IMLebanon

نصرالله (الايجابي) لتسهيل مسيرة العهد وتأليف الحكومة

أكد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله أنه «لا شك أن المسلمين والمسيحيين يواجهون تحديات على المستوى الحضاري والوجودي ابتداءً من فلسطين التي استهدفت الوجود المسيحي فيها واليوم باتت تستهدف المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين وصولاً إلى استهداف رفع الآذان في مساجد إلى العراق وسوريا ونيجيريا إلى كل مكان في المنطقة تتعرض فيه حضارة المسيحيين والمسلمين والآثار التاريخية والحضارية والدماء للتهديد من اسرائيل والتكفيريين الذين تبين خلال السنوات الماضية أن أميركا وبعض الدول الغربية تسانده وتموله، وهذا ما أعلن الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وهذا ما ابرزته الرسائل الالكترونية لهيلاري كلينتون».

وفي خطاب متلفز له، أوضح نصر الله أن «هذا التحدي نواجهه اليوم نأمل أن تكون الأعياد المقبلة مناسبة للتوحد والتلاقي والتعاون والتكامل في مواجهة هذه التهديدات الوجودية وهذا هو الخيار المتاح للحفاظ على وجودنا وكرامتنا جميعاً ولا شك ان هناك احداث كبرى تحصل الان في منطقتنا كأحداث حلب والانتصار المقبل في حلب والذي سينتقل الى كل المعركة في المنطقة».

وأكد أن «الواضح في الاسابيع الماضية وجود مطبخ واحد معروف ليخرب العلاقات والتحالفات، ونحن معنيون ان نخاطب اللبنانيين جميعاً وانا خطابي اليوم لكل اللبنانيين بدون استثناء لأننا في لبنان والمنطقة في مرحلة مصيرية ومهمة جداً»، مشيراً الى «أننا نحن وفخامة الرئيس ميشال عون وقيادة «التيار الوطني الحر» في علاقة ممتازة ولا تشوبها اي شائبة وليس هناك اي اشكالية او اي قلق او مخاوف وستبقى مبنية على الثقة العميقة التي تكرست في الايام الصعبة».

متواصلون مع عون

ولفت نصر الله الى «اننا في تواصل شبه يومي مع الرئيس عون ومع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ومع قيادات التيار، ونسأل ونجاوب، والمناخ فيه ايجابية كاملة وقد يكون هناك وجهات نظر مختلفة في بعض المقاربات وهذا ايجابي في مناقشة الأمور وأنا أؤكد أننا لسنا بحاجة لارسال الرسائل».

وأشار نصر الله الى انه «قيل الكثير عن رأي «حزب الله» من العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، مثلا قيل أن الحزب طلب من «التيار الوطني» الغاء تحالفه مع «القوات اللبنانية» والاختيار بين التفاهم بين «حزب الله» أو مع «القوات اللبنانية»، وقيل ان الحزب يطالب بأن لا تكون العلاقة مع القوات اولوية على حساب العلاقة معنا، والبعض قال ان «حزب الله» قلق من أن تؤدي العلاقة مع القوات الى نسف علاقة الحزب و»التيار الوطني الحر»، هنا يظهر ان هناك من يحاول التصوير بأن حزب الله مشغول بـ»القوات اللبنانية» وعلاقته مع «التيار الوطني الحر» وهذا ليس استهانة بالقوات فهي قوة اساسية موجودة في لبنان لكن الجميع يعرف اننا مشغولين في مكان آخر والكل يعرف هذا المكان الذي نحن مشغولين فيه».

وشدد على «انني اريد الجميع ان يعرف انه عندما بدأ الحوار بين «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» وضعنا في الجو ولم نعبر عن اي اشارات سلبية وعندما حاولوا اصدقاءنا في التيار ان يعرفوا رأينا قلنا اننا غير مزعوجين، واذا كان هذا الاتفاق يمكن انتخاب عون رئيساً للجمهورية فهو امر جيد وبالتالي اعطينا اشارة ايجابية لهذا الاتفاق». وأشار الى أنه «قيل الكثير ان «حزب الله» لديه مخاوف عن علاقات العهد الخليجية أي انه حينما جاء وفد سعودي إلى قصر بعبدا انزعجنا وان حزب الله ممتعض، اقول انه من حق رئيس الجمهورية ان يسافر الى اي مكان وان تكون اول زيارة في الدولة التي يريدها وهذا حقه لا نحن يجب ان نضع فيتو للسفر الأول ولا احد يضع فيتو ونحن امام عهد جديد ينسج علاقات لمصلحة لبنان مع كل الدول باستثناء العدو الذي نجمع على عدائه اسرائيل».

