IMLebanon

لقاء تاريخي في بكركي للراعي ونواب قوى 14 آذار يطالب المجلس بانعقاد دائم لانتخاب الرئيس والنصاب بالنصف + 1

دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى «الإتفاق على مخرج ديموقراطي ينطلق من الدستور الواضح في مواده المختصة بانتخاب رئيس للجمهورية فكلنا نريد رئيسا يصنع في لبنان ومن لبنان»، معتبرا أنه «عار جديد أن نبدأ عاما جديدا والفراغ في سدة الرئاسة».

التقى البطريرك الراعي وفدا من النواب المستقلين و14 آذار المسيحيين في بكركي امس، الذين زاروه لمناسبة الذكرى السنوية الاولى للفراغ في سدّة الرئاسة الاولى، مقدمين اقتراحين، الاول قضى بالاعتصام داخل مجلس النواب انطلاقا من المادة 73 بحيث انه يجب ان ينعقد مجلس النواب عند الشغور الرئاسي، والثاني اعتبار النصاب القانوني النصف زائدا واحدا، على ان تحمل اللجنة التي تم تشكيلها والمؤلفة من نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير الاتصالات بطرس حرب، والنواب: جورج عدوان، نديم الجميّل، وعاطف مجدلاني للتشاور في هذين المطلبين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، والاعلان عن ان ما يتفق عليه النواب مع الرئيس بري يوافق عليه البطريرك الراعي حسبما أوضح لاحقا المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض.

حضروا اللقاء

وشكّل اللقاء بين النواب سامر سعادة، نضال طعمة، ايلي عون، نديم الجميل، هنري حلو، أنطوان سعد، فؤاد السعد، بطرس حرب، رياض رحال، ميشال المر، نايلة تويني، هادي حبيش، فادي كرم، روبير فاضل، جان أوغاسابيان، جورج عدوان، إيلي كيروز، فريد مكاري، دوري شمعون، عاطف مجدلاني، نقولا غصن، روبير غانم، جوزف المعلوف، طوني أبو خاطر، سيبوه هوفنانيان، فادي الهبر، أنطوان زهرا، شانت جنجنيان وميشال فرعون، الذين يحضرون بشكل دوري جلسات انتخاب الرئيس نقطة انطلاق مهمة مع البطريرك الراعي، وتمّ الاعلان ان هذا اللقاء ليس موجها ضد احد وهو سيتوسّع ليشمل باقي النواب غير المسيحيين الذي يحضرون الى مجلس النواب بشكل دائم.

كلمة الراعي

 والقى البطريرك الراعي كلمة أكّد فيها على ضرورة «الإتفاق على مخرج ديموقراطي ينطلق من الدستور الواضح في مواده المختصة بانتخاب رئيس للجمهورية»، معتبرا أنه «عار جديد أن نبدأ عاما جديدا والفراغ في سدة الرئاسة».

وقال «مشكورون، للاعراب عن استيائكم المرير من عدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ أربعة عشر شهرا، ومن فراغ سدة الرئاسة منذ سنة كاملة ويوم، بسبب أن اثنين وأربعين زميلا لكم في النيابة يقاطعون الجلسات الثلاث والعشرين التي جرت منعا لاكتمال النصاب، معتبرين أنهم يريدون رئيسا قويا يصنع في لبنان ومن لبنان. وأنتم هنا للبحث عن مخرج لأزمة الفراغ. نحن معكم في الاستياء بوجهيه، وفي البحث عن المخرج، ونحن معهم بالمطلب لا بالوسيلة».

