IMLebanon

اسرار «الديار»

لماذا استطاع الحراك استقطاب المثقفين والفقراء واللاطائفيين؟

بات العالم الإفتراضي جزءا مركزيًا في التّحضير للحراك الشّعبي، فالشّعار الذي ابتكره الناشطون على مواقع التّواصل الإجتماعي من خلال هاشتاغ «طلعت ريحتكم» كان له صدىً مدوٍّ لدى الرأي العام اللبناني وبات الأكثر تداولاً في لبنان والعالم العربي وحتى لدى اللبنانيين في الإغتراب، إذ يوجد شريحة كبيرة جدًّا من اللبنانيين يائسة من الطّبقة السياسية ومن الفساد والسّرقات وهدر المال العام وتهميش مطالب الشّعب الرئيسية من أزمة النفايات الى الكهرباء إلى المياه وإلى الأسعار المرتفعة الخانقة.

فإستقطبت الدعوة للمشاركة في التظاهرات في ساحتي رياض الصّلح والشّهداء عشرات الآلاف من اللبنانيين من الفئة المثقفة كون لبنان يحتوي نخبا مثقفة واعية. لكن أين هي؟ إنها لا تجد مستقبلا لها في وطنها، مما دفع بها إلى النزول إلى الشارع للمطالبة بحقوقها وحقوق غيرها من المواطنين، فضلاً عن الفئة الفقيرة التي تعاني من انعدام أدنى مقوّمات الحياة، كذلك الفئة اللاطائفية التي سئمت من المحاصصة في مؤسسات الدولة على أساس الطائفة والتي ترغب بالانصهار الوطني تحت راية وطن اسمه لبنان وليس تحت جناح الطوائف.

فهل يا ترى سيتمكّن الحراك الشّعبي من الاستمرار وسط الضّغوط السياسية؟ وهل له مستقبل بدون قائد أو إن عدم وجود قيادة موحدة أفضل له أم أن القائد الحكيم هو الذي سيتمكّن من توحيد صوت الحركات المشاركة للوصول إلى أهداف سامية تخدم المصلحة العامة؟

يقول أحد الناشطين في حملة «بدنا نحاسب» إن السلطة حاولت جهدها لفك التظاهرة وخلق الشّعب في صفوف المتظاهرين من خلال ارسال مندسّين وضرب المتظاهرين، غير أن أعداد المتظاهرين لا تزال كبيرة بالآلاف والشّعب لا يريد التخلّي عن مطالبه وسيبقى مصمّمًا ولن يسأم فلا شيء له سوى إيصال صوته للناس، والدليل على ذلك هو المظاهرة التي جرت أمس وكسرت أسوار القوى الأمنية ووصلت إلى ساحة النّجمة، وستجري مظاهرة كبيرة غدا بالتزامن مع انعقاد جلسة الحوار.

عندما يقف الفقير عاجزاً أمام سارقي بلده !!

تحوّل وسط بيروت الأسبوع الماضي الى منطقة امنية مقفلة، وسط تشديدات من غرفة عمليات قوى الأمن المواكبة لجلسة الحوار الثانية في مجلس النواب، في حين كان الحراك الشعبي الذي يواكبها يسجّل موقفه المعارض للسياسيين الذين اعتبرهم متآمرين على الشّعب.

وقد اعتقلت القوى الأمنية اكثر من 38 متظاهرًا وكان لافتًا مشاركة الشرطة النسائية لأول مرة للمساعدة على اعتقال المتظاهرات، غير أن الموضوع اللافت أن الكثيرين بقوا قيد الاعتقال إلى حين إطلاق سراحهم بكفالة مالية، وتم اليوم إخلاء سبيل تسعة منهم وبقي موقوف واحد لتعذّره عن دفعها.

من غرائب الأمور في هذا البلد أن يكون متظاهر يريد ان يعبّر عن حقّه وأن يوصل وجعه ومعاناته وفقره لا يستطيع دفع كفالته، فيما تفرض عليه الدولة سياسة التّجويع والضّرائب وبنفس الوقت تعاقبه بالقانون، فيما هو يتظاهر ضد أصحاب الرأسمال الأكبر في البلد الذين يعيشون في القصور ويسرقون الشّعب وأموال الخزينة ولا من حسيب ولا رقيب، وهو وليس باستطاعته أن يدفع كفالة بمئتي ألف ليرة لبنانية.

