IMLebanon

مواجهات بلدية ملتهبة في الشمال غدا

جولات كل من الموفد الأميركي الخاص – منسق شؤون الطاقة الدولية آموس هوكستاين ونائب وزير الخزانة الأميركية دانيال غلايزر على المسؤولين اللبنانيين، حاملَين تباعا ملفي التنقيب عن النفط والعقوبات الاميركية المالية على «حزب الله»، لم تحجب صورةَ الانتخابات البلدية والاختيارية التي بقيت متصدرة قائمة الاهتمامات اللبنانية سياسيا وشعبيا، مع اقتراب موعد آخر جولاتها في محافظتي الشمال وعكار بعد غد الأحد.

انتخابات الشمال

 وفي مشهد الاستحقاق البلدي العتيد، الذي يتوقع ان تشهد التحضيرات له زخما اضافيا في الساعات المقبلة حيث يرجح انتقال قيادات من الصف الاول الى المناطق الاكثر حماوة لاستنهاض قواعدها الشعبية والاشراف على سير التحضيرات للمعركة الانتخابية، تتجه الانظار في شكل خاص الى القبيات وتنورين وبشري وطرابلس التي ستشهد منافسة بلديّة يختلط فيها الانماء بمنسوب عال من السياسة. ففي المدينتين الاوليين، يخوض طرفا تفاهم معراب «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» الاستحقاق في وجه القوى والشخصيات الاكثر نفوذا تقليديا على الارض، أي الوزير بطرس حرب في تنورين والنائب هادي حبيش والوزير السابق مخايل الضاهر في القبيات. أما في عاصمة الشمال، فمعركة بين 4 لوائح أبرزها تلك المدعومة من الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي والنائب محمد الصفدي، وأخرى مدعومة من الوزير المستقيل أشرف ريفي وثالثة يرأسها النائب السابق مصباح الاحدب، في حين تتواجه في بشري لائحة مدعومة من القوات «الانماء والوفاء» مقابل اخرى للعائلات «بشري موطن قلبي».

لقاءات «بلدية» الطابع

وفي سياق الاستعدادات للانتخابات، استقبل الرئيس الحريري النائب محمد الصفدي. أما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فالتقى في معراب وفد لائحة «أهل القبيات»، وأكد في المناسبة ان «المعركة عنوانها الأساسي الانتقال بالقبيات من الزبائنية الى الإنماء.» في المقابل، اعتبر الوزير بطرس حرب ان «ما نشهده في هذه الانتخابات نشوء تحالفات هجينة بين القوى والأحزاب السياسية المعطلة للانتخابات الرئاسية، او الساكتة عنها، للقضاء على ما تبقى من أصوات حرة مستقلة متمسكة بالنظام الديمقراطي وبدور المؤسسات المنبثقة من إرادة الشعب اللبناني».

حراك مكوكي لغلايزر

 على صعيد آخر، واصل غلايزر امس جولته على المسؤولين في الداخل، حيث زار السراي واجتمع برئيس الحكومة تمام سلام يرافقه القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان السفير ريتشارد جونز، كما التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم. واشارت المعلومات الى ان المسؤول الاميركي شدد في لقاءاته اللبنانية كلّها على ضرورة الالتزام بتطبيق القانون الصادر عن الكونغرس لتجفيف منابع تمويل الارهاب. وليس بعيدا، أعلنت جمعية المصارف التي زارها غلايزر امس ان لقاءها مع المسؤول الاميركي «ركز على التدابير التي اتخذناها في سياق الالتزام الصحيح والعادل بقانون العقوبات الأميركية المتعلق بحزب الله».

