IMLebanon

الحريري فقد دوره في تسمية مرشح للرئاسة

المبادرة الفرنسية فقاعات ديبلوماسية و«المستقبل» نسف السلّة

اتصالات لتفادي «الانفجارات» على طاولة مجلس الوزراء

تريدون رئيس جمهورية؟ اذهبوا الى الأمير محمد بن سلمان؟ النصيحة انكليزية، ولكن من يذهب، بل من يتجرأ ان يذهب؟ لم يعد الرئيس سعد الحريري الطفل المدلل، بل الطفل القاصر، السفير السعودي علي عواض عسيري يهدده بتصريحات صحافية او بأحاديث خاصة، لم يبق سراً انه في لحظة ما شعر رئيس تيار المستقبل انه لم يعد في مهب الرياح الاقليمية بل وفي مهب الرياح الداخلية…

كل ما في الأمر أن يبقى الحريري واقفاً على قدميه، لا بد ان يهاجم الحريري كل افطار رمضاني (هل حقاً ان رمضان هو شهر التسامح؟) «حزب الله» وايران. هذه لازمة يومية، مستهلكة ورثة لتأكيد الولاء، ولكي يقول لنا يهمه الأمر في الرياض انه لا يقل كراهية للحزب كما للايرانيين عن الوزير المستقيل اشرف ريفي.

المعلومات تؤكد ان رئيس الحكومة الأسبق تحوّل الى «شخصية روتينية» بالنسبة الى المملكة العربية السعودية، من كان يظهر جالساً، ومزهواً بطبيعة الحال، الى جانب الملك عبد الله بن عبد العزيز يتهيب بل ويخاف ان يطلب موعداً للقاء ولي ولي العهد الذي بات رجل القضايا الكبرى، والاستراتيجيات الكبرى، والمستقبليات الكبرى في المملكة…

لكن المعلومات، بما فيها معلومات بيت الوسط، تشير الى ان الحريري تمنى على أكثر من جهة سعودية ان تؤمن له لقاء مع الأمير محمد، ولو لالتقاط الصورة، وبعدما بات معلوماً ان «تدبير أمره» بات محصوراً بالسفير عسيري الذي أدلى بمرافعة «تاريخية» على صفحات جريدة «المستقبل» تحدث فيها عن كل مزايا الحريري وخصاله ليس للتأكيد على ان مكانته لا تزال هي هي في المملكة، وانما لاعادة تثبيت قدميه حتى بين أهل بيته..

وبكل بساطة، يقال في الكواليس انه لم يعد لرئيس تيار المستقبل اي دور في صناعة أو حتى في تسمية مرشح لرئاسة الجمهورية، القرار استراتيجي ومكانه في الرياض لا في بيت الوسط الذي، وبالرغم من كل الاطلالات الرمضانية الصارخة، لم يعد على وهجه السابق. الحريري الآن الحاضر الغائب، قد يتلفظ الرئيس فؤاد السنيورة بما في صدره ويقول ان تيار المستقبل يعاني من أزمة قيادة..

السنيورة يقرأ، يعلم انه عندما تسقط الهالة السعودية او حتى تتعرض للاهتزاز حول الحريري لا يعود هناك حريري. لا تجدي مرافعات السفير ولا دعواته الى العشاء للمّ الشمل، ما يحتاجه الشيخ سعد هو لمّ الشمل مع «الاخوة السعوديين» لا بين «الاخوة اللبنانيين».

واقعياً لم يعد بمقدور الحريري ان يستمر في حمل ترشيح النائب (المحترم جداً) سليمان فرنجية، رئيس تيار المردة فارس بكل المقاييس، اتصل بالحريري ليقول له ألا يحرج بترشيحه اذا كان هناك من اسم آخر تتردد اصداؤه في اروقة بيت الوسط. الآن قد يتصل سليمان بيك به ليقول له «انني اعلم تماما ما هو وضعك الان، وأتمنى عليك عدم ذكر اسمي كمرشح».

لا يحتمل اسم فرنجية استخدامه هكذا من باب رفع العتب، او من باب ان الحريري يريد القول انه لا يزال لاعباً، ولاعباً قوياً، في الاستحقاق الرئاسي.

