IMLebanon

كيف سيدير الحريري علاقاته مع فرنجية وجعجع وهما متخاصمان

كيف سيدير الحريري علاقاته مع فرنجية وجعجع وهما متخاصمان

عون مرتاح للوضع ويعتبر ان الهمروجة التي خلقوها في وجهه انتهت وانتهت المسرحية

ستتشكل الحكومة قريبا بعدما تم حل العقد بأكثريتها وستكون من 30 وزيرا، وتضم كافة الأطراف، وربما حصل تيار المردة على مقعد هام في الوزارة ومقعد وزير دولة، مقابل ان تأخذ القوات وزارات هامة في الحكومة، أي ثلاث وزارات.

والقضية أصبحت قريبة وخلال 10 أيام حد اقصى تكون الحكومة قد تشكلت وسيذهب الرئيس سعد الحريري الى الرئيس العماد ميشال عون يطلعه على التشكيلة النهائية ويتوافقان عليها ويتم استدعاء الوزراء وإعلان الحكومة الجديدة.

اعلان الحكومة الجديدة سيعطي نوعا من الامل في البلاد بعدما اعلن حاكم مصرف لبنان ان النمو في لبنان سيكون 2 في المئة، واذا زاد الامل في الاقتصاد في لبنان والاستثمار، فان النمو في لبنان سيكون سنة 2017، 4 في المئة، شرط الاستقرار السياسي وشرط تلزيم استخراج الغاز من البحر وشرط ضرب الفساد ووقف الهدر والالتزام بالموازنة كما هي وحل مشكلة الكهرباء التي وصل عجزها الى 3 مليارات دولار ونصف في السنة، وهي التي تزيد من عجز الموازنة وبالتالي من زيادة الديون على الدولة المرهقة بالديون 73 مليار دولار حتى الان.

هذه الحكومة تسمى لا غالب ولا مغلوب، انتصر العماد ميشال عون بدعم من حزب الله وترشيح الرئيس الحريري ووصل الى سدة الرئاسة رئيسا للجمهورية، وفي ذات الوقت وقف حزب الله والرئيس نبيه بري على خاطر فرنجية واعطوه حصة مقبولة في الحكومة وقد تكون وزارة الصحة ووزارة دولة أخرى. اما حزب الله فسينال وزارة الشباب والرياضة.

اما العماد عون فهاجسه الأول هو ضرب الفساد وتحريك التفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية والمجلس الدستوري والتفتيش القضائي والتفتيش في كل مكان لمنع الفساد الذي يهدر سنويا 3 مليارات الى 4 مليارات دولار من الناتج القومي للدولة اللبنانية، فاذا استطاع العماد عون تنفيذ ذلك يكون قد حقق إنجازا كبيرا اما اذا لم يستطع وقف الهدر والفساد فان عهده سائر نحو الانهيار وسيكون عهده مثل بقية العهود، وعود دون تنفيذ وكلام دون تطبيق.

اما من ناحية الرئيس سعد الحريري، فهو مصمم على اطلاق مشاريع اقتصادية هامة في البلاد هي المشاريع التي كان والده الشهيد رفيق الحريري قد اطلقها واوقفها الرئيس اميل لحود، عندما تم ابعاد الحريري سنة  98 لغاية سنة 2000 ومن بعدها استشهد الرئيس رفيق الحريري والان يريد الرئيس سعد الحريري اكمال هذه المشاريع لانها تعطي لبنان استثمارا كبيرا وفي الأفق ضوء امل كبير وهو ان الخليجيين سيأتون في الأعياد وهذا الصيف الى لبنان بعد ان يكون العماد ميشال عون قد زار فرنسا والفاتيكان والسعودية.

وسيزور العماد عون دول الخليج، الكويت والامارات، التي ستدعم لبنان والتي تحوي 650 الف لبناني عامل في الامارات والسعودية والكويت، ويؤمنون دخلا يصل الى ملياري دولار شهريا الى لبنان.

