IMLebanon

عون :انا في السعودية حاملا الصداقة ومبددا الالتباسات

عون يلتقي خادم الحرمين الشريفين اليوم وينتقل غدا الى قطر:  زيارتي لتبديد الالتباسات في العلاقات اللبنانية – السعودية

وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الرياض في اطار زيارة يقوم بها الى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

وكانت الطائرة التي تقل الرئيس عون والوفد المرافق الذي يضم الوزراء: جبران باسيل، مروان حمادة، علي حسن خليل، يعقوب الصراف، نهاد المشنوق، بيار رفول، ملحم الرياشي ورائد خوري، اضافة الى وفد اداري واعلامي وامني، قد حطت عند السابعة مساء بالتوقيت المحلي (السادسة مساء بتوقيت بيروت) في مطار الملك خالد الدولي.

وفور هبوط الطائرة، صعد مسؤول المراسم الملكية السعودية والسفير اللبناني لدى المملكة عبد الستار عيسى الى الطائرة ودعوا الرئيس عون الى النزول، حيث كان في استقباله امير الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز، والوزير المرافق وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور ابراهيم العساف وكبار المسؤولين في الرياض واركان السفارة اللبنانية.

واقيمت مراسم الاستقبال في القاعة الملكية للمطار قبل ان يودع الامير فيصل رئيس الجمهورية الذي توجه الى مقر الاقامة في قصر الملك سعود.

ومن المقرر ان يجري الرئيس عون اليوم محادثات رسمية مع كبار المسؤولين السعوديين وفي طليعتهم خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز.

وأكد رئيس الجمهورية  في حديث للـ «الاخبارية» السعودية ادلى به بعيد وصوله مساء امس الى الرياض، ان «العلاقات اللبنانية السعودية تأثرت بالاحداث التي جرت في الدول العربية، وحصل بعض الشوائب غير الواضحة بالنسبة للبلدين، وانا اليوم هنا لابدد الالتباسات التي حصلت حاملا المودة والصداقة للشعب السعودي».

واوضح انه اصطحب معه بعض الوزراء للقاء نظرائهم والبحث سويا عن مجالات يمكن ان تتعاون فيها المملكة مع لبنان وايجاد سبل التعاون سويا مع القطاعات كافة.

وقال الرئيس عون ردا على سؤال: «استطعنا ان نحافظ على الامن والاستقرار ضمن الحدود اللبنانية، وذلك بالنظر الى ما يمكن ان تحدثه الحروب الدائرة حاليا في المنطقة ولدينا تجربة في السبعينات وتعلمنا ونود ان يتعلم الجميع ان مثل هذه الحروب الداخلية لا تنتهي الا بحل سياسي. نحن مررنا في تجربة مماثلة ووصلنا الى اتفاق الطائف في المملكة ونتمنى للآخرين ان يعتمدوا الحل السياسي».

وردا على سؤال حول الاستحقاقات اللبنانية في ظل الوضع الذي تعيشه المنطقة، وامكان التوصل الى تسويات داخلية بين الفرقاء اللبنانيين لحل الملفات، شدد الرئيس عون على «ان الفرقاء في لبنان اجتمعوا على فكرة اعمار لبنان بغض النظر عن النتائج التي ستؤول اليها التطورات في الدول الاخرى، لأن الاعمار والامن والاستقرار للجميع. فنحن نحارب الارهاب على حدودنا لمنع التسلل الى الداخل اللبناني، كما ان اجهزة الاستخبارات اللبنانية تقوم بالواجب من خلال العمليات الاستباقية والقائها القبض على الارهابيين الذين تمكنوا من التسلل. ان هذا الموضوع اصبح وفاقيا، وكان في صلب التفاهم الذي ادى الى انتخاب رئيس للجمهورية بعد تأخير دام سنتين ونصف السنة».

واكد رئيس الجمهورية على «اننا جميعا بحاجة الى التعاون لمحاربة الارهاب، ولبنان ليس جزيرة بعيدة عن هذه المشكلة وبالتالي لسنا وحدنا، ونحن بحاجة الى التعاون مع المملكة العربية السعودية وكل الدول لأن الارهاب لم يعد محصورا في دول الشرق الاوسط بل عم العالم اجمع ان في اميركا واوروبا او الدول العربية كما يحصل الآن، وبالتالي يجب التفاهم مع الدول الكبرى التي يمكنها وحدها اتخاذ قرار في الامم المتحدة في هذا المجال. اما الحروب المتفرقة ضد الارهاب، فلا يمكنها وحدها ان تحد من مفاعيله».

وحول امكان التعاون مع السعودية في مجال مكافحة الارهاب، اشار الرئيس عون الى انه «على الرغم من عدم تجاور لبنان والسعودية جغرافيا، الا ان تبادل الخبرات والمعلومات حول الارهاب هو امر جيد ومرغوب فيه. وخلال الزيارة، سنعرض كل المواضيع الممكنة ومنها إمكان تقديم المساعدة للجيش اللبناني».

وفي ما خص الوضع في لبنان، اوضح الرئيس عون ان الوضع الحالي قد تحصن بحد ادنى من التفاهم لانه يجب على الدولة ان تؤمن الامن للمواطنين والمحافظة عليه وعلى الاستقرار، وهذا امر متفق عليه بين مختلف الفئات اللبنانية حتى ولو ان هناك وجهات نظر سياسية مختلفة في ما يتعلق ببعض الشؤون في البلدان العربية المجاورة.

