IMLebanon

حزب الله يتريث…فهل يتخلى عن عون ويدعم فرنجية؟

هل تكون جولة الحوار الثنائي بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» في الساعات المقبلة، عادية، ترتدي طابعا استثنائيا بالغ الاهمية، لتزامنها مع الحركة السياسية اللافتة التي دارت بين باريس والرياض في الايام الماضية وأوحت ان «شيئا ما» يُحاك في الكواليس من ضمن الجهود لتخريج ثوب التسوية «اللبنانية» التي ستحلحل الملفات العالقة محليا وتجمع الرئاسة والحكومة وقانون الانتخاب…

ماذا في باريس

الكثير قيل في اللقاء الذي جمع في باريس الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، في الاعلام وعلى صفحات الصحف، لكن أية مواقف رسمية عن حقيقة الاجتماع الباريسي وأهدافه لم تصدر حتى الساعة: طرفاه يتكتمان خوفا من التشويش «المزعج»، والحلفاء أيضا يعتصمون بحبل الصمت حتى اللحظة، كل لاعتبارات خاصة به. فاذا كانت الرابية ومعراب فوجئتا باجتماع الرجلين وأربكتا بالخطوة التي لم توضعا في صورتها، فان صمتا مطبقا أيضا خيم على جبهة «حزب الله»، مايسترو فريق 8 آذار، الذي لا يحسد وفق أوساط سياسية متابعة، على موقفه، فدعم الحريري لفرنجية كي يحصل، يجب ان يقترن بمباركة مسبقة من حزب الله لهذا الترشيح. وعليه، يتوجب على الحزب التخلي عن دعم العماد عون واعلان وقوفه خلف فرنجية. فهل يفعلها؟

صمت حزب الله

 وفي السياق ، نقلت «وكالة الانباء المركزية» عن مصادر قريبة من حزب الله  قولها:»انها مستمرة بالصمت أقله حتى الساعة، وتضيف «جولة الحوار الحادية والعشرون مهمة بالنسبة الينا، وننتظر ان نسمع خلالها من «المستقبل» جوابا حول اللقاء الباريسي وما اذا كان مجرد مناورة أم يصب فعلا في اطار التسوية»، مشيرة الى ان «الاجتماع سيأتي بعد نحو أسبوعين على اطلاق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الدعوة الى التسوية في 11 تشرين الثاني الجاري، وتالياً يجب ان يتوضح خلاله مناخ «المستقبل» السياسي ومساره المستقبلي، فاذا كان يريد فعلا «التسوية» نريد ان نعرف كيف ومتى وأين، خصوصا ان الموقف السعودي من «التسوية» التي دعا اليها الحزب، غير واضح حتى الساعة، والجلسة العتيدة ستكون مهمة لناحية قراءة المؤشرات الاساسية».

وعما اذا كانت تتفاءل بالحركة الحاصلة اليوم، تجيب المصادر «نتريث حتى اللحظة في اصدار اي موقف وننتظر حتى نستمع الى جميع الاطراف. سنستمع الى موقف «المستقبل» خلال حوارنا الثنائي، وسنتواصل مع فرنجية والعماد عون، وسنجري تقويما وجوجلة لحصيلة لقاءاتنا، وعندما تتظهر حقيقة الصورة أمامنا، ويتبين ما اذا كان يحصل حاليا، مناورة أم لا، نتحدث، أما حاليا، فنتريث ونجري تقويما للاهداف لتكوين وجهة نظرنا».

ومع تأكيدها ان «الاجواء جد ايجابية في البلاد، انطلاقا من ردة فعل «المستقبل» على دعوة السيد نصرالله الى التسوية، وصولا الى التضامن الوطني الذي تجلى بعد برج البراجنة»، تعتبر ان «تلك الايجابية لم تترجم فعليا بعد، ولا تزال في الاطار الكلامي».