من جهته، قال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش لـ «المركزية» اننا ككتلة نيابية ممثلة للناس، نعالج مسألة القانون الاميركي، بما يحفظ حقوق اللبنانيين وسلامة الوضع المالي والمصرفي وسيادتنا النقدية، والسلطة السياسية والمصارف اضافةً الى لجنة الرقابة على المصارف معنيون بهذا الامر ايضاً»، جازماً باننا «بقدر حرصنا على سلامة الوضع المصرفي واستقراره لن نقبل المسّ بحقوق الناس ومصالحهم»،

التنقيب عن النفط والغاز

في الموازاة، أبلغت مصادر وزارية متابعة لملف التنقيب عن النفط «المركزية»، أن هوكستاين سمع من كل المسؤولين اللبنانيين الذين قابلهم موقفا موحدا أجمعوا فيه على ضرورة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل قبل الشروع بأي خطوة في مجال «التنقيب». وكشفت المصادر ان لبنان كان سلّم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال زيارته الاخيرة لبيروت، رسالة رسمية من الحكومة اللبنانية يطلب منه فيها «القيام بمساع مع اسرائيل لترسيم الحدود البحرية وحسم الخلاف القائم حول المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر الابيض المتوسط جنوبا وبالقرب من الحدود الاسرائيلية»، الا ان لبنان لم يتلق حتى الساعة اي جواب من بان. في المقابل، اشارت المصادر الى ان واشنطن لا تحبذ التوجه اللبناني هذا، وقد لوّحت بسحب يدها من الملف النفطي اللبناني، وبالتخلي عن وساطتها بين بيروت وتل ابيب، اذا دخلت الامم المتحدة على الخطبناء على طلب لبنان من زاوية ترسيم الحدود البحرية، ولم تستبعد المصادر ان تكون اسرائيل خلف هذا الموقف الاميركي.

سدّ جنة: مأزق جديد

 على خط آخر، وبعد طيّ «أزمة النفايات» وسحب ملف جهاز «أمن الدولة» من التداول لمعالجته بعيدا من الاضواء، بدا مجلس الوزراء أمام مأزق جديد يتهدد عمله وانتاجيته، عنوانه «سدّ جنة». فبعد ان حال ارجاء البحث به أمس دون نسف الجلسة الحكومية، من المتوقع ان يحضر بقوة في الجلسة المقبلة وسط تباين واضح بين المكونات الوزارية في النظرة اليه والى تأثيراته البيئية… وليس بعيدا، نفى وزير البيئة محمد المشنوق، في مؤتمر صحافي، أن تكون معارضة الاعمال في سد جنة «سياسية»، مؤكدا الحرص على تطبيق الانظمة والقوانين في هذا الشأن ومشددا على أن أي مصالح شخصية ستضر بالمشروع. المشنوق الذي دعا الى أن يكون تقييم انشاء السد بيئياً وحيوياً بامتياز، أكد ان مجلس الوزراء هو المرجعية للبت بالموضوع ومتابعة الملف بيئياً من دون أي تردد. وشدد على أنه لن يوافق على أمر يمكن أن ينقلب الى كارثة.

جريمة معروف حميه

في غضون ذلك، وعلى رغم تطويق حادثة الثأر لمقتل الجندي الشهيد محمد حمية ومنع تمددها على مستوى البقاع الشمالي، بقيت ذيولها ماثلة لاسيما في عرسال بلدة الشاب حسين محمد الحجيري الذي قتله معروف حمية، اذ انطلقت بعد صلاة الظهر تظاهرة تنديدا بعملية القتل المتعمد. وفي السياق، قال مصدر معني ان دماء شهداء الجيش هي الاغلى على المؤسسة العسكرية الملتزمة قسمها تجاهه، بيد ان ما اقترفه معروف حمية خارج عن القانون، وسياسة الثأر من شخص غير معروف ما اذا كان حقيقة على علاقة بذبح الشهيد ام لا غير مقبولة، فالعلاقة يحددها القانون. معروف حمية ارتكب جريمة يفترض ان يعاقب عليها وغير جائز التغاضي عنها، فبقدر الحرص على دماء الشهيد تحرص المؤسسة العسكرية على دماء اي لبناني، وهي لطالما وقفت على مسافة واحدة من اللبنانيين جميعا، وللغاية فانها تقوم بالمهام المنوطة بها في هذا المجال من خلال تنفيذ مداهمات يومية في طاريا وغيرها من البلدات بحثا عن حمية لتوقيفه.