IMLebanon

الإنتخابات البلديّة: الجمهوريّة العجائبيّة أم الجمهوريّة العجيبة؟

الإنتخابات البلديّة: الجمهوريّة العجائبيّة أم الجمهوريّة العجيبة؟

ريفي يُفاجئ المستقبل… طعنة أخرى في الظهر

زحلة… معركـة تكسـير الرؤوس بين الرؤوس الثلاثـة

لم يعد سراً ان الاجهزة المتطورة لدى الجيش تحصي انفاس المسلحين في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع. والمشكلة اللوجستية، والعملانية التي يواجهها هؤلاء المسلحون انهم لا يستطيعون التواصل الا عبر الاجهزة اللاسلكية، او عبر الهواتف الخلوية، ما يجعل كل اسرارهم في قبضة من يلتقطون تلك الاتصالات.

هذا يُفقد مقاتلي «تنظيم الدولة الاسلامية» وجبهة «النصرة» حرية التحرك، كما يُفقدهم نصف المعركة، وتشير المعلومات الى ان التنظيم الذي لا يكترث، عادة، بقتلاه باعتبار انهم انتقلوا الى النعيم، اصيب بصدمة جراء مصرع فايز الشعلان في العملية «الهوليوودية» التي نفذها الجيش اللبناني…

ويقول مرجع معني لـ«الديار» ان صيحات الثأر ارتفعت في الجرود لدى معرفة سقوط «ابو الفوز» ونشر صورته وهو مضرج بالدماء، وهو الذي يضطلع بأدوار حساسة، ومنها ضابط الارتباط، وعلى مستوى عملاني وتنظيمي وتنسيقي، بين الجرود والمخيمات…

في بلدة عرسال اصوات تصفه بـ«الرجل الذي يخنقنا»، اذ كان يبعث بتهديداته الى كل من تقع عليه الشبهة، ولعل من أهم «مآثره» انه هو صاحب نظرية «التعايش» مع الشيخ مصطفى الحجيري (ابو طاقية) الذي يعتبر أحد ركائز جبهة «النصرة» في البلدة.

طوال ليل اول امس، سجلت تحركات غير طبيعية لمقاتلي «داعش» في الجرود، وبدا كما لو أن هذه التحركات ترمي الى محاولة تنفيذ عملية أو عمليات ثأرية ضد الجيش الذي بادر الى قصف المواقع التي من الممكن ان تنطلق منها مجموعات مسلحة باتجاه المراكـز العسـكرية.

نهار أمس، كان بعض اهالي عرسال الذين يرصدون ما يتردد في المخيمات يقولون ان اول امس كان «يوما فجائعيا» لدى «داعش» بالنظر لحساسية المهمات المنوطة بالشعلان.

واذ بات معلوماً ان التطورات العسكرية على الارض السورية تنعكس على مسلحي الجـرود، فـإن معـارك حلـب (وثمة مؤشرات كثيرة تدل على ان النظام عاقد العـزم على استعادة الاجزاء التي يحتلها المسلحون من المدينة) تنعكس، بصورة خاصة، على مقاتلي جبهة «النصرة» في جرود عرسال، وعلى الخلايا داخل المخيـمات.

وما ينطبق على الجرود والمخيمات في عرسال ومحيطها ينطبق على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، وحـيث للمجموعات المتشددة القريبة عقائدياً وهيكـلياً مـن «النصرة»، واذ لم تستبعد المراجـع العسـكرية والامنـية حصول ردات فعل منسقة، او يقوم بها اصحاب الرؤسس الحامية، اتخذ الجيش والاجهزة الامنية اجراءات استثنائية لمنع حصول أي خرق أمني خطير في اكثر من منطقة في لبنان، وعلى صعيد الجرود والمخيمات على أنواعها.

في هذا الوقت يقول مصدر ديبلوماسي عربي، لم تنـزلق بلاده الى المشاركة في القتال داخل سوريا، ان معركة حلب تحدد المسار التفاوضي، كما المسار التسووي، في سوريا.

واعتبر المصدر ان تحركات مقتدى الصدر في العراق مبرمجة، وقد تم توقيتها مع الاستعدادات الخـاصة باخـراج «داعش» من مدينة الموصل، اما الهدف، فهو تأخير تحرير الموصل الى ما بعد تحرير حلب، وربما الرقة ايضاً، اذ ان خروج الموصل من يد ابي بكر البغدادي يعني توجه الاف المقاتلين من التنظيم الى سوريا التي ليست بعيدة على اي حال، وهو ما قد يؤثر على نحو كبير جداً على وضع بعض الجبهات الحساسة في سوريا بل وعلى الوضع برمته.

المصدر الديبلوماسي يصف الاسابيع القليلة المقبلة بالحساسة جداً، مشير الى «تقاطعات دولية مثيرة» حول ما يجري الان.

وهذا يفتح الحديث على الخطط العملاقة لاعادة اعمار سوريا، وانعكاس ذلك على لبنان، والطريف ان يقول احد الوزراء من اصحاب المشاريع ان الحرب في سوريا اذ أدت الى نزوح سوري في اتجاه لبنان، فان السلام في سوريا سيؤدي الى نزوح لبناني الى سوريا…

ـ التبادل الديموغرافي ـ

وهو يفسر ذلك بالقول ان عمليات اعادة الاعمار ستحتـاج الى أعداد هائلة من المهندسين والحرفيين والمستثمرين الذين قد تحط عائلاتهم في مناطق سورية ملائمة.

