IMLebanon

اول الثلاثية: لا أرانب في قبعة بري

اول غيث ثلاثية الحوار: المكتوب يقرأ من عنوانه

ماذا لو انتهى اليوم الثالث  من دون نتيجة؟

لبّى اعضاء هيئة الحوار الوطني دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى ثلاثية حوارية ارتسمت ملامح نتائجها سلفاً على قاعدة «المكتوب يقرأ من عنوانه». فالمواقف التي استبقتها منذ ايام مع خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وما اعقبه من ردود، وتخللتها عاكسة استمرار وقوف كل فريق «على سلاحه» السياسي رافضاً الانفتاح على اي طرح ينقذ البلاد من براثن الفراغ الهدّام، لا تنبئ بقدرة المتحاورين على احداث تغيير الحد الادنى في المعادلة المتحكمة بالوضع اللبناني منذ اكثر من عامين. في الرئاسة عقم مستفحل حوّل النقاش مباشرة نحو ملف قانون الانتخاب، على أمل الرسو على بر اتفاق، الا ان النقاش لم يخالف محاضر اجتماعات اللجان المشتركة التي أصابت نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بـ»القرف» لدرجة انه يعتزم الطلب من الرئيس نبيه بري في اعقاب الحوار البحث في جدوى استمرارها. اما ترتيب الاولويات فعكس بدوره حال الاحتقان السياسي بين فريقي حزب الله و»المستقبل» الذي يضخه الحوار الثنائي بجرعات اوكسيجين تمنع انفجاره في الشارع وتنفسه مواقف القادة. ففي حين يطالب الاول باتفاق شامل يتم بعده انتخاب رئيس جمهورية رافضا اقتراح تقديم اسم مرشحين آخرين «وما لم نتفق على السلة، لن تكون انتخابات»، يصر الثاني على أولوية انتخاب رئيس قبل اي شأن آخر.

لا ارنب في قبعة بري

حصيلة اليوم الاول اذاً طابقت التوقعات، ولم يخرج جديد من سلة الرئيس بري الذي افتتح الجلسة وفق ما اوضح احد المشاركين في الحوار لـ وكالة الانباء «المركزية» بكلمة اكد فيها الالتزام باتفاق الطائف، وان «السلّة» التي يطرحها لا تخالفه». وفي شأن قانون الانتخاب، اشار المصدر الى ان «الوزير جبران باسيل طرح صيغة One man one vote وبانه طبّقها في الانتخابات الداخلية الاخيرة في «التيار الوطني الحر»، الا ان هذه الصيغة وبحسب المصدر لا يُمكن تطبيقها على مستوى لبنان ككل بل تصلح لانتخابات حزبية فقط».

لماذا يرفضون النسبية!

ولاحظ المصدر انطلاقاً من مناقشات قانون الانتخاب، ان كل القوى السياسية ترفض النسبية لانها ستقلّص من حجم تمثيلها، وكل المواقف المُعلنة في هذا السياق ليس جدّية، فالكل «يُبطّن» مواقفه»، كاشفاً ان «جلسة الحوار الثانية غداً ستناقش فقط قانون الانتخاب». رئاسياً، لفت المصدر الى ان «الملف اخذ حيّزاً واسعاً من المناقشات، اذ شدد الرئيس فؤاد السنيورة على اننا متمسكّون بدعم ترشيح النائب فرنجية، لكن اذا تم التوافق على اسم اخر غير المرشحين المُعلنين فلا مانع لدينا في دعمه»، وهنا تدخّل النائب فرنجية فقال «اي شخص يتم التوافق عليه انا معه واؤيّده». واشار الى ان مكاري توجّه الى النائب محمد رعد قائلاً «قدّم 4 اسماء لرئاسة الجمهورية من ضمنها النائب ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، وننزل الى مجلس النواب لانتخاب واحد منها رئيساً، لكن النائب رعد ردّ عليه ضاحكاً «شو هل حكي هيدا».وختم المصدر بالاشارة الى ان «اكبر خطأ يُرتكب اليوم بتحديد 3 جلسات حوار متتالية، لان لا نتائج ايجابية سنخرج بها، الامر الذي سيقلب الرأي العام ضدّنا».

