IMLebanon

مجلس الوزراء غدا:النفايات تضاعف تعقيدات التعيينات

كتب عبد الامير بيضون:

دخل لبنان يومه الحادي والثلاثين بعد الاربعماية من دون رئيس للجمهورية..

وكارثة النفايات، التي حطت على العاصمة بيروت وضواحيها وبعض جبل لبنان، لم تجد حلاً نهائياً بعد.. وبعدما كان عمال شركة «سوكلين» بدأوا وعلى مدى 12 ساعة ليل أول من أمس برفع النفايات تدريجياً، عادت الشركة وتوقفت عن رفع النفايات، من دون ان تتضح الأسباب الحقيقية… هذا في وقت تجمع عدد عن الناشطين البيئيين أمام السراي الحكومي، في ساحة رياض الصلح، ورفعوا لافتات من بينها: «ريحة صفقاتكم أبشع من ريحة الزبالة»، «اختنقنا بدنا نتنفس»… وحمل المجتمعون «الحكومة ووزارة البيئة مسؤولية عدم ايجاد حل لموضوع النفايات».

فرنسا على خط الرئاسة مع ايران

وإذ خلص اجتماع «لجنة غرفة العمليات»، في «مجلس الانماء والاعمار» الذي ترأسه رئيس الحكومة تمام سلام في حضور وزير البيئة محمد المشنوق الى «تحديد المهام والمتابعات الضرورية لتطبيق القرارات التي اتخذت..» فإن الأنظار تتجه الى جلسة مجلس الوزراء يوم غد الخميس بعد تأجيل جلسة يوم أمس.. وسط معطيات دولية جديدة – دخلت على الخط الرئاسي وتمثلت بما نقلته «المركزية» عن «مصادر ديبلوماسية غربية» وخلاصته ان وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الذي يزور ايران اليوم الاربعاء، يحمل معه لائحة تضم ثلاثة أسماء لمرشحين توافقيين للرئاسة اللبنانية، سيطرحها على المسؤولين في طهران لمعرفة موقفهم ازاءها، وما اذا كانت ايران مستعدة للتجاوب مع حل الازمة الرئاسية في لبنان… أم أنها ستحيل فابيوس، كما أحالت سابقاً مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية جان فرنسوا جيرو الى «حزب الله»؟!

حراك سياسي لافت في السراي

إلى ذلك، وإذ أرجأ رئيس الحكومة تمام سلام جلسة مجلس الوزراء  التي كانت مقررة يوم أمس الثلاثاء، الى يوم غد الخميس، على أمل ان تشكل منعطفاً يتعاطى معه جميع الأطراف بجدية ومسؤولية لايجاد حل للأزمات الضاغطة والموزعة بين «النفايات» و«آلية عمل الحكومة» و«التعيينات العسكرية» وغيرها.. «وتكون امتحاناً حقيقياً لتعاون الجميع بروح ايجابية لايجاد مخرج حقيقي لهذه الازمات»، فقد شهد السراي الحكومي يوم أمس حركة زيارات واتصالات لافتة في مضمونها وتعددها..

السعودية: لانتخاب رئيس

فقد استقبل الرئيس سلام، في مكتبه بالسراي الحكومي أمس، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان، علي عواض عسيري حيث جرى «التشاور في الاوضاع الراهنة» مع تأكيد عسيري، في بيان وزعته السفارة في بيروت، «ان المملكة حريصة كل الحرص على أمن لبنان واستقراره ومؤسساته الدستورية، وفي مقدمها الحكومة التي تثق بحكمة رئيسها وحرصه على المصلحة الوطنية العليا.. وتعتبر ان الحكومة هي صمام الأمان، وتعريضها للضغط في هذه المرحلة الدقيقة قد ينطوي على عواقب ليست في مصلحة لبنان..» وشجع البيان كافة القوى السياسية، على ابعاد لبنان عن كل التشنجات وتفعيل عمل الحكومة وتسيير شؤون المواطنين وتسليم الأمانة الى رئيس جديد للجمهورية وفق الاصول الدستورية..».

مقبل يجول والهدف  التعيينات الأمنية

وإلى جانب قضية النفايات، فقد حضرت قضية «التعيينات الأمنية» في حركة نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع سمير مقبل، الذي وبعدما كان التقى الجنرال ميشال عون في الرابية والنائب وليد جنبلاط أول من أمس، التقى يوم أمس رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، للغرض نفسه، وزار رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومي، حيث اطلعه على نتائج «زيارته الزعماء السياسيين المعنيين بقضية التعيينات لنستطيع اتخاذ القرارات المناسبة في هذا المجال». كاشفاً أنه «سيواصل لقاءاته لأخذ أراء الزعماء السياسيين اللبنانيين».

وأوضح مقبل «ان الزيارات ليست لأخذ الأسماء او طرح أسماء، بل لوضعهم في الجو الحالي الموجود وكيف يجب ان نتصرف لنصل الى نتائج ايجابية، لا أسماء يتم تداولها، ولا سياسيون يطرحون من يريدون دعمه ولا شيء..

