IMLebanon

حذر لدى بشار الاسد وحزب الله بعد مقابلة فرنجية التلفزيونية

حذر لدى بشار الاسد وحزب الله بعد مقابلة فرنجية التلفزيونية
اصاب فرنجية العماد عون وقدم نفسه بشكل جذاب للرأي العام

قدم الوزير سليمان فرنجية نفسه في المقابلة التلفزيونية للرأي العام بشكل واقعي وصريح وجريء خصوصا عندما تحدث عن هموم المواطنين، واعتبر نفسه انه يريد ان يكون الرئيس المواطن، وان اليوم ليست مطلوبة قرارات استراتيجية كبرى، بل المطلوب حل مشاكل الناس، بدءا بالكهرباء والمياه وزحمة السير، وكل المشاكل التي يتعرض لها المواطن في حياته المعيشية وصولا الى البطالة وايجاد فرص عمل وبناء البنية التحتية في لبنان.
وبالنسبة الى العماد ميشال عون، اصابه في الكلام بشأن التعاطي مع الرئيس سعد الحريري فقال: تم العرض عليّ ان اكون رئيس جمهورية فوافقت، ولم اذهب الى باريس لاطلب رئاسة الجمهورية، بل تلاقيت في منتصف الطريق مع الرئيس سعد الحريري، وهنالك كيمياء تركزت بيننا ولن اطعن الرئيس سعد الحريري في ظهره. اما المستجدات في العهد فكلها مرتبطة بالانتخابات والظروف والاحوال، ورئيس الجمهورية لا يقرر كل شيء بل هنالك مؤسسة اسمها مجلس الوزراء، هي التي تقرر وفق الدستور، ثم مجلس النواب برئاسة ورعاية الرئيس نبيه بري، يقر مجلس النواب القوانين وبعدها هنالك موقف لرئيس الجمهورية في التوقيع على المراسيم.
كما خاطب فرنجية الدكتور سمير جعجع بكلام هادئ ومطمئن للحكيم وبأن العلاقة ستكون جيدة ولن يكون هناك حقد بعد اليوم، و«لن اعزل احدا». فيما كلام فرنجية باتجاه العماد عون حمل هجوماً «لاذعا» وانتقادات بالجملة. واستغربت اوساط سياسية مثل هذا الموقف.
اما بالنسبة الى الرئيس بشار الاسد وحزب الله فهما على حذر بعد تصريحات الوزير سليمان فرنجية، فالرئيس بشار الاسد لا يرضى فقط ان يقال عنه انه صديق للوزير سليمان فرنجية، بل ان الوزير سليمان فرنجية كان يقول دائما ان حليفي هو الرئيس بشار الاسد، فاذا به في الحلقة يمتنع عن ذكر كلمة حليفي ويقول : انه صديقي.
اما بالنسبة الى حزب الله، فعند السؤال عن سلاح المقاومة، اجاب انه يجب بناء الجيش كي يكون هنالك السلاح الشرعي كله في يد الجيش، ولم يسمّ سلاح المقاومة على انه شرعي لمقاومة العدو الاسرائيلي، لان الطائف اعتبر انه يجب حل الميليشيات وسحب السلاح من يد الميليشيات وابقى السلاح في يد المقاومة كمدافع ومحرر عن الجنوب وللقتال ضد اسرائيل اذا هاجمت لبنان ولذلك فهو سلاح شرعي. والوزير سليمان فرنجية لم يقل ان سلاح المقاومة شرعي، وهذا الامر ترك اثرا سلبيا لدى الرئيس بشار الاسد ولدى حزب الله، والاندفاعة العاطفية التي كانت لدى الرئيس بشار الاسد وحزب الله باتجاه دعم الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، اصبحت حذرة الان ولم تعد في اندفاع قوي، بل الافضل بالنسبة الى الرئيس بشار الاسد ولحزب الله، عدم المفاضلة بين الوزير سليمان فرنجية والعماد ميشال عون، بل ترك الموضوع للامور الطبيعية الى حين اجراء انتخابات رئاسية. اما ان يأخذ حزب الله على عهدته سحب العماد ميشال عون فلم يعد واردا مطلقا، كذلك الرئيس بشار الاسد فلن يتدخل في الموضوع لدعم الوزير سليمان فرنجية في وجه العماد ميشال عون وايجاد تسوية لترشيح الوزير سليمان فرنجية وسحب العماد ميشال عون.
من هنا نقول ان انتخابات الرئاسة لن تحصل في وقت قريب، خصوصا ان الوضع الاقليمي يتأزم يوما بعد يوم، وما التحالف الاسلامي الذي اعلنته السعودية الا مفتاح جديد لبوابة ازمات كبرى ودليل على ان المنطقة لا تعيش استقرارا وامانا وهدنة، بل تعيش المنطقة ازمة صراع عنيف بين ايران والسعودية من جهة، وبين سوريا والسعودية وتركيا، وبين روسيا وتركيا هنالك ازمة كبرى قالها بالامس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه مع هذه الحكومة التركية لا يمكن التفاهم او ايجاد حلول معها، قاطعا الطريق على اي حل مع الحكومة التركية.
