IMLebanon

نصرالله : الفوضى في المنطقة تأكل اسرائيل

… حتى ان قطباً وسطياً استغرب ردات الفعل على كلام السيد حسن نصرالله لجهة الانفتاح على الرئيس سعد الحريري، وسأل «هل يخال هؤلاء اننا في جمهورية افلاطون، وجلهم يحملون بطاقة هوية من جمهورية هولاكو؟».

وصف الوضع السياسي الحالي بـ «الهلهلة»، مستهجنا الحديث عن عدم التمديد للمجلس النيابي، مع ان العودة الى قانون الستين تؤدي الى ما هو أسوأ من التمديد، ليضيف ان المنطقة بأسرها أمام تحولات بالغة الأهمية وقد تكون بالغة الخطورة من الآن وحتى أيار المقبل…

غير ان وزيراً في تيار المستقبل قال لنائب شمالي بين الهزل والجد «اذا كان نصرالله قد قال انه يفتح باب السرايا أمام الشيخ سعد وقلتم فيه ما قلتم، فماذا لو كان موقفه مغايراً ورفض ترشيحه لرئاسة الحكومة، فهل كنتم تقصفونه بصاروخ نووي؟».

الوزير اضاف، وبحسب ما نقل أحد مستشاريه من التيار «اذا كنتم تنتظرون ان ينفصل ميشال عون عن حسن نصرالله أو ان ينفصل حسن نصرالله عن ميشال عون، فلا شك انكم تراهنون على السراب».

نائب من «المستقبل» اتصل بـ «الديار» ليقول «لا صقور ولا حمائم في التيار، بل كلنا صوت واحد ويد واحدة، ونقول لكم اننا لن نقدم رئاسة الجمهورية في لبنان على صينية من الفضة الى الولي الفقيه».

ونائب آخر يقول «لن ندع الجنرال يذهب الى القصر على ظهر السوخوي»، فيما يقول قيادي في 8 آذار انه كان يتوقع ردة فعل مختلفة من قبل اركان تيار المستقبل على كلام الامين العام لـ «حزب الله»، وهم الذين يعلمون ما هي المخاطر التي تحدق بالبلاد، وما هي الاحتمالات التي تنتظرها.

اوساط ديبلوماسية في بيروت وتثني على قول الرئيس بري ان الوقت لا يعمل لمصلحة أي فريق باعتبار ان لبنان لا ينهض من كبوته، او لا يستطيع مواجهة الرياح العاتية التي تهبّ على المنطقة الا بتكاتف كل مكوناته، والى حد القول ان لبنان مثل البيت الصيني إن سقط أحد اعمدته سقط البيت كله…

هذه الاوساط تشير الى ان كل الاحتمالات، بما فيها الاحتمالات السيئة جداً، واردة، ما يفترض باللبنانيين وضع حد لـ «الحرب الباردة» بينهم وتجاوز «التظاهرة البابلية» حول طاولة الحوار، والانتقال الى خلوة، او لتكن على متن باخرة في عرض البحر، تنتهي كما انتهى مؤتمر الدوحة، الى حل كل الاشكالات والاشكاليات التي تضغط على المشهد اللبناني».

وتخشى الاوساط الديبلوماسية ان يكون اهل السياسة في لبنان قد تخلوا كلياً عن القرار المستقل، وبالاحرى عن المفهوم الجوهري للسيادة، وسلموا امرهم الى اولي الامر (والنهي) في المنطقة.

هذه الاوساط لا تقلل من«هول» الكوارث التي تواجه المنطقة والتي لا بد ان نتعكس تصدعا حادا في الداخل اللبناني ولكن بعدما اخذت الحروب شكل الدوامة، وحيث مطحنة الجثث لا تتوقف على مدار الساعة لا بد ان يعي اللبنانيون خطورة ما يمكن ان يحدث لهم اذا ما بقي الفراغ والشلل يضرب المؤسسات الدستورية ويدفع الدولة نحو الانحلال.

ولعل الاخطر هو ما ورد على لسان سفير اوروبي معني بالوضع اللبناني حول خشيته من ان يكون الفراغ الحالي او الجمود يندرج في اطار سيناريو ما، اما لإعادة النظر بالصيغة اللبنانية او لاعادة النظر بالخارطة اللبنانية اذ ان الكثيرين لا يغرب عن ذاكرتهم وصف هنري كيسنجر للبنان بالفائض الجغرافي ولا وصف ارييل شارون له بالخطأ التاريخي.

