IMLebanon

عرسال في خطر وعين الحلوة ممنوع على «داعش»

لماذا لا يحدث انقلاب عسكري في لبنان؟ لن نذهب مع القائلين بان الولايات المتحدة تعمل على تعزيز الجيش من اجل تلك اللحظة، اي من اجل جمهورية الموز. من يلتقي العماد جان قهوجي او كبار الضباط يلاحظ انهم اكثر ديمقراطية بكثير من ملوك الطوائف في البلاد…

خبير في احدى المؤسسات الدولية وضع تقريراً مفصلاً حول لبنان وبعث به الى الادارة المركزية لهذه المؤسسة، الغريب ان التقرير ينتهي بفقرة تعتبر ان لبنان بات بحاجة الى عملية جراحية، والا فهو ماض، حتماً، الى الانفجار. الانفجار الذي يهدد بازالة الدولة في لبنان.

كلام لا يمكن تصوره حول الطبقة السياسية الموغلة في الفساد، وفي الزبائنية، وفي غياب شامل لاي رؤية او حتى لاي تفكير استراتيجي، بل ان الجمهورية تدار، وبالحرف الواحد، كما تدار «مقاهي الحشيش».

والتقرير يشير الى ان ازمة مثل «ازمة القمامة» لم تحل حتى الان رغم انقضاء اكثر من عام على اندلاعها، والسبب هو العمولات والسمسرات، والتنفيعات، والى حد الاشارة الى «الصوملة السياسية» و«الصوملة الاقتصادية»، على السواء…

فصل كامل في التقرير عن مشكلة الكهرباء، يطلق عليها «فضيحة القرن في لبنان»، وكاد يقول «جريمة القرن في لبنان»، المثير هنا ان واضع او واضعي التقرير يلاحظون ان ثمة نافذين، في السياسة بوجه خاص، يصرون على استمرار الازمة التي لا ترهق الخزينة، المرهقة اساساً، فحسب بل انها تزيد في تراكم الدين العام، وهو القنبلة التي تنتظر اللبنانيين في آخر النفق.

السبب مافيات المحروقات، ومافيات المولدات، فيما يستطيع لبنان ان يؤمن نحو 55 في المئة، من احتياجاته من الطاقة من دون اي تكلفة، اي من الهواء والماء.

التقرير تحدث عن النهب المنظم داخل الادارات العامة والمؤسسات العامة. وزراء في وزارات خدماتية تحولوا الى مهراجات، وامثلة على الوزراء الذين كانوا «عاديين» وهم الآن يقيمون حفلات زفاف لابنائهم تفوق الخيال…

تحت حرف X معطيات عن ان تكلفة حفل زفاف ابنة او ابن احد الوزراء السابقين تكفي ليس فقط لتأمين الكهرباء والماء لمنطقته على مدار الساعة، ولتعبيد كل الطرقات، وبل ولاقامة مصنع يؤمن المئات من فرص العمل…

ويشير التقرير الى ان احداً لا يحاسب في لبنان، السرقات مكشوفة وموصوفة، لكن التركيبة الطائفية للنظام تؤمن ما يمكن ان يسمى بـ «التغطية المقدسة» للصوص. اجهزة الرقابة معطلة، ومن يصرّ على مبدأ النزاهة والشفافية لا بد ان يوضع في المستودعات، الصفوف الاولى لمن يخدم عرابي المافيات…

اشادة، في التقرير، ببعض الوزراء الذين يعملون، وكما تقتضي اصول الحكم، للصالح العام، واجراءاتهم اما انها تتعثر لسبب او لآخر، او انها تتعرض لحرب شعواء، فالقاعدة هي الفساد، وحيث يتعرض المواطن اللبناني لاقصى حالات الانتهاك لحقوقه، ودون اي اعتبار للمعايير البيئية والصحية…

التقرير يلفت الى «غياب الرأي العام»، بالرغم من تعدد الصحف والقنوات التلفزيونية، وبالرغم من تعدد الاحزاب، ودون ان يصف التقرير معظم الاحزاب بانها «مستودعات ايديولوجية وسياسية»… لكن التقرير يضع الاصبع على الجرح، فثمة خطوط سياسية وطائفية تمارس على هيئات المجتمع المدني التي يمكن اختراقها، او تفكيكها بطريقة او اخرى لتتحول، في الكثير من الاحيان، الى «فانتازيا الشوارع».

