IMLebanon

مصدر ديبلوماسي: لو كان الامن بيد السياسيين لكان «داعش» في القصر الجمهوري

 نصائح اوروبية غير معلنة بالتنسيق مع دمشق

بري من التشاؤل الى التشاؤم : اننا ننتحر…!!

 

حرب ضد النازحين. المهزلة بلغت ذروتها. تصريحات نازية، بما تعنيه الكلمة، وقرارات بمنع التجول، واشعار سكان المخيمات انهم داخل معسكرات الاعتقال
الأكثر صدقاً، والأكثر فصاحة، هو وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، قال ان السوريين شعب مظلوم بتهجيرهم وان اللبنانيين شعب مظلوم باستقبالهم
لاحظ «ان الامور تسير على رأسها بدلاً من ان تسير على قدميها»، ليشير الى «ان السياسة الجيدة توفر الغطاء لأمن جيد. في لبنان أمن جيد وسياسة متهتكة، ونحن في حالة تنازع لدرجة اننا نلغي بعضنا بعضاً».
قطب سياسي قال لـ «الديار» «هل كان باستطاعتنا ان ننطق بكلمة واحدة؟ لو قلنا كان يفترض تنظيم النزوح بحيث لا يأخذ شكل الغزو، لاطلقت التهم اما بالتبعية للنظام السوري، او بالمقاربة المذهبية لهذه القضية الانسانية».
اضاف «لم نكن نملك سوى ان نقفل افواهنا. التعاطي العشوائي مع الموضوع جعل اكثر من مليون ونصف مليون سوري ينتشرون عشوائياً، وبصورة تهدد التوازنات الديموغرافية في البلاد، اذ كيف لبلدة مثل القاع يبلغ عدد القاطنين فيها الـ 3آلاف ان تستوعب 30 الف نازح».
في نظر القطب السياسي ان القضية لم تعد قضية قنبلة وتنفجر في اي لحظة. القضية قضية كارثة واستوطنت في مدننا وقرانا. هم اخواننا طبعاً، وهم ضحايا مثلما نحن ضحايا. نحن جمهورية من زجاج، وليس من مصلحة اللبنانيين ولا من مصلحة السوريين ان تتحطم».
كلام كثير قيل في الاجتماعات الامنية، والسياسية، حول مخاطر النزوح. ثمة ولاية لتنظيم «داعش» وثمة امارة لـ«جبهة النصرة» في سفوح السلسلة الشرقية. الجرود تتداخل مع المخيمات، حتى ان وزير الداخلية نهاد المشنوق وصف عرسال بـ«المحتلة».
النائب سليمان فرنجية دعا الدولة الى «ان تتخذ القرار بتوجيه الجيش الى جرود بلدتي القاع ورأس بعلبك لحماية المنطقة، والا كما لو اننا لم نفعل شيئاً».
لا ندري ما اذا كان رئيس تيار المردة يعرف طبيعة التضاريس هناك، وهو الذي يعلم بالتأكيد، كيف ان مقاتلي «داعش» لا تؤثر فيهم حتى القاذفات الاميركية. معارك الايام الاخيرة اظهرت ذلك حتى في المناطق المسطحة، فكيف بمناطق وصفها خبراء اميركيون بأنها اشبه ما تكون بتضاريس اليمن
وزيرا «حزب الله» حسين الحاج حسن ومحمد فنيش اثارا في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة مسألة الاتصال او التنسيق مع الجانب السوري. هذه قضية لا تحتاج الى اي نقاش في نظر خبراء عسكريين من جانبي الاصطفاف الداخلي.
المشكلة في التصدع السياسي. تحت رعاية الامم المتحدة يلتقي، دورياً، ضباط لبنانيون واسرائيليون. اي عائق دون تشكيل لجان ارتباط، وحتى التنسيق من اجل تطهير ارض لبنانية بالغة الحساسية على الصعيد الجيوستراتيجي؟
الاطلالات الرمضانية على اختلافها، وبيومياتها، بدت اقرب ما تكون الى حفلات التهريج السياسي. كلام يقال امام الجمهور الذي يفترض ان يكون مشتعلاً (ووقوداً) وكلام تحت سقف الحوار، الازدواجية القاتلة في لبنان انما تقتل لبنان
لا اثارة لاي من الازمات الاستراتيجية وطرح الحلول، وانما اللعب بكرة النار والدفع بها نحو الفريق الآخر. يسأل مصدر ديبلوماسي ما «اذا كان العسكريون والامنيون عندكم يثقون بالسياسيين»؟
في رأي المصدر انه لو ترك الامر للساسة في لبنان لكان «داعش» في القصر الجمهوري
المصدر قال لـ«الديار» «ان معظم الدول الاوروبية ترى ان التنسيق بين بيروت ودمشق ضروري جداً. لدينا خرائط مفصلة، وصور من الاقمار الصناعية. الجيش اللبناني لا يستطيع ان يتقدم لانه كمن يحارب داخل غابة، ولو كان هناك تنسيق مع جيش النظام لتم الاطباق عليهم او على الاقل لحوصروا داخل منطقة ولكانوا اشبه ما يكونون بالثعالب في جحورهم».
وكشف ان الدول اياها «تفضل عدم الحديث في ذلك علناً، لكنها تبعث باشارات الى السلطة اللبنانية التي كما نعلم، منقسمة على نفسها، وهناك فريق يرفض التنسيق مع دمشق حتى ولو وصلت التنظيمات الارهابية الى ساحل المتوسطة.