رئيس صنع في لبنان

أضاف «كلنا نريد رئيسا يصنع في لبنان ومن لبنان، ونريده قويا في شخصيته الحكيمة الراقية المنفتحة، الغنية بعطاءاتها، المثقفة والمتمرسة بالحنكة والدراية، القادرة على جمع اللبنانيين حول دولة عادلة وقادرة ومنتجة، يولد منها «وطن نهائي لكل أبنائه»، كما نقرأ في مقدمة الدستور (أ). وهو وطن مميز بخصوصيته الذي قال عنه البطريرك الياس الحويك في مؤتمر السلام في فرساي سنة 1919، ملخصا خصوصية لبنان بأنه التجربة الأولى في الشرق التي تحل الوطنية السياسية محل الوطنية الدينية. فقامت هذه الوطنية السياسية على ثلاثة:

1- العيش المشترك بالحرية والمساواة في المشاركة وبحفظ التعددية.

2- الميثاق الوطني كشريعة ناظمة للعمل السياسي، ناتجة عن خلاصة تاريخ مشترك من تجربة العيش المسيحي – الإسلامي. وهو ميثاق قائم على شعار «لا شرق ولا غرب» كقاعدة لتأسيس دولة تحقق أماني اللبنانيين جميعا، وتبعدهم عن المحاور والصراعات، وكأساس لبناء علاقات هذه الدولة مع الخارج، ومتعاونا معه بما يضمن استقلاله، وبما فيه خير الإنسانية وتقدمها.

3- الصيغة التي تطبق عمليا هذا الميثاق: فتنظم المشاركة الفعلية بين المكونات اللبنانية في النظام السياسي وتحقيقها، بغية أن يتمكن لبنان من أن يقوم بجناحَيه المسلم والمسيحي».

اضاف «هذا الميثاق بصيغته يعلو كل تدبير سياسي أو إداري، حتى أن دستورنا اللبناني يؤكد في مقدمته: «لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك» (ي). عمر لبنان اليوم خمس وتسعون سنة، أنجز اللبنانيون فيها معا وطنا ميثاقيا، واكتسبوا خبرة دستورية وسياسية. وتجاوزوا هزات التأسيس، وأحداث 1958 وحرب 1975. واليوم في خضم الأزمات التي يمر بها لبنان، ويتأثر في العمق بما يجري من حوله في المنطقة من تحولات جذرية على أساس من النزاعات والحروب المدمرة، ونحن على مسافة خمس سنوات من الاحتفال بالمئوية الأولى على إعلان لبنان الكبير دولة في سنة 1920، أصدرت البطريركية «مذكرة وطنية» في 9 شباط 2014 عيد القديس مارون. وأردناها خريطة طريق لقيام الدولة العادلة والقادرة والمنتجة، ووطن لجميع أبنائه. وقد ضمناها في أربع نقاط: الثوابت الوطنية، والهواجس الراهنة، وأسس الانطلاق نحو المستقبل، وتحديد الأولويات. ثم أصدرنا للغاية نفسها في 25 أذار الماضي «مذكرة اقتصادية».

وقال «أما كيف الخروج من أزمة فراغ سدة الرئاسة وحالة تعطيل النصاب، فيجب أولا إعلان فعل إيمان بلبنان الدولة والوطن، والانطلاق من ثوابتنا الوطنية الثلاث: العيش المشترك والميثاق الوطني وصيغة المشاركة. ويجب ثانيا الإقرار بأخطاء مخالفة للدستور متمادية اقترفها الجميع، في هذا وذاك من الظروف، وهذه وتلك من الحالات. ويجب ثالثا الإتفاق على مخرج ديموقراطي ينطلق من الدستور الواضح في مواده المختصة بانتخاب رئيس للجمهورية، على أن يتم التوافق على هذا المخرج الدستوري من أجل ضمانة الالتزام به. لكن الأساس الأصيل لهذه الثلاثة هو الإخلاص للبنان وجعله فوق كل اعتبار شخصي أو فئوي أو مذهبي».

وختم «نأمل في هذا اللقاء التاريخي في هذا الوقت الحرج العمل على التفكير في إمكانية إيجاد مثل هذا المخرج لحل أزمة الفراغ في سدة الرئاسة فلا أحد مستعدا لهزيمة، وعار جديد أن نبدأ عاما جديدا والفراغ في سدة الرئاسة».

