IMLebanon

الجلسة البعيدة يقربها التفاهم على الاستحقاق الرئاسي

الجلسة البعيدة يقربها التفاهم على الاستحقاق الرئاسي

بري مستعد لتقريب موعد الجلسة الرئاسية اذا تبلور تفاهم في شأن الاستحقاق

الضجة التي سبقت الجلسة 45، والآمال الكبيرة التي علقت عليها، بدّدها سريعا امس ما دار تحت قبة البرلمان، حيث كادت الجلسة التي حُمّلت أكثر مما تحتمل بكثير، تكون نسخة طبق الاصل عن سابقاتها لولا حضور النائب اسطفان  الدويهي منفردا من كتلة «المردة»، وهي مشاركة وُضعت في خانة تسجيل الموقف، لقطع الطريق عما يشاع عن قرب تخلي الرئيس الحريري عن ترشيح زعيم المردة لصالح العماد عون. وأكد النائب «الزغرتاوي» بعدما أصر على تسجيل اسمه في خانة النواب المشاركين في الجلسة، «اننا مستمرون بترشيح فرنجيه لما له من صفات تسمح بتحقيق التوافق الوطني المطلوب بالحاح بهذه المرحلة التاريخية والمفصلية»، مضيفا في كلمة مكتوبة «نحن لا نطلق مواقف ردا على تقارير اعلامية ومشاريع افتراضية متناقضة وكأن انتخاب الرئيس يتم في الغرف المغلقة، في هذه الحالة الرئيس المنتخب لا يستطيع ان يحكم لانه يكون اسير صفقات ومساومات غير واضحة، كما ان موقف دولة الرئيس سعد الحريري واضح لجهة ترشيح النائب فرنجيه». ولفت الى ان «المداولات والمشاورات المطروحة ما زالت في بداياتها ودونها عقبات وصعوبات كثيرة، لان الاتفاق على سلة متكاملة يتطلب وضوحا ورؤية وتفاهما وتجاوز المنافع الشخصانية والمحاصصات التي تتناقض مع الدستور والميثاق كما نفهمه». وردّا على سؤال قال النائب الدويهي ان موقفه هذا يأتي بالتنسيق مع النائب فرنجيه.

لقاء الاربعاء

في الاثناء، جدد بري أمام النواب في لقاء الاربعاء في عين التينة موقفه المعروف بأن «الاتفاق على جملة التفاهمات هو المعبر للحل المتكامل الذي يبدأ برئاسة الجمهورية». وفي حين أشار بري الى أن «ليس لديه شيء حتى الآن بشأن ما يُثار ويقال حول الرئاسة والحراك الحاصل في هذا الشأن»، نقل النواب عنه قوله انه مستعد لتقريب موعد جلسة الانتخاب المقبلة اذا ما تبلور تفاهم في شأن الاستحقاق قبل ذلك التاريخ.

كاغ: التسوية ممكنة

والجهود الداخلية توازيها اخرى على الخط الاقليمي، اعلنت عنها المنسقة الخاصة للأمم المتحدة سيغريد كاغ، مؤكدة انها ستتوجه الأحد المقبل الى إيران ولاحقا الى السعودية وروسيا للبحث في الملفات المتعلقة بلبنان. ووضعت هذه الزيارات في إطار حث مجلس الأمن على إبقاء لبنان على الخريطة الدولية، ولسؤال مسؤولي هذه الدول ما إذا كان بإمكانهم التخفيف من التوتر، علما ان أي دولة لن تستفيد من ضعف لبنان. وقالت في لقاء مع الإعلاميين في مقر المنسقية: ان التسوية ممكنة للتوصل الى إنتخاب رئيس، الأمر الضروري والملح للجميع في لبنان وهو واجب وطني وقد يكون من ضمن سلة. ان الوقت ليس في مصلحة لبنان وليس صديقا له في ظل تراجيديا الأحداث في سوريا. وحذرت من ان كلما طالت فترة الفراغ الرئاسي، فان المخاطر على اللحمة الإجتماعية ستتزايد، لافتة الى ان الإنتخابات البرلمانية هي دليل الى حياة ديموقراطية سليمة ومشيرة الى ان هناك إنتخابات في دول غير مستقرة أمنيا وأكثر إضطرابا بالنسة الى لبنان، داعية الإحزاب الى ان تتفق على قانون إنتخاب.

