IMLebanon

توسيع مروحة الاتصالات وارتفاع حظوظ عون لانتخابه رئيساً

عاد الرئيس سعد الحريري من فرنسا الى لبنان وبعد عودته بيومين التقى ليل امس رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية في بنشعي واتفقا سوية على اطلاق خطة لانتخاب رئيس للجمهورية، وبما ان الرئيس سعد الحريري رشح الوزير سليمان فرنجية ولم يقم حلفاء فرنجية بتأييده بل ايّدوا واستمروا بدعم العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. عاد البحث بين الحريري وفرنجية لاطلاق مرحلة جديدة من الحوار وتسريع الخطى لانتخاب رئيس للجمهورية ولا شك عندما نقول ذلك فان المسألة تبدأ باتصال بين النائب فرنجية وحزب الله حيث ان الداعم الاساسي للعماد عون هو حزب الله رغم التحالف القائم بين فرنجية وحزب الله لكن حزب الله استمر على موقفه بدعم العماد عون بالوصول الى رئاسة الجمهورية.

لذلك، ستبدأ من اليوم مروحة اتصالات تشمل الاحزاب كلها وتنتهي الى اتفاق لانتخاب رئيس وعلى الارجح سيكون العماد ميشال عون هو الرئيس المقبل.

فلننتظر ونتابع المرحلة الجديدة فالاتصالات التي تجري ابتداء من اليوم والايام المقبلة ستحمل مفاجآت هامة جداً.

وبعد اللقاء صدر عن تيار المردة البيان الآتي:  لبى الرئيس سعد الحريري دعوة رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الى منزله في بنشعي، وقد تركز البحث على الاستحقاق الرئاسي وكل السبل الآيلة الى ضرورة احقاقه، حيث كان هناك تطابق في وجهات النظر، واتفق الجانبان على ضرورة توسيع مروحة الاتصالات والمشاورات مع كافة القوى السياسية في سبيل انتخاب رئيس جمهورية وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية.

شارك في اللقاء مدير مكتب الرئيس الحريري الاستاذ نادر الحريري ومستشاره الدكتور غطاس خوري، كما شارك الوزير ريمون عريجي، الوزير السابق يوسف سعادة، السيد طوني فرنجيه والمحامي يوسف فنيانوس.

وقالت مصادر شاركت في اللقاء ان النائب سليمان فرنجيه ابلغ الحريري استمراره في ترشيح نفسه كما اكدت ان الحريري لم يطلب من النائب فرنجيه سحب ترشيحه بل تم الحديث عن نصاب جلسة انتخاب الرئيس وبان على الرئيس الحريري اجراء اتصالات مع حلفائه لتأمين النصاب لان الامور في البلد صعبة جداً. واذا لم يتأمن النصاب واقناع الحلفاء فان الحريري سيقوم بجوجلة لموقفه واجراء اتصالات للخروج من هذه الازمة. لكنه نفى ما تردد في وسائل الاعلام بانه اعلن دعمه للنائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وذكرت المصادر ان الحريري ابلغ فرنجية بانه طلب موعداً من ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وهو ينتظر تحديده.

واشارت المصادر ان الحريري وفرنجيه سيتواصلان مع الرئيس نبيه بري. في الشأن الرئاسي وان الايام المقبلة ستشهد سلسلة من الاتصالات قد تحرك الجمود في هذا الملف. لكنها جزمت بان الرئيس الحريري لم يبلغ النائب فرنجيه بالتراجع عن دعمه او تأييد العماد عون خلافاً لما تم ترويجه.

ـ الاتصالات ـ

هل نضجت طبخة الملف الرئاسي وذللت العقد من امام وصول العمادم يشال عون الى رئاسة الجمهورية، والتي ترافقت مع التسريبات والاسئلة التي ارتفع منسوبها مع وصول رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى بنشعي ولقائه النائب سليمان فرنجية.