حتى فرنسا التي هي بلد الحريري الثاني بعد السعودية لم تعد تستطيع ان تقدم له شيئاً. لا مشكلة بين الامير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي هو رهن اشارة سمو الامير، لكن الفرنسيين يتابعون باهتمام زيارة هذا الاخير للولايات المتحدة وأي دلالات مستقبلية تنطوي عليها…

بعض المعلقين الفرنسيين لاحظوا ان ولي ولي العهد السعودي، ولدى لقائه الرئيس باراك اوباما أراد ان يقول للمعنيين بالماضي او بالمستقبل ان هذا اللقاء لا يقل أهمية عن لقاء جده عبد العزيز آل سعود مع الرئيس الأميركي فرنكلين روزفلت، العائد من مؤتمر يالطا، في شباط 1945 على متن البارجة كوينسي في قناة السويس..

التأسيس للمملكة الثانية، الوزير نهاد المشنوق الذي لا يشكك أحد في معرفته بخفايا الامور لم يخطئ، ولم يزلّ لسانه، حين قال «السعودية السابقة» في حديثه التلفزيوني الشهير. واضح ان الامير يسعى لـ«المملكة الثانية»، بطبيعة الحال ليس على غرار «الجمهورية الثانية» في لبنان.

لا أحد يتصور ان كلمة «لبنان» خطرت في باله وهو يتنقل بين الادارات والشركات الاميركية، المملكة منهمكة، في الوقت الحاضر، بأمور مصيرية، وتتعلق بدورها في المنطقة، مثلما تريد رئيساً في اليمن وفقاً لمواصفاتها، تريد رئيساً للبنان وفقاً لمواصفاتها.

ـ مرشح في إذن الامير ـ

منذ أكثر من شهر ثمة من أسرّ في اذن ولي ولي العهد باسم شخصية لبنانية على لائحة المرشحين، وخارج اللائحة الرباعية التي تعلو اسهمها حيناً وتهبط حيناً آخر. البعض في لبنان يعرف الاسم جيداً، المطلوب ابقاء الاسم طي الكتمان. في لبنان الضوء حارق جداً، والدليل ما حدث لفرنجية وما يحدث لعون…

اوساط سياسية وديبلوماسية وتتابع ما يجري في الاروقة الخلفية تنصح بعدم تسليط الضوء كثيراً على لقاء محمد جواد ظريف وجان – مارك ايرولت. لا يتصورن احد ان السيد حسن نصرالله يجانب الحقيقة، ولو قيد أنملة، حين يقول ان القرار هنا، في حارة حريك، وليس في طهران…

هذا لا يعني ان الصراع السعودي – الايراني لا ينعكس على كامل الساحة اللبنانية، وعلى كامل التفاصيل اللبنانية، بما في ذلك رئاسة الجمهورية، كل المؤشرات تدل على ان هذا الصراع الى تصعيد والى تصاعد، قصر بعبدا سيظل هكذا مقفلاً، وحتى حين حاول الرئيس نبيه بري ان يستخدم براعته في تدوير الزوايا وادخال الرئيس الثالث عشر من النافذة لا من الباب واجه  عوائق لا تحصى…

الفرنسيون يدركون ان اي مبادرة لا بد ان تمر بالرياض، ربما بواشنطن ايضاً حين يظهر محمد جواد ظريف مع الامير محمد بن سلمان في صورة واحدة تصبح هناك امكانية للتفاؤل..

لن يشهق اللبنانيون حين يهبط ايرولت، الوزير المشترك الاقرب الى الاسلوب البيروقراطي في ادارة «الماكنة» الديبلوماسية، في بيروت يوم 11 تموز، الكي دورسيه  مهدد بمصير الجمهورية لا بمصير رئاسة الجمهورية…

ـ فقاعات ديبلوماسية ـ

ما قيل في لقاءات ظريف في باريس اثبت ان ما قام به الفرنسيون في الاشهر الأخيرة اشبه ما يكون بالفقاعات الديبلوماسية.

السفير الفرنسي ايمانويل بون كان واضحاً امس، بدا وكأنه يغسل يديه من الملف الرئاسي اللبناني. صرح بأن بلاده تتواصل مع كل الاطراف والدول حول الأزمة اللبنانية، مؤكداً أن باريس «لا تمتلك اي مبادرة جديدة او سان كلو (دوحة فرنسية) حول لبنان، ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، لكننا لن نوفر فرصة للوصول الى حل للازمة في لبنان».

لا أحد قال للسفير الفرنسي «نرجوك ان تتدخل بلادك»، وهو الذي يعلم عديد الدول التي تتدخل في كل كبيرة وصغيرة في لبنان، ولا احد ذكّره كيف يستقبل الحريري والنائب وليد جنبلاط في قصر الاليزيه، كما لا احد ذكّره بأن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سارع الى الاتصال بالنائب سليمان فرنجية فور ان رشحه رئىس تيار المستقبل للرئاسة.