من الصيفي الى بكفيا

واصل الرئيس الحريري جولته على القيادات، فحط امس في الصيفي حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، قبل ان يغادر من دون الادلاء بأي تصريح، الى بكفيا لتناول الغداء مع النائب الجميل في حضور الرئيس أمين الجميل. وأشارت مصادر المشاركين في لقاء «البيت المركزي» الى ان الحريري لم يأت ليسوّق اسم هذا المرشح أو ذاك بل للتشديد على ضرورة الخروج من الدوامة الرئاسية والبحث عن طروحات ومبادرات جديدة لوضع حد للشغور. ولفتت الى ان الجانبين اتفقا على ان المعطل الاساسي للاستحقاق هو «حزب الله» ومن يقاطعون جلسات الانتخاب. أما الجميل، فقد ابلغ الحريري رفضه تبني ترشيح اي شخصية من فريق 8 آذار لان مشروعها لا يلتقي ومشروع 14 آذار، الا انه أعلن في المقابل انه لا يمانع تأييد مرشح من 8 آذار يتبنى مشروعا وطنيا جامعا. وذكرت ان «ليس هناك من مبادرة واضحة المعالم انما حركة لفكفكة العقد بدأت تعطي نتيجة مهمة بنزول احد نواب «تيار المردة» الى جلسة الانتخاب اليوم». واذ لفتت المصادر الى ان «الكتائب» لا تحارب اشخاصاً، لان همّها سيادة لبنان، ذكرت ان «الرئيس الحريري تبلّغ موقف الكتائب» الثابت لناحية دعوتها الى ضرورة سحب الترشيحين (ترشيح العماد عون وترشيح النائب فرنجية)، وان كتلة الحزب النيابية ستستمر بالمشاركة في جلسات انتخاب الرئيس في اي جلسة تُعقد من اليوم وحتى الانتخاب».

هناك «حراك معين»

وأوضح نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ أن»أهم ما جرى امس أننا فهمنا أن هناك حراكا معينا لأنه لا يجوز استمرار الفراغ الرئاسي، مع ضرورة تحميل المعطلين مسؤولية التعطيل. وأنا أتصور أن هذه هي الرسالة التي يحاول الرئيس الحريري ايصالها من حركته». واوضح أن الحريري لم يقل أنه سار بخيار عون، غير أنه يريد أن يبادر سياسيا. إلا أن حركته لم ترق بعد إلى مستوى المبادرة، ونحن نعتبرها حركة تحضيرية لموقف ما.

احتدام المعارك في حلب

على الصعيد الاقليمي شن الجيش السوري، مدعوما من روسيا، «ضربات جوية مركزة» في حلب مستهدفا مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في ريف المدينة، أصابت أحداها مستشفى في شرق حلب في ساعات الصباح الأولى، ما أدى الى توقف العمل فيه. الى ذلك، خاضت القوات الحكومية معارك مع مقاتلي المعارضة على جبهات عدة في هجمات برية في حلب، وأشار مسؤول كبير في المعارضة الى أن القوات الموالية للحكومة تحتشد أيضا استعدادا للمزيد من الهجمات البرية على مناطق في وسط حلب المقسمة إلى مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وأخرى تحت سيطرة الحكومة. أما في المواقف، فدان البابا فرنسيس تصاعد العنف في سوريا ودعا المسؤولين عنها الى «مراجعة ضمائرهم»، مؤكدا ان «الله سيحاسبهم».

وفد «الشيوخ الفرنسي» يواصل جولاته على المسؤولين

خياري: مستمرون في دعم لبنان في الظروف الصعبة

أكد وفد لجنة الصداقة اللبنانية الفرنسية في مجلس الشيوخ الفرنسي «استمرار فرنسا في دعم ومساندة لبنان خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها»، معربا عن قلقه لأن الوضع المؤسساتي يجمد الكثير من الأمور على الصعيدين السياسي والإقتصادي.