ـ التواطؤ مع الارهاب ـ

وفي هذا الصدد، رأى النائب نبيل نقولا «ضرورة التعامل مع الدولة السورية مهما كان الثمن، ومن لا يريد ان يتعامل معها فهو متواطئ مع الارهاب ضد اللبنانيين الابرياء».
بطبيعة الحال، هناك قوى سياسية وتعتبر ان الاساس في وجودها، وفي استمرارها هو الوقوف، والى الابد، ضد دمشق، وحتى ضد «حزب الله» الى حد ان وزيراً محايداً لكنه يؤيد ضمناً، التعاون مع سوريا في هذه النقطة بالذات، يقترح «عقد معاهدة سلام» او على الاقل عقد هدنة بين هذه القوى وسوريا.
في الكواليس اسئلة خطيرة من قبيل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ادت الى اندلاع الحرب الاهلية في لبنان، فهل تؤدي مشكلة اللاجئين السوريين الى حرب مماثلة؟
هذه المرة، وفي ظل الفوضى الاقليمية والانهماك الدولي في العديد من الملفات الكبيرة، والمعقدة، يرى اكثر من مرجع لبناني ان انفجار ملف النازحين يعني ان على لبنان السلام.
وفي هذا السياق، قال وزير معني لـ«الديار» «ان ازمة النازحين اكبر منا ومنهم وحلها اكبر منا ومنهم». هذه هي قناعة المراجع، والوزراء، بحسب ما يضيف ليشير الى ان الازمة باقية ما بقيت الازمة السورية و«كما نتكيف مع الازمات الاخرى يفترض ان نتكيف مع هذه الازمة».
هل يعني هذا البقاء داخل المراوحة؟ تصريح انتحاري لوزير العمل سجعان قزي قال فيه: اذا كنا غير قادرين على معالجة اعادة النازحين او قسم منهم على الاقل من دون التواصل مع النظام السوري فليس في الامر جريمة اذا ما تواصلنا مع النظام من اجل هذا الملف».
اضاف: وكأننا اذا قاطعنا النظام السوري سيسقط واذا تم التنسيق معه سيبقى، ولقد قاطعنا النظام خمس سنوات ونصف ولا يزال موجوداً».
كل المؤشرات تدل على ان الربط بين تفجيرات القاع التي شيعت شهداءها في مأتم مهيب وملف النزوح سيستمر لمدة طويلة ودون ان يكون هناك اي افق لهذه المسألة.