ـ من جبال اليمن الى جبال لبنان ـ

لبنان يعيش كل التكهنات وبين علامات الاستفهام، لماذا حدد بري الأيام الثلاثة من آب للجلسات المفتوحة رمية رام ام انه مجرد موعد كما المواعيد الاخرى؟

كل المؤشرات تدل على ان اي جديد لن يطرأ على الساحة السورية لينعكس، بطريقة أو بأخرى، على الساحة اللبنانية، الا اذا هبت رياح التسوية من جبال اليمن وقد تحتاج لسنوات للوصول الى جبال لبنان…

بان كي مون، ولدى لقائه الامير محمد بن سلمان ابدى قلقه من «أثر» الازمة السورية على لبنان، أثر؟ لم يقل «الاثار الساحقة» مع ان اجواء الامم المتحدة تشير الى اقامة طويلة للنازحين في البلدان المضيفة. الحديث عن الاندماج واضح جداً في المحافل اياها.

المسؤول الدولي الذي لا تنقصه الارقام، ولا الوقائع، ولا التقارير يدرك ابعاد التدهور الذي حصل في الليرة السورية، وانعكاس ذلك على مستويات المعيشة. الاندماج حتمي، وخلال انعقاد جلسة اللجان النيابية المشتركة اول امس حول قانون الانتخاب، قال احد الاعضاء لزميله ان «علينا الاسراع في صياغة القانون قبل ان نضطر الى سؤال النازحين رأيهم فيه».

ـ الناخبون السوريون قادمون ـ

الناخبون السوريون قادمون. لا شيء في الافق يشير الى الجدية الدولية، والاقليمية، في بلورة التسوية السياسية والرئيس نبيه بري الذي كان يرى في الاصطفاف الثنائي (8 و14 آذار) اصل البلاء، وراهن على انفجاره، لا بل انه وصفه بالجثة مع وقف التنفيذ (الموت السريري) لم يكن يتصور ان اللبنانيين يمكن ان يتحولوا الى شظايا سياسية وطائفية الى هذا الحد.

ومصادر عين التينة تسأل «لماذا لا تقال الفيديرالية علناً بدل من التخفي وراء مشروع اللقاء الارثوذكسي؟» قدر المستطاع الحفاظ على الحد الادنى من الدولة ريثما تأخذ اللعبة الدولية (والاقليمية) مداها…

كغيرها مرت الجلسة الحادية والاربعون لانتخاب الرئىس. كل ما هناك هو «اللقاء التاريخي» التقليدي بين الرئىس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان للتدليل على ان الحبل (حبل الود؟) لم ينقطع بين تيار المستقبل «والقوات اللبنانية» التي ربما لا تزال تراهن على تلك اللحظة التي يعود فيها الحريري الى ترشيح الدكتور سمير جعجع وبـ «الخط الاحمر العريض» كما قال ذات يوم.

ـ حوار الحريري ـ عون ـ

كل شيء يبقى على المستوى التكتيكي، عدوان دعا الى فتح حوار بين الحريري والعماد ميشال عون، اذا لم يحدث هذا «علينا ان نفكر بمبادرة الرئيس بري».

لكن النائب احمد فتفت، الناطق باسم تيار المستقبل وقبل ساعات من جلسة الحوار (العجيب ) بين التيار و«حزب الله» صرح بأن السلة المتكاملة يجب ان تشمل سلاح «حزب الله» غير الشرعي والحياد عن «الازمة السورية، رافضا كلام بري عن «الدوحة اللبنانية».

اليوم جلسة الملفات الصعبة في مجلس الوزراء اتصالات ومساع من اجل تفادي «الانفجارات» على الطاولة اليوم وبعدما قالت مصادر الرئىس تمام سلام انه اليوم قد لا يحافظ على هدوء اعصابه، الازمة المستجدة: الوضع الدستوري للوزراء المستقيلين.

وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس اعتبر «ان هذه اعتكافات لا استقالات» وتستخدم كفرقعات سياسية، لافتا الى «ان المستقيلين تنصلوا من رقابة الحكومة عليهم ورقابة المجلس النيابي، وفي الوقت نفسه يمارسون الحكم من خلال وزاراتهم ويتهموننا بأننا شهود زور، وهذا الامر يجب ان يبحثه مجلس الوزراء لبتّه بصورة نهائىة».