IMLebanon

الحريري لحماية لبنان من “البلوى” الايرانية

انتقد الأمين العام لـ«حزب الله» على تباهيه بأمواله وصواريخه

الحريري: ايران تمول الفتنة في العالم العربي

وهناك من يقول إنه قاعدة عسكرية متقدمة لها

أقام الرئيس سعد الحريري، غروب السبت، مأدبة إفطار على شرف عائلات من الضنية والمنية وزغرتا، في معرض رشيد كرامي الدولي، في حضور النواب: أحمد فتفت، اسطفان دويهي، كاظم الخير، الوزيرين السابقين نائلة معوض ويوسف سعادة، النواب السابقين: صالح الخير، قيصر معوض، جواد بولس وغطاس خوري، ممثل رئيس المكتب السياسي في «الجماعة الاسلامية» النائب السابق أسعد هرموش نجله براء.

كما حضر رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، محافظ بعلبك- الهرمل بشير خضر، قائمقام الضنية- المنية رولا البايع، قائمقام بشري ربى شفشق، ممثل رئيس حركة «الاستقلال» ميشال معوض جوزيف معوض، مدير مكتب الحريري نادر الحريري، ومستشاره لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، الأمين العام لـ»تيار المستقبل» أحمد الحريري وأعضاء من المكتبين السياسي والتنفيذي، رئيس اتحاد بلديات الضنية سميح سعدية، رئيس اتحاد بلديات المنية عماد مطر، رؤساء بلديات ومخاتير من الضنية والمنية وزغرتا، نقيب المحامين في طرابلس فهد المقدم، القنصل خضر هرموش، عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى أسامة طراد، قضاة ورجال دين، منسقا تيار «المستقبل» في المنية وزغرتا أحمد زريقة وطارق عجاج، ممثلو قادة الأجهزة الأمنية، وحشد من الشخصيات وجمهور «تيار المستقبل».

كلمة الحريري

بعد تقديم من منسق عام الضنية في «المستقبل» هيثم الصمد، ألقى الحريري كلمة استهلها بالقول للحضور: «يجمعنا هذا الإفطار الرمضاني المبارك، في وقت يشهد بلدنا أزمة مؤسسات عنوانها الفراغ الذي دخل عامه الثالث في رئاسة الجمهورية، وأزمة اقتصادية عنوانها تراجع النمو وفرص العمل، بينما لبنان بحاجة لكل مناعاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمواصلة معجزة تفادي نيران الحروب في منطقة يزداد فيها جنون القتل والدمار. وعوضا عن البحث مع اللبنانيين المخلصين للبنان عن أمنه وأمن أهله ومصالحهم، هناك للأسف من يصر على وضع ايران أولا وسوريا أولا، والعراق أولا، واليمن أولا والبحرين أولا، ولبنان أخيرا وآخرا. لا يكتفي قاسم سليماني وأتباعه في لبنان بالحروب القائمة في سوريا والعراق واليمن، بل هو يهدد البحرين أيضا بحرب تستدعي الفتن إلى ديار العرب والمسلمين. هذا النموذج من الغرور والإستعلاء الإيراني لن يؤدي لغير تصاعد موجات العداء بين العرب وإيران».

أضاف: «أما ما يعنينا في لبنان، فهو الكف عن صب الزيت على نار الفتن والتوقف عن السياسات العمياء، بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة وقطع دابر الكراهية التي يستهدفون بها المملكة العربية السعودية».

واستطرد: «لا توجد ساحة عربية واحدة تسللت إليها إيران، سواء عن طريق المال أو الأحزاب أو رجال الدين أو الحرس الثوري، إلا ونالت نصيبها من الإنشقاق والفتن والصراعات المذهبية. ونحن في لبنان مطالبون، أن نحمي بلدنا وعيشنا المشترك من هذه البلوى الإيرانية وأن لا تعلو فتاوى القيادة الإيرانية على مصالحنا الوطنية. لسنا في لبنان، ولن نكون، صدى لما يقرره قاسم سليماني في المنطقة والدعوات التي يطلقها للتمرد وإشعال النار في البحرين وسواها. فيكفينا ما يقع علينا من ويلات الأوضاع في سوريا، ويكفي الإخوة الشيعة خصوصا الإصرار على نقلهم من حرب إلى حرب، ومن مأساة إلى مأساة».

وتابع: «الآن، الكلام الذي سمعناه بالأمس، في حفل التفخيم بمصطفى بدر الدين ودوره في حروب سوريا والعراق والمجازر القائمة ضد الشعوب العربية، كلام لا يعنينا، لأن دور بدر الدين بالنسبة لنا محصور بأنه شخص متهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فكل البطولات المنسوبة إليه تقف هنا وتصبح في سجل التاريخ صفرا مكعبا. أما باقي الكلام فلا يزال يدور في دوامة التورط بالدم السوري، وهذا تورط فرض على اللبنانيين، فيما اللبنانيون يرفضونه اليوم وغدا ودائما».

قاعدة لايران

وأردف: «شخص يتباهى بأنه قاعدة عسكرية متقدمة لإيران، وأن كل أمواله وصواريخه ومعاشاته تأتي من خزانة الحرس الثوري بإيران، يعني أنه يعترف أنه حزب إيراني بامتياز، وأنه استثمار للمشروع الإيراني السياسي والديني والعسكري وأن أوامر الولي الفقيه عنده فوق مصلحة لبنان ومصالح كل العرب. أليست هذه مضبطة إتهام من الدرجة الأولى. حزب يعلن بالفم الملآن أنه ينفذ أوامر دولة خارجية. أما الكلام عن السعودية، فما الجديد فيه؟ تحامل وتجن على دولة عربية فقط لأنها ترفض أن تصبح البحرين أيضا قاعدة إيرانية، كما رفضت أن يجعل الحوثيون من اليمن قاعدة إيرانية».

