IMLebanon

انتحاريون يفجرون أنفسهم وجرح 7 عسكريين

انتحاريون يفجرون أنفسهم وجرح 7 عسكريين

قائد الجيش تفقد بعد العملية الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة

عملية أمنية نوعية للمجوقل في عرسال جنبت البلاد عددا من المخططات الارهابية

انتحاريون فجروا أنفسهم وأصابوا 7 عسكريين والجيش اعتقل 350 شخصا بينهم 25 من كبار المطلوبين

في إطار حربه الاستباقية المستمرة على الارهاب، والتي جنّبت لبنان عددا من المخططات الارهابية التي كانت لتضرب استقراره وتكبده كثيرا من الشهداء والجرحى، سطر فوج المجوقل في الجيش إنجازا جديدا تمثل في توقيف أكثر من 350 إرهابيا، بينهم السوري أحمد خالد دياب قاتل المقدم نور الدين الجمل الذي استشهد في معارك عرسال الشهيرة في آب 2014 كانوا يعدون لتنفيذ مخططات إرهابية.

عمليات ارهابية

وكشفت معلومات أن هؤلاء الانتحاريين في مخيمي النور والقارية شرق عرسال كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات ارهابية من زحلة الى بيروت، علما أن مصادر عسكرية لفتت إلى ان عدد الموقوفين في عمليات الدهم في مخيمات عرسال بلغ 350 شخصا بينهم 25 من كبار المطلوبين المنتمين إلى تنطيمي «داعش» و»النصرة»، مشيرة إلى احتمال اخلاء سبيل عدد كبير من الموقوفين بعد اجراء التحقيقات اللازمة.

تفجيرات الانتحاريين

غير أن العملية الاستباقية لم تمر من دون أن يتكبد الجيش الضريبة القاسية، حيث أصيب 7 من العسكريين، جراء تفجير أربعة انتحاريين أنفسهم في مخيم النور، ردا على المداهمات.

دهم المخيمين

وفي التفاصيل الميدانية، نفذ فوج المجوقل في الجيش عمليات دهم كبيرة على مخيمي النور والقارية للنازحين السوريين في عرسال، فيما فجر انتحاري نفسه خلال عملية الدهم في مخيم النور في شرق عرسال في وادي عطا، ما ادى الى اصابة 3 من العسكريين اصابات متوسطة نقلوا على اثرها الى المستشفيات بواسطة الطوافات العسكرية.

اعتقال العشرات

وفي وقت تابع الجيش عمليات الدهم، تم توقيف عشرات السوريين المشتبه بهم من بينهم الإرهابي السوري احمد خالد دياب، قاتل المقدم نور الدين الجمل في معارك عرسال في العام 2014.

«النصرة» ترد

من جهتها، ردت جبهة النصرة بوضع سلسلة عبوات مشبكة ببعضها البعض قرب مخيم النور في عرسال وهي معقدة ما استدعى تفجيرها بالكامل في مكانها.

اشتباكات عنيفة

وقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلحين في محلة عقبة المبيضة وضليل ابو حيدر قرب مخيم النور في شرق عرسال.

وفي وقت لاحق، سقط 4 جرحى للجيش اللبناني في مخيم القارية بعد القاء الإرهابيين قنبلة يدوية عليهم، فيما أشارت معلومات صحافية إلى مقتل طفلة وجرح شخصين في الإشتباكات خلال عمليات الدهم.

بيان الجيش

وفي سياق شرح تفاصيل العملية، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان، أن «فجر اليوم أمس وأثناء قيام قوّة من الجيش بتفتيش مخيم النور العائد إلى النازحين السوريين في بلدة عرسال، أقدم انتحاري على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف أمام إحدى الدوريات المداهمة ما أدّى إلى مقتله وإصابة ثلاثة عسكريين بجروح غير خطرة.

الانتحاريون

وفي وقت لاحق أقدم ثلاثة انتحاريين آخرين على تفجير أنفسهم من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، وفجّر الإرهابيون عبوة ناسفة، فيما ضبطت قوى الجيش أربع عبوات ناسفة معدّة للتفجير، عمل الخبير العسكري على تفجيرها فوراً في أمكنتها.

