IMLebanon

جنبلاط لـ «الديار» : كان يجب ضم ايران الى قمة السعودية

جنبلاط لـ «الديار» : كان يجب ضم ايران الى قمة السعودية

اللواء ابراهيم لـ «الديار» : مواجهة التكفيريين لم تصرفنا عن ملاحقة العملاء

عماد مرمل

شاحت الانظار خلال اليومين الماضيين عن قانون الانتخاب المتعثر، وتركزت على الرياض حيث عُقدت قمة اسلامية- اميركية، يبدو انها سترفع منسوب التوتر والاحتقان في المنطقة، بعد التصويب المباشر والعنيف من منصتها على ايران، بالتزامن مع ادراج اسم رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على لائحتي الارهاب، السعودية والاميركية.

وإذا كان الرئيس سعد الحريري يحاول في هذه المرحلة ان يوفق بين خفقات «قلبه» المنحاز الى السعودية وشراكتها الاستراتيجية مع واشنطن في مواجهة طهران، وبين حسابات «عقله» الذي يفرض عليه كرئيس لحكومة ائتلافية تضم حزب الله ان يراعي التوازنات الداخلية وقواعدها الدقيقة، إلا ان ذلك لا يكفي وحده لحماية لبنان من التداعيات المحتملة لتأجيج الصراع الاقليمي- الدولي، ما لم تسارع قواه السياسية الى تحصين ساحته ودولته، والتخفيف من «ترف» هدر الوقت والفرص.

واول «اللقاحات» التي تفيد في تعزيز المناعة اللبنانية يكمن في وضع قانون جديد للانتخابات النيابية قبل 19 حزيران المقبل ومن ثم اجراء هذا الاستحقاق الدستوري قريبا، لان اي انزلاق متهور الى مغامرة الخيارات الصعبة في هذا التوقيت، سيؤدي الى انكشاف لبنان امام الرياح الحارة التي هبت من الرياض.

وبدا واضحا من تركيز كل من الملك السعودي سلمان والرئيس الاميركي دونالد ترامب على ايران وسوريا وحزب الله، ان الولايات المتحدة والاطراف الاقليمية الحليفة لها ليست بوارد الانخراط في تسوية قريبة، بل هي أوحت بانها ستسعى الى تحسين مواقعها على امتداد النقاط الساخنة في المنطقة- بمعزل عن حجم قدرتها العملية على تعديل موازين القوى- ما يستوجب من اللبنانيين منع استخدام ساحتهم كواحدة من حلبات الملاكمة وتصفية الحسابات.

وفي مقابل الاستهداف المركّز لايران وسوريا وحزب الله من قبل صقور القمة الحاشدة، تحت شعار مكافحة الارهاب، لوحظ ان ايا من الزعماء العرب لم يتطرق امام الضيف الاميركي «المدلل» الى الارهاب الاسرائيلي بحق الفلسطينيين، والى قضية الاسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، أقله من باب تسجيل الموقف وهذا أضعف الايمان وأقل الواجب.

وبينما يواجه الاسرى الفلسطينيون اصعب الظروف في المعتقلات وتنتشر الكوليرا في اليمن، كانت كل مظاهر البذخ المبالغ فيها تنتظر ترامب في السعودية، بحضور عدد كبير من القادة العرب والمسلمين الذين احتفوا بزيارة الرئيس الاميركي وأنصتوا بإمعان الى خطابه.

ومن مفارقات قمة السعودية ان سلمان وترامب ساويا بين حزب الله وداعش والقاعدة وحماس الذين صُنفوا جميعا في خانة الارهاب من دون تمييز، في حين ان الحزب يتعارض ايديولوجيا مع داعش والقاعدة وأخواتهما، ويقاتلهم عسكريا في لبنان وسوريا، خلافا للسلوك المريب لبعض حلفاء الرئيس الاميركي ممن كانوا، ولا يزالون، يقدمون «الخدمات» الى التنظيمات الارهابية، بمبررات شتى.