ايران على كل استعداد؟!

والحوار الوطني حضر ايضا ً في المواقف الخارجية لا سيما الايرانية، اذ اعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي اثر لقاءات عقدها مع كل من رئيسي مجلس النواب نيبه بري والحكومة تمام سلام ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس النيابي النائب عبد اللطيف الزين وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم بقوة الوحدة الوطنية الداخلية في لبنان وكل ما من شأنه ان يعمل على إستتباب الأمن والهدوء والإستقرار في ربوع هذا البلد الشقيق كما تدعم بقوة الحوار الوطني الجاري بين التيارات والشخصيات السياسية الفاعلة والمؤثرة على الساحة اللبنانية، هذا الحوار الذي ينطلق اليوم مجدداً بدعوة من رئيس مجلس النواب ونحن على اتم الإستعداد للقيام بكل خطوة من شأنها ان تؤدي الى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين إستناداً الى كل الإتفاقات ومذكرات التفاهم التي سبق ان وُقّعت بين الحكومتين». واشار من جهة اخرى الى «ان بعد الإنتخابات الخاصة بمجلس الشورى الإسلامي في إيران تم إختيار المجلس النيابي الجديد ونحن كلجنة العلاقات السياسية والامن القومي في البرلمان الايراني أردنا أن تكون اول زيارة رسمية نقوم بها الى خارج البلاد الى البلد الشقيق لبنان الذي يُعتبر حقا يقف في الصف الاول للمقاومة والممانعة ضد العدو الصهيوني.

صلاحية اصدار الموازنة

اما في تفاصيل اليوميات السياسية، وفي حين يعقد مجلس الوزراء جلسة بعد ظهر الخميس المقبل لاستكمال البحث في جدول الأعمال السابق، إضافة إلى بعض المشاريع الجديدة، قالت وزير شؤون المهجرين أليس شبطيني ان على الحكومة استخدام صلاحيتها الدستورية لاصدار الموازنة، مشيرة الى ان عددا من الوزراء ما زالوا على موقفهم لجهة تعليق مشاركتهم في الجلسات الحكومية إن لم تقر الموازنة. اما في ما يتصل بالتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي بدأت معركة حكومية في شأنه تلوح في الأفق، على وقع الكلام عن أن الحكومة المكلفة ممارسة صلاحيات الرئيس تستطيع تعيين قائد جديد للجيش، فأشارت إلى أن هذا رأي حزب الله الذي يدعو إلى العمل بشكل طبيعي في غياب رئيس الجمهورية. نحن لا نشاركه وجهة النظر هذه. وأنا أعتبر أن ما دام رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، فهذا يعني أنه يجب أن يكون موجودا للموافقة على القائد الجديد.

ترحيل عائلات من السويد

في مجال آخر، لم تنجح محاولة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل باقناع السلطات السويدية بالعودة عن قرار ترحيل أكثر من 75 عائلة لبنانية من السويد التي منحت عددا كبيرا من اللبنانيين اللجوء اليها على أثر حرب تموز. وأفادت مصادر ديبلوماسية ان الوزير باسيل دافع خلال زيارته استوكهولم عن وجود هؤلاء في السويد، فأتت الاجابة ان المسألة محض قضائية ولا قدرة للسلطة السياسية على التأثير في هذه القضية، وبعدما اعتبر ان هذا الترحيل لا يستأهله لبنان لأنه راهنا يعاني اكثر من اي دولة من ازمة النزوح السوري، تلقى وعودا بالنظر في ما قد يمكن القيام به حيال هؤلاء. واعطى توجيهاته للسفير اللبناني في استوكهولم علي عجمي بمتابعة القضية.

