IMLebanon

فعلاً… الصبر نفد  فهل تتعظ قطر قبل فوات الأوان؟

أمس الثلاثاء السادس من حزيران 2017، تصدر جريدة الإتحاد الإماراتية وعلى صفحتها الأولى العنوان العريض التالي:

الصبر على الدوحة نفد.

ما كان لهذا العنوان أن يكون لولا تفلُّت قطر من كلِّ الضوابط الأخوية والعربية والإسلامية، حيال دول مجلس التعاون الخليجي أولاً، وحيال دول الجامعة العربية تالياً. وهذا الكلام لا يُطلَق هكذا، إنَّه نتيجة مئات آلاف الصفحات التي تتضمنها التقارير الموثَّقة من جامعات مرموقة ومؤسسات أبحاث عالمية تتمتَّع بصدقية عالية.

من هذه المؤسسات، مؤسسة دعم الديمقراطية الأميركية التي أعدَّت دراسة في 3 أجزاء، بعنوان قطر وتمويل الإرهاب، خُصِّص الجزء الأول منها لتسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من الألفية الجديدة، والثاني لفترة تولي الأمير الجديد الشيخ تميم بن حمد منذ 2013 وما بعد، ثم الجزء الثالث.

ما تتضمنه الدراسة هو خلاصة التقارير الموثَّقة والمعزَّزة بالوثائق والأفلام والتسجيلات، وكلها تربط بين قطر وبين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش وتنظيم القاعدة. هذا الثلاثي هو الذي يقضُّ مضاجع العالم وبينهم الدول العربية، ولا تتوانى قطر التي تُعرَف بخزان الغاز، عن تمويل هذه الجماعات، حتى أنَّ صندوقها السيادي في تصرفهم.

كما أنَّ الدراسة تضمَّنت خرائط عن تواجد المنظمات المدعومة من قطر، فتحدثت عن القاعدة في شبه الجزيرة العربية الناشطة في اليمن والسعودية، وحركة الشباب الصومال، والقاعدة في شبه القارة الهندية، والقاعدة في العراق التي أصبحت داعش.

هذا الواقع حدا بمسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن يقول إنَّ هناك تسليماً بأنَّ كثيراً من تصرفات قطر مقلقة تماماً ليس لجيرانها في الخليج فحسب، وإنما للولايات المتحدة أيضاً.

وتضجُّ التقارير بأنَّ الدوحة تحوَّلت إلى عاصمة لجماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات المتطرفة والإرهابية، التي اختارت قطر مقراً لممارسة نشاطاتها بحريّة من دون رقيب أو حدود. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإنَّ قطر ما زالت تحمي حمزة بن لادن، الإبن الأصغر لأسامة بن لادن، المطلوب في أميركا باعتباره إرهابياً، حيث يعيش وزوجته في قطر.

وبين الأسماء أيضاً، عبد العزيز بن خليفة العطية، وهو إبن عم وزير الخارجية القطري السابق، وسبق أن أدين في محكمة لبنانية بتمويل منظمات إرهابية دولية، وبأنَّه على صلة بقادة في تنظيم القاعدة.

وبعدما طفح الكيل، تُصدر الإمارات بياناً تكشف فيه أنَّ قطر تواصل دعمها وتمويلها واحتضانها التنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وعملها المستمر على نشر وترويج فكر تنظيم داعش والقاعدة عبر وسائل إعلامها المباشرة وغير المباشرة، وكذلك نقضها البيان الصادر عن القمة العربية – الإسلامية – الأميركية في الرياض، لمكافحة الإرهاب، الذي اعتبر إيران الدولة الراعية للإرهاب في المنطقة.

قَطْعُ ثماني دول علاقاتها بقطر وتوقّف حركة الملاحة ل 14 شركة طيران وتوقف الخط التجاري البري بين قطر والسعودية، ألحق ضرراً بواردات الغذاء لها، حيث ذكرت تقارير أنَّ المواطنين القطريين بدأوا في تخزين المواد الغذائية التي فُقِدَ بعضها من السوق.

إلى أين ستصل هذه الأزمة؟

الإمارات وكما دائماً، في موقع المبادر، وقد وضعت خارطة طريق لاحتواء الأزمة، خارطة الطريق هذه عبَّر عنها الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في سلسلة تغريدات له، قال فيها:

بعد تجارب الشقيق السابقة لا بدَّ من إطار مستقبلي يُعزِّز أمن واستقرار المنطقة، لا بدَّ من إعادة بناء الثقة بعد نكث العهود، لا بد من خريطة طريق مضمونة، ويتابع:

هل بالإمكان أن يغيّر الشقيق سلوكه؟

أن يكون حافظاً للعهد والمواثيق، حريصاً على الإخوة والجيرة، شريكاً في العسر واليسر؟

هذا هو بكل بساطة إطار الحل.

إعتقد الشقيق أنَّ المكابرة والصوت الإعلامي العالي سبيله لتفادي الأزمة، لم يدرك أنَّ الحل في الحكمة وتغيير السلوك الذي ألحق ضرراً بالجار والشقيق.

وأثبتت سياسة المال والإعلام والرهان على الحزبية والتطرف فشلها. جوهر الحل في تغيير السلوك المحرِّض والمضر، بيئة الشقيق الطبيعية غير التي إختارها.

فهل تقرأ قطر جيداً قبل فوات الأوان؟