IMLebanon

ميشال سماحة اعترف بنقل المتفجرات من سوريا : اخطأت واعتذر عمّا فعلته

ميشال سماحة اعترف بنقل المتفجرات من سوريا : اخطأت واعتذر عمّا فعلته

استدرجني ميلاد كفوري بطريقة هوليودية بالتعاون مع جهاز امني.. و«علقت»

احكام بالسجن من 7 سنوات الى سنتين على دفتردار ــ حمود ــ زيلع ــ الصباغ وعمر فستق

منذ سنتين و9 أشهر، دخل الوزير ميشال سماحة الى السجن بتهمة نقل اسلحة ومتفجرات من سوريا الى لبنان، وقد «هزّت» هذه الحادثة لبنان ورسمت حولها مئات السيناريوهات، ولعب فيها صديق سماحة ميلاد كفوري الدور الاول في استدراجه وايقاعه في «الكمين» الذي نفذه سماحة بـ«يده».

بعد سنتين و9 أشهر قضاها الوزير السابق ميشال سماحة في سجن «الريحانية» في وزارة الدفاع بعد نقله من المكان المحتجز فيه لدى شعبة المعلومات، لتأمين سلامته ولاستثنائية الموقوف ودوره، حيث بدأت محاكمته امس، وتم تأجيل الجلسة الى 13 ايار المقبل من قبل رئيس المحكمة العسكرية العميد الطيار خليل ابراهيم.

دخل الوزير السابق ميشال سماحة الى قاعة المحكمة، متماسكاً بأناقته المعهودة، موزعاً الابتسامات على عائلته واقاربه الذين حضروا الجلسة وسط حشد اعلامي، لكن المفاجأة ان الوزير السابق ميشال سماحة اعترف بنقله الاسلحة والمتفجرات من سوريا وانه اخطأ وقدم سلسلة اعتذارات من الاشخاص الذين كان من الممكن ان يصابوا لو انفجر ما نقله من سوريا.

وتحدث سماحة باسهاب عن «الفخ المحكم» الذي نصب له من قبل شعبة المعلومات بواسطة عميلها «الذي كان صديقي» كما قال سماحة، وهو ميلاد كفوري.

واتهم سماحة شبكة مخابرات محلية وخارجية بالايقاع به، وزرع عميل فاعل كان له اليد الطولى مع المخابرات السورية وقيادات سياسية وتربطه بسماحة علاقات شخصية وصداقة منذ 1992 وانه «ابن منطقتي ومن عين الصفصاف وعائلته منتشرة في المنطقة وعمل في اكثر من جهاز امني».

واعترف سماحة بانه ادلى بشهادته الاولى وكان «مشوّشاً» وتحت تأثير الصدمة، وبالطريقة «الهوليودية» التي «تم فيها الدخول الى منزلي ما شفتن الا صاروا بتختي».

واعترف سماحة بأن ميلاد كفوري اعطاه لائحة بالمعدات المطلوبة للتفجيرات وهي كانت «مطبوعة» وانه قام بتسليمها للعقيد عدنان، وهو ضابط في جهاز اللواء علي المملوك، وان الضابط عدنان اكد له ان «الكمية مقبولة».

واشار سماحة الى ان كفوري طلب منه 200 الف دولار لتنفيذ العمليات، لكن العقيد عدنان قال لسماحة «نؤمن 170 الف دولار، على ان توضع هذه المتفجرات على المعابر الشرعية بين لبنان وسوريا».

وقال سماحة ان ميلاد كفوري طلب منه استهداف حفلات افطار وانه وافق «وهذه غلطة كبيرة مني» واعتذر من مفتي الشمال مالك الشعار ومن النائب خالد الضاهر.

وسأل سماحة «انا معي صندوق سلاح» فيما غيري جاء بباخرة «لطف الله» واشار سماحة «من يعلم بموضوع المتفجرات هم انا وميلاد كفوري والعقيد عدنان واللواء مملوك، اما الرئيس الاسد فلا وان المال وضعه العقيد عدنان في السيارة وانا شخصيا قدت سيارتي «الاودي» ووصلت الى منزلي بمفردي».

واشار الى «انه بعد ساعة جاء كفوري الى منزلي وسلمّني المتفجرات وقمت بمساعدته، وسائقي لم يعلم بالامر لكنه نقل المال من المنزل لكفوري، وهذا اللقاء قام كفوري بتسجيله واستدرجني الى امور كثيرة». وختم سماحة بالقول «انا مستدرج، أنا مركّب علي فخ من جهاز شغل الكفوري».