لذلك في ظل هذه الاجواء الاقليمية، فان انتخابات الرئاسة ستتأخر، كما ان الاندفاعة التي كان الرئيس بشار الاسد  وحزب الله يتجهان بها لدعم الوزير سليمان فرنجية لاحقا وايجاد حل مع العماد ميشال عون، توقفت هذه الاندفاعة بعد مقابلة الوزير سليمان فرنجية التلفزيونية لان الكلام عن السلاح الشرعي وغير الشرعي لم يكن واضحا من قبل حليف المقاومة الوزير سليمان فرنجية، كذلك وصف الرئيس بشار الاسد بالصديق فقط وليس الحليف لم تعجب الرئيس السوري.
وفي ظل الصراع الذي ظهر امس بين حزب الله والسعودية، بشأن الحلف الاسلامي من 34 دولة، برز الخلاف الكبير فاذا بالرئيس سعد الحريري يرحب بالتحالف الاسلامي الذي اطلقته السعودية فيما ظهر بيان من حزب الله يدين هذه المحاولة ويشكك فيها ويعتبرها انها مخطط اميركي لضرب كل من هو ضد اسرائيل والمخطط الصهيونيالاميركي.
لذلك فان صراع حزب الله مع السعودية الذي تجدد الان بعد مخطط التحالف الاسلامي، سيفرمل معركة رئاسة الجمهورية في لبنان، وسيؤخرها الى مرحلة لاحقة، لانه لن تكون لحزب الله مصلحة في وصول الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة وهو يؤيد التحالف الاسلامي الذي انشأته السعودية التي ذكرت اسم لبنان انه عضو في التحالف، بينما الواقع ان لبنان لم تجتمع حكومته وتقر انضمامها الى التحالف الاسلامي. ولا يمكن لرأي شخصي من الرئيس الحريري او الرئيس تمام سلام ان يلزم لبنان في الدخول في تحالف دولي. بينما كان الوزير سليمان فرنجية معتدلا جدا في بحث التحالف الاسلامي، وقال انه اذا كان هذا التحالف ضد «داعش» فهو يؤيده، اما اذا كان في غير اتجاه فهو ضد هذا التحالف، لكن قبل ان يقرأ البيان وقبل ان يعرف احد مضمون هذا البيان، فان حزب الله اتخذ موقفاً معاديا للسعودية، رافضا التحالف الاسلامي ومشككا بنية السعودية، وارتباطها بالمخطط الاميركيالصهيوني.
الوضع الداخلي في لبنان سيبقى كما هو وستبقى القوى الامنية تقوم بواجباتها في اعتقال شبكات الارهاب ومنع التفجيرات، والجيش سيبقى في جرود عرسال يضرب المسلحين وحزب الله سيضربهم ايضاً في سهل القاع وجرود رأس بعلبك، والوضع مستمر كما هو من دون رئيس جمهورية، ومسألة النفايات سيتم حلها يوم الاثنين المقبل في جلسة حكومية بترحيلها الى خارج لبنان عبر السفن والبواخر، رغم اعتراض التيار الوطني الحر على هذا المشروع، وعلى الارجح فان الحكومة ستستعيد عملها واجتماعاتها ولكن ببطء لان الرئيس تمام سلام لا يريد ان يخطو خطوة خاطئة او متسرعة، والان الجميع ينتظرون ما سيعلن الرئيس سعد الحريري بعدما اعلن الوزير سليمان فرنجية ترشيحه رسمياً للرئاسة بكل معنى الكلمة وبالفم الملآن. فالوزير وليد جنبلاط اثنى على حديث الوزير سليمان فرنجية وقال: كان حديثا واقعيا، والان بانتظار المبادرة التي سيعلنها الرئيس سعد الحريري، الا اذا كان الرئيس الحريري ينتظر اشارة ما ليعلن مبادرته، لكن كل تأخير من الرئيس الحريري في ترشيح الوزير سليمان فرنجية وتأييد هذا الترشيح بعدما اعلنه الوزير سليمان فرنجية رسميا يخفف من حظوظ الرئاسة مع ان العماد ميشال عون سيبقى على عناده ولن ينسحب من معركة الرئاسة، ولا احد يستطيع ان يجذب حزب الله الى مجلس النواب طالما ان العماد عون هو مرشح، فلا الوزير سليمان فرنجية ولا اي شخصية قادرة على اقناع حزب الله بحضور جلسة مجلس النواب طالما ان العماد عون مرشح وغير مؤمّن مئة في المئة ان يأتي رئيسا ولذلك فحزب الله لن يجذبه احد الى مجلس النواب.
وامس قال الوزير سليمان فرنجية ردا على سؤال انه اذا لم تنجح تسويته وترشيحه لرئاسة الجمهورية فهو واقعي مثله مثل الوزير جنبلاط، «فسنفتش عن تسوية اخرى بعد تغير الظروف والاوضاع، المهم ان يكون للبلد رئيس جمهورية». وبهذا الكلام الذي قاله الوزير سليمان فرنجية سيكون قد فتح الباب امام تسوية ثالثة قد يتم فيها طرح اسم مرشح للرئاسة بعد اشهر، الا ان الوزير سليمان فرنجية يبقى صاحب الحظ الاكبر في الرئاسة، لكن مع صعوبات كبيرة في ان يصل الى قصر بعبدا.