IMLebanon

رئاسة الجمهوريّة تنتظر التطوّرات الميدانيّة في سوريا

رئاسة الجمهوريّة تنتظر التطوّرات الميدانيّة في سوريا

حزب الله: الحريري يستثير الغرائز لترميم زعامته المهدّدة

تيار المستقبل: الحزب يستدرجنا الى المؤتمر التأسيسي

بدا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وقد فقد الامل إن من اي توافق داخلي حول الاستحقاق الرئاسي، او من اي مبادرة فرنسية تحظى بدفع فاتيكاني لا حدود له. كان لا بد من صيحة استغاثة باتجاه واشنطن لانتزاع لبنان من بين الازمات الكارثية التي تعصف بالمنطقة.

قد يكون صاحب الغبطة سمع من جهات فرنسية او من جهات فاتيكانية أن دور الولايات المتحدة ينحصر الان في ادارة الازمات، بما فيها الازمات الدموية، لا محاولة حلها. كيف يمكن للشرق الاوسط الجديد الذي بشرت به كونداليزا رايس، وهلل له مسوؤلون لبنانيون، ان يقوم الا على انقاض الشرط الاوسط القديم؟

الجهات اياها التي شاركت في لعبة الخرائط، بطريقة او بأخرى، منذ ظهور «المسألة الشرقية» عام 1823 وحتى اليوم، باتت مقتنعة بأن الخرائط الحالية باتت من الماضي السحيق، وحين تتلاشى الدولة في سوريا، وفي العراق، وهذا هو التعبير الحرفي للجنرال الاميركي مايكل هايدن، الضليع في عالم الاستخبارات وما وراء الاستخبارات، ماذا يبقى من المنطقة؟

البطريرك الذي يعتبر ان لبنان «هبة الهية»، وهكذا كان يردد البطريرك الياس الحويك الذي كافح في اروقة فرساي لكي تجد «دولة لبنان الكبير» طريقها الى النور، خائف جداً على الخارطة اللبنانية.

الاستنتاج المنطقي عندما تتلاشى الدولة في سوريا اي لبنان في هذه الحال، وبعدما انتقل الصراع السني – الشيعي الى الساحة اللبنانية، وهو مرشح للتصعيد والتصاعد، دون ان يكون للطائفة المارونية اي دور؟

وحتى لو التقي الاقطاب الاربعة (امين الجميل، ميشال عون، سليمان فرنجية وسمير جعجع) على مرشح واحد، لن يكون هناك رئيس للجهمورية في لبنان قبل ان يتحدد شكل (ومصير) الجمهورية.

حتماً، الرئيس نبيه بري يدرك كل هذه الوقائع. ما يحدث الآن هو اللعب في الوقت الضائع بدل النوم على الاشواك. ثمة جهات خارجية وقالت بـ«لهجة ملكية» انها لا تقبل اي شكل من اشكال المراجعة «لا رئيس في لبنان قبل الرئيس الجديد في سوريا».

هل هي «الظرافة» فقط ان يطلق البعض على مستشار للرئيس سعد الحريري، وهو نائب سابق، لقب «فخامة الرئيس». لا ميشال عون ولا سليمان فرنجية. من اذاً؟!

اللائحة لا تتوقف عند الاثنين. واشنطن لديها مرشحها والرياض لديها مرشحها. هذا حين تصبح الظروف مؤاتية، مع ان الفرنسيين انفسهم يعتبرون ان الازمة السورية باتت من التعقيد بحيث افلتت من جميع الايدي. ازمة عشواء وقد تطيح رؤوساً كثيرة على مستوى المنطقة.

البطريرك استنفد كل الاتصالات، وكل الصلوات، ليبدو ان الازمات اللبنانية تزداد حدة، وان الدولة بلغت حداً من التآكل قد يجعلها تنهار في اي لحظة، على الاقل تحت وطأة الفضائح التي يتوقف التحقيق فيها في بداية الطريق…

وحين يوصف مجلس الانماء والاعمار بأنه مغارة علي بابا، وبانها حكومة قائمة بذاتها وتدار من جهة ما ليس معروفاً ما اذا كانت موجودة على الارض ام في السماء، من يستطيع الدخول الى اخر المغارة؟

فجأة تتحول الفضائح الى فقاعات اعلامية وسياسية. عرابو الفضائح، وهم انفسهم عرابو المافيات، نافذون وقادرون، حتى اذا ما ظهرت قضية البطريرك لحام كان هناك من يسأل ما اذا كان حال الكنيسة مثل حالة الدولة…

لا مناص من التوجه (حتى بالصلوات) الى «الإله الاخر»، اي اميركا. الاميركيون غافلون، الان عام الانتخابات الرئاسية، ولا شيء يشي بأن واشنطن ستقوم بأي خطوة سياسية او ديبلوماسية من اجل الابتعاد بلبنان عن تداعيات الازمة السورية. وحين تدق ساعة الخرائط يسقط الكثير من المعايير ومن المفاهيم ومن القيم.

كل ما تستطيع ان تفعله واشنطن هو ان تحتفظ بلبنان بالثلاجة. وان تقول لبعض العرب ان عليهم ان يحتجزوا الشيوخ السلفيين ولا سيما اصحاب الاصوات والوجوه، الداعشية، لكي تتوقف عمليات التجييش المذهبي في الشارع.

