IMLebanon

لوبن تفتعل أزمة مع مفتي لبنان

أثارت المرشحة الرئاسية الفرنسية رئيسة «الجبهة الوطنية» اليمينية المتطرفة مارين لوبن، أزمة بروتوكولية مع دار الفتوى في بيروت حين رفضت وضع غطاء للرأس عند وصولها مقر الدار لمقابلة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، حين قدم لها أحد معاونيه منديلاً لتعتمره وفق البروتوكول المعمول به، ثم غادرت الدار من دون الاجتماع مع دريان. (للمزيد)

وتسببت مواقفها الداعية إلى التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد بردود سياسية من رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، الموجود في باريس، حيث التقى الرئيس فرنسوا هولاند «الصديق الدائم»، ومن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي خاض سجالاً معها حول الوضع في سورية ودور الأسد أثناء اجتماعها معه، مؤكداً أن «الصراع في المنطقة ليس بين المسيحيين والمسلمين، والأسد من أكبر الإرهابيين».

وبدا واضحاً أن لوبن افتعلت المشكلة في دار الفتوى برفضها وضع غطاء على الرأس، بعدما كان المسؤولون في الدار أبلغوا مساعداً لها كان يرتب مواعيد لقاءاتها في لبنان قبل أيام من الزيارة، بأن البروتوكول يقتضي ذلك، من أجل استثمار صداها لدى جمهورها الانتخابي في فرنسا، خصوصاً أنها تنادي بمنع ارتداء الحجاب، لا النقاب فقط في المدارس الفرنسية. ورأى مراقبون أن لوبن أرادت أن تستغل المناسبة للتسبب بضجة، انسجاماً مع خطابها المعادي للمهاجرين المسلمين، ولم تشعر بالحرج من أن أحد أعضاء فريقها كان وافق على أن تضع غطاء للرأس، لتجنب التقاط صورة لها وعلى رأسها غطاء.

وكانت لوبن دخلت دار الفتوى أمس من دون غطاء على الرأس فأبلغها مسؤول الإعلام في الدار بأن عليها وضع الغطاء قبل دخول القاعة التي ستلتقي المفتي دريان فيها، فقالت إنها لا تحمل واحداً، وحين أحضر غطاء أبيض من الدار قالت له: «لن أضع ما في يدك»، فرد عليها أن «هذا قرارك، لكن يجب أن تلتزمي بالمتعارف عليه وما اتُفق عليه مع مساعدك، والسفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد ومنسقة الأمم المتحدة الخاصة سيغريد كاغ وكل السفيرات والنساء اللواتي يزرن المفتي يضعن على رؤوسهن الغطاء»، فأجابته: «أنا التقيت شيخ الأزهر ولم أضع غطاء». فقال لها: «أنت في لبنان، وهناك بروتوكول في الدار ونتمنى عليك وضعه»، فردت: «تمنعونني من رؤيته»، فأجابها: «أنت ترفضين أن تضعي الغطاء للقاء المفتي، وليس نحن. هذا البروتوكول. وفي الفاتيكان عندما تزور النساء البابا يتقيدن باللباس المحتشم وبغطاء الرأس». ولفتت مصادر الدار إلى أن لوبن ارتدت تنورة قصيرة.

وأوضحت دار الفتوى لاحقاً، أن «المكتب الإعلامي فيها كان أبلغ لوبن عبر أحد مساعديها، ضرورة وضع غطاء الرأس عند لقاء سماحته كما هو البروتوكول المعتمد في دار الفتوى. وعند حضورها إلى الدار فوجئ المعنيون برفضها التزام ما هو متعارف عليه بغطاء الرأس، وبعد أن تمنى المعنيون عليها وحاولوا إعطاءها الغطاء لوضعه على رأسها رفضت وخرجت من دون إتمام اللقاء». وأسفت دار الفتوى «لهذا التصرف غير المناسب». وعلمت «الحياة» أن دار الفتوى اعتبرت أن ما قام به مسؤول الإعلام «موقف ممتاز».

وحين سئل جنبلاط بعد لقائه هولاند عن استقبالها من مسؤولين لبنانيين، قال: «ليس الكل أذكياء في لبنان».