IMLebanon

نصرالله : كلّ الضغوطات الأميركيّة لم تؤثّر في قوة المقاومة وعظمتها

نصرالله : كلّ الضغوطات الأميركيّة لم تؤثّر في قوة المقاومة وعظمتها

العلاقة مع سوريا لمصلحة لبنان… والرئيس الأسد باقٍ

بـ «عناية مُشَدَّدة»… اختار حزب الله سهل الخيام الملاصق للحدود الدولية مع فلسطين المحتلة، ليكون مكانا للاحتفال بالذكرى الحادية عشرة لانتصار المقاومة على العدوان في تموز العام 2006، للدلالة على واحدة من ابرز المواجهات التي خاضها المقاومون مع جحافل دبابات العدوان، بعد ان حوَّل «صيَّادو الميركافا» السهل ـ الصعب على الهزيمة… الى محرقة بشَّرت بالانتصار المدوِّي.

على بعد كيلومتر واحد من مستوطنة المطلة، اطل سيد المقاومة امين عام حزب الله حسن نصرالله، عبر شاشة عملاقة دُوِنَت عند طرفها عبارة «هزمناه… والسهل يشهد»، ليطلق الحقائق التي آلمت العدوان وجنرالاته، واربكت العالم المتعاطف مع العدوان، انه العيد الحقيقي للانتصار في حرب رسمت معادلات وغير مسارات، واغرقت المحتل في كوابيس لم يستفق منها بعد، بدأت منذ الشرارة الاولى التي اندلعت في حرب الـ 33 يوما، شرارة «الوعد الصادق» في «خلة وردة» في عيتا الشعب الحدودية، الذي اثمر اكبر عملية تبادل للاسرى اللبنانيين والفلسطينيين، مقابل جنديين اسرائيليين اُسرا في الثاني عشر من تموز قبل احد عشر عاما.

جمهور المقاومة الواسع الذي تواعد مع السيد نصرالله، توافد من مختلف المناطق اللبنانية، جاؤوا برجالهم ونسائهم وشبابهم واطفالهم، ليحيوا عيدا وطنيا، مع مرارة حملوها بسبب التقصير الفاضح للدولة حيال هذه المناسبة الوطنية، جاؤوا وافترشوا ارض السهل في محلة «نبع الدردارة» في بلدة الخيام، البلدة التي سطرت اروع الملاحم البطولية طوال ايام العدوان، فشهدوا المناورة العسكرية التي حاكت المواجهات التي دارت في السهل و«المجزرة» التي «ارتكبها» المقاومون ضد الدبابات، لتطيح كل خططه العسكرية.

الاسرى المحررون الذين خرجوا قبل ايام من معتقل التنظيمات الارهابية في جرود عرسال، كانوا حاضرين عند المنصة الرئيسية للمهرجان، ليرفعوا العلم اللبناني وهم بزيِّهم العسكري، فيما اقامت عائلات الشهداء الذين سقطوا في مواجهة عدوان تموز، ومعهم عائلات الشهداء الذين حرَّروا الجرود واستأصلوا الارهاب فيها، اعراس النصر، رافعين صور ابنائهم واعلام حزب الله، وفي ارجاء القاعة الرحبة التي استوعبت الالاف من المشاركين، رفعت ملصقات كبيرة تحمل صورا لجنود الاحتلال المهزومين في العدوان، الى جانب صور الارهابيين الذين انهزموا في الجرود… في دلالة على ان معركة المقاومة ضد الاحتلال… والارهاب واحدة.

المشهد في سهل الخيام بالامس، بشَّر بما اعلنه السيد نصرالله… «انتهى زمن التهديد الاسرائيلي.. ونحن في زمن النصر»، العنوان الذي اطلقه «حزب الله» على احتفالية انتصار المقاومة على العدوان لهذا العام.

ومما اكد عليه السيد نصرالله امس «اننا سنكون امام انتصار حاسم على الارهاب في الجرود»، واكد ان حزب الله هو قوة هدامة ومدمّرة للمشروع الاسرائيلي في المنطقة وكل يوم  يتأكد سقوط اسرائيل الكبرى».

