IMLebanon

هل يستطيع حزب الله الاشتراك بالحكومة اذا رفضت حركة أمل المشاركة؟

هل يستطيع حزب الله الاشتراك بالحكومة اذا رفضت حركة أمل المشاركة؟

العميد كلود حايك ارتفعت اسهمه لقيادة الجيش على حساب العميد جوزف عون

شارل أيوب

هناك سؤال في البلاد، كيف سيكون عهد العماد ميشال عون في المرحلة المقبلة؟ والوزير جبران باسيل سيتولّى أكثرية الأمور ويكون مكتبه قرب مكتب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لا بل انه حجز 3 مكاتب وأُعطي الأمر لقائد لواء الحرس الجمهوري تحضير 3 مكاتب لجبران باسيل قرب مكتب عون بشكل لا يجلس في المكاتب الثلاثة أي وزير او مستشار غير باسيل.

أما السؤال الأهم ماذا بين الرئيس نبيه بري والعماد عون ذلك ان الحكومة المقبلة سترتكز مسيحياً على محور عون – جعجع، وتحالف العونيين والقوات قرر عدم المشاركة في الحكومة مع حزب الكتائب وتيار المردة، لكن الوزير فرنجيه والنائب سامي الجميّل أعلنا رفضهما المشاركة تحت رئاسة العماد ميشال عون في الحكومة إلا بشروطهما وهي شروط جدية وصعبة.

ونعود الى الرئيس نبيه بري فماذا يهمه وإلى أي حد ستتصاعد لهجته ضد باسيل والعهد؟.

مَن شاهد محطة الـNBN التلفزيونية التابعة لحركة أمل وللرئيس نبيه بري مساء امس رأى بوضوح مدى انحياز المحطة الى الوزير فرنجيه، وأشارت الى انه أجري احصاء أعطى بنسبة 18 الف صوت لبناني لفرنجيه لرئاسة الجمهورية و12 الف صوت لبناني للعماد عون لرئاسة الجمهورية، وجرى التصويت الكترونياً، ثم غمزت حركة أمل عدة مرات من مسيرة العماد ميشال عون، خاصة بشأن  الدورتين وان الرئيس بري لن يجري دورة واحدة نهار الاثنين واعلان فوز العماد عون من الدورة الاولى، لكنه قرر تسديد ضربة قوية للعماد عون لإخضاعه لدورتين كي لا يفوز في الدورة الاولى عندما لا يحصل على 86 صوتاً ويفوز في الدورة الثانية بالنصف زائداً واحداً أي 65 صوتاً أو 64 نائباً اذا اصبح الأمر واقعا ان النائب روبير فاضل تم اعتباره مستقيلاً من مجلس النواب.

سدد الرئيس بري هذه الضربة للعماد عون، اذ ان الرئيس بري لم ينسَ بعد ما حصل في انتخابات جزين واعتبر ذلك انتقاماً من قبل عون يوم اراد بري الحفاظ على النائب سمير عازار نائباً له لكن العماد عون رفض ذلك وخاض المعركة ضد عازار وأسقطه، ثم أن الرئيس بري لم ينسَ للعماد عون موقفه في أحد المقابلات التلفزيونية حيث قال «انا وسماحة السيد وسعد الحريري باستطاعتنا أن نحكم البلد» دون ان يذكر الرئيس نبيه بري، والرئيس بري لم ينسَ الموضوع وذكره أمام المقربين منه والمقربين جداً فقط»، اضافة الى ان الرئيس بري مستاء جداً من حركة الوزير جبران باسيل سواء في قطاع الغاز اوغيره. لكن الامر ليس مهماً لأن بري قادر على فرض شروطه في هذا المجال ومستاء من طرح الميثاقية دائماً من قبل باسيل لأنه يزايد على الرئيس بري.

