IMLebanon

بري متمسك بـ “التفاهمات”… والتعيينات العسكريه في مرمى النصاب الحكومي

وسط شلل المؤسسات الدستورية وعجز القوى السياسية عن ملء الفراغ الرئاسي بارادة «اهل البيت» الذين قرر بعضهم وقف قنوات الحوار الوطني والانتاج الحكومي، عاد الشارع مجددا» صندوق بريد» لتبادل الرسائل السياسية بين عدد من الافرقاء تحت ستار الاحتجاجات الشعبية فيما الهدف، كما عادة محركي الشارع، مصالح خاصة لا يجني منها المعتصمون سوى الوعود الكلامية التي تبقيهم اداة من ضمن عدة العمل السياسي لاستخدامها كلما دعت الحاجة.

ووقود الشارع اليوم شكلها السائقون العموميون مطالبين بإلغاء تلزيم المعاينة الميكانيكية ورفض رفع الرسوم وضرورة إقرار خطة لتنظيم النقل، فاعتصموا أمام السراي الحكومي وتجمعوا منذ السادسة صباحاً في مختلف المناطق، وآزرهم سائقو الصهاريج، وعمدوا الى قطع طرق رئيسية في مختلف المناطق باستثناء صيدا.

وحيدا في الشارع

 اما الشارع السياسي الذي يستعد له التيار الوطني الحر فله كلام آخر، تنشط على جبهته القوى الحليفة لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون لثنيه عن اللجوء اليه، ما دام لن يلقى من يحشد له من هذه القوى الحريصة على الاستقرار وغير الجاهزة للمغامرة به، بحيث يقتصر اذا ما قرر التيار النزول اليه على مناصريه. وهذه الاجواء نقلها حلفاء التيار لقيادته التي ما زالت في طور قراءة الواقع السياسي، مراهنة على جلسة 28 ايلول المفصلية لتحديد خيارها. وهي على رغم موقف كتلة «المستقبل» الصريح باستمرارها في تبني ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، ما زالت تتطلع الى انتخاب العماد عون في الجلسة 45 التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقالت مصادر في فريق 8 اذار ان حزب الله الذي كان سابقا يوعز لمحازبيه بمشاركة العونيين في الساحات لن يفعل هذه المرة، ليس تخوفا من حرف التحرك عن مساره واهدافه انما حرصا على استمرارية الوضعية الراهنة سياسيا وامنيا.

مقبل

 الى ذلك، وعلى مسافة ايام قليلة من موعد تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الاركان اللواء وليد سلمان في 29 الجاري، قال نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل «ان آخر جلسة لمجلس الوزراء قبل نهاية الولاية ستكون يوم 29 الجاري، والموضوع يعود الى رئيس الحكومة، اذا دعا الى جلسة لمجلس وزراء، سأعمد الى طرح تعيين قائد الجيش ورئيس الاركان، اذا تأمن ثلثا اعضاء مجلس الوزراء يقر التعيين ونحل المشكلة، واذا لم يحصل التعيين ولم ينل الثلثين لا لرئيس الاركان ولا لقائد الجيش، حينها كوزير للدفاع سأستعمل صلاحياتي حسب القوانين المرعية وصلاحياتي الدستورية وبناء على مسؤولياتي الوطنية».

موقف بري

في المقلب السياسي، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري تمسكه بالسلة الشاملة لانجاز الاستحقاق الرئاسي، حيث أكد في لقاء الاربعاء أن «التفاهمات السياسية والوطنية تعبّد الطريق الى رئاسة الجمهورية، لا رمي المسؤوليات من طرف على الاخر». وفي حين أثار موقفه من دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية موجة ردود فعل داخل بيت 8 آذار، قال بري «لا يحاولن احد التذرع بموقفي، فموقفي عبرّت عنه اصلاً حول تعبيد الطريق دون الدخول بالاسماء. كما لفت الى انه «عندما يكون الوطن في خطر علينا الا ندخل في التوريات والمتاهات، وننصرف الى معالجة ازماتنا بعيداً من الصخب والضوضاء». على صعيد آخر، نوه رئيس المجلس بأجواء ونتائج جلسة لجنة الاعلام والاتصالات النيابية أمس، مؤكداً ان الامور في يد القضاء الذي سيتابع هذا المسار. وهذا ما اكدت عليه بضرورة متابعة هذه القضية حتى النهاية».

وثائق ناقصة

 وفي السياق، «ان وزير الاتصالات بطرس حرب الذي تسلّم ظهر الاثنين الفائت الكتاب الاوّل الذي وجهه اليه المدّعي العام المالي القاضي علي ابراهيم طالباً اعطاء الاذن بملاحقة رئيس هيئة «اوجيرو» عبد المنعم يوسف، طلب امس دفعة اولى من الوثائق والمستندات التي اعتبرها «ناقصة»، اذ يجب ان تُرفق بطلب رفع الحصانة. وظهر امس، وبعد اجتماع لجنة الاتصالات النيابية طلب حرب تزويده بالمزيد من الوثائق»، ولوحظ في هذا المجال تجاوب «القاضي ابراهيم مع تمنيات الوزير حرب».

واوضحت مصادر في وزارة الاتصالات ان «حرب يتريّث في اعطاء الاذن بإنتظار دراسة الجوانب القانونية والادارية الواردة في متن الطلب ليُبنى على الشيء مقتضاه».

يجب القيام بالمزيد: وسط هذه الاجواء، وغداة مواقف رئيس الحكومة من نيويورك وآخرها في قمة الزعماء حول اللاجئين حيث أشار الى ان لبنان أنفق طبقا لأرقام البنك الدولي خمسة عشر مليار دولار لتأمين الخدمات العامة والتعليم والصحة للسوريين والفلسطينيين الذين باتوا يشكلون ما يوازي ثلث عدد سكانه، داعيا الاسرة الدولية الى التعويض عبر المساعدة، أوضح مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان فيليب لازاريني في بيان، أن «التمويل الدولي للبنان ارتفع بنسبة 48% منذ حزيران كما أظهر التقرير التمويلي الأخير، وقد أنجزنا كمّاً هائلا من المساعدة بفضل الدعم الكريم المقدم للبنان من الدول المتبرعة حتى الآن، ولكن يجب القيام بالمزيد».

الدعم الاميركي

 وليس بعيدا من محاور الدعم، وفي اطار الدعم العسكري الاميركي للجيش اللبناني، وصل الى بيروت قائد العمليات الخاصة في القيادة الوسطى الاميركية اللواء دارسي روجرز في زيارة تستمر حتى الجمعة، لمعاينة الشراكة بين القوات الاميركية والجيش اللبناني، والاجتماع مع قادة عسكريين لبنانيين، وتسليط الضوء على العلاقة المهنية المستمرة بين القوات الاميركية والجيش اللبناني، وفي شكل خاص التعاون على صعيد التدريب بين البلدين. وحضر روجرز دورة تدريبية مشتركة لعناصر من قوات المكافحة والمغاوير، اكد في خلالها «إن شراكتنا مع الجيش اللبناني هي مثال ساطع على احتراف وتفاني الجيش وكفاءته، معتبرا ان الزيارة تؤكد دعم الولايات المتحدة المستمر للجيش، وهي بمثابة إشارة واضحة الى التزامها أمن لبنان.