واكد ان «كل العقوبات والضغوطات الأميركية لم ولن تؤثر في قوة وعظمة المقاومة»، واكد «ان المقاومة تزداد قوة وكل من راهن على سحقها خابت آماله».

واكد ان «العلاقة مع سوريا هي لمصلحة لبنان، والرئيس بشار الأسد باقٍ»، واشار الى ان العالم كله يتعاطى على اساس ان النظام والدولة في سوريا باقية ويجب ان نبحث عن مصلحة لبنان».

نصرالله: حزب الله قوة مُدمّرة للمشروع الإسرائيلي في المنطقة

الجيش سيُحدّد توقيت بدء المعركة لتحرير الجرود من «داعش»

أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في مهرجان زمن النصر الذي أقامه حزب الله لمناسبة الذكرى الحادية عشرة لانتصار تموز في سهل الخيام، أن الزمن الذي كان فيه «الاسرائيلي» يهدد وينفذ انتهى ونحن في زمن النصر»، مضيفا «كل من راهن ويراهن على ضرب محور المقاومة خابت وتخيب وستخيب آماله»، ولفت الى أن «الإسرائيليين يتجنبون خوض أي حرب على لبنان لأنهم يعلمون الكلفة الباهظة عليهم «.

قال السيد نصر الله: «المقاومة تزداد قوة وكل من راهن على سحقها في حرب تموز خابت آماله»، ولفت الى أنه «عندما تتكامل قوتنا بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة ستكبر مخاوفهم وسيرتدعون».

وفي سياق آخر، رأى أن «العدو يلجأ إلى اساليب أخرى غير العسكرية وهو ضغط الإدارة الأميركية على حزب الله والحكومة والشعب اللبناني وأصدقاء حزب الله وداعميه»، ولفت الى حديث ترامب عن أن أميركا والحكومة اللبنانية تشتركان في محاربة الارهاب بينهما «داعش» وحزب الله، وقال «(ترامب) لا يعلم أن حزب الله موجود في الحكومة وجزء من الحكومة»، وأكد أن «الادارة الاميركية لن تستطيع المس بقدرة المقاومة وتعاظم قوة المقاومة في لبنان».

وحول المعركة المنتظرة لتحرير بقية الجرود، قال «نحن ننتظر قرار الجيش اللبناني الذي سوف يعطي الوقت ببدء المعركة ضد «داعش»، متمنياً أن «لا يضع أحد مدى زمنياً للجيش بالحسم»، وطمأن أنه «سنكون أمام انتصار حاسم جديد والمسألة هي مسألة وقت والتعاطي بروح وطنية وإنسانية».

وحول العلاقة مع سوريا، دعا بعض السياسيين لوضع حساباتهم الشخصية والنكايات جانباً لأن سوريا هي جارتنا الوحيدة». قال: «مصلحة لبنان أن تكون الحدود مع سوريا مفتوحة وأن يتفاهم لبنان مع سوريا في المشاريع الزراعية وكذلك ستفتح الحدود مع العراق والأردن وهناك صادرات لاخراجها عبر سوريا».

وكان السيد نصر الله بدأ خطابه بالترحيب بعوائل الشهداء والإخوة الجرحى والأسرى المحررين الموجودين بيننا.

وقال: «من هنا في سهل الخيام، السهل الذي شهد إحدى ملاحم الثبات والشجاعة والصمود والإنجاز الميداني الكبير، والذي هو جزء من مجموعة الإنجازات الميدانية التي شكلت المعركة وحسمت نتيجتها. هذه البلدة، بلدة الخيام، كما البلدات الأمامية على الحدود وهي بلدة حدودية، كما بلدات الداخل، قاتلت ثلاثة وثلاثين يوماً، وصمدت على الرغم من آلاف الغارات الجوية والقصف المدفعي ومحاولات التقدم المستمرة للسيطرة عليها واحتلالها، ولكنها صمدت. ثم نعود إلى السهل، قبل سنوات احتفلنا بذكرى حرب تموز في وادي الحجير. لا يوجد شك أن وادي الحجير كان مجزرة الميركافا، والإسرائيليون أيضاً يتكلمون عن مجزرة الميركافا، لكن سهل الخيام يأتي في الرقم 2 ، تالي وادي الحجير ويُسمى بمحرقة الميركافا. القصة يا إخواننا ليست قصة عدد وليست قصة دبابات، بل قصة رجال، قلة من الرجال تبقى في السهل، على الرغم من آلاف الغارات الإسرائيلية وآلاف القذائف المدفعية، وهول تقدم فرقة عسكرية كاملة، ويثبتون في الأرض ولا يتزعزعون ولا يتزلزلون كالجبال الراسخة، وفي المقابل فرقة من الجيش الإسرائيلي عندما تُصاب ببعض صواريخ مضادة للدروع ينتشرون كالفئران مذعورين في المنطقة، هذه هي معادلة حرب تموز، معادلة الإنسان المقاوم والإنسان المؤمن بربه وبقضيته وبحقه وبطريقه وبمقاومته، وهذه هي حقيقة أولئك الذين نُسميهم رجال الله».