ـ المشاركة في الحكومة ـ

السؤال هو: هل قرّر ان يقول الرئيس نبيه بري «انا حليف لحزب الله ولست تابعاً له»، وبالتالي حزب الله يؤيد العماد عون وأنا سأصوّت ضده، وحزب الله يؤيد العماد عون في حكمه والرئيس بري أعلن أنه سيكون معارضاً؟ وماذا اذا ذهب الرئيس بري الى المعارضة من خلال عدم مشاركته في الحكومة فهل يستطيع حزب الله المشاركة في الحكومة دون اشتراك حركة أمل؟ لذلك قام الرئيس بري وقلب الطاولة معلناً انه ليس ملزماً بالعماد عون بسبب تبني حزب الله لعون مرشحاً للرئاسة، وواصل معارضته لعون، وفرض الشروط عليه، وسيعاني حزب الله اذا لم يستطع ايجاد توافق بين بري وعون، اما اذا استطاع ايجاد قاسم مشترك بين بري وعون فيمكن ان تختلف الامور، لكن اخبار حركة أمل تؤكد وتشير الى تصعيد المعارضة، حتى ان بري يتابع بالتفاصيل حركة النواب والتصويت واحصاء عددهم.

العماد عون من جهته لا يريد أن يكون الرئيس بري مهيمناً في عهده والعماد عون كرئيس للجمهورية شبه مكبّل بالطائف ويريد أن يستهل عهده بشطبه، وفي طبعه الشخصي سيواجه أي محاولة لسيطرة بري على العهد ومعروف من خلال «الطبع الشخصي» للعماد عون انه عصبي وقد تشهد جلسات مجلس الوزراء مواقف عنيفة من رئيس الجمهورية العماد عون الذي سيحضر ويترأس جلسات مجلس الوزراء، ومن ثم ان العماد عون مصمم على معركة في مجلس النواب ويشعر ان بري جعل من نفسه امبراطورا منذ سنة 1992 وفق مصادر عونية وان عين التينة انتقل من مقر عادي الى قصر جمهوري في منطقة عين التينة يضم اكثر من ستة ابنية اضافة الى ان شرطة المجلس أصبحت القوة الضاربة بيد بري بينما عون بطبعه لا يقبل الا بسيطرة الجيش لوحده ولا يحب البؤر الأمنية، وسنشهد بعد اربعة او خمسة أشهر حقداً او انفعالاً من العماد عون ضد بند في الطائف يلزم الرئيس بتوقيع مراسيم القوانين خلال 15 يوماً وهو أمر لن يقبل به العماد عون، وسيطلب من وزرائه عدم توقيع المراسيم اذا اقتضى الامر لان العماد عون هادئ الآن جدا لكن الذي يعرفه منذ كان عقيدا وقائدا للواء الثامن يعرف تماماً ان عون له هبات وسرعة خاطر وسرعة مواقف لكنه لا يقبل أن يكبله احدا ويشعر انه مطوق من جهة أحد خاصة من جهة الرئيس بري، وهنا ستكون القصة كلها عند حزب الله، لأن حزب الله يريد من معادلة تحويل تأييد بري للعماد عون الى واقع، الى كيف يمكن اقناع بري بعدم معارضة عون بالحكم، ذلك ان المعادلة هي ان حزب الله دعم عون للوصول الى رئاسة الجمهورية لكنه ليس معنياً هو بتشكيل سعد الحريري والعماد عون الحكومة وتسهيل مهمتهما في الحكم لان مصلحته مشاركة الرئيس بري في الحكومة واذا لم يشارك الحزب وبري في الحكومة فمعنى ذلك أن لا حكومة لانه لا يمكن تشكيل حكومة من دون الشيعة وما حصل سابقاً كظاهرة استثنائية عندما قام الرئيس فؤاد السنيورة بالاستمرار بالحكومة رغم استقالة الوزراء الشيعة وهذا الأمر لا يمكن ان يتكرر في لبنان خاصة في ظل موازين القوى الحاصلة الآن ولأن الثورة استفاد منها السنيورة في ظل استشهاد الرئيس رفيق الحريري وما جرى من تعبئة يومها لاستمرار حكومته. أما اليوم فالأمور مختلفة ولا يمكن تشكيل حكومة بمعزل عن اي طائفة ولا يمكن تشكيل حكومة من دون تمثيل مسيحي كبير ولا يمكن تشكيل حكومة من دون تمثيل درزي ولا يمكن تشكيل حكومة من دون تمثيل شيعي وسني وبالتالي أصبحت الطوائف هي ممر لتشكيل الحكومات، وان كل طائفة تتمتع بصلاحيات الرئيس على مستوى الميثاق الوطني، من هنا اذا كان حزب الله دعم العماد عون للوصول الى رئاسة الجمهورية فان مرحلة العمل السياسي في عهد عون ستكون على عاتق بري.