وكانت التسريبات قد انطلقت صباحاً عن طبخة حريرية عونية بشأن ملف رئاسة الجمهورية ووصول العماد ميشال عون الى بعبدا. واستتتبعت بتسريبة عن ابلاغ الرئيس سعد الحريري لحزب الله تبني ترشيح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، وان نادر الحريري ابلغ الحاج حسين خليل بالموضوع، ولم يتأكد صحة هذه المعلومة، ولم يعلق عليها حزب الله وما عزز التسريبات عن شيء ما يحّضر بالنسبة للرئاسة ما ذكرته «عكاظ» نقلا عن مصادر مطلعة في بيروت ان تأييد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية بات جاهزا، ويحتاج فقط الى بعض التفاصيل الصغيرة التي ستذلل خلال ايام. واوضح ممثل تيار المستقبل في الحكومة الوزير نبيل دو فريج في تصريح الى «عكاظ» امس انه لم يتلق اي تعليمات بهذا الشأن، لافتا الى انه اذا كان هناك اتفاق على انتخاب العماد عون فعلينا معرفة مواقف كل من نبيه بري والنائبين وليد جنبلاط وسليمان فرنجية.

فيما القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، اعتبر ان هناك تخليا واضحا عن لبنان، وهناك تسويات من وراء ظهورنا. ولفت الى ان «حزب الله» وايران لاعبان اقليميان اساسيان بسبب امتلاكهما السلاح والمبادرة العسكرية، فيما نحن في وضع لا يقدم ولا يؤخر.

واضاف:«في النهاية قد يكون الحريري ومن معه دفعوا الى هذا الواقع لاعتبارات كثيرة اهمها ان الحليف الاساسي (القوات اللبنانية) يؤيد انتخاب العماد ميشال عون، ونحن في تيار المستقبل لم نعد بوضع يسمح لنا  ان نفرض شروطا كبرى داخل لبنان». وابدى علوش تخوفه على الوضع  الامني، محذرا من وجود تخوف كبير من تحرك امني قريبا يفرض هذه الوقائع التي ستحدد شكل لبنان المستقبلي قبل انتخاب الرئيس الذي سيكون حينها تفصيلا صيغرا.

من جهته، اكد لـ«عكاظ» عضو الكتلة البرلمانية النائب احمد فتفت ان موقف كتلة المستقبل  واضح، وهو من غير الوارد لدينا انتخاب ميشال عون لاسباب عديدة، اذ نرى ان وصول عون للرئاسة بمثابة استيلاء كامل لـ«حزب الله» وايران على الدولة اللبنانية.

ويبقى السؤال ماذا عن الموقف السعودي؟وهل تصح الاجواء التي عممت عن نضوج طبخة الرئاسة التي شككت فيها قوى سياسية اساسية ودعت للانتظار وعدم التفاول لان اي شيء رسمي لم يصدر عن القيادات الاساسية.

وحسب معلومات المتفائلين ان الاتصالات بشأن ايجاد مخرج لرئاسة الجمهورية كانت تتم بهدوء بين الاقطاب وبعيداً عن الاعلام عبر الرئيس نبيه بري والعماد عون، والنائب وليد جنبلاط، والدكتور جعجع  وحزب الله عبر الحاج حسين خليل، وكان باب التواصل بين العونيين وحزب الله مع المستقبل عبر الثلاثي جبران باسيل والحاج حسين خليل ونادر الحريري، وما  زالت الاتصالات مستمرة.

واضافت المعلومات، ان الاتصالات بين الوزير جبران باسيل ونادر الحريري لم تنقطع،  وانهما ناقشا كل الملفات في حال وصول العماد عون الى بعبدا، وان الحريري حصل على وعود من عون بتولي رئاسة الحكومة كما تم التوافق على ملفات النفط والمال والاقتصاد  وكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة من الوزراء والحقائب والوزارات السيادية، وجوهر التسوية كما اشارت المعلومات عنوانها عون رئيسا للجمهورية وبري للمجلس النيابي، والحريري لرئاسة الحكومة مع حفظ موقع جنبلاط وارضاء كل حلفاء الحريري.

وعلم ان النائب سعد الحريري سيستكمل جولته بزيارات الى الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع ولم تحدد المصادر ما اذا كان سيلتقي حزب الله او العماد ميشال عون رغم ان التواصل قائم.