هذا الكلام نقله رجل دين مسيحي بارز عن السفير الذي ألمح الى وجود جهات اقليمية ودولية لم تعد تجد في لبنان سوى «مستودع آمن للنازحين» وبالتالي السقوط التدريجي لمفهوم الدولة…

ماذا في عين التينة، وحيث يقترب موعد الخامس من ايلول دون ان تظهر اي بارقة في الافق؟

مصادر معنية وتقول لـ« الديار» ان الرئىس نبيه بري الذي قرع ناقوس الخطر اكثر من مرة بأنه شديد التوجس من الصفقات التي قد تبرم على حساب بلدان ومجتمعات المنطقة.

المصادر تشير الى ان ادارة الازمة لم تعد تجدي «لان الستاتيكو افلت من ايدينا وراح يتدحرج نزولا». نزولا الى اين؟ الى الهاوية هكذا يقال علنا اذا ما بقي الاهتراء المريع على حاله حتى القمامة دخلت سوق البروباغندا وتحولت الى بضاعة سياسية تدخل في اطار التراشق الاعلامي…

الذين كانوا يرددون ويؤكدون ان قصر بعبدا سيضاء مجددا قبل نهاية العام الجاري بدأت اصواتهم تخفت حتى ان بري لم يعد يرى في ذلك الموعد مؤشرا للخلاص بل تحدث عن «مفترق».

بعض من يعرفون او يحللون ما في رأس بري يقولون ان الذين ينظرون الى السلة على انها من قبيل الهرطقة السياسية او الدستورية ثم يرتدون مسوح القديسين هم من قفزوا الف مرة فوق الدستور…

ـ السلة او… ـ

يضاف الى ذلك ان البلاد تقوم على التوافق حتى بوجود النص الذي لا يخلو في بعض وجوهه من الالتباس، وطاولة الحوار يفترض الا تكون على شاكلة اللوياجيرغا الافغانية اي مجمعا للقبائل، فهنا احزاب ومؤسسات ودستور وقوانين وثمة رجال دولة لا شيوخ قبائل.

لا يقول بري «إما السلة أو…» لكن مؤشرات كثيرة تقول اما السلة او اعادة النظر بالصيغة كلها ما دامت هذه الصيغة عاجزة عن انتاج دينامية سياسية تأتي برئىس جمهورية على قياس الجمهورية وبقانون انتخابي على قياس الجمهور…

الى ذلك نقل رئىس المجلس العام الماروني وديع الخازن عن عون ان مبادرة السيد نصرالله بالانفتاح على الحريري «تمثل تحولا اساسياً للبننة الخيار الرئاسي وحصره بالتفاهم على ازالة اي لبس او هواجس» .

ـ المشنوق : مفترق خطير ـ

ولاحظ وزير الداخلية نهاد المشنوق «اننا على مفترق خطير وحساس في ما يتعلق بخياراتنا كفريق سياسي في ضوء ما يجري في المنطقة أو في ضوء الحرائق المندلعة والحروب الاهلية المتنقلة التي استدعت بشكل غريب عروض تسويات ومصالحات مع من كانوا قبل ايام مجرد عصابات تكفير ومشاريع اسرائىلية، وذلك في اشارة الى الدعوة الاخيرة للامين العام لـ «حزب الله» لتنظيم «داعش» ولـ «جبهة النصرة» والتنظيمات المتطرفة للعودة الى العقل والقاء السلاح.

وسأل «أليس الاولى ان نتصالح كلبنانيين ونعقد التسويات بيننا بما يحفظ الكيان والنظام؟»، مشيرا الى ان «التسوية المطلوبة لا تتعلق بانتخاب رئىس الجمهورية ولا بهيبة رئيس الحكومة لان من سيتم تسميته هو رئىس تيار المستقبل سعد الحريري الذي يستحق ذلك بأصوات الناس وبدماء الشهداء وليس منة من احد كما ان التسوية ليست بهدف اجراء انتخابات نيابية ولا لتأتي برئيس يستحق الرئاسة».

اضاف المشنوق «اقول ان صوتي منذ اللحظة الاولى ولحين خروجي من المجلس النيابي هو للرئيس نبيه بري».