ـ هل يتم الاتفاق بين بري وعون؟ ـ

الامور صعبة ولا أحد يعرف ماذا سيحصل وهل سيتم الاتفاق بين بري والعماد عون أم يبقى الخلاف؟ أحدى النقاط التي أمامنا تؤكد بأن أصوات حزب الله ستُكتب للعماد ميشال عون واصوات الرئيس بري ستُكتب للنائب فرنجيه وبالتالي سيصوت حزب الله وحركة أمل الى مرشحَين مختلفَين ومنافسَين. وحتى الوصول لتشكيل الحكومة هناك وراثة كبرى تركتها الحكومات السابقة للعهد الجديد ومشاكل كثيرة والحكومة الجديدة لا يمكن اضاعة الوقت في تشكيلها لحل المشاكل المتفاقمة وأول ملف سيوضع بين ايدي العهد الجديد هو ملف النقل البري وملف النفايات والملف الخليوي والموازنات والابراء بشأن 11 مليار دولار التي صرفها الرئيس فؤاد السنيورة في عهد حكومته وماذا سيفعل العماد عون وهل يتراجع عن مواقفه بشأن هذا الملف أم سيوقع على إبراء السنيورة؟

أسئلة كثيرة من واقع الاحداث متعلقة بالبلاد بينما السياسيون يهتمون بالتحضير للاحتفالات والمراسيم في بعبدا اما نحن فاخترنا في المانشيت الرئيسية في «الديار» ان ندخل في جوهر المشاكل والأزمات والمعلومات ولذلك تمّ الحديث عن جوهر الانتخابات.

ـ تعيين قائد جديد للجيش اللبناني ـ

علمت «الديار» من مصادر العماد عون الذي من المرجح ان يصبح رئيساً للجمهورية يوم الاثنين وفور تشكيل الحكومة سيتم البدء بالتعيينات الأمنية وأهمها قيادة الجيش اللبناني. وسعت واشنطن ان يستمر العماد قهوجي حتى انتهاء مدة تمديده لكن بخجل، لذلك سيتم تعيين قائد جديد للجيش، والاسمان المطروحان هما العميد الركن كلود حايك تخرج سنة 1982 وهو برتبة عميد واجرى دورتي أركان دورة الأركان العادية ودورة الأركان العليا في واشنطن وهو مقبول من أكثرية الأطراف ومن حزب الله وغيره لأنه حافظ على مسافة مع كل الأطراف بنفس الطريقة انما هو ولاؤه وحبه للعماد عون كبيران ويعتبر من الضباط القريبين من عون ولكنه ليس من الفريق التابع مباشرة للعماد عون، وهنالك العميد الركن المغوار جوزف عون قائد اللواء التاسع وقائد جبهة عرسال واقرب المقربين لخط العماد عون، ويقال ان حزب الله قدلا يقبل به اضافة الى الدكتور جعجع وقوى أخرى مع ان العميد حايك والعميد عون هما من خيرة ضباط الجيش اللبناني وانما في الساعات الاخيرة ارتفعت اسهم العميد كلود حايك حتى انه يقال ان اتفاقاً عاماً على اسمه قد تم تداوله، كما تم التداول باسم العماد قهوجي قبل فترة، لكنه يتم الآن التداول باسم العميد كلود حايك قائداً للجيش.