التخلخل السياسي، والتخلخل الاقتصادي، وتحذير من جمهورية في طريق الانهيار، ودون ان تظهر في الافق اي سبل للمعالجة، بل ان الازمات تتراكم وتتفاعل في ظل العواصف التي تضرب المنطقة وتترك آثاراً عميقة على الساحة اللبنانية.

ويستفيض التقرير في وصف البانوراما السياسية، وحيث تدار الدولة من قبل حكومة يفترض ان تكون انتقالية وللاشراف على انتخابات رئاسة الجمهورية، فاذا بها تتجذر وتتجذر مشكلاتها، ليظهر رئيسها بمظهر المايسترو الذي يقود اوركسترا لا يستخدم العازفون فيما سوى الطبول…

ـ الحكومة… موت سريري ـ

الصراع حول كل الملفات التي تفوح منها رائحة المال، استطراداً رائحة الفضائح، حتى ان الحكومة تبدو، في غالبية جلساتها، وكأنها في موت سريري، القوى الكبرى لا تريد للدولة اللبنانية ان تتلاشى، لكن اللاعبين المحليين يبذلون قصارى جهدهم «كي تكون للدولة ادنى مواصفات الدولة».

وصف مباشر في التقرير «الدولة المريضة»، الذين يشرفون على العلاج هم من يزيدون في حالة الاعتلال السياسي والاعتلال الاقتصادي.

التقرير يشير الى تموضع آلاف المسلحين التابعين لارهابيين في «بؤرة جبلية» شديدة الحساسية من الناحية الجيوستراتيجية، كما من الناحية المذهبية. حل هذه الاشكالية مرتبط عضوياً، وميدانياً، بحل الاشكالية المماثلة في سوريا والعراق. وثمة ثناء على القوى العسكرية والامنية في حصرها المسلحين داخل دائرة ضيقة نسبياً، لكنها كبيرة قياساً على مساحة لبنان (300 كيلومتر مربع من اصل 10452كيلومتراً مربعاً).

التقرير يشدد على ضرورة اتخاذ خطوات حثيثة وفعالة لانقاذ الدولة اللبنانية من الانهيار، او على وقف التآكل المنهجي في القطاعات كافة.

واذ اشار الى ان الفراغ الرئاسي يرخي بظلاله على «كامل» المشهد الداخلي، يرى ان انتخاب الرئيس لن يغيّر كثيراً، أو قليلاً في الوضع اما لان صلاحياته الدستورية محدودة، ووجوده على رأس السلطة التنفيذية يكاد يكون فخريا او لان قوى اساسية ضالعة في الفساد ولا يمكن المس بها بسبب التوازنات الهشة في الخارطة السياسية والطائفية للبلاد.

ـ طريق القصر مقفلة ـسياسيا اجواء تيار المستقبل لا تشير الى نقطة ضوء في المسار الرئاسي الطريق مقفلة كليا الى القصر الجمهوري وفي هذا اعتراف ضمني بأن الرئيس نبيه بري كان على حق عندما اعطى الاولوية في «سلته المتكاملة» (هي فعلا السلة الناقصة) لاقرار قانون الانتخاب وبعده انتخاب مجلس نواب جديد…

جنبلاط في باريس ومعلومات تقول انه قد يلتقي مسؤولين فرنسيين ويتمنى عليهم الاتصال مجددا بالرياض لعلها ترفع الفيتو عن العماد ميشال عون وان كانت المصادر الديبلوماسية تؤكد ان باريس لن تقوم بأي خطوة من هذا القبيل فهي رفعت الموضوع الى مجلس الامن في نيويورك لانها فقدت اي امل في امكانية ان تحدث جهودها واتصالاتها ثغرة في الجدار الاقليمي.

وكان لافتا قول وزير الصحة وائل ابو فاعور بأن جنبلاط «فاجأنا بتأييده عون رئيسا» مستدركا بأن رئىس الحزب التقدمي الاشتراكي «ينطلق من اعتبارات وطنية بتأييده انتخاب عون حفاظا على البلد».

ـ عرسال… عرسال ـ

المتاهة السياسية في بيروت تقابلها متاهة امنية في عرسال «الديار» اتصلت بعدد من وجهاء البلدة الذين قالوا ان عرسال في خطر وهناك تهديد مباشر باغتيال رئىس البلدية باسل الحجيري وبعض اعضاء المجلس البلدي والمختارين.

