IMLebanon

«حزب الله» ينشط لتضييق الفجوة بين حلفائه

افادت اوساط سياسية إن اللقاء الذي جمع الاحد في بيت الوسط الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ناقش بالتفصيل تطورات الملف الحكومي. واذ أجمع الزعيمان على الطابع السياسي للعرقلة الحاصلة والذي يتجاوز النزاع على بعض الحقائب والحصص الحكومية الى ما هو أبعد، بحث الرجلان في المخارج والحلول الممكنة لمنع سيناريو التعطيل من استكمال حلقاته. وفي حين اكدت الاوساط ان اي اتفاق في شأن توزيع الحقائب لم يتم خصوصا ان القوات قدمت كل التسهيلات الممكنة بقبولها التنازل عن الحقيبة السيادية، افادت ان احد الوسطاء من غير المدنيين دخل على خط ترميم العلاقات المتوترة بين بعض القوى السياسية وتحديدا التيار الوطني الحر وتيار المردة، في اعقاب بيان بعبدا “الابوي” الذي فتح كوة في جدار التوتر الصلب، يؤمل ان تثمر وساطته ايجابا فتذلل ما درج على تسميته عقدة “المردة” الحكومية.

عن لقاء باسيل- صفا

وأكدت مصادر سياسية مراقبة أن اللقاء الذي جمع في الساعات الماضية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا، شكّل مناسبة استوضحت خلالها “الضاحية” توجهات الرئيس عون والعهد الجديد، خصوصا في ما يخص مستقبل التفاهم القائم بين التيار الوطني الحر وحزب الله. وأشارت المصادر الى ان هذا الاجتماع “أتى لتبديد هواجس “الحزب” من إحتمال ان يكون العماد عون قرر طي صفحة خياراته الاستراتيجية السابقة لفتح أخرى أكثر قربا من خيارات حليفيه الجديدين (المستقبل والقوات)”. واذ لفتت الى ان “ما سمعه صفا طمأن “الحزب” وأراحه حيث أكد باسيل ان “الوطني الحر” لا يزال مؤيدا خيارات “التيار” في الرابية وان لا تبدل فيها وإن كان بعض الشكل يوحي بتعديل ما، أضافت المصادر “مخاوف الضاحية كانت من الاسباب الأبرز التي تؤخر الولادة الحكومية. أما وقد تبددت، فيمكن القول ان الضاحية ستدخل بقوة في الأيام المقبلة على خط إزالة العقبات التي تعترض ابصار الحكومة الجديدة النور، خصوصا تلك المرفوعة من قبل أطراف في فريق 8 آذار”.

الفجوة تضيق

وبمعزل عن احدث جهود فريق 8 آذار التي يقودها حزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله شخصيا لترميم التصدعات التي اصابت بيته الداخلي، تؤكد اوساط معنية بتشكيل الحكومة ان الفجوة تضيق تدريجيا في ضوء تقدم يُحرزه العاملون على جبهة التأليف يُؤمل ان يفضي الى ولادة غير بعيدة للحكومة الحريرية الثانية. وتقول الاوساط ان اللقاء الذي جمع الاحد في بيت الوسط ركني قوى 14 اذار وسيبة العهد الجديد الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وحضره كل من النائب عقاب صقر، والنائب السابق غطاس خوري، مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، والمستشار الاعلامي هاني حمود، رئيس جهاز الاعلام والتواصل السابق في القوات ملحم رياشي سابقاً، ناقش بالتفصيل تطورات الملف الحكومي من ضمن اربعة محاور اساسية.

ايجابيات الاستحقاق الرئاسي

الاول: عرض عام وشامل للمرحلة التي تلت انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية والايجابيات التي انتجها على المستويات كافة لا سيما السياسية والاقتصادية وعبرت عنها سلسلة زيارات الموفدين العرب والاجانب الى بيروت لتقديم التهاني للعهد وتأكيد الدعم والمساعدة حيث تلزم الى جانب طلائع وفود رجال الاعمال التي تصل الى بيروت تباعا مبشّرة بعودة واعدة للاستثمارات تحرك عجلة الاقتصاد خصوصا على ابواب موسم الاعياد. واكد الجانبان تفاؤلهما بالمرحلة المقبلة، ذلك ان الرئيس عون عازم على تطبيق القانون وارساء العدالة والمساواة بين اللبنانيين وفق ما جاء في خطاب القسم، وان تشكيل الحكومة من شأنه ان يفعّل دوران عجلة مؤسسات الدولة لاستعادة دورها وموقعها.

اسباب وخلفيات

الثاني تشكيل الحكومة، حيث استعرض الرئيس الحريري شريط الاتصالات الجارية منذ لحظة التكليف والجهود المبذولة لتذليل العقبات، فأبدى كل من الزعيمين وجهة نظره من اسباب العرقلة وخلفياتها، وكان تقاطع عند طابعها السياسي الذي يتجاوز النزاع على بعض الحقائب والحصص الحكومية الى ما هو أبعد. ثم انتقلا الى البحث المعمق في المخارج والحلول الممكنة لمنع سيناريو التعطيل من استكمال حلقاته واستنزاف العهد. وفي حين اكدت الاوساط ان اي اتفاق في شأن توزيع الحقائب لم يحسم، خصوصا ان القوات قدمت كل التسهيلات الممكنة بقبولها التنازل عن الحقيبة السيادية، افادت ان احد الوسطاء من غير المدنيين دخل على خط ترميم العلاقات المتوترة بين بعض القوى السياسية وتحديدا التيار الوطني الحر وتيار المردة، في اعقاب بيان بعبدا “الابوي” الذي فتح كوة في جدار التوتر الصلب، يؤمل ان تثمر وساطته ايجابا فتذلل ما درج على تسميته عقدة “المردة” الحكومية.

قانون الانتخاب

الثالث: قانون الانتخاب الذي يلتقي حوله الحزبان من خلال المشروع المختلط المتوافق عليه بين القوات والمستقبل والحزب الاشتراكي والتيار الوطني الحر، فكان تأكيد على التمسك به وتشديد على وجوب الاتفاق على قانون جديد تُجرى على اساسه الانتخابات النيابية المقبلة، خصوصا ان المختلط يمكن ان يشكل قاعدة ارتكاز للانطلاق مع سائرالقوى السياسية نحو مساحة تلاق وصولا الى حالة سياسية جديدة على الساحة الداخلية.

اما المحور الرابع فتطرق الى الاوضاع العامة في لبنان انطلاقا من تأثرها بالتطورات الميدانية في المنطقة لا سيما في ضوء تداعيات سقوط حلب، ونتائج الانتخابات الاميركية مع وصول دونالد ترامب والمشروع السياسي الذي قد تتبناه الادارة الجديدة في المنطقة. وتقاطعت مواقف الحريري وجعجع عند نقطة تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية وانعكاسات التطورات الدولية، والتركيز على الشأن اللبناني الداخلي بتحريره من قيود والتزامات الخارج.