واعرب رئيس الجمهورية عن عدم خشيته من «فقدان التوازنات في لبنان، لا بل اعتبر انها ستكون اكثر ثباتا يوما بعد يوم». واشار الى «ان الثقل الذي يحمله لبنان هو من النزوح السوري الى اراضيه، الذي ادى الى تضاعف العدد السكاني في لبنان في فترة زمنية قصيرة جدا، لذلك يتحمل لبنان اعباء مادية كبيرة وزيادة في معدلات الجرائم». وأمل الرئيس عون ان «يتم حل الازمة في سوريا سياسيا وسلميا، لأنه يسمح للنازحين بالعودة الى سوريا واعادة اعمارها، فالمشكلة تخطت المعقول والدمار الذي لحق بهذا البلد كبير جدا».

وعن امكان حصول مشهد حدودي جديد في سوريا ديموغرافيا، اكد رئيس الجمهورية «اننا نقف الى جانب العيش المشترك لمختلف الاقليات لأنه في الشرق الاوسط هناك تراكم ثقافي بين هذه الاقليات ولا اعتقد بوجود مجموعات ترغب في الانسلاخ عن مجموعات اخرى، انما بعض الدول الكبرى تمارس ضغطا في هذا الاتجاه ولا اعتقد انها ستصل الى نتيجة».

وشدد الرئيس عون على «انه مهما كانت النتائج في ما خص قانون الانتخاب، فلن نعود الى التقاتل والعنف»، موضحا انه في «المرحلة التي مضت اتبعنا سياسة توازن داخلي كي لا نتخطى حدودا معينة، وهي قائمة على الابتعاد عن كل ما يزيد الشرخ بين الدول العربية».

وشدد ردا على سؤال على ان «لا حاجة على مستوى لبنان قيام «طائف جديد» لأن لدينا القدرة على ان نصنع تعديلات معينة اذا ارتأينا وجود حاجة اليها».

ويوم الاربعاء 11 كانون الثاني الجاري، يزور الرئيس عون والوفد الرسمي دولة قطر تلبية لدعوة من أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وينضم الى الوفد الرسمي في قطر السفير اللبناني حسن نجم.

وقبيل مغادرة بيروت رأس عون اجتماعا للوفد الرسمي المرافق حضره الوزراء باسيل، حماده، خليل، الصراف، المشنوق، رفول، الرياشي، وخوري، في حضور المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير. وتم عرض برنامج الزيارتين للرياض والدوحة، ومواضيع البحث بين الوفد اللبناني والجانبين السعودي والقطري. وتحديد أولويات النقاط التي سيتم التركيز عليها خلال المحادثات الثنائية بين الوزراء اللبنانيين ونظرائهم في كل من السعودية وقطر.

وفد فرنسي

واستقبل عون، في حضور النائب سيمون ابي رميا، وفدا نيابيا فرنسيا برئاسة النائب تييري مارياني الذي اطلعه على أهداف جولة الوفد في عدد من دول المنطقة، وخلال اللقاء دار حوار بين اعضاء الوفد ورئيس الجمهورية، اعتبر خلاله عون أن «عجلة الحياة السياسية في لبنان انطلقت في شكل جيد عقب انتهاء ازمة الشغور الرئاسي وتشكيل الحكومة الجديدة، آملا في ان يستمر التحسن في مختلف القطاعات». ورأى أن «لبنان نجح في تجنب انعكاسات الازمة السورية عليه، على الرغم من بعض الآثار الجانبية خصوصا مع بدايتها»، وأكد أن «لبنان يحفظ حدوده مع سوريا والقوى الامنية تعمل على منع تسرب الارهابيين الى الداخل اللبناني»، لافتا الى أن «التدابير الاستباقية التي تقوم بها الاجهزة المختصة تحول دون قيام هؤلاء بتحقيق أهدافهم».

وقال: «نحن قلقون على المستوى العالمي، لأن الإرهابيين لا يعترفون بالحدود، وأهدافهم تطاول جميع الدول، وهم يريدون فرض شريعتهم على الجميع، إلا أنهم قبل أن يدركوا استحالة بلوغ أهدافهم، بصرف النظر عن قدرتهم على ذلك، فإنهم يلحقون الكثير من الاضرار، من هنا واجب الجميع توحيد الجهود من اجل القضاء على الارهاب، الذي هو العدو المشترك الذي نواجهه».

وقال: «إن المسألة في غاية البساطة وتقتضي الاجابة عن سؤال واحد: ماذا نخسر اذا ربح الارهاب؟ بالطبع لا نخسر الوجود المسيحي فحسب في الشرق، انما سيكون الامر أشمل ليصل الى حد نهاية حضارة ومحو كل ما يقوم على اساس احترام الحق في الاختلاف والتنوع. ومن الضروري ان يكون الجميع على بينة من الأمر لأن الانفصام كان كبيرا بين ما تناقلته وسائل الاعلام والواقع».  من جهة أخرى، أبرق عون الى الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني معزيا بوفاة الرئيس الايراني الاسبق.