IMLebanon

في انتظار خطاب القسم

بين من يقول إن وصول رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية يُعد انتصارا لـ»حزب الله» والمحور الايراني في المنطقة، ومن يراهنون على تموضع جديد للجنرال فور تسلمه مقاليد الحكم وعلى رأس هؤلاء مرشِّحاه الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ترى مصادر سياسية متابعة أن مضمون خطاب القسم الذي سيلقيه زعيم «التيار الوطني الحر» في أعقاب انتخابه المتوقع الاثنين المقبل، سيساهم الى حد كبير في تحديد هوية «الجنرال» السياسية الجديدة كرئيس للجمهورية وسيشكل مؤشرا قويا الى المسار السياسي الذي سيسلكه عهده الرئاسي.

وفي السياق، تدعو المصادر الى رصد ما سيحمله الخطاب لا سيما في ما يخص القضايا الداخلية التي ينقسم اللبنانيون عموديا في مقاربتها وأبرزها سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية، اضافة الى علاقة لبنان مع محيطه ومع الدول العربية والخليجية خصوصا في ظل الفتور الذي تمر به على خلفية اعتبار الرياض ان لبنان – الدولة بات خاضعا لسيطرة حزب الله. فهل سيشدد العماد عون على ضرورة اعادة المياه الى مجاريها بين الجانبين في وقت تشكل الدول الخليجية مصدر رزق لمئات الآلاف من اللبنانيين؟

عودة الاعتبار للصيغة

واذ تتوقع ان يتمسك «الجنرال» في متن خطابه، بالميثاق وبالشراكة المتوازنة بين المسيحيين والمسلمين في الحكم، ترجح المصادر ان يعيد الاعتبار الى الصيغة التي قام عليها ميثاق العام 1943 أي «لا للشرق، لا للغرب» ليؤكد على هذا الاساس ان «لبنان مع العرب اذا اتفقوا وعلى الحياد اذا اختلفوا»، متمسكا انطلاقا من هنا بسياسة «النأي بالنفس».

وبذلك، يكون قد كرّس أحد بنود الاتفاق الذي أرساه مع الرئيس الحريري في شأن ضرورة تحييد لبنان، وهو موقف متقدم بحسب المصادر، ولو بقي شفهيا فقط، اذ يعني ان لبنان الرسمي لا يبارك قتال حزب الله أو أي أطراف لبنانية أخرى في الميادين العربية والتدخل في شؤونها.

لا يحبذ طاولات الحوار

وفي حين كان الرئيس ميشال سليمان «استعار» من رئيس مجلس النواب نبيه بري فكرة «طاولة الحوار الوطني» التي أسسها عام 2006، فان العماد عون كرئيس للجمهورية لا يتحمس لاحيائها مجددا، وفق المصادر.

فزعيم «التيار» لم يكن يوما محبذا لـ»الطاولة» وهو لطالما رأى فيها بديلا غير شرعي عن المؤسسات الدستورية التي يجب ان تحصل الحوارات تحت سقفها أي في مجلسي النواب والوزراء، لا أن يتم تخطيهما. ومن هنا، فقد انسحب من اجتماعاتها في نهاية عهد الرئيس سليمان، كما علّق «التيار» مشاركته في آخر نسخ الطاولة، منذ أشهر…

«وجعة راس» … بلاها!

الى ذلك، فان العماد عون يخشى ان تكبّله «الطاولة» أو ان تشكّل مصدرا لـ»وجعة راس» لا يريدها، اذ لا بد ان تناقش الملفات الشائكة كسلاح حزب الله والنأي بالنفس تلبية لرغبة عدد من الأطراف المشاركة فيها التي قد تطالب أيضا بالتأكيد على مقررات طاولات الحوار السابقة وأبرزها «إعلان بعبدا»، علما ان الاخير ليس محط إجماع داخلي.

أما قانون الانتخاب العتيد، فيرى «الجنرال» حسب المصادر ان المكان المناسب لطرحه هو في المؤسسات الشرعية أي في مجلس النواب ولا يعتبر ان طاولة الحوار هي الجهة المخوّلة البحث فيه.