أضاف «أقول لكم اليوم، مع كل تصريح، وفي كل وقت يتحدث فيه الاسرائيلي عن تعاظم قدرة حزب الله هو يعترف بهزيمته في حرب تموز 2006. لماذا؟ لأن الهدف الأساسي لحرب تموز، كان القضاء على حزب الله وسحق حزب الله، وليس إضعافه كان هدف الحرب هو سحق حزب الله والقضاء عليه، حسناً، 11 سنة والإسرائيلي يتحدث عن تعاظم القوة وتعاظم القدرة وعدد الصواريخ ودقة الصواريخ وعدد المقاتلين، هذا ماذا يعني؟ يعني أنه يعترف بأنه فشل في تحقيق الهدف الأساسي في حرب تموز وهو يواجه هذه المشكلة الآن في كل مؤتمرات هرتزيليا، خصوصاً قبل أشهر قليلة، المحور الأساسي هو التهديد الأساسي، هو تهديد حزب الله وكيف نتعاطى مع هذا التهديد؟ ثم تأتي غزة والمقاومة في غزة وتجربة غزة أيضاً التي هي صنو ورفيقة درب تجربة المقاومة في لبنان. هذه المشكلة هي الأساسية اليوم التي يعاني منها الإسرائيلي ويعبر عنها بشكل دائم.

وتابع «عندما أتحدث عن المقاومة وعن العدو لا أوجّه أي رسائل للداخل، لا أتحدث مع الداخل ولا لي علاقة بخصومات الداخل ولا حسابات الداخل ولا نكايات الداخل، يعني الداخل السياسي اللبناني. إنما وصل العدو إلى قناعة: إن أي حرب على لبنان ـ لأنه الآن لا يتكلم عن حرب على حزب الله، بل حرب على لبنان ـ أي حرب على لبنان مهما كانت أهدافها، لا توازي ولا تستأهل الكلفة التي ستتحملها اسرائيل في هذه الحرب، الكلفة ستكون كبيرة جداً على العدو ـ وهو يتكلم عن نفسه ـ على دولته وعلى شعبه وعلى جيشه، وبعضهم يقول إنها كلفة لا تُطاق ولا تُتحمل، وبالتالي هناك دعوات طويلة عريضة في كيان العدو ـ حتى عند أشد المتطرفين من السياسيين والعسكريين ـ إلى تجنب الذهاب والخروج الى حرب مع لبنان، لأي سبب وتحت أي ظرف، ويقولون إن أي حرب يجب أن تكون في حالة واحدة وهي اللاخيار، منذ متى هم «أوادم»، يعني هم يقولون لهم، «اقعدوا عاقلين» يعني خلاص، اللعبة مع لبنان انتهت»، مضيفا «هذه هي القوة التي يجب أن نحرص عليها ونحافظ عليها، والعدو يقيم لهذه القوة حساباً، وعندما نحتفظ بقوتنا كلبنان ولبنانيين، وعندما تتكامل هذه القوة في معادلة الشعب والجيش والمقاومة، سوف ترتفع الجدران أكثر عند الإسرائيليين، وسوف تكبر المخاوف أكثر عند الإسرائيليين».

