IMLebanon

سلام يدعو لجلسة الخميس من دون تعديل جدول الاعمال وعون يلجأ الى الشارع وتياره يستنفر قطاع الشباب

كتب عبد الامير بيضون:

أرادها رئيس تكتل ما يسمى بـ«تكتل التغيير والاصلاح» (الجنرال السابق) النائب ميشال عون، تعطيلاً ومواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، اذا لم يستجب لتصوراته فجاء الرد من رئيس الحكومة تمام سلام، بدعوة مجلس الوزراء الى عقد جلسة في العاشرة من قبل ظهر الخميس المقبل، «لاستكمال البحث في جدول الأعمال السابق الذي يتضمن 81 بنداً مالياً وادارياً عادياً». متجاوزاً في هذه الدعوة كل مواقف التهديد والوعيد بالانفجار التي أطلقها عون، ومسقطاً كل الرهانات على «عطلة قسرية» للحكومة تمتد الى ما بعد عيد الفطر…

المشنوق والاجماع

وإذ تواصلت أمس، وبحدود ضيقة جداً، توضيحات يفترض أنها ستضع النقاط على الحروف جراء ما حصل في جلسة مجلس الوزراء (أول من أمس) فقد خاطب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وزراء «التيار» قائلاً: أنتم تعتبرون ان القضايا المهمة تتطلب اجماعاً، أليس موضوع تعيين قائد للجيش قضية مهمة؟ ان ما تطرحونه على هذا الصعيد لا يحظى بالاجماع، بل أنكم تريدون اقراره ولو كان لا يحظى بأكثرية الأصوات…»؟!

اللافت أنه، وازاء ما حصل، فإن  حدود «المواجهة» العونية تبدو واضحة كفاية، ولا تبدو مرسومة، خصوصاً وان أوساط سياسية في فريق 14 آذار، قالت لـ«المركزية» ان «حزب الله» يتمسك أكثر من غيره بالحكومة لأنها تشكل حاجة وضرورة للاستقرار الداخلي الذي يهمه جداً في وقت يوجه مقاومته نحو الداخل السوري…» لكنه في الوقت عينه يشعر بحرج شديد مع حليفه عون الذي له مصلحة حيوية معه في تأكيد التحالف كذلك مواقف الرئيس نبيه بري الذي يتمسك بقوة، وبوضوح بالحكومة السلامية ورفضه مقاطعة الجلسات…».

عون يتجه لتوسيع دائرة مشاكسته

إلى ذلك، وعقب جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وفجّرت خلافاً على نحو غير مسبوق بين رئيس الحكومة تمام سلام تؤازره غالبية وزارية، وبين وزير تكتل «التغيير والاصلاح» مدعومين من وزيري «حزب الله»، على خلفية عدم التجاوب مع مطلب التكتل «اعطاء الأولوية لبند تعيين قائد للجيش جديد…» واصرار الرئيس سلام على وجوب تخطي التعيينات حالياً واعطاء الأولوية لحياة مليون ونصف مليون لبناني يستفيدون من القطاعين الزراعي والصناعي… فإن ما تسرب من معلومات وما ظهر على شاشات التلفزة على السنة قياديين في «التكتل» وفي «التيار الحر»، يشي بأن (الجنرال السابق) النائب ميشال عون «ذاهب ومن دون أي تردد في اتجاه مناهضة الحكومة، ليس فقط عن طريق مشاكسة وزرائه من الداخل، بل في الشارع أيضاً، «كل ذلك تحت شعار الدفاع عن وجود المسيحيين وحقوقهم المنتهكة» على ما قال موقع «النشرة» الذي كشف ان «التيار الوطني الحر» اتخذ قراره باللجوء الى التحركات الشعبية في الشارع احتجاجاً على مسار جلسة مجلس الوزراء أول من أمس ورفض ادراج بند التعيينات الأمنية على جدول أعمالها…».

وكشفت «النشرة» عن دعوات وجهت لناشطي «التيار» للتوجه الى الرابية اليوم حيث سيعلن عون سلسلة من المواقف، يرجح ان تشكل صافرة الانطلاق للمزيد من التحركات…».

وفي هذا، أكد عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب آلان عون، ان التيار يأخذ مساراً تصعيداً في مواقفه… ونحن ندرس الخطوات الواجب اتخاذها والتي ستأخذ اشكالا عديدة…».

من جهته، قال عضو «التكتل» النائب ابراهيم كنعان ان «خياراتنا مفتوحة واذا اختاروا المواجهة فلتكن ونحن سنناضل من داخل الحكومة وخارجها… والموضوع لم يعد مسألة تعيينات فقط وإنما حضور وفعالية ان يكون هناك احترام للدستور والشراكة وصلاحيات رئيس الجمهورية، التي لا يمكن ان يختزلها ثلاثة عشر وزيراً…».

درباس والسياسة

وتعليقاً على كلام الجنرال عون الاخير عن «الانفجار» قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس: «في اللعبة السياسية من يرفض أي تسوية فليس لديه احتمال إلا ان يفرض ارادته، والتجارب مفروض ان تعلمنا ان أفضل استاذ في السياسة هو التسوية».