تُعد الجولة الحوارية الجديدة مفصلية اذا وتشكل محطة أساسية جديدة على طريق التسوية المنتظرة، فهل تدفع حزب الله الى تغيير استراتيجية الوقوف خلف ترشيح العماد عون التي اعتمدها منذ أشهر، وقاطعا على اساسها سويّا، الجلسات الانتخابية، ويذهب نحو دعم حليفه الدائم فرنجية، ويتحمّل بالتالي تبعات اغضاب «الجنرال» وخسارة الغطاء المسيحي الذي يؤمنه لسلاح حزب الله وخطه في الداخل؟

لقاءات باريس

وبمعزل عن اراء الاطراف السياسيين في ضفتي 8 و14 اذار بمشروع التسوية الشاملة ، نقلت «المركزية» عن مصادر سياسية مسيحية معنية ، تأكيدها  ان اللقاءات اللبنانية في فرنسا فاجأت بعض الجهات الاقليمية المؤثرة في الواقع اللبناني وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية(…).

وتنطلق المصادر من ان مجرد انعقاد اللقاءات في باريس ولكن ليس في مقر اقامة الرئيس سعد الحريري الدائمة في الرياض او في العاصمة الفرنسية يعكس جانبا من هذه الصورة، وتقول ان المسؤولين السعوديين ابلغوا اكثر من ديبلوماسي غربي راجعهم انهم ليسوا في وارد القبول بأي رئيس لا يكون المسيحيون الممثلون لطائفتهم معبره الاساسي خصوصا القوات اللبنانية، وعلى وجه الخصوص حليفهم سمير جعجع الذي كانت له أكثر من محطة في المملكة، استقبل خلالها استقبال «الكبار»، وخصصته بحفاوة بالغة.

ولا تخفي المصادر المسيحية «ان التسوية جدية وقائمة والعاملون عليها من اطراف الداخل كثر ومقتنعون بجدواها كمخرج للازمة المستفحلة أكثر»، مشيرة الى «ان النائب سليمان فرنجيه الذي لا يتوانى لحظة عن المجاهرة بصداقته للرئيس بشار الاسد لا يمكن ان يكون رئيسا للبنان في زمن اندحار الاسد بعدما لم يتمكن من الوصول الى بعبدا في خلال عهد الوصاية السورية على لبنان. واكثر من ذلك تقول المصادر، ان احدا لا يجهل ما ادت اليه علاقة « حليف فرنجيه السوري» مع الرئيس رفيق الحريري، اي «استراتيجية الدم»، التي ما زالت قضيتها تحت قوس العدالة الدولية حتى الساعة.

مشروع التسوية

وتعرب عن اعتقادها ان مشروع التسوية المشار اليه تبدو طريقه معبدة في الداخل ما دام الافرقاء الاساسيون من غير المسيحيين، لا سيما حزب الله والنائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري وتيار المستقبل اذا صدقت المعلومات حول قبوله بفرنجية مرشحا توافقيا، مستعدون للسير به، علما ان اكثر من دولة يجب ان تبدي موافقتها على اسم الرئيس العتيد للجمهورية.

وتسأل في هذا السياق عن رأي هذه الدول، لا سيما منها المناهضة للمشروع الايراني في المنطقة والتي ما زالت ترفع في محادثات فيينا ورقة «لا للاسد في مستقبل التسوية السياسية في سوريا « بعدما قبلت على مضض بدور محدود له في المرحلة الانتقالية، موضحة ان هذه الدول لا يمكن ان تقبل بالنائب فرنجية رئيسا في وقت تضع نصب اعينها اطاحة حليفه وصديقه في سوريا.

فرنجية وحزب الله

وتسأل لماذا لا يعلن حزب الله تبنيه ترشح فرنجية وتخليه عن ورقة النائب ميشال عون وهل ان رئاسة لبنان ستشكل الورقة البديلة عن الرئيس الاسد بالنسبة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية بحيث تتنازل عنه مقابل الامساك بالرئاسة اللبنانية من خلال ايصال فرنجية؟ وهل ثمة قطبة مخفيه يفترض ان تتوضح من خلال محادثات فيينا حول الازمة السورية؟ في مطلق الاحوال، ترى المصادر ان تسوية من هذا النوع لا يمكن ان تصل الى خواتيمها.