من جهة ثانية، وخلال قيام قوّة أخرى من الجيش بعملية تفتيش في مخيم القارية التابع للنازحين السوريين في المنطقة نفسها، أقدم أحد الإرهابيين على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، كما أقدم إرهابي آخر على رمي قنبلة يدوية في اتجاه إحدى الدوريات ما أدّى إلى إصابة أربعة عسكريين بجروح طفيفة.

وتستمرّ وحدات الجيش بعمليات الدهم والتفتيش بحثاً عن إرهابيين آخرين وأسلحة ومتفجرات».

وفاة طفلة سورية

ولاحقا، أكدت القيادة خبر وفاة الطفلة السورية، حيث أعلنت، في بيان آخر، أن «أحد الانتحاريين أقدم على تفجير نفسه وسط أفراد عائلة نازحة، ما أدى إلى وفاة طفلة تنتمي إلى هذه العائلة».

وعُرف من الانتحاريين الذين فجروا أحزمتهم الناسفة في مخيم النور كل من «أبو عائشة» وهو أحد مسؤولي «جبهة النصرة»، «أبو عبادة الشرعي» وهو قاض شرعي لـ «النصرة في جرد عرسال، وانتحاري ثالث مجهول الهوية. إضافة إلى رابع فجّر حزامه الناسف في مخيم القارية اثناء مداهمة الجيش للمخيم.

الجثث والجرحى

وأفيد عن ادخال خمس جثث الى مستشفى الرحمة تعود إلى سوريين وهم مرشد الرفاعي، رضوان عيسى، جهاد كنعان, نايف برو. وأدخل ثلاثة جرحى وهم عمران عيسى, زينب الحلبي, وسلوى البراقي.

وتجدر الإشارة إلى أن أغلب المسلحين المتواجدين في مخيم النور ينتمون إلى النصرة أما في مخيم القارية فينتمون إلى تنظيم داعش.

وفي أعقاب العملية، ترددت معلومات عن أسلحة كيماوية عثر عليها الجيش في عرسال. غير أن مصادر عسكرية نفت هذه المعلومات، موضحة أن «ما عثر عليه في مخيم القارية ليس سوى مواد لتصنيع العبوات المتفجرة وهي مواد كيماوية من نيترات وغيره.

كذلك، نفت أوساط عسكرية عثور الجيش على مخبأ تحت الأرض لتصنيع العبوات قرب أحد المخيمات التي تمت مداهمتها في عرسال، مؤكدة أن كل المضبوطات (من صواعق ومعدات تحكم عن بعد ومواد لإعداد المتفجرات وسواها) عثر عليها فوق الارض.

وعلمت وكالة الانباء »المركزية« من مصادر أمنية »ان الجيش كان تلقى معلومات حول عمليات ارهابية قد تنفذ في مناطق عدة من لبنان، ما استدعى الشروع في المداهمات في ساعات الصباح الاولى لتوقيف أشخاص معينين. وبالفعل بدأ التحقيق مع الموقوفين فور انتهاء العملية للتثبت ما اذا »وفت« المداهمات بالغرض«.

زيارة قائد الجيش

ويعيد العملية النوعية، زار قائد الجيش العماد جوزف عون عرسال، حيث تفقد مواقع الجيش والوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة.

وأكد قائد الجيش، في لقاء في دار بلدية القاع لمناسبة الذكرى السنوية للعملية الإرهابية التي استهدفت البلدة، وبعد جولة له على قطعات الجيش في البقاع الشمالي وعرسال، ان «الجيش اللبناني بحالة جهوزية تامة للتصدي لكل ما يهدد الأمن، وهو في موقع الهجوم وليس في موقع الدفاع ولن ننتظر الارهابيين».

ونوه قائد الجيش في حضور ذوي الشهداء وفاعليات وأعضاء المجلس البلدي، بـ»تضحيات الشهداء الذين تصدوا للارهاب دفاعا عن لبنان»، كما اكد ان «الجيش يقف إلى جانب القاع وأهلها في مواجهة كل ما يهدد الأمن والاستقرار». وكانت كلمة لرئيس البلدية بشير مطر، أكد فيها «الاستعداد للوقوف إلى جانب الجيش لحماية الوطن الذي تمثل القاع بوابته الشرقية».