ثم ان الحملة الحادة على ايران من قلب المملكة أتت غداة انتخابات رئاسية فاز بها الشيخ «المرن» و«البراغماتي» حسن روحاني الذي اعطى اشارات واضحة الى الرغبة في التفاعل مع المجتمع الدولي والانفتاح عليه- طبعا تحت سقف الضوابط الايرانية- فإذا بالمجتمعين في الرياض يدفعون طهران الى التصلب، بدل التقاط الفرصة ومحاولة ملاقاة روحاني في مساحة مشتركة، ولو كانت ضيقة.

 جنبلاط: اين ايران؟

وقال النائب وليد جنبلاط لـ«الديار» انه كان من الافضل لو ان قمة الرياض ضمت ايران ايضا، خصوصا بعد انتخاب الرئيس الاصلاحي والمعتدل الشيخ حسن روحاني، للتوصل الى اتفاق اسلامي شامل حول مكافحة الارهاب والتطرف والتخلف والتركيز على التعليم والتنمية، وصولا الى ايجاد مخرج للجميع من حرب اليمن.

ويضيف جنبلاط: لا بد من التشديد على ان فلسطين يجب ان تبقى القضية المركزية، وفوق كل اعتبار.

وفي انتظار المواقف التي سيطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيال قمة الرياض ودلالاتها في خطاب عيد المقاومة والتحرير، الخميس المقبل، اعتبر رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي الدين، ان الادارة الاميركية عندما كانت على حالها واوضاعها لم تتمكن من النيل من المقاومة، وبالتالي فان هذه الادارة المعاقة والمجنونة بقيادة ترامب لن تتمكن من المقاومة، وما سيحصلون عليه هو مزيد من الصراخ الاعلامي، وسينتهي كل ما فعلوه.

وأكد ان المقاومة ستبقى ثابتة وراسخة في الارض بعزم أقوى مما مضى، وبانتصارات في الاشهر والسنوات الآتية أفضل من الانتصارات التي حصلت.

ابراهيم: الوضع تحت السيطرة

داخليا، وبينما تستمر المراوحة في الملف الانتخابي العالق في عنق الزجاجة، تتواصل الانجازات الامنية النوعية، سواء عبر الضربات العسكرية النوعية التي يوجهها الجيش الى الارهابيين في جرود عرسال، او عبر العمليات الدقيقة التي تنفذها الاجهزة الامنية ضد الخلايا التكفيرية والاسرائيلية في الداخل اللبناني.

وغداة تمكن «الامن العام» من توقيف العراقي (م.ي) بجرم التواصل مع العدو الاسرائيلي وجمع المعلومات لصالحه، قال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لـ«الديار» ان عيون الجهاز مفتوحة لرصد عملاء اسرائيل وتوقيفهم، مؤكدا ان معركتنا مع الارهاب التكفيري لم تصرفنا عن الاستمرار في ملاحقة الشبكات المتعاملة مع العدو الاسرائيلي وتفكيكها.

ويضيف: نحن نعمل على الخطين في وقت واحد، ولا نهمل ايا منهما، علما ان الخطرين التكفيري والاسرائيلي هما وجهان لارهاب واحد، وبالتالي فهما يتوزعان الادوار ويلتقيان عند الاهداف التدميرية والتخريبية ذاتها.

ويشير الى ان توقيف عراقي يتعامل مع العدو يندرج في سياق المتابعة الحثيثة لملف الشبكات العميلة، كاشفا عن ان قيادة «الامن العام» اتصلت بالسلطات العراقية الرسمية وأطلعتها على تفاصيل هذه القضية والمعلومات المتعلقة بمحاولة الشخص العراقي، قبل توقيفه، تجنيد شقيقه المقيم في العراق للعمل مع المخابرات الاسرائيلية.

وبالنسبة الى التهديد التكفيري، يشدد ابراهيم على ان الوضع تحت السيطرة، كاشفا عن ان هناك موقوفين غير مُعلن عنهم لدى «الامن العام»، وذلك حرصا على سرية التحقيق وجدواه، موضحا انه يتم نشر أسماءهم تباعا بعد احالتهم الى القضاء.