IMLebanon

كيف حصل تفجير شاحنة الميتسوبيشي

عند الساعة الثانية عشرة وعشرين دقيقة، من يوم الاثنين في 14 شباط 2005، كان الرئيس المرحوم الشهيد رفيق الحريري ينزل على درج مجلس النواب مغادرا المجلس النيابي، فنظر فرأى صحافيان محمد شقير وفيصل سلمان يشربان القهوة في مقهى قبالة ساحة النجمة، فتوجه نحوهما بدل الصعود الى السيارة فيما كان الدركي الدرّاج يقول ان هنالك عجقة سير على الطريق التي تمر قرب منزل الرئيس سليم الحص.

وجلس الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع الزميلين شقير وسلمان وطلب كوباً من البوظة وامضى 10 دقائق ثم انتقل في سيارته وهو يقودها وقربه الشهيد الوزير باسل فليحان.

وانطلق الموكب من ساحة النجمة، باتجاه نفق فندق فينيسيا، واقترب من فندق السان جورج وحصل اكبر انفجار في بيروت، حيث انفجرت شاحنة ميتسوبيشي عند الساعة الواحدة الا خمس دقائق، اثناء مرور موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فحفرت حفرة في الأرض عمقها 7 امتار وقطرها 18 مترا، واحترقت سيارات موكب الرئيس الشهيد الحريري، واستشهد على الفور الرئيس الشهيد الحريري، لان الشاحنة الميتسوبيشي كانت محملة بـ 2000 كيلوغرام من مادة الـ تي.ان.تي. مع سي.فور الحارقة وهرعت سيارات الدفاع المدني واطفائية بيروت الى المكان مع الجيش وقوى الامن الداخلي، الا انهم لم يستطيعوا الاقتراب بسبب قوة النيران، الى ان بدأ الدفاع المدني باطفاء الحريق الكبير، ومضت 10 دقائق قبل ان يخفّ وهج النار ويقترب احدهم ليرى المنظر.

وشوهد في هذا الوقت مرافقو الرئيس الشهيد الحريري، الذين كانوا في سياراتهم الى الوراء، وهم يبكون. في هذا الوقت، اتصل مدير المخابرات السعودية بالرئيس الشهيد سعد الحريري، وقال له: اين والدك الان، فقال له: قالوا لي انهم نقلوه الى مستشفى الجامعة الأميركية، فسأله، هل رأيته، فقال: كلا لم أراه. وسيطر الدفاع المدني مع اطفائية بيروت على النيران، وحمل 4 من عناصر الدفاع المدني جثمان الرئيس الشهيد رفيق الحريري واخرجوه من السيارة ووضعوه على الطريق.

لم يكن مصاباً بجروح، بل نتيجة العصف القوي من الانفجار، حصل انفجار في دماغه، ولم تخترق النيران السيارة المصفحة للرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكن قوة الانفجار أدت الى عصف قوي فجّر انسجة الدماغ والشرايين فيه، وهذا ما ادّى الى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري فورا.

انتشر الخبر بسرعة في البلاد، وحصلت صدمة كبرى في لبنان والعالم العربي، والسؤال كان، كيف تم تفجير شاحنة الميتسوبيشي، خاصة وان موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري مجهز بسيارات تطلق التشويش وتمنع تفجير السيارات عن بعد والقنابل عن بُعد، والجواب، كان هنالك شخص في سيارة الميتسوبيشي، لكن لم يجدوا اثر من اثاره، نظرا لتحويل انفجار سيارة الميتسوبيشي الى قطع صغيرة للغاية.

عمل القاضي سعيد ميرزا، المدعي العام التمييزي على التفتيش على كل المناطق ووضعوا في المُنخل التراب حتى وجدوا سنّ من أسنان الفك، تم بعد دراسته التأكد، من ان صاحبه لم يكن في لبنان، بل كان في بلد ذات رطوبة، صحراوية، لا تتطابق مع مناخ لبنان.

وتم تسليم هذا السن الى المحكمة الدولية، وهذا كل ما بقيَ من شاحنة الميتسوبيشي التي انفجرت.

كان الاستنتاج ان هنالك شخصا داخل شاحنة الميتسوبيشي هو الذي بيده شدّ حبل التفجير فانفجرت الشاحنة لحظة مرور الموكب، وعلى هذا الأساس، انطلق قاضي القضاة في التحقيق في الموضوع، قبل ان يصبح في يد المحكمة الدولية في لاهاي في هولندا.

قبل الساعة الواحدة الا خمس دقائق، كان لبنان في أمر معيّن، وبعد الساعة الواحدة الا 5 دقائق، اصبح لبنان في وضع آخر، تغير التاريخ في لبنان، وانقسم الى 14 اذار و 8 اذار، وبدأت المظاهرات المليونية، وخرج الجيش السوري من لبنان، في ظل تطبيق القرار 1559، وهكذا في ثانية واحدة، هي ثانية حصول الانفجار، تغير لبنان بكامله.

انه استشهاد الرئيس رفيق الحريري.