والوزير الذي يشير الى هجرة آلاف العائلات اللبنانية الى سوريا، لا سيما الى منطقة حوران، في نهايات العهد العثماني واستشراء المجاعة، يعتبر ان التبادل الديموغرافي بين لبنان وسوريا مسألة تقليدية، وهذا ما يسجل، بوجه خاص في البقاع ( بما في ذلك زحلة) وفي الشمال (بما في ذلك طرابلس).

ـ الالدورادو ـ

الوزير اياه يؤكد ان ما يقوله ليس «شطحة في الخيال» بل انه يستند الى وقائع والى آراء خبراء ومستثمرين عرب ودوليين، بالطبع لا يقول ان سوريا ستكون الالدورادو (طريق الذهب) بالنسبة الى اللبنانيين، لكنها ستعيد انعاش الاقتصاد اللبناني.

وهو يلاحظ ان الازمة السورية ادت الى التعبئة المذهبية، والى نشوء خلايا وشبكات تابعة لتنظيمات ارهابية في بعض مناطق الشمال اللبناني، اما التسوية السورية فستؤدي، حتماً، الى ظهور فورة اقتصادية تحد من طوفان الفقر في الشمال الذي تجمع جهات دولية معينة على ان تكون المنطقة اللوجيستية بالنسبة لاستراتيجية اعادة الاعمار في سوريا.

واذ تتبلور اللوائح الانتخابية، ومعها التحالفات المعقولة واللامعقولة، كان لافتاً ما تردده اوساط ديبلوماسية في بيروت حول الجمهورية العجيبة او الجمهورية العجائبية، يعجز اللبنانيون عن انتخاب رئيس للجمهورية، وان تبدو ذروة الهرطـقة الدســتوريـة والسياسية بالتمديد مرتين للمجلس النيابي، دون استبعاد المرة الثالثة، تجري الانتخابات البلدية التي يعني انجازها، وفي ظروف امنية مثالية كيف؟

حتى الاوساط اياها بدأت تقول «هذا هو لبنان». لا مجال للمنطق لا في السياسة ولا في الاقتصاد، وربما في اي شيء آخر.

ـ التسونامي البيروتي ـ

8 أيارمعركة بيروت والبقاع، اللائحة الائتلافية اخذت اسماً ذا بعد خاص، وذا دلالة خاصة «البيارتة» مع ان العاصمة مدينة كوسموبوليتية وكل سكانها هم مواطنوها. في تيار المستقبل يتحدثون عن التسونامي، ولا احد ينفي اهمية الخطوة التي اتخذها الرئيس الراحل رفيق الحريري، حيث كرّس المناصفة في المجلس البلدي بين المسلمين والمسيحيين.

في التيار ايضاً توصيف للوائح الاخرى بانها اما نخبوية جداً «ونحن لسنا في اوسلو او استوكهولم»، او شعبوية جداً «ولسنا في بيونغ يانع».

المحامي عماد الوزان يريد ان يكسر المعادلة بلائحة يتمثل فيها المسلمون بـ 15 عضواًَ والمسيحيون بـ 9 اعضاء، وعلى اساس الخارطة الديموغرافية.

اما في طرابلس، فالثابت ان تيار المستقبل الذي يحاول معالجة مشكلاته الداخلية، ولو بالمسكنات، فوجئ بوزير العدل المستقيل اشرف ريفي يقفز فوق الخط الاحمر الاخير، ويعلن اعتزامه تشكيل لائحة، اوساط طرابلسية، تتساءل ما اذا كان الهدف من الخطـوة قطع الطريق على تفاهم او توافق بين الرئيسـين سعد الحريري ونجيب ميقاتي او احداث خرق مدو في هذا التوافق! في كل الاحوال، طعنة اخرى في الظهر…

ـ تكسير الرؤوس ـ

في زحلة، ليست معركة العظم، بل معركة «تكسير الرؤوس»، ميريام سكاف، ارملة الوزير الراحل الياس سكاف، تدعم لائحة برئاسة يوسف سكاف الذي هو مــن اهل البيت، والتيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية» يتفاهمان على لائحة برئاسة اسعد زغيب، فيما النائب نقولا فتوش يدعم لائحة يرئسها شقيقه موسى.

والنتيجة من يحطم رأس من في مدينة ضاعت فيها المرجعية، ولم توفر الحملات حتى المرجعيات الروحية مع ما يعنيه ذلك لمدينة هي عاصمة الكثلكة في الشرق الاوسط.

واذ يبدو المشهد معقداً في مدينة بعلبك، كان الكثـيرون يتمنون لو ان «حزب الله» يبقى بعيداً عن انتخابات داخل «البيئة الحاضنة» وهو الذي يعلم ان من يناصبونه العداء لا يتعدون الواحد او الاثنين في المئة.

وكان لافتاً ان الوزير السابق شربل نحاس حط في مدينة بعلبك ليعلن من هناك لائحة من 3 وجوه نسائية ميرفت وهبي، هديل الرفاعي، ويمنى الطفيلي، مع الاشارة الى ترشح 14 امرأة في زحلة عملاً بقول وزير الداخلية «انت مش نص، انت الكل».

في بعض البلدات، يبدو «حزب الله» وكأنه ضد «حزب الله»، هل هي اللعبة الانتخابية التقليدية، ام انها تعقيدات البلدات والقرى؟ لماذا التعاطي مع الخرائط العائلية في القرى وهو الذي يتعاطى مع الخرائط الاستراتيجية في الدول؟ الله اعلم…