اما حجتهم في ذلك فهي الادعاء بأن الحجيري عندما زار العماد جان قهوجي وطالب باجراءات امنية لحماية البلدة انما دعا الى تنفيذ عمليات دهم في مخيمات النازحين والقبض على المسلحين داخلها… وترى جهات في البلدة ان مجرد ترداد هذا الكلام معناه ان المسلحين الذين يحتلون مناطق في الجرود انما يعتبرون ان المخيمات محظورة ايضا على الجيش والقوى الامنية اللبنانية ما يشكل حالة خطيرة ويؤكد وصف وزير الداخلية نهاد المشنوق للبلدة بأنها«محتلة».

ولا يخفي اهل البلدة مخاوفهم من ان يحرق تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة« الخلايا النائمة ان في المخيمات او في الاحياء من اجل السيطرة على عرسال واحداث واقع جديد وخطير في البلدة ما يضع الجيش اللبناني امام اختبار دقيق للغاية اذا ما وقع عشرات ألوف اللبنانيين رهائن في يد التنظيمات الارهابية.

ـ اسماء للتصفية ـ

وفي هذا الصدد اوضح الحجيري ان هناك «عصابات تضم لبنانيين وسوريين وضعت لوائح بأسماء محددة (10) في البلدة لتصفيتها مشددا على ان من واجب الاجهزة الامنية تحديد المجموعات التي تستهدف امن اهالي عرسال وضيوفهم السوريين».

وقال انه «تم توجيه تهديد لي منذ اسبوعين باسم تنظيم معين يحملنا فيه المسؤولية في حال تعرضهم للاذى  نظرا لمطالبتنا بوجود الجيش ولأن المجرم دائما لا يقبل القانون فالارهابيون خائفون من وجود الجيش».

وعقد رئيس البلدية والمختارين اجتماعا اعتبروا فيه ان الجرائم التي تحصل محاولة لضرب الوحدة والتآلف وزرع بذور الفتنة بين الاخوة والاحبة».

وفي بيان لهم لفتوا الى ان «ارض عرسال المباركة هي بمثابة متن السفينة التي تحملنا جميعا ان نجت نجونا وان غرقت غرقنا. اما ما يشاع حول دعوة الجيش الى مداهمة المخيمات والاساءة لأهلها فهذه اشاعات لا صحة لها وهدفها التحريض والفتنة».

وختم البيان انه «حرصا على مصلحة الجميع وامنهم من باب التعاون نطلب من الاخوة السوريين عدم التجول ليلا من العاشرة مساء وحتى السابعة صباحا على ان يباشر بتنفيذ القرار اعتبارا من (بعد غد) الاثنين.

ـ عين الحلوة ـ

ماذا بالنسبة الى مخيم عين الحلوة؟ المعلومات تقول ان عضو اللجنة المركزية في حركة «فتح» عزام الاحمد والذي يمسك بملف الفلسطينيين في لبنان عقد لقاءآت مع مسؤولين لبنانيين معترفا بأن المخيم يعاني من تعقيدات كثيرة.

وتشير المعلومات الى ان الأحمد تعهد بأن تقدم قيادة الحركة في رام الله على اجراءات من شأنها اعادة هيكلة الجسم القيادي في عين الحلوة وحيث الخلافات بين القيادات وصلت في بعض الاحيان الى نقطة اللا عودة.

هذا بالاضافة الى اتخاذ تدابير اضافية للحيلولة دون تصاعد الفوضى في المخيم وفي هذا المجال صرح وزير الداخلية نهاد المشنوق بـ «ان هناك مشكلة تدعى عين الحلوة والوضع الامني في المخيم ليس جيدا وقد تحدثت عنه منذ سنتين والتضخيم يأتي من اننا في مواجهة مفتوحة والموضوع لا يبدأ وينتهي في عين الحلوة وبالتالي نحن نتخذ احتياطاتنا في كل الامكنة والمناطق». واكد على التعاطي الجدي من كل الاجهزة الامنية مع الوضع في المخيم «معتبرا ان التعامل الاعلامي مع الوضع «ليس بالمفيد».

ـ ابراهيم: تحت السيطرة ـ

اما المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم فلاحظ ان الاوضاع اليوم في المخيم قابلة للسيطرة والعلاج ولا شيء خارج السيطرة والمطلوب ابعاد المخيم عن التداول الاعلامي ومعالجة مشاكله في الظل لأن تسليط الضوء عليه اعلاميا يؤثر على معالجة المواضيع القائمة». وطمأن الجميع الى ان الامور لن تذهب الى حرب او الى مواجهات والمخيم ليس متروكا لا لسيطرة «داعش» ولا لغيرها من التنظيمات الارهابية».