وأردف «سنحكي لكم مثالاً بسيطاً وجديداً: من مدة تكلمنا عن حاوية الأمونيا في حيفا، طبعا يوجد مصالح اقتصادية وتجارية كبيرة من حاوية الامونيا، تبين بالمناسبة أنه يملكها شخص من آل ترامب لكن لا يمت بصلة قرابة الى رئيس الأميركي الحالي. كابرَ الإسرائيلي، لكن في النهاية وصل لمكان أنه سيخلي الأمونيا، ومرّت سنة وهو يدرس بدائل وخيارات والنقب والبحر، وما الذي نفعله، لكن بالنهاية انتهى الموضوع، ولذلك بعد مناقشات طويلة عريضة ودعاوى قضائية واستئناف قضائي، ما قرأته خلال أيام أن المحكمة حكمت بشكل نهائي بوجوب إخلاء هذه الحاويات لما تشكله من خطر، وسيخلون في 13 أو 14 أيلول على ما أعتقد. وبعد الأمونيا، نحن نأمل أن يعيدوا النظر بمفعل ديمونا لأن مفعل ديمونا أخطر من حاويات الأمونيا في حيفا وهذا يجب أن يعالج بكل الأحوال».

وقال السيد نصر الله: «لأن العدو يعرف أن الحرب العسكرية والأمنية على لبنان، الحرب العسكرية بالتحديد، لن تستطيع أن تحقق هدفه في القضاء على المقاومة وستكون كلفتها كبيرة وعظيمة جدا، يلجأ اليوم الى اساليب أخرى، فما هو الأسلوب الآخر؟ هنا سأتحدث عن المسؤولية الجماعية. العامل الذي يراهن الإسرائيلي عليه اليوم هو إدارة ترامب والضغط الذي ستمارسه الإدارة الأميركية من أجل هذا الهدف. إدارة أوباما كانت تعمل (ضدنا) ولم تقصّر، لكن هم يراهنون على أن إدارة ترامب ستكون شديدة وقاسية أكثر، أن الإدارة الأميركية تضغط على حزب الله، تضغط على الحكومة اللبنانية، تضغط على الشعب اللبناني، وتضغط على أصدقاء حزب الله ومؤيدي حزب الله وداعمي حزب الله، سواء كان في لبنان أو في دول المنطقة. فجاءوا لموضوع قانون العقوبات الأميركية المالي، هناك عمل على مواجهة هذا الموضوع، ولكن المطلوب في كل الاحوال عدم الخضوع، وإن كنت سأتحدث من الآخر ومن الآخر: لا قانون عقوبات مالي ولا تهديد أميركي ولا تهويل أميركي، لن تستطيع الإدارة الأميركية بكل وسائلها المتاحة والممكنة أن تمس من قوة المقاومة وإرادة المقاومة وعزم المقاومة وأقول لكم ومن تعاظم قوة المقاومة في لبنان. الأخطر والأهم هو الضغط والترهيب النفسي على الدول وعلى الحكومات وعلى الأحزاب وعلى الشخصيات، ليس فقط في لبنان بل في كل المنطقة: من يتحدث مع حزب الله، هذا حزب إرهابي، من يتحدث معه سيعاقب ويقاطَع هذا داعم للإرهاب».

أضاف «لنضع جهل ترامب وعدم معرفته جانباً ونذهب للتعابير بماذا وصف حزب الله اسمحوا لي أن أتحدث كثيراً عن حزب الله لأننا نحن في رأس لائحة الاستهداف «إنه قوة هدامة، أولا إرهاب، ثانيا قوة هدامة وقوة مدمرة، ثالثا، قوة خطرة» حزب الله خطر على لبنان وعلى المنطقة. وسأتحدث أولا بموضوع الإرهاب: الإرهاب هي أميركا وإسرائيل والجماعات التي صنعتها أميركا وإسرائيل و«بعظمة لسانه» ترامب بقي سنة خلال حملته الانتخابية الرئاسية يقول إن أوباما وهيلاري كلينتون هما اللذان صنعا داعش. أنتم صانعو الإرهاب، ومن الذي يقاتل الإرهاب في المنطقة، أحد الذين يقاتلون الإرهاب في المنطقة هو حزب الله. فحزب الله ليس إرهاباً، حزب الله هو قوة تقاتل الإرهاب إلى جانب كل الذين يقاتلونه. نعم حزب الله كجزء أساسي في المقاومة حطم ودمر وسحق وهدم مشروع إسرائيل الكبرى عام 2000 وكل يوم يتأكد سقوط إسرائيل الكبرى كلما ارتفع جدار هنا في لبنان على الحدود مع فلسطين المحتلة. يعني إسرائيل الكبرى سقطت، وحزب الله هو جزء من المقاومة اللبنانية والفلسطينية في المنطقة التي أسقطت إسرائيل الكبرى.