عند سليمان

واصل الوفد الفرنسي برئاسة باريزا خياري الذي يزور بيروت راهنا، لقاءاته كبار المسؤولين، فزار اليوم برفقة السفير الفرنسي إيمانويل بون، الرئيس ميشال سليمان وتم البحث في العلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا والتي ترتكز الى عمق تاريخي ومصالح مشتركة وثابتة.

وأكد الوفد خلال اللقاء استمرار فرنسا في دعم لبنان ومساندته خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.

في قصر بسترس

وزار الوفد الفرنسي ايضا، قصر بسترس، حيث التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وتم عرض الأوضاع الراهنة .

وبعد اللقاء قالت خياري: «ان فرنسا كما جرت العادة، قريبة من اللبنانيين، مهتمة كثيرا بتقوية علاقات الصداقة في ما بيننا من خلال الزيارة التي أقوم بها وما سبقها من زيارات وعلى رأسها زيارة الرئيس فرنسوا هولاند، في ظل الازمة الرئاسية وعدم وجود رئيس لاستقباله، وذلك ليظهر مدى تعلقه بلبنان، وستكون هناك زيارات اخرى لوزراء فرنسيين».

أضافت: «ان لبنان ثمين بالنسبة الينا وهذا الامر يبدو جليا أيضا من رسالة التضامن التي أظهرتموها بعد الأحداث الإرهابية التي حصلت في باريس، حيث كان اللبنانيون قريبين منا ومتضامنين معنا. إن زيارتنا اليوم هي مبادرة صداقة، وجئنا أيضا لنقول لكم ننا قلقون من الوضع، لأن الوضع المؤسساتي يجمد الكثير من الأمور على الصعيدين السياسي والإقتصادي، ويجب حتما معالجة هذه المسألة لأننا نعتبر أن ثمة حدودا للوقت، فالحياة ليست قصيرة ولكن الوقت يدهمنا».

في الصيفي

كذلك زار وفد مجلس الشيوخ الفرنسي، الصيفي، حيث التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل في حضور النائب سامر سعادة ونائب رئيس الحزب سليم الصايغ. وتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع.

إلى ذلك اولم النائب ميشال المر في دارته في الرابية على شرف وفد لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية الفرنسية في حضور الرئيس امين الجميل وقائد الجيش العماد قهوجي وممثل رئيس مجلس النواب ميشال موسى وممثل رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية نهاد المشنوق وممثل الرئيس سعد الحريري النائب جان اوغاسبيان ورئيس الانتربول الدولي الياس المر ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير الوزير جبران باسيل وعدد كبير من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وفاعليات سياسية قضائية اعلامية وبلدية.

اللقاء الذي استهل بالنشيدين الفرنسي واللبناني شدد خلاله النائب المر بكلمة القاها بالفرنسية على عمق العلاقة التي تربط البلدين، لافتا الى الاوضاع المأساوية التي تمر فيها منطقة الشرق الاوسط وانعكاساتها السلبية على الداخل اللبناني، معتبرا ان تعقيدات الوضع اللبناني يؤثر على استقرار الاوضاع السياسية والامنية والاجتماعية وهذا نتاج حروب الآخرين على ارضنا.

وأوضح المر ان فرنسا هي الشريكة الاهم للبنان ولطالما عملت للحفاظ على سيادة وحرية واستقلال لبنان، شاكرا لها ما قدمته وتقدمه للجيش من عتاد ودعم وتدريب لمواجهة الارهاب.

بدورها، شكرت خياري النائب المر على وفائه ومحبته لفرنسا، منوهة بمواقفه الوطنية. وقدمت له ميدالية الصداقة، تقديرا لعطاءاته في مجال ترسيخ العلاقات اللبنانية الفرنسية على مدى ثلاثين سنة.