IMLebanon

الحرب على داعش والنصرة وأتباعهم ستستمر

الحرب على داعش والنصرة وأتباعهم ستستمر

روسيا ضمنت الحل وتركيا التزمت به

حصل لأول مرة اتفاق شامل لوقف اطلاق النار بعد جهد كبير قام به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبالتنسيق مع تركيا وبالدرجة الأولى مع ايران. والضمانة لوقف اطلاق النار هي روسيا، كذلك تركيا أيضا ستلتزم بهذا الحل وأعلنت موافقتها ودعمها والتزامها بوقف اطلاق النار في سوريا.

وجاء ترحيب بوقف اطلاق النار من واشنطن ومن باريس ومن ايران، التي رحبت بوقف اطلاق النار في سوريا.

اما سوريا فقد صرّح وزير خارجيتها السيد وليد المعلم انه يثق بروسيا وايران ودولته لا تثق بتركيا. وان وقف اطلاق النار هو فرصة تاريخية لحل سياسي حقيقي.

حصل وقف اطلاق النار بعد تحرير حلب من التكفيريين ونجاح الجيش العربي السوري وحلفائه في تحرير المدينة من كافة التكفيريين الإرهابيين وخروجهم منها بالحافلات الى ادلب.

ويبدو هذه المرة، ان وقف اطلاق النار هو جدي، باستثناء «داعش» و«جبهة النصرة» اللذان اعتبرهما مجلس الامن منظمتين ارهابيتين، وهنالك اتباعهم من القاعدة أيضا ستجري الحرب ضدهم، وستستمر.

ويمكن اعتبار ان النظام في سوريا حقق انتصارا كبيرا لهذا الوقف الشامل لاطلاق النار لصموده على مدى 6 سنوات من حرب ضروس اكلت الأخضر واليابس، ودمرت مدناً وقرىً في سوريا، ومات فيها واستشهد عدد غير محدد يقدّره البعض بـ 300 الف قتيل وجريح.

وعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اجتماعا مع وزير الخارجية ووزير الدفاع، واعلن بشخصه هو وقف اطلاق النار الشامل في سوريا.

كذلك اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التزام تركيا بالعمل على وقف اطلاق النار في سوريا، وانه سيكون جديا، ودعت تركيا المعارضة والجميع الى وقف اطلاق نار جدي في سوريا.

كذلك فان حزب الله وروسيا وايران حققوا انتصارا كبيرا من خلال تحرير حلب ومن خلال السيطرة على مناطق عديدة حول دمشق، ومن خلال الهدوء في درعا، وسياسياً، يمكن اعتبار ان الحل سيجري الان بالتفاوض في كازاخستان في العاصمة الاستانة، حيث سيجلس وفد يمثل النظام السوري ووفد يمثل اتحاد المعارضة، لان اتحاد المعارضة اعلن موافقته على وقف اطلاق النار، والدعوة لحل سياسي.

وكانت ايران وتركيا وروسيا اتفقت على هذه المفاوضات، ثم قالت الان انها ليست لاغية لمحادثات جنيف بل استكمالا لها وسيستمر الحوار في جنيف بعد الاستانة. وهكذا منذ اندلاع الحرب في سوريا في 13 آذار سنة 2011، حتى 29/12/2016، يكون اول اتفاق اطلاق نار شامل قد تم إعلانه في سوريا الا اننا سنشهد جولات حرب وصراعاً مع داعش وجبهة النصرة وجماعة احرار الشام الذين اعلنوا ان لديهم تحفظا عن وقف اطلاق النار ولن يوافقوا.

ويمكن القول ان روسيا حققت نصرا ديبلوماسيا على اوروبا وأميركا، حين توصلت مع تركيا وايران والنظام السوري والمعارضة السورية المسلحة غير التكفيرية الى اتفاق على وقف اطلاق النار على الأراضي السورية بشكل شامل.

وسيراقب مراقبون من روسيا ومن ايران، كذلك تركيا، ستسعى الى العمل على وقف اطلاق النار في سوريا. وسيدخل وقف اطلاق النار حيّز التنفيذ، منتصف ليل الخميس – الجمعة، وحتى إشعار آخر.

المنتصر الكبير دوليا هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمنتصر سورياً، هو الرئيس بشار الأسد، وطبعا الحلفاء الذين دعموه، بخاصة حزب الله وايران.