وأردف «نحن نواجه اليوم حفلة تهويل على الشعب اللبناني، أتمنى أن لا يكون بعض اللبنانيين شركاء تحت الطاولة في حفلة التهويل هذه، يعني عندما يخرج أحد ويقول لك، لبنان سيواجه بعقوبات دولية وأميركية وأوروبية وعربية وخليجية ويا ويلك يا لبنان. أتمنى أن لا يكون أحد من اللبنانيين يحرض تحت الطاولة أو أن يكون شريكاً في هذا التهويل. أنا أتكلم عن معطيات ومعلومات الآن، تهويل في الغرف المغلقة، في اللقاءات الديبلوماسية، في الزيارات الدولية، ضغط، تهويل، تهديد، انظروا، قارنوا قليلاً، أتمنى من المسؤولين اللبنانيين أيضاً أن يجروا هذه المقارنة. الإسرائيلي يقول أنا يا أخي لا أريد حرباً مع لبنان ولا أريد أن أذهب إلى الحرب، وكلفة الحرب عالية، وأعلى بكثير من أي هدف تحققه الحرب، والحرب نذهب إليها في حالة اللاخيار، لكن في الجلسات المغلقة، الأميركيون والأوروبيون يقولون للمسؤولين اللبنانيين إذا لم تفعلوا هكذا ستشن إسرائيل حرباً على لبنان، إذا حزب الله لم يفعل هكذا إسرائيل ستشن حرباً على لبنان، كيف هذا الموضوع؟، أنا أقول نحن يجب أن نكون أقوياء، والقوة تبدأ من الداخل، ليس المهم ما لديك من سلاح ودبابات وصواريخ وطيارات وكم لديك من عديد، (المهم) أنت ماذا؟ إرادتك، نفسيتك، روحك، قلبك، عقلك، عزمك، استعدادك، شجاعتك، صلابتك، كرامتك، عزتك، ماء وجهك، ماذا تعني لك؟ عندما نكون أقوياء في أنفسنا لا يجب أن نخاف من شيء، الزمن، الزمن الذي كان الإسرائيلي – ألسنا في زمن النصر – الزمن الذي كان يهدد فيه الإسرائيلي وينفذ، انتهى، وقُلبت الآية.

وسأل نصر الله: «لماذا الإسرائيلي اليوم يخاف من الشجر على حدودنا؟ لأنه يعتبر أن هذه الأشجار تحمي البلد، تحمي القرى، تحمي الناس، تحمي أولئك الذين سيواجهون عدوانه إذا اعتدى، لذلك المطلوب أن يكون عنده أشجار، لكن أن يكون عندنا صحراء، وهذا المشهد خذوه ليس فقط على الطبيعة، خذوه على كل شيء، يريد أن يكون عنده سلاح نووي ونحن لا يجب أن يكون عندنا صاروخ وبندقية، يريد أن يكون عنده تكنولوجيا ونحن يجب أن نعود ونركب على الحمار، المطلوب أن يبقى هو فوق بالأشجار والخضار ونحن نبقى تحت بالأرض القاحلة»، مضيفا «اليوم يعترض على الشجرة، حسناً شاب لبناني مدني لا يرتدي الزي العسكري ولا شيء، إذا طلع وسار على الحدود ونظر باتجاه لبنان هذا لا يوجد فيه خرق للـ 1701، لكن إذا وقف على الشريط الشائك ونظر باتجاه فلسطين هذا فيه خرق للـ 1701 وقوموا يا مجلس أمن كلفوا اليونيفيل، هذا الموضوع يجب أن يعالج، ممنوع على الشباب اللبنانيين إذا ساروا على الشريط الشائك أن ينظروا باتجاه فلسطين المحتلة، لماذا؟ لأنهم يستطلعون، يجمعون معلومات. هو يحق له أن يضع كاميرات ورادارات والطائرات المسيرة كل يوم وكل ساعة في سماء لبنان، هذا ليس خرقاً، لكن شاب لبناني مدني، سواء كان من المقاومة أو لم يكن، يقف على الحدود وينظر باتجاه فلسطين فهذا خرق للـ 1701».

