IMLebanon

الحريري يسير الى لقاء ترامب في حقل ألغام حرب الجرود

استهل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري امس لقاءاته في العاصمة الاميركية واشنطن بزيارة مبنى الكابيتول عند الحادية عشرة بتوقيت واشنطن، السادسة مساء بتوقيت بيروت، حيث اجتمع بمدير شؤون الموظفين في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي كريس بروز ومدير سياسة اللجنة الذي عين اخيرا نائبا لرئيس القوات المسلحة ماثيو دونافان وعدد من المسؤولين، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والقائم باعمال سفارة لبنان في واشنطن كارلا جزار ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومستشارة الرئيس الحريري للشؤون الاميركية السفيرة آمال مدللي ومستشار رئيس الحكومة لشؤون الدفاع والامن العميد مارون حتي.

في مستهل الاجتماع، رحب بروز بالرئيس الحريري، مؤكدا «أهمية هذا اللقاء الذي يستهل الرئيس الحريري فيه لقاءاته بواشنطن».

من جهته، حيا الرئيس الحريري «السيناتور جون ماكين رئيس اللجنة»، مشددا على «أهمية ترسيخ العلاقات اللبنانية – الأميركية»، وقال: «إن لبنان يشهد الكثير من التحديات، إلا أنه ينعم بالاستقرار، رغم كل ما تشهده المنطقة من حروب، وهو لا يزال نموذجا للاعتدال في المنطقة يجب المحافظة عليه وتعميمه للحفاظ على الاقليات في المنطقة كلها، خصوصا أن الدستور اللبناني يكفل هذه الحقوق».

واشار الى ان «التحديات التي يواجهها لبنان كثيرة، وأهمها مسألة الامن وأزمة النازحين».

الحريري لترامب اليوم: لبنان لم يعد قادرا على تحمل النزوح

ثلاثة اهتمامات استأثرت بالنشاط السياسي أمس، كل منها على قدر كبير من الأهمية:

الاهتمام الاول ديبلوماسي محوره لقاءات رئيس الحكومة سعد الحريري في الولايات المتحدة الاميركية التي يتوجها اليوم باجتماع في البيت الابيض مع الرئيس دونالد ترامب، سيسير الحريري خلاله بين مطبات شرح الموقف اللبناني من ممارسات «حزب الله» في الداخل السوري وتدخله المباشر في شؤون دول المنطقة، والحزم الاميركي ازاء الحزب ونشاطه العسكري الموصوف بالارهابي اميركياً، الذي سيترجم بقانون العقوبات المتوقع صدوره نهاية الصيف.

الثاني أمني بامتياز يتصل بمعارك الجرود التي يخوضها حزب الله لليوم الرابع على التوالي وقد سجل تقدما كبيرا حمل قيادة الحزب على الاعلان أن المعركة مع النصرة اصبحت على مشارف نهايتها، فيما انحصر مسلحوها في مناطق وادي الكبير ووادي حميد والملاهي وخربة يونين وسهل عجرم.

أما الثالث فحياتي على صلة بسلسلة الرتب والرواتب وقانون مواردها وسط لغط في شأن مصيره، خصوصا اثر تردد معلومات عن ان رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون يدرس جديّاً خيار ردّ المشروع، بعد اطلاعه على بعض الملاحظات والاعتراضات عليها، وهو ما نفته لاحقا اوساط بعبدا لـ»المركزية»، علما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري وقع امس مشروع قانون السلسلة، ومشروع قانون الموارد اللذين اقرهما المجلس في جلسته العامة الثلاثاء والاربعاء الماضيين. واحيلا الى مجلس الوزراء.

ملف الحريري – ترامب

وأكدت مصادر مطّلعة على تحضيرات الزيارة الى واشنطن لـ»المركزية»، أن رئيس الحكومة سيطرح جملة ملفات في البيت الابيض أبرزها النزوح السوري حيث سيدعو الولايات المتحدة وكل الدول المانحة، الى الوفاء بالتزاماتها حيال المجتمعات المضيفة. فلبنان لم يعد قادرا على تحمّل أعباء النزوح خصوصا على صعيد تكاليفه وآثاره السلبية على البنى التحتية وسوق العمل ووضع الطرق، والمجتمع الدولي مطالَب بالتحرك لدعمه في تقاسم أثقال النزوح لئلا ينكسر ظهره. وفي موازاة الدعم المُرتجى، سيؤكد الحريري على العودة الآمنة للنازحين الى بلادهم، برعاية أممية. وسيجدد رفض لبنان لأي شكل من أشكال توطين أو دمج النازحين، وسيشدد على ضرورة ان يلحظ حل الازمة السورية، الذي وضع على نار حامية أميركية – روسية، عودةَ هؤلاء الى ديارهم.

بموضوعية وواقعية.. ونأي بالنفس

وفيما سيكون تسويق لبنان كمنصة صالحة للشركات التي ستنخرط في ورشة اعادة اعمار سوريا مستقبلا، في صلب مشاورات الحريري الاميركية، قالت المصادر ان رئيس الحكومة سيتطرق بـ»موضوعية» وواقعية الى ملف حزب الله. فهو سيكرر خلال اجتماعه بترامب ما سبق أن أعلنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن أن «سلاح حزب الله مرتبط بالتطورات الاقليمية» ولا يمكن للدولة اللبنانية أن تقرر مصيره لا سلبا ولا إيجابا. الا انه سيؤكد في المقابل ان لبنان الرسمي يعتمد سياسة النأي بالنفس المستندة الى «اعلان بعبدا» عن الصراعات الخارجية، وهو ما جاء في خطاب القسم وفي البيان الوزاري، وسيدعو ترامب الى تكثيف دعم الولايات المتحدة للدولة اللبنانية ولمؤسساتها ولا سيما منها الجيش اللبناني، فكلّما قوي باع الدولة، ضعف وهج التنظيمات التي تحاول منافستها، وكلّما تعززت قدرات المؤسسة العسكرية، سُحبت الذرائع التي تتلطى خلفها هذه التنظيمات للابقاء على سلاحها. انطلاقا من هنا، سيناشد الرئيس الحريري الادارة الاميركية تحييد لبنان وجيشه عن تدبير خفض المساعدات الخارجية الذي اتخذته في الآونة الاخيرة، وتكثيفها اذا أمكن، لاسيما في ظل الانجازات التي تسطّرها المؤسسة العسكرية على صعيد محاربة الارهاب.

الوقائع الميدانية

أما معارك الجرود، فيبدو حزب الله حسم مرحلتها الاولى، فسجل بغطاء جوي توفره طائرات الجيش السوري تقدّما واسعا، وسط انهيارات كبيرة في صفوف جبهة «النصرة». وأحكم سيطرته على الجزء الشرقي العلوي من الجرود بعد تحرير وادي الخيل، أحد أهم معاقل «النصرة» التي تفصل الجرد عن البلدة. وأصبح المسلحون محاصرين في مسافة لا تزيد عن 10% من مناطق سيطرتهم. وأعلنت قيادة عمليات المقاومة أن «المعركة باتت على مشارف نهايتها»، داعية المسلحين الى «تسليم أنفسهم مع ضمان سلامتهم». وسجلت حالات فرار بين المسلحين باتجاه مخيمات النازحين في وادي حميد والملاهي، وخطوط التماس مع داعش شمال شرق الجرود التي يتواجد فيها نحو 400 داعشي حيث ستخاض المرحلة الثانية من المعركة.