IMLebanon

43 شهيداً و239 جريحاً و«داعش» تبنّى في بيان العملية

المؤامرة رداً على دعوة التسوية

43 شهيداً و239 جريحاً و«داعش» تبنّى في بيان العملية

مهما فعلوا وتآمروا وحاولوا قتل الضاحية وروحها وكل امل بالحياة فيها سيفشلون وسينهزمون، وستنفض الضاحية غداً غبار مجازر الارهابيين وستعود دورة الحياة الطبيعية كما يعيشها اهل الضاحية ليشكل ذلك أكبر رد على هؤلاء المجرمين.

«الضاحية الشموس» التي تدفع دائماً الضريبة عن الوطن كله، منذ العام 1982 وحتى يومنا هذا، اسقطت كل المؤامرات الاسرائيلية والارهابية، واذا استطاع الارهابيون والاسرائيليون تدمير منزل او قتل شاب فانهم عاجزون عن قتل روح ابناء الضاحية الشامخة الأبية القادرة على هزيمة كل المؤامرات. فمهما فعلوا وعملوا لن ينالوا من صمود الضاحية وعزة اهلها وشموخهم. وستبقى الضاحية «مقلعاً للرجال الاشاوس» في مواجهة الاسرائيلي والتكفيريين وقدرهم دائماً ان يدفعوا الشهداء دفاعاً عن عزة الوطن والامة وكرامتها.

فالاسرائيلي الذي شن خلال حرب تموز اكثر من 100 الف غارة على احياء الضاحية، لم يتمكن من فعل شيء، والارهابيون الذين استهدفوا الضاحية بتفجيرين عجزوا عن فعل اي شيء، وما ان توقف العدوان في تموز 2006 حتى عادت الحياة الى الضاحية، وتم اعمارها من جديد…

مهما فعلوا لن ينجحوا في كسر شوكة الصمود والاباء كونهم مجرمين «انذالاً» لا يعرفون الا لغة القتل والتفجير وأكل الاكباد واستهداف المدنيين، فيما هم يتقهقرون في ساحات القتال الحقيقية ويهربون امام عظمة الرجال، وقتال الرجال، فليجأون الى اساليب اجرامية لا تمت الى الدين ولا الى الاسلام بشيء.

الارهاب الذي ضرب الضاحية امس هو ارهاب اسرائيلي بايد تكفيرية اذ نجحوا في «التسلل خلسة» كالافاعي ونفذوا ضربتهم فانهم لن يغيروا شيئاً لان دماء شهداء الضاحية امس «ستنبت» عزة وصموداً وفخراً.

ما حصل في الضاحية امس، صورة طبق الاصل عن الاستهدافات الانتحارية في العراق وباكستان وافغانستان والسعودية عبر عمليات انتحارية باحزمة ناسفة امام الحسينيات والجوامع مستغلين ساعات الذروة.

ما شهدته الضاحية امس يفرض على اهل السلطة ان يتجاوزوا خلافاتهم ويدركوا ان لبنان في قلب «العاصفة» ولا يمكن مواجهة الارهاب الا بدولة قوية موحدة الرؤيا لانه مهما حققت القوى الامنية من انجازات ستبقى ناقصة اذا لم تتم مواكبتها بدولة محصنة وضرورة مغادرة البعض «للترف السياسي» عبر مناكفات من هنا وهناك، خصوصاً ان المسؤولين في الدولة كان عليهم قراءة الرسالة الاولى منذ اسبوعين في عرسال والتي استهدفت الجيش اللبناني ووصفها البعض بانها بداية لمرحلة جديدة في لبنان بعد التطورات السورية وتبدلات القوى على الارض.

كما ان المؤامرة الاسرائيلية الارهابية جاءت بعد 24 ساعة على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والذي دعا فيه الى التسوية الشاملة وتحصين لبنان من خلال الدخول في هذه التسوية، حيث تركت كلمة الامين العام اصداء جيدة ومرحباً بها من قبل كل اللبنانيين وكل الاطراف السياسية واعتبرها العديدون مدخلا لحل سياسي في لبنان، سرعان ما رد التكفيريون على هذه المبادرة الشاملة بتفجير ارهابي للقضاء على كل «بصيص امل» بالحل في هذا البلد واعادة توتر الساحة الداخلية وزجها بتوترات مذهبية.