اليوم الاول من مؤتمر الحوار لم يكسر دائرة المراوحة

بري كرر مطالبته باعتماد السلة المتكاملة للحل مع استمرار التباين بين المتحاورين حول الاولويات

مجلس النواب – هالة الحسيني:

لم تحمل الجلسة الأولى من أعمال طاولة الحوار التي ستستمر في اليومين المقبلين أي شيء جديد، بل لم تتقدم قيد أنملة باتجاه حلحلة الازمات السياسية العالقة، سوى أنه تم طرح أفكار جديدة لم يأخذ المتحاورون منها أية أجوبة، بل بقيت أفكاراً على الطاولة التي لم يستغرق انعقادها سوى أقل من ساعتين.

تحت سقف الطائف

البارز في اليوم الاول من جلسات الحوار هو تشديد رئيس المجلس النيابي نبيه بري على أهمية اعتماد السلة المتكاملة كحل للأزمة السياسية، مؤكداً ان كل ذلك يبقى تحت سقف اتفاق الطائف قائلاً: يجب ان نتفق نظراً لخطورة الوضع داخلياً وخارجياً وما يفرض علينا ان يكون الاتفاق على دوحة لبنانية تبدأ من الرئاسة

وتقول مصادر المتحاورين ان الخلاف كان واضحاً بين المتحاورين حول الاولويات، هل يكون انتخاب الرئيس أولاً، او الانتخابات النيابية اولاً اذ ان هذا الأمر شكل سجالاً بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب محمد رعد حول خلفية الرئاسة، ما استدعى تدخلاً من الرئيس بري داعياً للاتفاق مشدداً على اتفاق الطائف ما أجمع الحاضرون عليه لجهة الالتزام باتفاق الطائف علماً ان البعض طرح انشاء مجلس الشيوخ او استكمال تنفيذ اتفاق الطائف عبر تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية.

وأوضحت المصادر ان النائب سليمان فرنجية أكد تمسكه بترشيحه رافضاً مقولة أنا او لا أحد فيما بدا اصرار الرئيس بري على الخروج باتفاق حول أحد البنود وأبرزها قانون الانتخابات لجهة احداث خرق في هذا الاتجاه.

وكانت طاولة الحوار انعقدت أمس في عين التينة بغياب النائب العماد ميشال عون، وغادرها النائب وليد جنبلاط بعد ساعة واصفاً الأجواء بالايجابية متحدثاً عن عراقيل ما، ومشدداً على ضرورة استمرار الحوار، فيما النائب سليمان فرنجية أكد أنه لا يوجد شيء ليقوله.

أما النائب علي فياض فأشار الى ان القوى جميعاً استعادت مواقفها المعهودة في ما يتعلق بموضوع رئاسة الجمهورية. لذلك جرت العودة مجدداً الى محاولة استحداث خرق بموضوع القانون الانتخابي الذي يسهل الطريق أمام الانتخاب الرئاسي.

أما النائب طلال ارسلان فاعتبر أنه اذا لم نتوصل الى اختراق جدي في قانون الانتخاب فسنعود الى الصفر.

بدوره شدد وزير الخارجية جبران باسيل على اننا لن نقبل بأي قانون انتخابي ليس فيه قاعدة واضحة ومعيار واحد في التعامل او مفصل حسب مصالح القوى السياسية.

أما الوزير بطرس حرب فلفت الى أنه تقدم ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري بطرح يقضي بأنه اذا كان المطلوب التفاهم على الرئيس فيجب ان نتفاهم ونضع اسما ولكن جبه بالرفض.

هذا وكان قانون الانتخابات قد حاز على الهامش الأكبر من جلسة الحوار بالأمس حيث اتفق الجميع على أهمية الوصول الى قانون انتخابي عادل ولكن الامر بقي من دون نتيجة تذكر، بل الخلافات طفت على سطح الطاولة وبقيت الأولوية سمة جلسات الحوار، فمن يأتي أولاً الرئاسة أم الانتخابات؟ وتعتبر المصادر ان جلسات الحوار هذه لن تؤتي بثمارها بانتظار جلاء الصورة في الميدان السوري الذي يبقى له الكلمة الفصل.