IMLebanon

حكومة تكنوقراط من 14 وزيرا اذا استمرت العقد

لاحت في الافق الحكومي  اشارات يمكن قراءة بعض الايجابيات في مضمونها، اذ قالت مصادر قريبة من بيت الوسط ان الفجوة بدأت تضيق تدريجا، ولو ان الامور ما زال يلزمها الكثير من الجهد، الا ان بعض التطورات طرأ في الساعات الاخيرة على المشهد الحكومي يؤمل منها خيراً، متحدثة عن عمل جدي ودؤوب يجري بعيدا من الاضواء محوره ترميم العلاقات المتصدعة بين مقار رسمية وقوى سياسية اساسية من شأنه، اذا ما كتب له النجاح ان يحدث الخرق في الجدار الحكومي الصلب. وقرأت المصادر في موقف الرئيس نبيه بري خلال لقاء الاربعاء النيابي تبدلا ايجابيا في الشكل يخدم التسوية الجاري العمل عليها، ولئن كان ليس جوهريا في المضمون.

قبل الاعياد

فقد اكد رئيس المجلس خلال لقاء الاربعاء على وجوب تشكيل الحكومة قبل الاعياد، الا انه اشار الى انه قدم كل التسهيلات لتأليف الحكومة والعقدة ليست عنده بل في مكان آخر. واستتبع موقف بري بآخر لعضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ايوب حمّيد الذي قال «ان التيار والقوات هما اساس المشكلة في تأليف الحكومة ولن نقبل بتحجيم النائب سليمان فرنجية».

الحريري الاطفائي

بيد ان هذه المواقف على «خشونتها» لا تعكس ما يدور خلف الكواليس من محاولات هادفة الى اعادة المياه الى مجاريها بين الرابية وعين التينة من جهة والرابية وبنشعي من جهة ثانية، بحسب ما تكشف اوساط مطلعة على المسار الذي يسلكه درب التشكيل موضحة ان الرئيس الحريري يلعب دور «الاطفائي» بين مكونات 8 آذار سابقاً، حتى اذا ما انجز المهمة يفلح في تشكيل حكومته المصّر على ان تعكس الوحدة الوطنية، وانه يتلقى نصائح خارجية بالاسراع في التشكيل مع محاذرة الالغام السياسية، خشية فقدان رونق العهد وسحب زخمه خصوصا على ابواب موسم الاعياد الذي يشكل فرصة مهمة تجب الافادة منها للنهوض بالبلاد اقتصادياً، بعد سلسلة الضربات التي تلقاها القطاع زمن الفراغ. وتشير الى وجوب اعتماد الثوابت التي ادرجت في متن القسم الرئاسي، في البيان الوزاري لسحب اي ذريعة يمكن ان يلجأ اليها بعض الاطراف لمزيد من العرقلة. والى هذا الاعتبار، تضيف الاوساط ان ابصار الحكومة النور سريعا وقبل نهاية العام تحديدا، يتيح امكانية الانصراف الى الاتفاق على قانون انتخابي واتخاذ اللازم والمقتضى لاجراء الانتخابات النيابية المقبلة على اساسه، خصوصا اذا ما استلزم الامر تمديدا تقنيا لبضعة اشهر من اجل انجاز وزارة الداخلية الترتيبات التي قد يوجبها القانون الجديد. وتفيد هنا ان هذا الامر يبقى جائزا حتى شهر آذار، قبل الدخول في مدار مهلة الشهرين على اجراء الاستحقاق.

العقلنة في النسبية

وبدا لافتا كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي نبه إلى أن إذا لم تتوصل القوى السياسية اللبنانية إلى «اتفاق حول قانون انتخاب يقوم على صيغة نسبية عاقلة، سنذهب حكماً إلى انتخابات نيابية وفق قانون الستين، نسبية عاقلة وليس نسبية حسابية. فالعقلنة في النسبية هي التي تحقّق ما نريد، ورغبات القوى السياسية تعبّر عن تطلعاتها السياسية، ولا تعبّر على الإطلاق عما تريد النسبية أن تحققه للوطن من صحة تمثيل». واوضح في كلمة ألقاها في مؤتمر «الاطار القانوني للانتخابات البرلمانية» أنّ «لبنان سيظلّ بلا قانون ثابت يحكم العملية السياسية ما لم يتفاهم اللبنانيون في شكل حاسم على صيغة شراكة في ما بينهم»، مؤكدا أنّ «قانون الستين مرفوض من قبل الجميع علناً، وربما مرغوب فيه بشكل سرّي عند الكثير من القوى السياسية».

المجلس الدستوري

الى ذلك وعد رئيس الجمهورية رئيس وأعضاء المجلس الدستوري بالعمل، بالتعاون مع السلطات المختصة، على إعادة ما انتقص من صلاحيات هذا المجلس، لا سيما تفسير المواد الدستورية. وجاء موقفه خلال زيارته ظهرا مقر المجلس الدستوري في الحدت حيث قدم الى رئيسه الدكتور عصام سليمان تصريحين بأمواله وأموال زوجته السيدة ناديا عون، المنقولة وغير المنقولة، الأول لمناسبة انتهاء ولايته نائبا عن دائرة كسروان، والثاني لمناسبة بدء ولايته في رئاسة الجمهورية، عملا بقانون الإثراء غير المشروع.

اوغلو الى  بيروت

من جهة ثانية، يصل وزير خارجية تركيا مولود جاويش اوغلو، مساء اليوم الى بيروت، لنقل تهاني الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى الرئيس عون الذي يستقبله بعد غدٍ الجمعة. ويشمل برنامج زيارة الوزير التركي الرؤساء بري، وتمام سلام والحريري، ونظيره جبران باسيل.

حوار المتوسط

الى ذلك، تحط هموم الشرق الاوسط وازماته المتشعّبة التي تتخطى حدوده، على طاولة المجتمعين في روما تحت عنوان «روما- البحر الأبيض المتوسط، حوارات المتوسط»، الذي يبدأ اليوم ويستمر حتى السبت المقبل لتسليط الضوء على مواضيع تطغى على الساحة الدولية لا سيما سياسة الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، النزاع في سوريا والتصدي للتهديدات والتحديات الراهنة تحت عنوان «الأمن المشترك»، بهدف وضع استراتيجيات لمحاربة الإرهاب وإعادة النظر في نظام منطقة الشرق الأوسط من خلال استكشاف الآثار المحتملة للاتفاق النووي الإيراني فضلا عن دور الجهات الدولية مثل روسيا والصين.

ويشارك في الحوار المتوسطي في نسخته الثانية الذي يفتتحه رئيس الجمهورية الايطالية ويختتمه رئيس الوزراء ووزيرا خارجية اميركا جون كيري وروسيا سيرغي لافروف الى جانب الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، وزراء اوروبيون ابرزهم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مقابل مشاركة خليجية وايرانية وعربية متمثلة بحضور وزيري الخارجية السعودي عادل الجبير والقطري محمد آل ثاني ونظيرهما الايراني محمد جواد ظريف.