الاجهزة الامنية كانت قد سربت معلومات عن تحركات ارهابية في المخيمات في الفترة الاخيرة واعتقال اشخاص اعترفوا بالتخطيط لتنفيذ عمليات ارهابية في عين الحلوة وبرج البراجنة ومخيمات بيروت، ورصدت اتصالات ونشاطات لخلايا ارهابية في هذه المناطق. واتخذت الاجراءات الامنية الاستثنائية في الضاحية الجنوبية ومناطق البقاع الغربي، لكن الجميع يدرك ان وقف هذه العمليات بشكل نهائي امر صعب جداً في ظل «التشابك» السكاني في منطقة الانفجار وكثافة النازحين السوريين، حيث انتشار العناصر الارهابية بينهم امر معروف وموثق.

الانفجاران الانتحاريان وضعا عند السادسة عصر أمس، والفارق بينهما 5 دقائق فقط. وقد اختار المخططون اهدافهم بدقة لقتل اكبر عدد من الناس الابرياء خصوصاً ان المنطقة المستهدفة تشهد اكتظاظا سكانياً يصل الى الذروة عند ساعات المساء وتحديداً بعد صلاة المغرب، ووجود جامع ومصلى وعجقة محلات وابنية سكنية قريبة من بعضها البعض وهذا ما ضاعف عدد الشهداء نتيجة عصف الانفجارين.

وفي المعلومات ان الارهابي الاول كان يستقل دراجة نارية ركنها عند مدخل الجامع وحاول الدخول الىه لكن الشاب الشهيد عادل ترمس منعه، فعاد الانتحاري الى دراجته وفجّر نفسه امام مسجد الامام الحسين في منطقة برج البراجنة. وفي المعلومات ان الشهيد ترمس اشتبه بالانتحاري ورمى نفسه عليه، لكن الارهابي تمكن من تفجير عبوته. وعلى الاثر تجمع الناس وهبوا لسحب الشهداء والجرحى فوقع الانفجار الثاني على بعد 20 متراً عبر عملية انتحارية وبحزام ناسف، مما زاد عدد الشهداء. لكن عصف الانفجار الثاني ادى الى مقتل الانتحاري الثالث قبل ان يتمكن من تفجير نفسه. واشارت معلومات الى ان هناك انتحارياً رابعاً تم القاء القبض عليه وظهر ذلك في شريط فيديو. وتكتمت المصادر الامنية على هذه «المعلومة» لكنها لم تؤكدها او تنفها.

الانفجاران الانتحاريان اديا الى سقوط اكثر من 43 شهيدا و239 جريحاً نقلوا الى مستشفيات الساحل والرسول الاعظم وبهمن والجامعة الاميركية وقد فرضت القوى الامنية طوقا حول مكان الحادث ومنعت المواطنين من الاقتراب، خصوصاً ان جثتي الانتحاريين الثاني والثالث يمكن التعرف على هويتهما بسبب عدم اصابتهما بتشوهات كبيرة.

وفي التفاصيل ايضاً ان معلومات كانت قد وصلت الى الاجهزة الامنية وجهاز امن المقاومة عن التحضير لعمليات ارهابية في الضاحية والجنوب والبقاع، وان الارهابيين كانوا يخططون لاعمال ارهابية في ليالي عاشوراء، وان يقظة الاجهزة الامنية احبطت هذه المحاولات وتمكن الامن العام اللبناني من القاء القبض على شبكة كانت تخطط لعمليات في الضاحية بقيادة جمال كعوش وتضم فلسطينيين وسوريين. وقد بقيت الاجراءات الامنية في الضاحية وخصوصا امس، حيث أُخضع الداخلون اليها لاجراءات استثنائية على الحواجز، وعندما فشلوا في ادخال سيارات عمدوا الى استخدام الاحزمة الناسفة وهذه عمليات من الصعوبة كشفها.