بيان اللقاء

 اثر اللقاء، تلا وزير الاتصالات بطرس حرب بيانا، قال فيه «بعد التداول في الفراغ المستمر في موقع رئاسة الجمهورية المسيحية منذ سنة، تبنى المجتمعون الكلمة التي القاها في المناسبة غبطة البطريرك لا سيما تأييده وجوب احترام احكام الدستور لجهة انتخاب رئيس للجمهورية ورفضه استمرار الفراغ في موقع الرئاسة الاولى ما يعرض لبنان لاكبر المخاطر».

وأعلن عن «تشكيل لجنة من الحضور قوامها نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير الاتصالات بطرس حرب، نائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان، الشيخ نديم الجميل عن حزب الكتائب، الدكتور عاطف مجدلاني عن كتلة نواب المستقبل، للتواصل مع دولة رئيس مجلس النواب بالخطوات التي اتفق عليها الحاضرون وقتها، واعتبار مجلس النواب في حال انعقاد دائم كما نصت عليه المادة 74 من الدستور».

واشار الى «توجه المجتمعين لتأمين حضور يومي في مجلس النواب لانتخاب رئيس جمهورية واعتبار النصاب الدستوري لانعقاد الجلسات ما بعد الدورة الاولى لانتخاب رئيس للجمهورية هو الاكثرية المطلقة قياسا، على اعتبار النصاب في الدورة الاولى الثلثين لانتخاب الرئيس، لان انتخاب الرئيس في الدورة المقبلة يتم بالاكثرية المطلقة اي نصف عدد نواب المجلس زائدا واحدا».

وأعلن ان الجميع «تمنوا على غبطته دعوته كل النواب الذين يثابرون على حضور جلسات انتخاب الرئيس من جميع الطوائف والمذاهب والمناطق، الى اجتماع يعقد في بكركي لاتخاذ الخطوات المناسبة وتكليف اللجنة المذكورة اعلاه التنسيق مع صاحب الغبطة لتحقيق كل ما سبق».

وردا على سؤال، قال حرب «في البند الثالث من البيان، تفاهمنا مع صاحب الغبطة الذي رحب بالفكرة جيدا على ان عملنا ليس مسيحيا فقط بل هو وطني، وموضوع الرئاسة لا يعني المسيحيين فقط بل يعني جميع اللبنانيين، لذلك طلبنا من صاحب الغبطة اتخاذ المبادرة ودعوة كل النواب الذين ينزلون الى المجلس النيابي للاجتماع اكانوا مسيحيين ام غير مسيحيين في بكركي برئاسته للاتفاق على ما يمكن ان يتخذ من خطوات تسهل انتخابات الرئاسة وتملأ الشغور الحاصل».

واكد حرب ردا على سؤال آخر، ان البطريرك الراعي لا يتخذ اي موقف ضد احد انما مع الحق ومع احكام الدستور، وبعض الناس يفسر ذلك.

اضاف «غبطته قال كلاما واضحا انه مع تطبيق احكام الدستور حرفيا، ولذلك لا اعتقد ان هناك جدلا في هذا الموضوع».

مواقف من المناسبة

 اما النائب المر، فاعتبر «ان بكركي صرح وطني، وان الاجتماع فيها مهم»، مشددا على «ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وعلى طمأنة المسيحيين على وجودهم وديمومتهم في ظل ما يعيشون في لبنان والشرق الاوسط في هذه الايام».,

* غانم: وكان النائب غانم وصف لدى وصوله الى الصرح البطريركي اللقاء بـ»المهم كخطوة اولى»، معتبرا «ان صرح بكركي هو صرح وطني لجميع اللبنانيين، وان الاستحقاق الرئاسي يهم جميع اللبنانيين وليس المسيحيين فقط».

