IMLebanon

بري لـ«الديار» لن اقبل ابداً بالستين ولا تأجيل للانتخابات

بري لـ«الديار» لن اقبل ابداً بالستين ولا تأجيل للانتخابات

الاشتراكي في بعبدا من دون رئىسه ومعركة القانون مفتوحة على كل الاحتمالات

ترك خطاب رئىس الجمهورية ميشال عون اما السلك الديبلوماسي ارتياحاً شاملاً وتطرق  فخامته الى مختلف القضايا التي يعاني منها البلد على مختلف الصعد، فأكد انه سيكون في موقعه حاضناً للصيغة اللبنانية الفريدة، القائمة على التعددية التي اثبتت عبر التاريخ صلابة في مواجهة المحن الداخلية والخارجية، وقدرة في التغلب عليها وتأمين الاستقرار، الامني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي، فليطمئن اللبنانيون، أينما كانوا، الى وطنهم، وسيعود لبنان ليلعب الدور الايجابي الذي اعتدتم عليه في الساحة الدولية.

وشدد رئيس الجمهورية من  جهة ثانية، على ان لبنان لا يمكن ان يحمّل وحده عبء النازحين السوريين، مناشداً الدول ان تتحمّل مسؤولياتها كاملة، وان تتحرّك من دون ابطاء، حفاظاً على مصالحها ومصالح شعوبها، مطالباً المجتمع الدولي بأن يعترف بخصوصية لبنان ويرفض اي فكرة لاندماجهم فيه.

وجدد الرئىس عون ترحيب لبنان بكل مبادرة من شأنها ان تؤدي الى حل سلمي سياسي للأزمة في سوريا، مؤكداً على ان السياسات الدولية هي التي اوصلت الوضع في منطقة الشرق الاوسط الى ما هو عليه مشيراً الى ان اطفاء الحرائق صار حاجة عملية ومصلحة في آن، لأن النيران بدأت تحرق اصابع من صنعها.

كلام رئيس الجمهورية استدعى اتصال تهنئة من رئىس مجلس النواب على كل النقاط التي تضمنها، كما تطرق الرئيس عون الى الانتخابات النيابية واجرائها عبر قانون جديد داعياً الى اعتماد خيار النسبية.

من جهة اخرى ورغم الكلام عن ضرورة انجاز قانون جديد فانه حتى الآن لا مؤشرات على ذلك والمهل بدأت تضيق ووزير الداخلية نهاد المشنوق مضطر الى تشكيل الهيئة العليا المشرفة على الانتخابات اواخر الشهر ودعوة الهيئات الناخية في 11 شباط، لاجراء الانتخابات في 21 ايار على قانون الستين جراء عدم انجاز قانون جديد بسبب الخلافات بين الاطراف السياسية الفاعلة «كل يغني على ليلاه».

هذه الاشكالية، فجرت خلافاً من العيار الثقيل بين النائب وليد جنبلاط المتمسك بالستين، والثنائي المسيحي الرافض للستين والعامل على اسقاطه، وربما ستتطور الى توتر مسيحي ـ درزي فيما الثنائي الشيعي ورغم تمسكهما بالنسبية الشاملة ورفض الستين، لكنهما يحاذران الانحياز لاي طرف، ورما تهمة العرقلة على الحكومة كونها المولجة بانجاز القانون لكن الثنائي الشيعي مع مراعاة هواجس جنبلاط والاخذ بها، رغم توافقهما الانتخابي مع التيار الوطني الحر على النسبية دون القوات اللبنانية المتمسكة بالمختلط 68 اكثري و60 نسبي.

اما الرئىس سعد الحريري فموقفه «بين ـ بين» فلا يريد ان يزعج جنبلاط ويقطع شعرة معاوية معه باعلان رفضه للستين مع تأكيده لوزير الاعلام ملحم رياشي انه متمسك بالمختلط   لكن لم يصدرعن الحريري موقف واضح في هذا الخصوص.

وفي ظل هذه الاجواء، يدشن الحزب التقدمي الاشتراكي وزاريا ونيابياً جولاته على المسؤولين بزيارة القصر الجمهوري في بعبدا ولقاء الرئيس عون، الوفد لن يترأسه النائب وليد جنبلاط الذي لم يزر بعبدا للتهنئة، وتعرض لسيل من الانتقادات العنيفة من محطة O.T.V التابعة للتيار الوطني الحر ومصادر وزارية رداً على انتقاداته لقانون النفط، وهذا ما زاد في توتر العلاقة بين الرئىس عون وجنبلاط.

الحزب التقدمي الاشتراكي سيعلن للرئىس عون تمسكه بالستين والنظام الاكثري والشوف وعاليه محافظة واحدة فيما الرئىس ميشال عون سبق الوفد الاشتراكي بموقف واضح من قانون الانتخابات عبر تأكيده على تنظيم الانتخابات النيابية وفق قانون جديد يؤمن صحة التمثيل الصحيح لكافة شرائح المجتمع اللبناني، ما يوفر الاستقرار السياسي، لافتاً الى ان تخوف البعض من قانون نسبي في غير محله لان وحده النظام الذي يقوم على النسبية يؤمن صحة التمثيل وعدالة للجميع وعليه قد يخسر البعض بعض مقاعدهم ولكننا نربح جيمعاً استقرار الوطن.