قزي: يتباكون على الصلاحيات

أما وزير العمل سجعان قزي (كتائب) فأشار الى ان «جلسة الحكومة كانت ضرورية لكسر مشروع تعطيل العمل الحكومي… وكان لا بد ان نتخطى التعيينات ونقر بند دعم القطاع الزراعي، لأنه لا يجوز من أجل تعيين شخص ان نعطل حياة مليون ونصف مليون لبناني يستفيدون من القطاع الزراعي، بينما نحن نعيش أخطر أزمة اقتصادية واجتماعية».

وقال: «الذين يتباكون على صلاحيات رئيس الجمهورية حريّ بهم انتخاب رئيس للجمهورية، فما قيمة الصلاحيات في غياب الرئيس…» لافتاً الى أنه «من واجب الحكومة ان تستمر في الانعقاد…» أما بالنسبة لصلاحيات رئيس الحكومة فالوقت اليوم ليس مناسباً لمناقشة وتفسير الطائف…».

«المستقبل» مع دورة استثنائية

بدوره عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري، فرأى «ان ما حصل داخل الحكومة هو العودة الى الدستور والاحتكام الى مطالب الناس التي لم تعد تحتمل دلعاً…»، وأشار الى «ان فتح دورة استثنائية فيه مصلحة وطنية» مؤكداً «ان تيار «المستقبل» مقتنع بضرورة فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، ليصار الى تشريع بعض الأمور الضرورية».

أما أمين عام «تيار المستقبل» احمد الحريري فقال في حفل افطار في بلدة السفيرة – الضنية ان «لبنان اليوم في قلب الأزمة، والبعض لا يكف عن التورط في وحول الأزمات المحيطة بنا»… مشدداً على ان «لا حل لازماتنا الا بالعودة الى الدستور، ولا حل للشغور الرئاسي الا بالنزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وعقد جلسات تشريع الضرورة، ولا حل لتأمين مصالح اللبنانيين الا باستئناف عمل الحكومة برئاسة الرئيس سلام…».

مؤتمر ابادة السريان

في سياق آخر، فقد أحيت «البطريركية السريانية الانطاكية الارثوذكسية والكاثوليكية» مؤتمر ابادة السريان «شهادة وايمان» في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني في جامعة الروح القدس – الكسليك، في حضور حشد لافت من المرجعيات الدينية وممثلي قوى سياسية واجتماعية وثقافية… وكانت كلمات بالمناسبة…

وقد القى السفير البابوي غابرييلي كاتشا كلمة لفت فيها الى ان «الاضطهادات الوحشية واللاانسانية وغير المبررة لاتزال مستمرة في أكثر من  مكان في العالم، وغالباً ما تتم وسط سكوت تام وعلى مرأى من الجميع…».

من جهته قال البطريرك يوحنا العاشر يازجي ان «أبخس الأثمان في لعبة الأمم هي الدماء البريئة وحقوق الانسان…» مؤكداً ان «حماية المسيحيين في المشرق بإحلال السلام في ربوعهم وليس بارسال الأسلحة او الطائرات، وحماية الشرق وناسه تكون باسكات نار الحروب وليس بارسال بوارج للسفر او القتال…».

أما المطران كيرلس بسترس، الذي القى كلمة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام للروم الكاثوليك، فقال ان «اللقاء اليوم هو للتنديد بما جرى في الماضي وما يجري اليوم… قيل إن ما يجري اليوم هو صراع حضارات، ولكننا نقول إنه صراع بين الحضارة والبرابرة…».

الراعي: ما يجري تدعمه الدول الكبرى

بدوره قال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، اننا «نحيي ذكرى المجزرة لا من أجل الحقد والثأر، ولا من أجل المطالبة بتعويض مالي، لكننا نحيي ذكراهم وفاءً لهم…» ودعا «الأسرة الدولية للاعتراف الرسمي بالابادة، لكي لا تسمح بعد اليوم بارتكاب مثيلات لها».

وأشار الراعي الى أنه «طالما لم يتوفر الاقرار الرسمي بالابادة يبقى الباب مشرعاً أمام المجازر والابادات المماثلة، كما نشهد اليوم في بلدان الشرق الاوسط، حيث التنظيمات الاصولية – الارهابية تقتل وتهدم وتهجر، وكأنها وسيلة في يد الدول الكبرى، مدعومة منها بالمال والسلاح من أجل مآرب سياسية واقتصادية واستراتيجية.

قبلان: الدولة على كف عفريت

في جانب آخر، فقد حضرت الأزمة اللبنانية والاقليمية على السنة خطباء الجمعة أمس، وفي هذا، قال «المفتي الجعفري الممتاز» الشيخ احمد قبلان سائلاً المسؤولين اللبنانيين «على ماذا تراهنون؟ وماذا تنتظرون حتى تعترفوا بالحقيقة وتقولوا لبنان على حق لكن نحن المخطئون، نحن من خرّب الدولة وجوّع الناس وسبب الفوضى وشل الادارة وهدر المال العام وأقام الصفقات وتقاسم الحصص وتوزع المغانم».

وقال: «إن البلد على كف عفريت، وهناك من يريد تحويل البلد الى متاريس وحواجز طائفية ومذهبية من جديد، وخلاصه بأيدينا وليس بأيدي غيرنا فلنبادر فوراً الى عقد لقاء وطني دائم ومفتوح تلتقي فيه القيادات وتبدأ حواراً لا يتوقف إلا بالتوافق والتفاهم…».