أضاف «سأتكلم أيضا عن النصر الذي تحقق قبل أسابيع في جرود عرسال وجرود فليطة، بالمعايير نفسها والموازين نفسها والحسابات نفسها، اليوم لماذا أقول المعركة نفسها؟ انظروا إلى الإسرائيلي، هو الأكثر حزناً من الذي حصل في جرود عرسال وجرود فليطة، أكثر جهة حزنت هم الإسرائيليون الآن الذين في الداخل أنا قلت دعوهم جانباً من حزن ومن لم يحزن، أنا شغلي مع الإسرائيلي حزنوا، حزنوا جداً، الذي يحصل في سوريا اليوم أحزن الإسرائيليين كثيراً، الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي راهنت عليها إسرائيل في سوريا وبدأت تفشل الآن تبكي عليها إسرائيل، تعبر عن خيبة أملها هي والأميركيين، خصوصاً بالنسبة لداعش، الإسرائيليون يبذلون جهداً، بذلوا وما زالوا مع الإدارة الأميركية ليقولوا لهم لا تسمحوا بهزيمة داعش في سوريا لأن هزيمة داعش في سورية تعني انتصار إيران والرئيس بشار الأسد وحزب الله بالاسم، الإسرائيلي حريص على أنه في سوريا تنتصر داعش وتنتصر جبهة النصرة وتنتصر هذه الجماعات المسلحة التي لديه علاقات معها ويدعمها ويمولها ويسلحها».

وعن معركة الجرود تحدث في 3 نقاط : النقطة الأولى، من المفترض أن خلال أيام قليلة بقية المسلحين يخرجون من جرود عرسال إلى سوريا، طبعاً بعد التسهيلات التي قدمتها القيادة السورية مشكورة، وبالتالي الجيش اللبناني هو أخذ قراراً أن ينتشر بالمنطقة وهذه مطالبة شعبية أيضاً، ما بقي من هذه المنطقة في جرود عرسال وبالتالي كل خط التماس مع داعش من جهة عرسال يصبح في يد الجيش اللبناني، مجرد أن يستلم الجيش المواقع وينتشر نحن سنخلي هذه المنطقة، بالتالي من الآن أنا أعطي علم لأهل عرسال بعدها اذهبوا وتحدثوا مع الجيش، طبعاً بما يتناسب مع وضعه الجديد، لكن هذه حقوقكم وبساتينكم وأشجاركم وكساراتكم اتكلوا على الله، الفاصل بينكم وبينها أيام قليلة.

-النقطة الثانية، هي بما هو آت، طبعاً نحن جميعاً، ليس فقط في لبنان حتى في سوريا ننتظر قرار قيادة الجيش اللبناني الذي هو سيحدد وقت بدء المعركة الجديدة لتحرير بقية الجرود وفي المقابل تحرير الجرود السورية»، مضيفا  «المطلوب من الجيش أن يحسم بيومين، مطلوب بسبعة أيام، لماذا؟ أيضاً أتمنى أن لا يعمل أحد مقايسات ومقارنات بين هذه المعركة وهذه المعركة وهذه المعركة، دعوا النكايات والنكد جانباً، نحن الآن ذاهبون إلى معركة وطنية فيها دم، دم شباب من الجيش ومن المقاومة ومن الجيش السوري إلى آخره، الآن، ليس موضوع مزايدات، ومن يريد أن يسجل نقطة على من، لا هذه ولا هذه، وبالتالي بالحد الأدنى من فريقنا السياسي والإعلامي وكلنا نحن ائتلاف عريض يطلع أحد ويقول مصدر في 8 آذار يقول إن الجيش تأخر بالحسم والمقاومة حسمت بيومين، هذا كلام فارغ، لا أحد يضع أمداً زمنياً لهذه المعركة، اتركوا الناس تقاتل براحتها ولا أحد يقارن بين المعارك، كل معركة لها ظروفها ولها حيثياتها ولها صعوباتها، لكن أود في ختام هذه النقطة أن أقول أنه نحن سنكون أمام انتصار حاسم بعون الله تعالى».

