IMLebanon

جريمة ثارية بقاعا: ذوو الشهيد حميه يخطفون حسين الحجيري ويقتلونه

بعد أكثر من عام على ذبح الجندي الشهيد محمد حمية على أيدي جبهة النصرة، في ظل جمود مريب اعترى ملف العسكريين المخطوفين منذ اتمام صفقة تحرير 9 منهم في كانون الأول 2015، عادت هذه القضية إلى الواجهة أمس من بوابة تطور أمني خطير، بعدما عثر على جثة حسين محمد الحجيري، إبن شقيق مصطفى الحجيري الملقب بـ»أبو طاقية» مرمية على قبر الجندي الشهيد محمد حمية، عقب خطفه قبل ظهر أمس من بعلبك.

وعمل الصليب الاحمر والدفاع المدني والقوى الامنية على نقل جثة الحجيري (مواليد 1996) وتم تسليمها الى الجهات المختصة لاجراء التحقيقات اللازمة والكشف عليها في مستشفى دار الامل الجامعي في دورس من قبل الطبيب الشرعي علي سلمان. ومن ثم سيتم تسليمها لأهله بمواكبة امنية لاجراء مراسم الدفن.

تبني مقتل الحجيري

وبعدما وعد سابقا بالثأر لنجله الذي أعدمته جبهة النصرة في جرود عرسال، تبنى معروف حمية، والد الجندي الشهيد، مقتل الحجيري، في مداخلة تلفزيونية قائلا: «أنا قتلت محمد الحجيري وانتقمت لمقتل ابني، وسيأتي دور أبو طاقية وأخيه، ولن أسلم نفسي للسلطات لأنها كان يفترض أن تحمي ابني وسائر العسكريين».

وفي حين سجل إطلاق نار في الهواء ابتهاجا في منطقة بعلبك، شهدت بلدة عرسال انتشارا مسلحا، في موازاة تدابير امنية مشددة اتخذها الجيش في بعلبك، وأقام الحواجز الثابتة والمتحركة في بلدة طليا وطاريا وسير دوريات في المنطقة منفذا مداهمات عدة.

وفيما سرت معلومات عن أن أنصار مصطفى الحجيري انتشروا في شوارع عرسال، اعتبر بعض سكان المنطقة أنها تأتي في سياق تضخيم الوضع فيها لأن هؤلاء الشباب موجودون أساسا في المنطقة.

ردود الفعل

وفي إطار ردود الفعل على الحادثة، اعتبر رئيس بلدية عرسال المنتخب باسل الحجيري في مداخلة تلفزيونية أن «ما حصل امس جريمة بكل ما للكلمة من معنى».

ودان «تيار المستقبل» في بيان «الجريمة الخطيرة التي ذهب ضحيتها الشاب البريء محمد الحجيري من بلدة عرسال، والذي وجدت جثته على قبر الجندي الشهيد محمد حمية في جبانة طاريا، بعد خطفه في مدينة بعلبك».

وقال «إن الجريمة المستنكرة التي أزهقت روح هذا الشاب البريء، فقط لأنه إبن شقيق من يتهمه البعض بالمساهمة في خطف العسكريين، هي انتقام بشع، لا يعيد الجنود الشهداء إلى أهلهم، ولا ينصف تضحيات الجنود الذين ما زالوا مخطوفين، وهي نذير شؤم يعيد النفخ في رماد الفتنة، ويفتح الباب على مخاطرها التي تستهدف السلم الأهلي، بما يخدم أهداف المجموعات الارهابية، المسؤولة أولا وأخيرا، عن جريمة خطف جنودنا وقتل بعضهم».

مقتل بريء

وختم: «إن «تيار المستقبل» الذي هاله الانتقام من هذا الشاب البريء، كما لو أننا نعيش في شريعة الغاب، يرفع صوت التحذير عاليا من خطورة الانجرار وراء عقلية الثأر، ويهيب بالحكومة اللبنانية وبالمرجعيات السياسية والدينية التدخل السريع لاستدراك التداعيات الخطيرة لهذه الجريمة، ودرء الفتنة، كما يهيب بأهل الحل والربط في عرسال واللبوة وجوارهما المسارعة إلى احتواء ما حصل، والعمل على تغليب منطق الحكمة على عقلية الثأر، والتمسك بمنطق الدولة ومؤسساتها، باعتبارها الوحيدة الكفيلة بإعطاء كل ذي حق حقه، تحت سقف القانون.

رحم الله الشاب البريء محمد الحجيري، وكل شهداء الجيش، وحمى الله عرسال واللبوة وكل لبنان من شر أي فتنة، ومن شر شريعة الغاب».