ـ مراقبة تنفيذ الهدنة ـ

دخل اتفاق وقف اطلاق النار شامل في سوريا حيز التنفيذ منذ اليوم اذ اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان بلاده وتركيا وايران اخذت على عاتقها الالتزامات بمراقبة تنفيذ الهدنة وضمان عملية التسوية السورية وذلك بعد ان اوضح بوتين خلال اجتماع مع وزيري الخارجية والدفاع، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، أنه تم التوقيع على 3 اتفاقيات، الأولى منها هي اتفاقية وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة. أما الاتفاقية الثانية، فتنص على حزمة إجراءات لمراقبة نظام وقف إطلاق النار، فيما تمثل الوثيقة الثالثة بيانا حول استعداد الأطراف لبدء مفاوضات السلام حول التسوية السورية.

وفي السياق ذاته، أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، خلال مكالمة هاتفية، استثناء التنظيمات الإرهابية، وبالدرجة الأولى، «داعش» من الهدنة في سوريا معربين في الوقت ذاته عن ارتياحهما للاتفاقات التي توصلت إليها الحكومة السورية والمعارضة السورية المعتدلة بوساطة روسيا وتركيا، حول وقف إطلاق النار في كامل أراضي سوريا، وبدء التسوية السياسية. كما شدد الرئيسان على أهمية الجهود التي تبذل حاليا من أجل إطلاق عملية مفاوضات سلام في أستانا، عاصمة كازخستان.

ووصف الرئيس التركي ان وقف اطلاق النار الشامل في سوريا هو «فرصة تاريخية يجب عدم اضاعتها» لانهاء النزاع الدائر في هذا البلد منذ حوالى ست سنوات في وقت اعتبرت وزارة الخارجية الاميركية ان وقف الاعمال القتالية تطور ايجابي وعبرت عن املها في تنفيذه من قبل جميع اطراف النزاع.

وفي نطاق متصل، شدد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، على أن اتفاق الهدنة بين الحكومة السورية والمعارضة ينص على وقف جميع العمليات العسكرية بما في ذلك الجوية في وقت كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن فتح خط ساخن مع تركيا في ما يخص الرقابة على وقف إطلاق النار قائلا: «فتحنا خط اتصال مباشرا بالشركاء الأتراك الذين سيؤدون دور الضامنين لتنفيذ كافة مقتضيات هذه الاتفاقية، ولا سيما مقتضيات الرقابة على تنفيذ هذه الاتفاقيات… جوهر هذه الرقابة يكمن في اعتبار التنظيمات التي لن تتوقف عن القتال، إرهابية، والشروع في محاربتها مثل تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة».

من جهتها، صنفت وزارة الدفاع الروسية 7 فصائل للمعارضة الاكثر نفوذا والتي قد انضمت الى الهدنة في سوريا:  فيلق الشام، أحرار الشام، جيش الإسلام، ثوار الشام، جيش المجاهدين، جيش إدلب، الجبهة الشامية.

ـ الجيش السوري يعلن التزامه ـ

أكد الرئيس السوري بشار الاسد على استعداده للالتزام باتفاقيات وقف اطلاق النار والانتقال للعملية السياسية وفقا لما اعلنه الكرملين باجراء اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري. كما أشار الرئيسان إلى أن بدء المفاوضات حول التسوية السورية في أستانا سيكون «خطوة هامة في طريق تسوية الأزمة».

واعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية وقفا شاملا للأعمال القتالية على جميع الأراض السورية اعتبارا من منتصف ليل امس اليوم (30 كانون الاول). وأصدرت القيادة في بيان لها أنه يستثنى من قرار وقف إطلاق النار تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة» المصنفان إرهابيين، والمجموعات المرتبطة بهما موضحة أن اتفاق وقف إطلاق النار يأتي بهدف تهيئة الظروف الملائمة لدعم المسار السياسي للأزمة في سوريا.

ـ المعارضة توافق على الهدنة ـ

اما من جانب المعارضة، فقد  اعلن «الجيش السوري الحر» التزامه باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا المبرم بين دمشق والمعارضة مشددا على ان روسيا تفاوضت باعتبارها طرفا ضامنا للسلطات في دمشق ومضيفا أن المفاوضات لم تتضمن أي لقاء مباشر مع الحكومة. واعتبر الجيش السوري الحر إن هذه المفاوضات عملت على توفير واقع أفضل للمواطن السوري، وجاءت بعد فشل المجتمع الدولي ومنظماته في دعم الأهالي.