أين العدل في أن يبقى هذا المواطن الحر وراء القضبان وهو يستحق أن يتضامن الشّعب ليدفع مليون كفالة من أجله، فصوته من وراء القضبان أقوى بكثير من السياسيين وأصحاب المليارات وحيتان المال؟!!

بيروت اليوم… لمن ؟

بيروت التي كانت تتغنى بوحدة أبنائها وتآخيهم باتت اليوم مدينة مفزعة فارغة، خالية من محبيها يتنازعها المتظاهرون بانتماءاتهم المختلفة.

هل هي مؤامرة تحاك ضد بيروت لتفريغ ساحاتها وتهجير أبنائها؟ هل ساحات بيروت هي حكرٌ فقط لهذا الزعيم أو ذاك، يجمع فيها مناصريه من أجل «مكاسبه وأطماعه»؟ أم باتت مركزاً للحراك المدني؟

مرت عشر سنوات على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن حينها مر على ساحات بيروت تظاهرة تلو الأخرى. تظاهرات لـ 8 آذار و14 آذار والإسلاميين والتيار الوطني الحر واليوم يجتمع فيها الحراك الوطني. فللجميع مطالبه.. السياسية.. الحزبية.. المعيشية.. التغييرية.. الثورية..

هل يتم تدمير الحياة في بيروت من خلال تقسيمها الى مناطق وأحياء؟ فهنا نجد قرية الأشرفية المسيحية، وهناك نجد قرية الضاحية الشيعية، وهناك أيضاً نجد قرية طريق الجديدة السنية. أحياء ومناطق مقسمة حسب الطائفة والدين أو حتى الزعيم الحزبي.

بيروت المدينة الجامعة للمسلمين والمسيحيين بات اليوم أبناؤها مقسمين بين 8 و14. بين التيار والحراك… بين سني وشيعي… بين مسلم ومسيحي.

الراعي وعون

من غير المنتظر ان يلتقي العماد ميشال عون البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في الاسابيع القادمة خصوصا انها تحمل اشارات خطيرة على الوضع اللبناني ذلك ان سيد بكركي من المنتظر ان يغيب عن لبنان مدة زمنية تتعدى الشهر في روما ولم تبرز خلال الساعات الماضية اية مساع في اطار ترتيب لقاء بين البطريرك وعون.

«كوندومينيوم…»

مرجعية دينية تناهت اليها عبر القنوات الديبلوماسية بعض العناوين حول التصدرات الممكنة لبلقنة المنطقة دون ان يكون لبنان على خارطة هذه التصورات.

ولدى سؤال المرجعية سفيرا اوروبيا حول الوضع المستقبلي للبنان كان جوابه كوندومينيوم اميركي – روسي وكوندومينيوم سعودي – ايراني اي ادارة ثنائىة للجمهورية السعيدة.

«طنجرة الملوخيّة»

ساخرا علّق وزير معين على «صيحة الاستغاثة» التي اطلقها احد المضربين عن الطعام ورغبته في «طنجرة ملوخية».

الوزير سأل ما اذا كان شعار الحراك سيقتصر على «طنجرة ملوخية» ام ان الحراك نفسه… طنجرة ملوخية..

وزير اخر وصل اليه التعليق عبر «الواتس آب» عقب على كل كلام وزيره بالقول «هل نحن في حكومتنا افضل حالة من طنجرة الملوخية…

حشد الناس باستمرار

تتوقع مصادر متابعة لمجريات التحركات الشعبية أن تتراجع وتيرة المشاركة الشعبية في الشارع في المرحلة المقبلة وخاصة بعد موجة الخوف التي إنتشرت بعد المواجهات التي حصلت بين المتظاهرين وعدد من الشبان من جهة وبعد تداول المعلومات حول إمكانية حل مسألة النفايات في مطلع الأسبوع القادم وعليه يشرع المنظمون بالبحث عن عناوين جديدة تمنحهم فرصة البقاء في الشارع وحشد الناس باستمرار.