تشكيل الحكومة

اريد ان أؤكد للكل وبحسب متابعتي التفصيلية في هذا الملف لأننا على تواصل دائم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لأنه الجهة المخولة التفاوض عننا، اجزم للبنانيين انه لا يوجد في لبنان اي فريق سياسي يشارك في تشكيل الحكومة يريد ان لا تتشكل الحكومة ولا نرى ان احدا من القوى السياسية يريد ان لا تتشكل الحكومة في اقرب وقت ممكن، واستند الى تفاصيل مملة خلال نقاشات محددة، لا من اصدقاء عون او خصومه او اصدقاء الحريري او خصومه، لا عقدة في التمثيل ولا عقدة في العدد ان كانت 24 أو 30 لأن العدد هو وسيلة تخدم هدف تشكيل حكومة وحدة وطنية ولم يتحدث احد بموضوع الثلث الضامن وبالنسبة لنا يكفينا ان عون هو اكثر من ثلث ضامن في القضايا الكبرى الوطنية وحتى الحقائب تم توزيعها والمشكلة اليوم على حقيبة او اثنتين من أصل 24 حقيبة وهناك مشكلة اخرى ان بعض القوى يجب ان تمثل بشكل او بآخر وهذين النقطتين موضوعيتين يمكن العمل عليها كي لا يصنع من هذه المشكلة حرب سياسية ضخمة ونبش نوايا وفتح ملفات بالتاريخ.

كل القيادات السياسية معنية بالمعالجة ولا احد يمكنه القول انني فعلت ما يتوجب علي، فالحكومة يجب ان تتشكل في اسرع وقت ممكن لأنها متعلقة في الانتخابات المقبلة.

وتابع: ان توجيه الاتهامات بالتعطيل هي سياسة فاشلة لا تنفع ولا تستهدف الا الكسب السياسي الذي لا قيمة له واذا احد يريد التعطيل للضغط اقول له ان هذا لا ينفع ونذكر بتجربة رئاسة الجمهورية حيث اتهمنا بتعطيل الانتخابات الرئاسية وقيل اننا لا نريد انتخاب الرئيس ولا نريد عون ولا فرنجية واصلا لا نريد رئيس لكن تبين بعد ذلك رغم كل الضغط علينا وتحريض المسيحيين علينا لم نزحزح واقول لجماعات الضغط نحن بالضغط والتهويل نتصلب اكثر.

العنوان الثالث والأخير هو قانون الانتخابات: نحن نؤيد الدعوات التي صدرت اخيرا بفصل مسار تشكيل الحكومة عن مسار قانون الانتخابات، ونحن نسمع ان الكل يريد قانون جديد وان قانون الستين كارثة الا ان هناك جو في البلد ان العريس الحقيقي هو قانون الستين لذا نحن نطالب بعمل جاد في صنع قانون انتخابي جديد، والدولة القادرة والقوية والعادلة اساها مجلس نيابي منتخب يعبر عن ارادة الشعب اللبناني وكل مكونات الشعب اللبناني وان تجري انتخابات نيابية نزيهة على قاعدة قانون انتخابي يشعر معه كل لبناني ان صوته ذو قيمة وان لديه فرصة حقيقية في التعبير عن رأيه، قانون انتخابي يعطي القوى السياسية احجامها الحقيقية وليست احجام مضخمة وهو الممر الالزامي لبناء دولة حقيقية واذا نريد بناء دولة واقفة صح نبدأ من هنا، واذا بدأنا من قانون خطأ يبدأ الصوت فيها بألف دولار نصل الى دولة تنهار امام اي عاصفة، لذا اللبنانيون امام امتحان حقيقي ومن يريد دولة حقيقية وقوية في هذه المنطقة الآن الامتحان لاثبات ذلك وليس فقط نكتفي بمؤتمرات الدولة العادلة القوية.

لا يجب اقامة قانون انتخابي على اساس مناطقي او طائفي او مذهبي او حسب التحالفات لأنه بذلك يمون يبني مزرعة وليس دولة، اما اذا ذهبنا الى قانون فيه مساواة هذا ما يبني دولة، القانون الوحيد المتاح لتحقيق المساواة هو اعتماد النسبية الكاملة لا المختلطة على لبنان دائرة واحدة او دوائر موسعة وهكذا يظهر الوفي للبلد على رغم انه بالنسبية تصغر كتلنا النيابية لكن هذه الطريقة ستمكن كل الاتجاهات السياسية التمثل في الانتخابات النيابية.