ـ بري: نمارس انتحاراً ـ

وفي هذا السياق، شدد الرئيس نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي، على «وحدة الصف اللبناني في مواجهة الخطر الارهابي، وابرزها التشتت الذي نشهده والازمة السياسية المتمثلة بغياب وشل مؤسسات الدولة».
واشار الى انه «في مقابل الاستهداف الانتحاري الارهابي لأمن واستقرار لبنان نمارس نحن انتحاراً منذ اكثر من سنتين ونيف من خلال الشغور الرئاسي وتعطيل المؤسسات».
وحذر رئيس المجلس من «الاستمرار في الدوران في الازمة لان ذلك سيؤدي بنا الى الفراغ والمجهول»، مستغرباً ما قيل ويقال عن سلة الحل «التي ليست سوى بنود الحوار المطروحة منذ البداية، فانا لا اخترع شيئاً، ولا ادري من اين يأتون بالتوصيفات الجديدة».
وبعدما كانت «الديار» قد اشارت الى قول مصادر قيادية في تيار المستقبل  «ان «حزب الله» ومن خلال السلة، يستدرجنا الى المؤتمر التأسيسي»، اكد النائب علي فياض التمسك باتفاق الطائف، ودون ان يكون المؤتمر التأسيسي وارداً لدى الحزب في حال من الاحوال.
واعتبرت اوساط سياسية ان الكلام الذي صدر عن بري امس يعني التمهيد للانتقال من التشاؤل الى التشاؤم، ودون التعويل على الاتصالات لان ثمة خلفيات معينة هي التي تحكم مواقف بعض القوى السياسية، دون ان تكون لهذه المواقف علاقة بمنطق الصفقة الشاملة.

ـ كوكبالمجهول ـ

واشارت الاوساط اياها الى ان المبادرة، وهي وحدها المطروحة على الطاولة، ستدور، بدورها، مع الازمات الاخرى حول «ذلك الكوكب الذي يدعىالمجهول».
الى اشعار آخر، الاعصاب مشدودة، دون ان يوقف ذلك التجاذب، او السجال، السياسي، والى حد اطلاق تصريحات «مفخخة» يستشف منها ان بعض الجهات تعتبر ان احداث يوم الاثنين في القاع هي احداث مبرمجة استخباراتياً، ولاغراض محددة، ودون ان يكون لتنظيم «داعش» اي دور فيها.
غير ان مصادر خبيرة بملف «داعش» تقول ان قيادة التنظيم التي تواجه، في الوقت الحاضر، ظروفاً صعبة، لا بد ان تكون صدمت بمصرع 8 من انتحارييها كانت تراهن على ان يحصدوا مئات القتلى والجرحى، لا ان تبلغ حصيلة كل واحد منهم «نصف قتيل» تقريباً.
وتشير المصادر اياها الى ان الحلقة المسؤولة عن«ولاية لبنان» في الرقة وضعت اكثر من مرة في دائرة الشك بعد نجاح الاجهزة اللبنانية في تفكيك عد كبير من خلايا او شبكات التنظيم.
وبحسب هذه المصادر، فقد تم ارسال تلك العناصر تعويضاً عن «الخلايا الميتة»، اي المكتشفة في لبنان بعدما كانت تعتبر خلايا  نائمة. ولكن حتى هذه الخطوة اتت عاجزة عن تحقيق اهدافها الا اذا كانت هذه الاهداف ضرب البيت اللبناني من الخلف في منطقة المواجهة مع مقاتلي التنظيم في جرود القاع ورأس بعلبك وصولاً الى جرود عرسال.

ـ المشنوق: جزء من مخطط ـ

الى ذلك، اعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق «ان ما حدث في القاع ليس امراً عابراً بل جزءاً من مخطط يتم التحضير له». موضحاً ان المعتقلين (من داعش) تعرفوا الى 7 من 8 انتحاريين، واكدوا انهم دخلوا لبنان من الرقة وليس من المخيمات».
ولفت الى ان الخلايا الجديدة خلايا عنقودية افرادها لا يعرفون بعضهم بعضاً، وكل واحد مكلف بمهمة محددة، وهذا اسلوب جديد. كما ان الجديد ايضا تنويع الاهداف، فالعمليات كانت مركزة على مناطق «حزب الله» والآن الاهداف مركزة على الاجانب، وهناك 10 اهداف محتملة».
واكد المشنوق «ان القوى الامنية اخذت احتياطاتها كاملة» مشيراً الى ان الشواطئ والمراكز التجارية كما اظهرت التحقيقات غير مستهدفة».