الرسالة الرئاسية وصلت الى جنبلاط واضحة وهو سيرد عليها بالتأكيد على ان قانون  الانتخابات مسألة حياة او موت بالنسبة للدروز، ولن يتراجع ايضاً ومستعد للمواجهة وسيستخدم كل الوسائل الديموقراطية علماً ان التعبئة الشعبية بلغت مداها من قبل جنبلاط والاشتراكي للدروز في ظل الاستنفار ضد الظلم الذي تتعرض له الطائفة ووصف المعركة الحالية بـ«معركة وجود» وهذا ما يجعل الشارع الدرزي مستعداً للتحرك عبر اعتصامات وعصيان مدني وما شابه وليتحملوا مسألة ابعاد الدروز.

ـ بري واليأس ـ

بدوره، جدد الرئىس نبيه بري لـ«الديار» تأكيده على رفض الستين وتأجيل الانتخابات وضرورة اقرار قانون جديد قائلا: لا حاجة لشرح موقفي مرة اخرى لكن بعد الذي جرى حول القانون وما قمت به في الحوار وقبله وبعده وصلت الى درجة حدود اليأس من البعض وعلى اي حال فلتتفضل الحكومة وتنفذ ما التزمت به في البيان الوزاري وتضع مشروع القانون.

ورداً على سؤال قال: «في الاساس التواصل مستمر مع الاشتراكي ولكن هناك من حول الموقف الاخير لجنبلاط الى «حائط مبكى» لتبرير تمسكه الضمني بالستين واعاقته التوصل لقانون جديد.

وفيما يتعلق في جلسة مجلس النواب اليوم وغداً قال بري: «لقد وضعنا كل المشاريع الجاهزة الحاضرة على جدول الاعمال التي تصل الى 75 مشروعاً واقتراحاً وسندرسها في اليومين نهاراً ومساء لاقرارها، واذا استلزم الامر جلسات اخرى فسادعو اليها من اجل البت بها كلها.

على صعيد آخر، يتوقع ان يثار في اول الجلسة ومن باب الاوراق الواردة موضوع سلامة المطار والكوستابرافا ويشار في هذا المجال الى ان بري شدد خلال اجتماعه امس مع النائبين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور في حضور مفوض الحكومة لدى مجلس الانماء والاعمار وليد صافي على ان الحل لتأمين سلامة الطيران والمطار هو بالابتعاد عن مطمر الكوستابرافا ونهر الغدير والنفايات في المنطقة.

على صعيد آخر، عقد ليلاً اجتماع بين الوزير جبران باسيل والوزير علي حسن خليل تتطرق الى الملف الانتخابي.

ـ جعجع يحدد موقف القوات اليوم ـ

وفي المقابل، فان موقف القوات اللبنانية يحدده الدكتور سمير جعجع خلال كلمة في ذكرى اعلان معراب في 18 كانون الثاني، لكن وزير الاعلام ملحم رياشي اكد بوضوح امام وفد اعلامي رفض القوات لـ«الستين» وعدم السير به مهما كانت الاعتبارات، مشيراً ان «لجنبلاط هواجسه ولنا هواجسنا» وتعديل قانون الانتخاب طرح على اساس معالجة «الغبن المسيحي» وتحسين تمثيلهم، ونحن نريد «المختلط» ونحترم موقف جنبلاط وهواجسه وموقفنا ليس موجها ضده مطلقاً.

واضاف رياشي: ان الرئىس الحريري اكد لنا اصراره على قانون جديد للانتخابات ورفضه الستين وتمسكه بالمختلط. اما مصادر قواتية فقالت بوضوح وبعيداً عن ديبلوماسية الرياشي في حال تراجع المستقبل عن المختلط لكل حادث حديث وسيبنى على الشيء مقتضاه واكدت مصادر القوات «نضالنا الآن سيتركز على اسقاط الستين مع التيار الوطني الحر وسنبذل كل الجهد وسنلجأ الى كل الوسائل الديموقراطية المتاحة لدفنه».

ـ باسيل يدعم موقف القوات ـ

بدوره دعا الوزير جبران باسيل «الناس الى الثورة على السلطة السياسية التي تمنع عليهم الانتخاب عبر التمديد لمجلس النواب او عبر الانتخاب وفق قانون لا يعكس صحة التمثيل».  واكد «ان التيار لن يقبل بالتمديد الثالث لمجلس النواب ولا بالستين ولدينا الكثير من الخيارات الشعبية والسياسية لمنع فرض اي امر واقع محسوم باعتماد الستين».

واشار الى «الاتفاق مع القوات اللبنانية في الانتخابات القادمة».

ـ حزب الله ورفض الستين ـ

وبدورها، جددت كتلة الوفاء للمقاومة تأكيدها اعتماد النسبية الكاملة مع الدائرة الواحدة او الدوائر الموسعة كصيغة تلتزم المناصفة مشددة على رفضها قانون الستين، معتبرة ان وضع قانون جديد للانتخابات هو تعهد التزمته الحكومة في بيانها الوزاري رغم معرفتها المسبقة بالفترة المتاحة لها من اجل انجازه.

ورغم تمسك حزب الله بموقفه من «الستين» لكنه اكد لجنبلاط تفهمه لهواجسه مع تمسكه بالنسبية.