وقال: «إيران تمول حزب الله في لبنان، وتمول الحشد الشعبي في العراق وتمول الحوثيين في اليمن وتمول المعارضة في البحرين وتمول قتل الأبرياء في سوريا، وتمول عمليات التفجير في الكويت وتمول أدوات الفوضى في القطيف وتمول مجموعات مذهبية في السودان ومصر والجزائر. يعني بكل بساطة، إيران تمول الفتنة في العالم العربي».

أضاف: «إن ثوابت تيار المستقبل الوطنية معروفة، وعلى رأسها التمسك بعروبة لبنان والعيش المشترك والوحدة الوطنية، وحماية الدولة والإستقرار والبحث الدائم عن الحلول التي تنفع معيشة أهلنا وشبابنا. هذه الثوابت أعلنتم تمسككم بها مرة جديدة في الانتخابات البلدية الأخيرة، وهذه مناسبة لأتوجه شخصيا بالشكر إلى كل واحد وواحدة منكم، وبالتهنئة إلى المجالس البلدية المنتخبة في منطقتكم بكل مدنها وبلداتها. ونحن من جانبنا، سنواصل العمل مع نوابكم وبلدياتكم وفاعلياتكم على إيفاء هذه المنطقة بعضا من حقها بالتنمية والتطوير. وهنا أود أن أقول لفاعليات الضنية بشكل خاص أني لم أنس موعدنا الذي تأجل بسبب سفري، وأننا سنجتمع قريبا بإذن الله».

وتابع «بالأمس، تحدثت عن مستقبل طرابلس وكل الشمال، كنقطة انطلاق لإعادة إعمار سوريا والعراق عندما يتم الحل السياسي في هذين البلدين. وجزء مهم من هذا المشروع، طريق الضنية – الهرمل، الذي يجري العمل عليه، لأنه يربط مرفأ طرابلس بالداخل السوري والعربي. وفي منطقتكم أيضا، يجري استكمال مشاريع مياه الشفة من الهبة الإيطالية، وفتح المستشفى الحكومي أبوابه أمام المواطنين ونجح، وكبر، والحمد لله. وبات هناك قائممقامان في المنية والضنية لتسهيل شؤون الناس ومعاملاتهم، من دون ما ننسى مجمع رفيق الحريري الرياضي في سير الضنية، الذي يهم الشباب. وفي المنية أيضا يسير مشروع مياه الشفة بكل المنية، ويجري استكمال الجزء الثاني من أوتوستراد المنية – الضنية. ونحن نتابع العمل لتأمين التمويل لمشروع الكورنيش البحري في المنية أيضا».

أردف «وبما أن الموضوع البيئي مهم جدا بالنسبة إليكم ولتيار المستقبل،

فإننا لن نقبل إلا أن يمر معمل دير عمار 2 بدراسات بيئية، حتى لا تتأثر صحة الناس بهذا المشروع، على أهميته. دير عمار لها علينا الكثير، ولا ننسى أنها بلدة شهيد الدولة والحقيقة والعدالة، شهيد دير عمار والمنية وكل لبنان، الرائد الشهيد وسام عيد!».

وختم «طبعا، أعود وأقول: المشروع الأهم يبقى إعادة النمو والنهوض بالاقتصاد، الذي يفيد كل لبنان، بكل مناطقه. مدخل هذا المشروع، أن تعود الدولة ومؤسساتها لعملها الطبيعي المنتج. والمفتاح؟ انتخاب رئيس جمهورية».

هذا وتابع الرئيس الحريري، لقاءاته مع الفاعليات والهيئات والجمعيات في طرابلس، واستهلها بعد ظهر أمس بإجتماع عقده في مقر إقامته بفندق «كواليتي إن»، مع جمعية «مكارم الاخلاق» بالميناء، برئاسة الشيخ ناصر الصالح، جرى خلاله الحديث عن الاوضاع السياسية والاقتصادية، ومسائل تتعلق بنشاطات وإهتمامات الجمعية.

كما استقبل الحريري وفدا من غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي برئاسة توفيق دبوسي، ثم وفدا من جمعية «تجار طرابلس» برئاسة محمد المجذوب، وتناول الحديث خلال اللقائين الاوضاع عموما والإقتصادية على وجه الخصوص، وتركز على المشاريع الضرورية التي تحتاجها عاصمة الشمال لتنشيط وتفعيل الدورة الاقتصادية، لاسيما منها المنطقة الاقتصادية الخاصة ومرفأ طرابلس والمعرض. وأكد الحريري استعداده لدعم تنفيذ هذه المشاريع مع المسؤولين.

كذلك التقى وفودا شعبية وفاعليات من منطقة باب التبانة، ناقش معهم أوضاع المنطقة ومطالبها واحتياجاتها الضرورية، وأكد الحريري أنه يولي هذه المطالب الاهتمام اللازم، وسيعمل ما في وسعه مع المسؤولين كافة والفاعليات الطرابلسية لتسهيل تنفيذ هذه المشاريع والنهوض بالمنطقة.

وعصرا التقى الحريري دوائر «تيار المستقبل» في طرابلس، وتحدث اليهم عن الاوضاع السياسية العامة وأوضاع التيار عموما، مؤكدا «أهمية إنعقاد المؤتمر العام للتيار في الخريف المقبل، وما يعنيه هذا الحدث لتجديد الحياة بالتيار، وإفساح المجال أمام عنصر الشباب لمشاركة أوسع في تركيبة التيار بالمرحلة المقبلة».