وكان مقبل بعد لقائه الجميل، أكد اننا «لم نتوافق على التعيينات، بل على الآلية.. واتفقنا اننا سنتعامل مع كل استحقاق في حينه..» لافتاً الى ان «الاستحقاق المقبل هو في 8 آب، هناك موقع رئيس الاركان، وأخذنا بالأمس (الأول) رأي وليد بك جنبلاط، وأخذنا اليوم (أمس) رأي النائب سامي الجميل..

حرب: لا حلحلة جدية لمجلس الوزراء

من جانبه وزير الاتصالات بطرس حرب، التقى الرئيس سلام، ولفت بعد اللقاء الى أنه «يبدو ان هناك توجهاً لايجاد حل لموضوع النفايات..» أما موضوع مجلس الوزراء، فلفت حرب الى ان «القضية لاتزال عالقة.. وما من عمل جدي لحلحلة هذه القضية، والطرف الذي يطالب بتعطيل مجلس الوزراء متمسك ومتشبث بموقفه.. وهذا أمر خطير..».

واعتبر حرب «ان جلسة مجلس الوزراء (غدا الخميس) ستشكل منعطفاً إما ان يتعاطى الاطراف المعنيون بجدية وبمسؤولية ونجد حلاً لهذه القضية.. وإلا فليتحمل كل واحد مسؤولياته، ما يعني أنه يعود لرئيس الحكومة اتخاذ الموقف الذي لا يجعله شاهد زور، ولا يجعله عاجزاً عن العمل، وهو يتحمل مسؤولياته مع مجلس الوزراء في غياب رئيس الجمهورية.. ويوم الخميس سنتعاون جميعاً لايجاد المخرج بروح ايجابية، إلا اننا اذا وصلنا في نهاية الجلسة الى حائط مسدود، فهناك مواقف سياسية ستتخذ وستكلف من يعطل جلسات مجلس الوزراء أكثر بكثير لو أنه سهل انعقاد مجلس الوزراء..».

وكشف الوزير حرب ان «السبب المباشر لارجاء جلسة أمس، هو الانصراف شبه الكامل الى حل مشكلة النفايات».

درباس: عمل الحكومة ليس سياسياً

وكان الرئيس سلام استقبل وزيري الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، والشباب والرياضة عبد المطلب حناوي.. وبعد اللقاء قال درباس ان الازمة السياسية مازالت على حالها دون أي احتمال للتقدم، لكننا لمسنا أيضاً ورشة العمل التي يقودها دولة الرئيس دون كلل في معالجة الأمور الحياتية الملحة وأولها مسألة نفايات بيروت.. التي هي في حقيقتها نتيجة طبيعية للشلل الحكومي..

وإذ نفى درباس ان يكون الرئيس سلام قال إنه «سيستقيل» لكننا أكدنا لمرات عدة ان الاستقالة هي أحد الخيارات..

وحول ما اذا كان تأجيل الجلسة يعني نقل النقاش حول آلية عمل الحكومة الى جلسة الخميس قال: «المسألة ليست سياسية.. وكما قلنا نحاول الباسها لباساً دستورياً».

وبشأن تأجيل تسريح عدد من العمداء، قال: «هذه مسألة فنية تقنية عسكرية تعود لقيادة الجيش ووزارة الدفاع.. وتأجيل التسريح أمر لا يعود الى مجلس الوزراء..».

أما الوزير حناوي فقال: «التعيين هو الأصل..».

الراعي: لتعاون دولي لانتخاب رئيس

وفي السياق، وخلال استقباله في الديمان وفداً من الشبيبة في بلاد الانتشار من أصل لبناني، قال البطريرك الماروني، بشارة بطرس الراعي ان «لبنان اليوم في أزمة سياسية كبيرة مرتبطة بأزمات الشرق الاوسط.. وهذه الازمة السياسية أوصلتنا الى عدم انتخاب رئيس للجمهورية..» داعياً الى «الصبر والعمل مع سفراء دول المنطقة والدول العظمى الداعمة للبنان كي نصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، لأن الازمة السياسية ولّدت أزمة اقتصادية».

نصر الله: إسرائيل تستفيد مما يحصل

في اطار مختلف أكد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، في كلمة القاها في خلال رعايته مؤتمر «متحدون من أجل فلسطين – إسرائيل الى زوال» الذي نظمه «اتحاد علماء المقاومة» في قصر الاونيسكو أمس، ان «القضية الفلسطينية هي قضية حق لا لبس فيها..» وشدد على «ان من أخطر الخسائر خروج فلسطين والصراع مع إسرائيل من دائرة الاهتمام الدولي والاسلامي..» مشدداً على ان «الاسرائيلي يستفيد مما يحصل في المنطقة للانتقال الى مرحلة التطبيع مع دولها». وقال: «نحن نتعرض لمعركة وجود ليس لها سابقة في تاريخ المنطقة..»  محذراً من ان «نصل الى وضع ترى فيه الأقليات إسرائيل وكأنها الحامي والمدافع عنها..» وقال: «صراع الوجود الذي  تعيشه الأقليات في المنطقة أدى الى ان تصبح إسرائيل خطراً ثانوياً».