتها الامنية اليومية لحركة الارهابيين داخل المخيمات وفي بلدة عرسال، اذ سجل في هذا الاطار عملية مداهمة نفذتها وحدة من اللواء التاسع لتوقيف السوري ابو محمد الجبي المنتمي الى أحد التنظيمات الارهابية ويهتم بتهريب الاموال الى المسلحين، ويقطن احد المنازل في عرسال، الا ان الهدف استطاع الفرار بسيارته والتوجه نحو مخيم السنابل الواقع عند اطراف عرسال فقامت دورية مؤللة من الجيش بمطاردته وعند وصولها الى تخوم المخيم تعرضت لرشقات نارية ما ادى الى اصابة احدى الملالات دون وقوع ضحايا بين العسكريين، وقامت بالرد على مصادر النار بالمثل، ما ادى الى مقتل السوري يوسف محمد ديب نوح، وجرح السوري احمد اسماعيل مواليد 1992، فيما استطاع الجبي التواري عن الانظار.

وكان سبق هذه العملية نجاح الاجهزة المعنية في الجيش في اعتراض معلومات عن عزم المجموعات الارهابية القيام بمهاجمة مواقع عسكرية وخطف عسكريين، ما دفع بالمعنيين الى التعميم بضرورة اخذ الحيطة والحذر من باب الاجراءات الوقائية وكونه لا يمكن التغاضي عن اي معلومة قد تصل ايا كانت في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد.

خلال زيارته للقوات الجوية امس اكد العماد قائد الجيش ان المؤسسة العسكرية تمكنت من توقيف اكثر من خمسين ارهابيا خطيرا كانوا يتخذون من مخيمات النازحين مقرات لهم، ما يثبت مرة جديدة خطورة ما يجري داخل بعض المخيمات والذي يفرض على النازحين التعاون مع القوى الامنية والعسكرية حرصا على سلامتهم وامنهم وعدم السماح بتحول مخيماتهم الى بيئات حاضنة للارهاب والارهابيين، كي لا تتكرر بعض الاخطاء غير المقدرة والتي قد تفرضها ظروف العمل العسكري والامني.