وقد ارجئت الجلسة الى 13 أيار.

اعترافات الوزير السابق ميشال سماحة بنقل المتفجرات فاجأت الرأي العام اللبناني رغم انه حاول التأكيد بأنه تم استدراجه من قبل ميلاد كفوري بعملية مخابراتية شغلت الرأي العام اللبناني. بعد ان خضعت سيارة سماحة لمراقبة من المصنع حتى منزله، وتم ضبط المتفجرات وهذا ما ادى الى مفاجأة حتى لدى اصدقاء سماحة الذين صدموا من الوقائع التي اعلنت، حيث «حيكت» عملية الضبط بتقنية عالية لم تسمح لميشال سماحة «بانكار» اي «معلومة» تم ضبطها من القوى الامنية.

ـ عمر فستق ماذا قال عن هيفاء وهبي؟ ـ

الى ذلك، قضت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم بحبس الشيخ عمر بكري فستق ثلاث سنوات ،وحبس الموقوفين معه شادي عدنان الزيلع وحسام الصباغ سنتين، ومحمد وسام حمود ستة اشهر في ملف الانتماء الى تنظيمات بقصد القيام باعمال ارهابية.

وصدر الحكم في حضور ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي هاني حلمي الحجار، بعد استجواب فستق الذي دخل حافي القدمين مرتديا الجوارب الى قاعة المحكمة ويداه مكسوتان بـ«الشحتار»، وافاد انه ناتج من حرائق اندلعت في المبنى «د» نتيجة تجدد اعمال الشغب. وتحدث عن تعرضه إلى الضرب وتزويده بملابس يرتديها وهي رياضية. واضاف عن كيفية بدء الانتفاضة: «فجأة سمعنا تضاربا. وثمة مجرمون موضوعون معنا في المبنى. وكنا في غرفنا وابوابها مقفلة وثقيلة الوزن. وانتزعت ابواب. وحصل احتجاز عسكريين وتدخلت معترضا وقلت لهم «لا يجوز ذلك». واخذوا يفتحون الابواب. واتهم ابو التراب وابو الوليد الموقوفين في ملف احداث مخيم نهر البارد باشعال الانتفاضة. واخذت عملية تكسير المغاسل والمراحيض والابواب مداها. ويوجد 15 موقوفا في غرفتي وهذا امر صعب. ولا نزهات ولا ماء ساخن. ولا ماء لاغسل اليدين. وما حصل في السجن هو ظلم انا ضد الانتفاضة وضد تكسير المغاسل والمراحيض».

وسأله رئيس المحكمة: «افدت سابقا ان الانظمة العربية تافهة والنظام اللبناني فاشل والجيش كافر والدولة اللبنانية علمانية»، فشرح انه عنى بذلك ان «الانظمة العربية غير اسلامية ولبنان لا يطبق الشريعة الاسلامية والكفر يعني ليس الاسلامي وهو نقيض الاسلام ومن لا يعتنق الاسلام فهو كافر. وانا رجل دين وعيب ان نتكلم. لقد كفروا الذين قالوا ان الله ثالث الثلاثة». ورد عليه المستشار في المحكمة ان الاقانيم الثلاثة تعني ربا واحدا ويقولون نؤمن باله واحد آمين.

ومن انت لتكفر؟ قال له العميد ابرهيم، فاجابه: «سيدي انا رجل دين». واضاف: «لست بتاجر خضر ولا اقصد الاساءة الى اي من الاديان وهذا غير مقبول في دولة علمانية». وذكر ان القضاة والنواب هم علمانيون ايضا لانهم لا يطبقون الشريعة والجيش ليس اسلاميا».

وسأله القاضي الحجار عن المواطنة؟ فأجاب: «شتان بين مفهوم الدين الذي نعيش وعقد المواطنة للعيش بين الناس في دستور فيه عري وكازينو وهيفاء وهبي».

الى ذلك قضت المحكمة بحبس الموقوف جمال دفتردار سبع سنوات وتجريده من الحقوق المدنية، ودانته بتأليف عصابة بقصد القيام بأعمال ارهابية والتزود بأسلحة ومتفجرات للقيام بأعمال ارهابية. وأبطلت التعقبات عن دفتردار في ملف ثان لسبق الملاحقة والحكم.