-النقطة الثالثة، بعض النقاشات الموجودة في لبنان التي شاهدنا سجالها للأسف هذا الأسبوع والعشرة الأيام بالكثير، التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري الوزراء يذهبون إلى سوريا أو لا؟ نتعاون مع الحكومة السورية أو لا؟ هناك قوى سياسية معروفة بلبنان عندها موقف حاد في هذا الموضوع، على الرغم أنه لسنا نحن الذين طرحنا النقاش في مجلس الوزراء لنفتعل منه مشكلة، غيرنا الذي طرح الموضوع، نحن لا نريد أن نفتعل مشكلة، كل عمرهم الوزراء يذهبون إلى سوريا، كانوا يذهبون، ليس شيئاً جديداً، لكن أنا أريد أن أتكلم أوسع من قصة التنسيق بين الجيشين في المعركة المقبلة أو قصة أن الوزير فلان يريد أن يذهب إلى سوريا أو لا يريد أن يذهب لأقول لهذه القوى السياسية التي لها موقف حاد، أيضاً أريد أن أتكلم بشكل مسؤول، أريد أن أقول لهم يا شباب اسمعوا مني واعيدوا النظر لأن المشروع الذي راهنتم عليه في سوريا سقط أو هو في آخر مراحل السقوط، وأنتم جالسون هنا في لبنان سواء كنتم موجودين في المدينة او في الضيعة او في جبل والأن في الصيف لا أدري أين، اقعدوا بجلسة تأمل وإقرأوا التطورات التي حصلت في سوريا وفي المنطقة وخذوا معطيات وابنوا عليها. الحقد، والاحلام، والامال، والرغبات، والاماني، ضعوها جانباً خذوا الوقائع وحللوا على أساسها وابنوا موقفاً. بالوقائع داعش مسألة وقت في سوريا، وفي العراق، القرار بإنهاء داعش هذا نهائي، داعش لن تجد من يدافع عنها في هذا العالم بعد كل الذي فعلته من جرائم ومجازر، والمعارضة المسلحة في أسوء حال وفي اغلب المناطق محاصرة. والمعارضة السياسية بالأصل هي ضعيفة والان تزداد وهنا بعد الازمة السياسية بين الخليج وقطر. وكانت بعض الدول أشد تعصبا وتزمتاً في سوريا وهي فرنسا، الإدارة الجديدة الفرنسية تعترف بالرئيس بشار الأسد رئيساً شرعياً لسوريا. ودول الخليج بدأوا الواحد تلو الاخر بسحب يدهم وانتظروا المزيد، غداً هذا سيلوم ذاك والاخر سيلوم هذا وهكذا وسنرى في المستقبل. انا أتكلم معلومات ولا أتكلم تكهنات»، مضيفا الأميركان هم أعلنوا أن هذه الجماعات التي مولوها، ودربوها، وراهنوا عليها، فشلت وخائبة بل يمكن أن تكون خطرة ولذلك بدأوا توقفوا ( إعطاء الدعم) لبعض الجماعات. العالم كله الأن يتعاطى على قاعدة هذا النظام باقٍ، هذا الجيش باقٍ، هذه الدولة في سوريا ومؤسساتها باقية، كان لديهم منذ زمن منذ مدة انها إنتهت، كانوا ما يزالون يتناقشون على الرئيس، ولكن الأن الكل يتعاطون ويقولون للمعارضة في الجلسات المغلقة إذهبوا وتصرفوا على قاعدة أن الرئيس بشار الأسد باق، وسيقام تسوية سياسية في سوريا».