– زهرا: وبعد اللقاء اشار النائب انطوان زهرا الى «انه بعد مرور سنة كاملة على الشغور في رئاسة الجمهورية وتكرار الحديث عن ان الجسم لا يمكن له ان يستمر بدون راس وبدليل الازمات المتلاحقة على المؤسسات الدستورية، نؤكد اننا ضد الشغور في سدة الرئاسة وضد العبث بالدستور اللبناني وخيارنا الاول يبقى الدستور والدولة والخطوة الاولى هي انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل غد.

وردا على سؤال، اشار زهرا الى ان ثمة افكارا مطروحة منها الاعتصام في البرلمان أو اعتبار جلسات الانتخاب مفتوحة او ان يُعمل لتفسير الدستور بطريقة مختلفة بشأن النصاب.

– الجميل: من جهته قال النائب نديم الجميّل «اردنا ان نضع البطريرك في جو هاجسنا من ان تتكرر الذكرى الاولى للفراغ وهذا الامر مرفوض ويجب ايجاد حل له»، مضيفاً «صحيح ان المبادرة كان يجب ان تحصل مسبقاً لكن الافضل ان تحصل اليوم من الا تحصل ابداً».

وشدد على اهمية انتخاب رئيس، مؤكداً ان احداً لا يمكنه المساواة بين من يعطّل الدستور وانتخاب الرئيس وبين من يحمي الدستور ويحضر الجلسات ويطالب بانتخاب رئيس»، واشار الى ان هناك اكثر من 40 نائباً يعطلون الانتخاب وهذا الامر نرفضه كلياً.

– مجدلاني: كما تحدث النائب عاطف مجدلاني، وقال «جئنا لنقف الى جانب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي دفاعا عن كيان لبنان المهدد في هذه الايام العصيبة، ونحن في كتلة المستقبل اتينا لنقول مع البطريرك انه من الضروري العودة الى الدستور للخروج من الازمة، ولنقول ان انتخاب رئيس للجمهورية ينهي مرحلة القلق على المصير ويسمح بالعبور الى مرحلة جديدة نعوّض فيها ما خسرته البلاد حتى الآن».

* عدوان: وقال النائب جورج عدوان «الصرخة اليوم تأتي في ظل تفاقم الوضع الاقليمي وعلى الحدود، كما هناك بعض اللبنانيين الذين اخذوا خيارا ويعتبرون ان الدفاع عن لبنان والمكونات فيه يتم خارج اطار الدولة والجيش بحيث ان كل مكون في لبنان يستشعر بالخطر يمكنه ان يهب للدفاع عن لبنان وعن نفسه».

وإذ رأى ان الصراع السني- الشيعي يمتد اكثر فأكثر، اشار الى ان النموذج الذي نريد تقديمه هو نموذج الدولة اللبنانية التي تدافع عن كل اطيافها، وان نقدم للبنانيين خيار الدولة والتعلق بدستورنا كمخرج من الازمة ونقدّم للعرب والمنطقة النموذج التعددي اللبناني، املاً ان تلقى هذه الصرخة اذانا صاغية.

وتمنى نواب 14 آذار على الراعي «دعوة جميع النواب من كل الطوائف والاحزاب والكتل لاجتماع في بكركي لاتخاذ الخطوات المناسبة».

اعلام بكركي

 وفي الختام، اعلن مسؤول الاعلام في الصرح البطريركي في بكركي وليد غياض ان البطريرك الراعي لم يعط رأيه بالنصاب بل وافق على نقل الاقتراح الى الرئيس بري ومناقشته معه، مشيرا الى «ان ما يتفق عليه النواب مع الرئيس بري يوافق عليه البطريرك الراعي».

وتجدر الاشارة الى ان النائب ميشال موسى دعي للمشاركة في اللقاء، الا انه اعتذر عن الحضور لان الدعوة وجهت اليه من قبل قوى 14 آذار.