كما ان المعلومات اشارت الى وجود تحركات ارهابية منذ اسابيع في مخيمات بيروت وتحديداً في برج البراجنة من قبل قوى تكفيرية ارهابية عملت على استئجار منازل والقيام بتحركات والتخطيط لتفجيرات والعمل على وصل مخيمات بيروت بعضها ببعض وافتعال اشكالات مسلحة مع مناطق الضاحية، لكن تصدي الجيش اللبناني والقوى الامنية احبط هذ المخطط. لكنهم تمكنوا امس من تنفيذ مخططهم الارهابي، خصوصا ان العملية اثبتت ان «الخلايا النائمة» الارهابية قادرة على التخطيط والتنفيذ وتمتلك معلومات «الرصد» والاتصال. وهذا ما يفرض على القوى الامنية المزيد من الاجراءات. كما نجح حزب الله والقوى الامنية بـ«احباط» هذه العمليات ووقفها لسنتين تقريبا عبر اعتقال رموز قيادية من هذه الشبكات كنعيم الاطرش وجمال دفتردار، فان القوى الامنية قادرة على ضرب «الجيل الثاني» من هذه العصابات الاجرامية.

ـ «داعش» يتبنى العملية ـ

واصدر تنظيم داعش بيانا تبنى العملية وجاء فيه:

في عملية أمنية نوعية يسرها الله تعالى، تمكّن جنود الخلافة من ركن دراجة مفخخة وتفجيرها على تجمع للرافضة المشركين في ما يعرف بشارع «الحسينية» في منطقة (برج البراجنة) الواقعة في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب اللات الرافضيّ، وبعد تجمّع المرتدّين في مكان التفجير، فجّر احد فرسان الشهادة – تقبّله الله – حزامه الناسف في وسطهم، ليوقع فيهم ما يزيد على اربعين قتيلاً ومائتي جريح، ولله الحمد. وليعلم الرافضة المرتدون انّا لن يهدأ لنا بال حتى نثأر لعرض النبي صلّى الله عليه وسلّم وصحابته رضوان الله عليهم، والحمد للّه رب العالمين. واعلن تنظيم داعش اسماء المجرمين الذين نفذوا العملية الاجرامية وهم حامد رشيد البالغ (فلسطيني) وعمار سالم الريس (فلسطيني) وخالد احمد الخالد (سوري).

ـ ويهدد باحتلال الكرملين ـ

كما اصدر تنظيم داعش بياناً توعد فيه باحتلال الكرملين و«استعادة القوقاز» واحتلال الكرملين. وجاء هذا التهديد، حسب موقع سبوتنيك الإخباري الروسي، في شريط فيديو بثه التنظيم المسلح، الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق.

ويظهر الشريط، ومدته 5 دقائق، صورا لهجمات سابقة نفذها التنظيم، مصحوبة بأناشيد باللغة الروسية. ويتعهد التنظيم «باستعادة القوقاز، وانتزاعه من حكم القوى الظلامية، واحتلال الكرملين، وفرض الشريعة الإسلامية في تتارستان». وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» دعا المسلمين في العالم، في 30 تشرين الأول، إلى الجهاد ضد المواطنين الروس والأميركيين، لأنهم، في نظره، يشنون حربا «صليبية» ضد المسلمين.

ـ ادانات دولية ـ

على صعيد آخر دان التفجير الارهابي كل اللبنانيين وجميع القوى السياسية واعتبروه عملاً ضد كل لبنان كما دان رؤساء دول عربية واسلامية الانفجار، واعلن الرئيس سلام «اليوم» يوم حداد وطني، وقد تفقد مكان الانفجار وزراء ونواب ومسؤولون في حزب الله. كما تفقد وزير العمل سجعان قزي مكان العملية وقدم التعازي لاهالي الشهداء باسم حزب الكتائب، معتبراً ان التضامن مع الضاحية هو تضامن مع لبنان، فيما أكد مسؤول حزب الله ان هذه العملية الارهابية استهداف لكل الدولة اللبنانية ولكل اللبنانيين بكل اطيافهم. وان هدف «داعش» هو النيل من جمهور المقاومة لكنهم سيفشلون مهما فعلوا.