وبدوره ، أكد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، دعمه لاتفاق وقف الأعمال القتالية في كافة أراضي سوريا، غير ان المتحدث باسم الائتلاف احمد رمضان لفت الى  ان المعارضة  سترد في حال حصول انتهاكات، مشيرا  إلى أن من بين الفصائل الموقعة على الاتفاق «حركة أحرار الشام وجيش الإسلام وفيلق الشام ونور الدين الزنكي». وشدد رمضان على أن الوثيقة لا تسمح «بمس المدنيين» مؤكدا أنه «يسري كذلك على محافظة إدلب» في شمال غرب البلاد والتي يسيطر عليها ائتلاف فصائل إسلامية في مقدمها «جبهة فتح الشام» («جبهة النصرة» سابقا). وتعقيبا على ذلك، قال مسؤولون بالمعارضة السورية المسلحة  إن اتفاق هدنة أبرم مع الحكومة يشمل جبهة فتح الشام التي كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة على الرغم من أن الجيش نفى ذلك. ولذلك تضاربت المعلومات عن كون جبهة النصرة مستثناة من الهدنة ام فقط تنظيم الدولة الاسلامية هو الوحيد المستبعد من  اتفاق وقف اطلاق النار الشامل في سوريا.

والى ذلك اضاف المتحدث باسم الائتلاف إن المعارضة السورية تتوقع «إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة بإشراف الأمم المتحدة» بعد سريان وقف إطلاق النار.

ـ دي ميستورا: الهدنة تمهيد للسلام ـ

رحب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا بإعلان وقف إطلاق نار في سوريا وقال إنه يأمل أن يسهم في إنقاذ أرواح المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ويمهد لمحادثات بناءة في أستانة.

وقالت متحدثة باسم دي ميستورا في بيان «هذه التطورات ينبغي  أن تساهم في مفاوضات شاملة وبناءة بين السوريين تعقد تحت رعاية الأمم المتحدة في 8 شباط 2017».

ـ اشتباكات تسبق الهدنة ـ

ميدانيا، وقبيل البدء بتنفيذ الهدنة، سقط عدد من القذائف على بعض أحياء العاصمة دمشق منها على أماكن في منطقة التجهيز ومناطق أخرى في المزة 86 ما أدى الى وقوع  أضرار مادية وإصابة عدة أشخاص بجروح الى جانب  أصابة 3 أشخاص بجروح إثر سقوط قذائف صباح امس على مناطق في حي المزرعة الذي توجد فيه السفارة الروسية وسط دمشق. بموازاة ذلك، تجددت الاشتباكات في منطقة وادي بردى. اضف على ذلك، استهدف الطيران السوري مواقع المسلحين في كل من مدن دوما وحرستا وعربين وزملكا وسقبا وعربين وبلدة جسرين وأطراف بلدة كفر بطنا بغوطة دمشق الشرقية.

كذلك سقطت قذائف على مناطق في ضاحية الأسد القريبة من مدينة حرستا دون ورود معلومات عن إصابات في وقت تجددت الاشتباكات العنيفة بين عناصر تنظيم «داعش» ووحدات من الجيش السوري في مدينة تدمر حيث يسعى الجيش لاجتثاث التنظيم من قرية شريفة بمنطقة التيفور.

وفي منطقة الرستن شمال مدينة حمص، وجهت وحدة من الجيش ضربات مدفعية وصاروخية على مقرات لتنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له في جبل الكن، ما أدى الى  تدمير عدد من الآليات ومقتل العديد من الإرهابيين.

وفي إدلب اغارت الطائرات الحربية على  مواقع المسلحين في الأطراف الشمالية الغربية لمدينة خان شيخون الواقعة في الريف الجنوبي لإدلب، كما قصف الطيران الحربي مواقع المسلحين في ريف إدلب الغربي حيث استهدفت الغارات مناطق اشتبرق وحلوز ومنطقة معمل السكر وأماكن أخرى في مدينة جسر الشغور.

وفي درعا جنوب البلاد، قال مصدر عسكري أن وحدة من الجيش نفذت عملية نوعية في مدينة طفس بالريف الشمالي الغربي اسفرت عن مقتل عدد مما يسمى جيش المعتز وتدمير مقر اجتماعهم وعدة آليات بعضها مزود برشاشات. وفي منطقة درعا البلد، أشار المصدر العسكري الى ان وحدة من الجيش أسقطت بعد الرصد والمتابعة طائرة مسيرة مفخخة لتنظيم «جبهة النصرة» ودمرتها في محيط مبنى البريد دون وقوع إصابات بين المواطنين.

اما في محافظة حماة، فقد نفذ الطيران الحربي غارات  على مواقع المسلحين في قرى البويضة ولحايا والزكاة بالريف الشمالي لحماه، كما قصفت الطائرات الحربية مواقع للمسلحين في قرية زور الناصرية وفي مناطق في بلدتي اللطامنة وحلفايا بريف حماة الشمالي.