الانظار تتجه الآن الى شمال سوريا الذي هو نقطة الارتكاز ان في المسار العسكري او في المسار الديبلوماسي للازمة، مع اشارة وكالة انترفاكس الى مصادر في موسكو اكدت على حملة عسكرية ضخمة ضد تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» في منطقة حلب.

وللمرة الاولى تشارك قاذفات «تو – 160» الاستراتيجية، والتي توصف عادة بأنها صممت لـ «الحرب العالمية الثالثة»، في العمليات العسكرية، مع اطلاق صواريخ من بوارج روسية في بحر قزوين وكذلك من مدمرة في البحر المتوسط.

ليلاً تحدث خبراء غربيون عن «أرمادا جوية وبحرية» في سوريا لاحداث تغيير جذري في خارطة التوازنات في حلب والمحيط بعدما تبين ان قيادة التنظيمين وبالتنسيق مع جهات خارجية تعمل على تعبئة ألوف المقاتلين لشن حرب صاعقة في مناطق غرب حلب.

ـ نصرالله: السنيورة وصواريخنا ـ

من جهة اخرى قال الامين العام لـ« حزب الله» السيد حسن نصرالله في مقابلة عبر شاشة «المنار» اذا عمت الفوضى في المنطقة فلا بد أن تأكل اسرائىل».

واكد انه «اذا ما اندلعت حرب جديدة فأنا على يقين بأن المقاومة ستنتصر»، مشيرا الى الخبرة الهجومية التي اكتسبها مقاتلو الحزب من خلال المعارك التي يخوضونها في سوريا، وهذا في نظره يقلق الاسرائىليين وان اوضح ان «وعدنا باقتحام الجليل مشروط…».

دخلت المقابلة من الشأن الداخلي في حين تتحدث المعلومات عن مساع سياسية تبذل وراء الستار من اجل عقد لقاءات بين تيار المستقبل و«حزب الله» للبحث في الخيارات التي يمكن ان تشق الطريق امام انتخاب رئىس للجمهورية وتشكيل حكومة برئاسة الحريري وان كانت معلومات مراجع في قوى 14 آذار تشير الى ان الوضعين الداخلي والاقليمي من التعقيد بحيث يحول دون نجاح اي مساع في هذا الخصوص.

وقد تمحورت المقابلة بشكل رئيسي على حرب تموز ومجرياتها وآفاقها ليشير الى ان احدى السفارات الاجنبية اتصلت بمسؤول العلاقات الدولية آنذاك النائب نواف الموسوي لتلبغه ان الاسرائىليين وافقوا على وقف النار وكذلك الاميركيين وكل العالم، لكن قوى سياسية لبنانية طالبت باستمرارها وكانت تريد نزع سلاح المقاومة لا سيما من منطقة جنوب الليطاني.

كما تحدث عن محاولات لافتعال صدام بين الجيش اللبناني والمقاومة لافتا الى ان رئيس الحكومة انذاك فؤاد السنيورة أمر بمصادرة الشاحنات والصواريخ التابعة لـ «حزب الله» وقد صودرت احداها.

وقال السيد نصرالله ان الحزب هدد بموقف اخر اذا ما نفذ هذا الاجراء الذي كان الهدف منه حصول القتال بين الجيش والمقاومة، لكن التهديد أتى ثماره كما رفض الجيش الخوض في اي مواجهة مع الحزب.

ـ الوضع ليس سيئاً ـ

ووصف ما يحدث في سوريا بأنه استمرار لحرب تموز او انتقام من هذه الحرب ودائماً في اتجاه «الشرق الاوسط الجديد» الذي اعلنت عنه ومن بيروت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.

واعتبر ان الوضع في المنطقة ليس سيئا بالشكل الذي تتحدث عنه وسائل الاعلام كما وصف ما يحكى عن الصراع السني – الشيعي بـ«غير الصحيح».

ورأى ان حرب عام 2000 اسقطت مشروع اسرائىل الكبرى وحرب عام 2006 اسقطت مشروع اسرائىل العظمى، مستدركا بأن هذه الحرب ضربت الجوهر في البنية الاسرائىلية، ليضيف «كما انسحبوا من جنوب لبنان سيحزمون حقائبهم ويغادرون فلسطين دون ان تكون هناك بالضرورة حرب ترغمهم على ذلك.

واكد السيد نصرالله «على ان تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» لا مستقبل لهما وان اشار الى وجود حلفاء لـ«النصرة» داخل الحكومة.