واشارت المعلومات، ان جلسة «الغد» لن تشهد انتخاب رئيس للجمهورية، لكن الاتصالات تقدمت وقطعت اشواطاً واذا نضجت الطبخة فان الرئيس بري سيدعو الى جلسة في اسرع  وقت لان كل الافرقاء سيوافقون على هذه التسوية التي كانت تنتظر موافقة الرئيس سعد الحريري فقط، وان الحريري لا يقدم على هكذا خطوة لولا الموافقة السعودية بالاضافة الى قناعة الحريري بان حزب الله لن يتخلى عن العماد عون لرئاسة الجمهورية مهما كلف الامر، كما ان الرئيس الحريري راغب بالعودة لتولي رئاسة الحكومة في لبنان، ومبادرة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير وكلامه الايجابي عن الحريري برئاسة الحكومة رد عليها الحريري بالايجابية نفسها.

اما على صعيد التحركات العونية، فسيتم التدشين يوم الخميس اذا فشلت الجهود الرئاسية ولم ينتخب الرئيس غداً وتنتهي في 15 تشرين الاول بكلمة شاملة للعماد عون، وما بين التاريخين سيعطي العماد عون فرصة للجميع. والا الفراق الكبير مع مواقف حاسمة من النظام القائم والذهاب الى خوض معركة قانون الانتخابات ورفض اجراء الانتخابات النيابية الا على اساس قانون جديد وحصري.

الرابية خلية نحل وهناك متابعة لادق التفاصيل ورغم الرهان الجدي على موقف رئيس المستقبل في الرابية لكن مصادر نيابية دعت الى عدم تحميل سعد الحريري اكثر ما يحتمل والقرار في السعودية وليس في بيت الوسط، السعودية لم تقل كلمتها وموقفها معروف برفض العماد ميشال عون فيما جنبلاط ينتظر عودة وزيره وائل ابو فاعور الذي اوفده الى الرياض لمعرفة «الجو السعودي» من مدير المخابرات السعودية جمال لحميدان، ودعت المصادر الى عدم الرهان على التسريبات وكل ما يجري «حكي بحكي» والعماد عون قال انه في 8 اب سيكون في بعبدا ولم يحصل الامر.

ـ الرئيس بري واتصالات  مكثفة ـ

الرئيس نبيه بري يؤكد ان هذا الاسبوع قد يرفع من مستوى درجة التواصل بسبب ضغط الازمة، لكن الرئيس بري لايتدخل. حاليا مع تأكيد انه ليس هناك اي مخرج للموضوع الرئاسي من دون التفاهمات على السلة الكاملة.

ـ تحركات شعبية ـ

جلسة انتخاب الرئيس ستترافق مع تحركات شعبية لعدد من النقابات عبر قطع الطرقات الرئيسية والدولية غدا الاربعاء ما بين السادسة والعاشرة صباحاً، احتجاجاً على تلزيم المعاينة الميكانيكية بشكل مخالف للقانون والتحركات الشعبية سيقودها السائقون العموميين، كما سيشهد عصر اليوم تحركات لهيئة التنسيق النقابية لمطالبة الحكومة بالمطالب اما الهيئات الاقتصادية فلم تحسم تحرك الخميس بعد وتتريث بانتظار المزيد من الاتصالات.

ـ جلسة الحكومة ـ

وبالنسبة لجلسة الحكومة فاكدت مصادر الرئيس تمام سلام انه لم يتخذ قراره بعد ولا زال يتولى الدرس وسيأخذ القرار اليوم بعد تبلور الاتصالات الرئاسية.

ـ اجتماع لمسؤولي المناطق في الوطني الحر ـ

وعقد مسؤولو المناطق في التيار الوطني الحر اجتماعا بمنسقي التحرك المركزي. وعلم حسب المجتمعين ان التحركات ستبدأ نهار الخميس، وتنتهي  بتظاهرة كبرى في 15 تشرين الاول يوم السبت امام قصر بعبدا ويتحدث فيها العماد ميشال عون. وافيد بان التحضيرات بدأت لتصعيد كبير والامور مختلفة عن التحركات السابقة، والنزول الى الشارع لا عودة عنه مهما كان موقف الحلفاء، والعونيون قادرون على الحشد، ولم يعد لديهم اي شيء يخسروه.

وافيد ان المجتمعين ناقشوا امكانية حصول توقيفات.