اما الوضع النقدي في لبنان فهو اكثر من ممتاز فقد وصل احتياط مصرف لبنان من العملات الأجنبية الى 53 مليار دولار وهو اعلى رقم قياسي في تاريخ مصرف لبنان، اما الودائع فقد وصلت الى 190 مليار دولار ولا ينقص الا استقرار سياسي وإصدار قوانين تشريعية في مجلس النواب تتعلق بالشؤون النقدية والمالية كي تفعل فعلها الودائع وتذهب الى الاستثمار، لأن أحدا الان لا يضع ودائع لخوفه من الوضع ولعدم ثقته بالاستقرار، ولا يقدم على انشاء مشروع جديد خوفا من نكسة سياسية او امنية او استقالة الحكومة، او انقسام سياسي حاد في البلاد.

الدكتور سمير جعجع وعد نفسه بأنه سيكون مرشح الرئيس سعد الحريري في رئاسة الجمهورية المقبلة والوزير سليمان فرنجية وعد نفسه ايضاً بأنه سيكون مرشح الحريري في هذه المعركة، والاثنان لم يقل لهما الحريري انه سيدعم أحدهما، بل يقول الحريري ان الدكتور جعجع والوزير فرنجية هما صديقان غاليان والقرار يؤخذ في وقته وفق الظروف والاحكام، وبالتالي كيف سيدير الحريري علاقاته مع فرنجية وجعجع وهما متخاصمان.

ـ السيد نصرالله يتحدث اليوم ـ

وتترقب مختلف الاوساط السياسية المحلية والاقليمية ما سيقوله الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في اطلالته التلفزيونية على شاشة المنار اليوم عند الساعة الثامنة والنصف، وسيتحدث السيد عن الموضوع الحكومي وجهود حزب الله لتسهيل التشكيل والتأكيد على دعم عهد الرئىس ميشال عون والرد على كل التحريض على الثنائي الشيعي واتهامه بتعطيل ولادة الحكومة وكذلك عن وحدة قوى 8 آذار وضرورة تمثيلها، كما سيتطرق السيد الى الموضوع السوري وانتصارات الجيش السوري ومجاهدي حزب الله في حلب وكل سوريا وتأثير ذلك على المنطقة كلها وعلى محور المقاومة.

ـ بري: الوقت يداهمنا ـ

الرئيس نبيه بري ابلغ زواره انه لا جديد عنده حول موضوع الحكومة وتناول موضوع قانون الانتخابات والانتخابات النيابية، مشدداً على ضرورة التحضير لها باكراً وخصوصاً ان هناك مهلاً زمنية تقتضي ذلك. فالمعلوم ان ولاية المجلس تنتهي في 20 حزيران المقبل، وبالتالي فانه يجب اجراء الانتخابات قبل هذا التاريخ بشهرين ويقفل باب الترشيح ايضاً قبل 3 اشهر، كما انه يجب تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات في مطلع العام المقبل واذا لم نقم بذلك فان الانتخابات تصبح معرضة للطعن. ولذلك فان عامل الوقت مهم للغاية، واذا لم تتألف الحكومة قريباً فان على حكومة سلام ان تقوم بذلك.

واضاف بري «ان عرضي لهذه الامور وموضوع الوقت لا يعني ابداً انني موافق على قانون الستين فانا ضده وانا ضد التمديد للمجلس قطعاً».

ـ الاتصالات الحكومية ـ

اما على صعيد الاتصالات بشأن التأليف، فان الاجواء الذي سادت اجتماع الرئىس الحريري والنائب فرنجية كانت ايجابية، رغم ان مصادر تيار المستقبل ليست متفائلة كثيراً وتكشف ان «الفيتو» من قبل التيار الوطني الحر على تسلم المردة حقيبة اساسية ما زال قائماً رغم نفي مصادر التيار الوطني وجود اي «فيتو» والتمسك بحكومة الوحدة الوطنية ورفض التسريبات عن توجه عند التيار الوطني الحر لتأديب المردة. فيما قوى 8  آذار تضع الجمود عند الرئىس الحريري وعدم بذله جهوداً لدفع التشكيل الى الامام مع التأكيد على تمثيل كل قوى 8 آذار ودعم الثنائي الشيعي لحكومة من 30 وزيراً ورفض التيار الوطني الحر والمستقبل لهذا الطرح، علماً أن مختلف الاوساط المتابعة للتأليف تؤكد ان العقد ليست مستعصية والمشكلة من سيعطي النائب فرنجية ومن يتنازل من حصته؟

ولذلك تؤكد مصادر متابعة ان ما يجري هو عض اصابع لن يستمر طويلاً وهناك اصرار على تشكيل الحكومة قبل الاعياد.