وتوجه إلى المسؤولين في لبنان: «ارجعوا احسبوها جيداً، ولا أحد يريد أن يشمت بأحد ولا يريد أحد أن يفتح حساباً مع أحد، تمام؟ تعالوا نر مصلحة لبنان بهذه المعادلة كلها، نتكلم مصلحة لبنان، ضعوا مصلحة سوريا جانباً. الان نحن معهم نساعد على تحقيق المصلحة السورية. اصلاً هذه القوى الساسية الممانعة أنتم لا تستطيعون أن تساعدوا سوريا بشيء، لا إعترافكم يقدم أو يأخر، ولا تطبيعكم يقدم أو يأخر، ولا شيء، الأن لا حاجة للكلام السلبي دعونا نتكلم مصلحة لبنان. بحكم الجغرافيا، نحن مصلحتنا الوطنية أن تكون الحدود بين لبنان وسوريا مفتوحة، نحن مصلحتنا الوطنية بأن يتفاهم لبنان بالموضوع الزراعي مع سوريا على منتوجاتنا ومنتوجاتهم، نحن المصلحة الوطنية اللبنانية تفترض بأن نتفاهم مع سوريا لأن غدا تريد أن تفتح الحدود مع العراق وستفتح الحدود مع الأردن وتريدون أن تخرجوا الصادرات الصناعية اللبنانية، لذلك دعونا نضع حساباتنا الشخصية جانباً، وحساباتنا الحزبية جانباً، «ونكاياتنا» جانباً، ونعمل نقاش، ما هي المصلحة الوطنية؟ هذه سوريا نظامها باق، ودولتها باقية، ورئيسها باق، وذاهبة على تسوية سياسية. والجار الوحيد لنا هو سوريا لأن في المقابل لدينا عدو، ما هي مصلحة لبنان؟ بالنفط، وبالغاز، وبالكهرباء، وبالزراعة، وبالصناعة، وبالأمن، وبالحدود، أن نتكلم مع السوريين؟ أو يبقى كل شخص عامل متراس وما يزال نائماً يحلم بالمشاريع التي تهاوت والتي سقطت».

أضاف «اليوم بالتجربة الجديدة في ظل رئيس جمهورية جديد، ورئيس حكومة جديد ـ قديم، ورئيس مجلس نيابي أطال الله بعمره، مع وجود قناعة وطنية مع الإستفادة من هذا المناخ الذي حصل في جرود عرسال نحن لا نريد أن نوظف المناخ المتعلق بجرود عرسال لمكاسب حزبية خذوه ووظفوه لمكاسب وطنية للحديث عن المصلحة الوطنية، لماذا يخاف احدهم؟ لا يجب ان يخاف احد اذا أقمنا علاقة مع سوريا، هذه مصلحة لبنان نستطيع كلنا مع بعضنا بعضاً ان نتساعد حتى نحققها».

وتابع «اسمحوا لي من خارج سياق المعركة مع إسرائيل وإن كان في الحقيقة في داخل سياقها أن أذكر من جديد بالمأساة الإنسانية الهائلة اليوم التي تحصل في اليمن. ومن أجل إيقاف هذه الكارثة الإنسانية يجب ان ينادي العالم كله، وأن يطالب العالم كله، اميركا والسعودية بوقف العدوان على اليمن وبفك الحصار عن اليمن، وكل الساكتين في العالم ـ هذا رأيي الشخصي ـ يتحملون مسؤولية، والمطلوب صرخة عالمية وعربية وإسلامية، وإلا ماذا؟ يخرج هذا ليٌدين، وهذا ليوصف، والمأساة تستمر وتتعاظم وتكبر في كل يوم في اليمن.

وختم «نحن على مقربة من 31 أب نتذكر إمامنا القائد المؤسس الإمام الغائب الذي أطلق فينا حركة المقاومة، وروح المقاومة، وثقافة المقاومة، الإمام الذي كرس في ثقافتنا قضية القدس والمسجد الاقصى، إمام العيش الواحد والعيش المشترك، إمام الترفع عن الحساسيات والحسابات الشخصية والطائفية والمذهبية والحزبية، إمام الصدق والوفاء والإخلاص للوطن وللمقدسات وللأمة، الإمام المغيب القائد موسى الصدر وذكرى رفيقيه، نوجه له على مقربة من ذاك الحدث المؤلم كل التحية وكل التقدير وكل الاعتراف بالجميل، للمعلم والملهم والأستاذ ونقول له كلنا ابناؤك وبناتك ورجالك ونسائك سنكمل دربك ونحقق كل أهدافك بعون الله تعالى، وما نصر تموز 2006 إلا بعض عطاء زرعك الذي أثمر».