 آخر بطريرك ماروني؟

الاكثر مأساوية من ذلك هو ما يقوله مطران غير ماروني… لـ«الديار» من ان الكثيرين يخشون ان يكون ميشال سليمان آخر رئيس للجمهورية، وان تكون حكومة الرئيس تمام سلام آخر الحكومات، ولكن «نسوا خوفنا من ان يكون البطريرك الراعي آخر بطريرك ماروني في لبنان».

الويك اند الرمضاني المصحوب بارتفاع قياسي في درجة الحرارة، لم يخلُ من التصريحات الحادة، حتى ان نائباً من عكار يشيع بأن الرئيس سعد الحريري وخلال لقاء مع كادرات تيار المستقبل، ابلغهم بأن حزب الله «يحاول» من خلال السلسلة المتكاملة، استدراجا الى المؤتمر التأسيسي».

واللافت هنا قول قياديين في المستقبل ان الحريري قد يكون من اكثر المنتفعين بالسلة المتكاملة لانها تنصبه حتى، رئيسا للحكومة، وهو مستعد لتقديم بعض التنازلات في ما خص التشكيلة الحكومية، وفي ما خص قانون الانتخاب، لكن الثابت ان المرجعيات الخارجية هي التي قالت «لا» لانها تريد رئيساً بمواصفات معينة.

السبب ان حزب الله، وبحسب ما ينقل عن هذه المرجعيات، خطط لتهريب العماد ميشال عون الى القصر الجمهوري من خلال معادلة الجنرال في القصر و«الشيخ» في السرايا.

 المعارضة والمفاجآت

هذا هو قرار الرياض، اي حل في لبنان لا بد ان يكون مرتبطاً بالتطورات الميدانية في سوريا، وبعدما بات مؤكداً ان الدولة التي تدعم المعارضة فتحت ترساناتها على مصراعيها من اجل تزويدها بالسلاح، في حين يبدو الدور التركي واضحاً في مساندة تنظيم الدولة الاسلامية لا سيما خلال تقدم الجيش السوري نحو مطار الطبقة، ومن هناك باتجاه مدينة الرقة.

المعارضة تتحدث عن «مفاجآت» بينما موسكو تريد ان تلعب الورقة الديبلوماسية الاخيرة من خلال اتصالاتها بقادة المعارضة، ومن بين هؤلاء احمد الجربا المقرب من الرياض والذي يحمل الجنسية السعودية.

الديبلوماسيون الروس يقولون انه من الصعب الابقاء على الوضع العسكري الراهن، وحيث الحروب (الدائرية) المفتوحة. هل تكون «عاصفة السوخوي -2» ام يحافظون على الستاتيكو لعل الاطراف تصل الى حد الاستنزاف الكامل. ومن هذه النقطة تنتقل الى ردهة المفاوضات.

 نبش سلاح «حزب الله»

هكذا ينبش تيار المستقبل «من تحت الارض» ملف سلاح «حزب الله» ومعه الحياد حيال الاحداث في سوريا، ويرفعه في وجه الرئيس بري وطروحاته حول السلة المتكاملة.

مصادر قصر المختارة تقول ان «وليد بك» بات على علم تام بالعوائق التي تحول دون بلورة اي سياق داخلي في اتجاه حل الازمة والآن يعترف بان هذه الازمة لم تعد على هامش الزلزال السوري بل داخل هذا الزلزال، وعلى هذا الاساس لا كلام يفيد في الوقت الحاضر سوى «الله يوفق الرئيس بري».

النائب احمد فتفت بات الجهة التي تعكس الرأي الداخلي، في تيار المستقبل. هكذا يقفز فوق مبادرة رئيس المجلس ويقول ان «حزب الله» وسلاحه هو القضية الاساسية، وكل ما تبقى ثانوي واستجرار للمشكلة الاساسية». (هذه التصريحات يصوغها مستشار بارع للحريري).

وفي رأي فتفت فان الحزب «لن يقبل انتخاب احد للرئاسة حتى من ضمن الحلفاء لانه لا يريد شيئاً الا ضمن السلة المتكاملة».

والطريف ان يعتبر ان لا مجال للمقارنة بين العماد عون والنائب فرنجية لـ«انك تشعر براحة اكثر مع المسار السياسي الداخلي لهذا الاخير، وطريقة تعاطي وزرائه، وعلاقاته الاجتماعية»، ليقول «المؤكد انه ليس خيار 14 آذار».

من جهة اخرى، وفي رد على حملة الحريري على «حزب الله»، قال النائب علي فياض «هناك من يستخدم بصورة يومية خطاباً تصعيدياً ضد الحزب، معتقداً ان هذا الخطاب الذي يستثير الغرائز والعصبيات من شأنه اعادة ترميم تياره السياسي المفكك وزعامته المهددة.

واعتبر «ان الحل هو الذي يكمن في التفكير في مشاكل البلد العميقة بهدف ايجاد حلول لها». ولاحظ فياض «ان خطابي تيار المستقبل و«القوات اللبنانية» يلتقيان عند نقطة رفض منطق السلة الشاملة في معالجة كل المشاكل».

 الاطلالة الحريرية

الليلة الحريرية الثالثة في الشمال لم تخلُ من الهجوم على «حزب الله». رئيس تيار المستقبل قال ان التيار «لا يسلم القرار الوطني اللبناني لأي ارادة خارجية عربية او غير عربية… نحن مش مثل «حزب الله».

اضاف «اننا نجهد لمنع امتداد النار من سوريا الى لبنان، ولا نرمي بالشباب اللبناني وبمصالح لبنان في النار السورية فقط لان ايران قررت ان تقاتل دفاعاً عن بشار الاسد».