IMLebanon

«أقصانا لا هيكلهم»..

جوانا عطية، اللبنانية، تشعر بارتباط وثيق بفلسطينيين «لا يلزمك أن تكون فلسطينياً لتحب فلسطين. حبها لا يعرف جنسية أو هوية، حبها يكون بالفطرة شيء يشبه حبنا لأمهاتنا بلا تفكير #أقصانا_لا_هيكلهم»تكتب على صفحتها على «تويتر» داعية المدونين اللبنانيين الى تكثيف تغريداتهم المتضامنة مع الشعب الفلسطيني في «جمعة التحدي نصرة للأقصى».

إنه إذا الانتماء الى فلسطين، الى أرضها وشعبها، الى أقصاها، ولو من خارج أراضيها وحدودها، ولو من لبنان، ولو على المواقع الافتراضية. لا تنكر انجي كبارة هذه الحقيقة. لا تتهرب من الاعتراف بالعجز الفاضح المسيطر منذ زمن على كبح أي تحرك يتعدى الرمزية في التضامن مع القضية الفلسطينية، إلا أنها تعترف بفاعلية المواقع الإلكترونية التي سمحت للمواطن العربي بفرصة إيصال صرخته وصوته المتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته «صحيح انو ما طالع بأيدنا غير شوية تغريدات تضامن مع الأقصى بس بكفي انو نسجل موقف بالوقت يللي حكامنا ساكتين ونايمين #أقصانا_لا_هيكلهم».

لم تقف الحجارة وحدها هذه المرة في وجه القنابل المطاطية والغاز المسيل للدموع، سلاح إلكتروني لاقاها بآلاف التغريدات العربية ومنها اللبنانية على هاشتاغ «أقصانا_لا_هيكلهم» الذي أطلقته مجموعة «BLUE FORCES»، لترفع الصوت عالياً اعتراضاً على التضييق الأمني وتنديداً بالإجراءات التعسفية التي اتخذتها سلطات الاحتلال في محيط المسجد الأقصى خصوصاً بتركيز البوابات الإلكترونية عند بابي الأسباط والمجلس، مع إقفال البوابات الأخرى المؤدية إلى الحرم القدسي الشريف. المغردون يؤمنون تماماً بأن التحرك على الأرض ليس كافياً، بل إن نشر الصور والمعلومات لفضح جرائم الاحتلال وتوثيق الارتكابات التعسفية قد يكون أكثر تأثيراً وفعالية. لم يعد الرأي أو التضامن واجباً بالنسبة لهم، بل تحول الى شعور داخلي بأنهم على استعداد لنشر أي تفصيل لخدمة الفلسطينيين. خبرة اكتسبها رواد مواقع التواصل منذ سنين قليلة، أظهرت بوضوح ان رأيهم ليس هامشياً وتحركاتهم وأصواتهم باتت تُسمع بجدية عبر فضاء الإعلام الإلكتروني المتحرر من القيود والضوابط، وبات واضحاً أنه لم يعد مسموحاً التقصير من قبلهم في دعم أي قضية محقة، إنسانية أم سياسية كانت، فكيف إذا كانت فلسطين هي القضية؟ وكيف إذا كانت خطوتهم ستُحارب بالفعل الخطة المضادة التي أطلقها الاحتلال إلكترونياً لتغطية تعدياته وتصوير إسرائيل الضحية.

على هذه المواقع تصل الحقيقة كاملة. صورة الشاب المسيحي الذي يصلي بالقرب من الحشود الإسلامية على باب المسجد الأقصى، علق هيثم طالب «إسلام ومسيحيين متحدين الى أبد الآبدين بوجه الظلم والظالمين ف#أقصانا_لا_هيكلهم». وعلى الصورة ذاتها علقت هنادي «الصورة بتحكي كتير». بدوره، نشر حسان حرب الصورة كاتباً «#أقصانا_لا_هيكلهم. أقصانا هو رمز محبتنا. أقصانا هو موسى وعيسى ومحمد، أما هيكلهم فهو رمز الحقد والكراهية. هيكلهم هو دماء ومجازر». وكذلك كتب فيكتور جرجورة «الأقصى للمسلمين كنيسة المهد للمسيحيين #أقصانا_لا_هيكلهم #مهدنا_لا_معبدهم». فيما أبدت سهام سيوفي إيجابيتها بمقاربة الأزمة بالقول «مصير القدس يعطي المسلمين أكبر ثقة وأمل في أن ينتصر الحق على الباطل والطغيان #أقصانا_لا_هيكلهم». أما مروان فأعرب عن حزنه من عدم تمكنه من دخول القدس قائلاً «لأنه لا يسمح بدخول القدس قلت لامرأة هناك: أنت عيناي #أقصانا_لا_هيكلهم». وكتب ناجي «الأرض كلها فندق.. وبيتي الأقصى #أقصانا_لا_هيكلهم». وكتب ذو الفقار شري «المسجد والكنيسة للصلى، الله يكسر كل ايد بتمد ايدها على أي دور عبادة هول إرهاب #أقصانا_لا_هيكلهم #جمعه_الأقصى».