IMLebanon

جعجع: بمجرد ذهاب أي وزير إلى سورية سيصنف لبنان في خانة المحور الإيراني

أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «أي زيارة رسمية لوزير لبناني لسورية ستهزّ الاستقرار السياسي الداخلي، والاستقرار الأمني والعسكري هو نتيجة الاستقرار السياسي». وقال: «لن يجلب معه أي شيء، ربما يمكنه أن يأخذ شيئاً معه من هنا، كما نعرف كلنا مجموعة بشار الأسد وسيصنف لبنان فوراً في خانة المحور الإيراني في الشرق الأوسط، ما يعني أن ما تبقى لنا من علاقات مع أكثرية الدول العربية سينقطع كلياً ووضعنا الاقتصادي سيسوء أكثر وأكثر وسيختنق لبنان أكثر، في الوقت الذي فيه الإدارة الأميركية ودول أوروبا في مواجهة مع المحور الإيراني».

وقال في مؤتمر صحافي أمس: «سنجلب إلى أنفسنا مزيداً من العقوبات ومزيداً من الحصار. من أجل ماذا؟ من أجل لا شيء ومن يفكر بهذه الزيارة لا يفكر بمصلحة لبنان. فليقدم لي أحد فائدة واحدة، كلها مضار».

بصفة شخصية لا رسمية

ولفت إلى أن «كل الحكومات اللبنانية اعتمدت السياسات العامة انطلاقاً من 2005 وخصوصاً منذ 2011 عندما بدأت الأزمة السورية وهي سياسة النأي بالنفس، بالأمس تفاجأت بمواقف وزراء يقولون أنه على رغم ذلك سنذهب إلى سورية». وأضاف: «كلا، يا صديقي لا يمكنك أن تنتقل إلى سورية بصفتك الرسمية فلا يحق لك. وإذا أردت الذهاب اذهب بصفتك الشخصية، وإذا أردت أيضاً كسائح إلى دمشق فأنت حر».

واعتبر أنه «يكون يخالف سياسة الحكومة الحالية وسياسات كل الحكومات المتعاقبة في العهد الجديد ويعتدي على الشرعية اللبنانية ويخالف مجلس الوزراء الذي لم يقبل حتى البحث في الموضوع».

وذكر جعجع بالبيان الوزاري للحكومة الحالية التي أخذت الثقة على أساسه، وبأن الحكومة تلتزم ما جاء في خطاب القسم لرئيس الجمهورية ميشال عون بأن لبنان لا يزال ينأى بنفسه عن النار المشتعلة في المنطقة، مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا.

وقال: «مقابل هذا الطرح يقول البعض إن التعاطي مع سورية ما زال طبيعياً، فبالأمس اشترت الحكومة كهرباء من سورية وسفيرا البلدين موجودان». وأضاف: «هذا أكبر دليل على أن موقفنا موضوعي وليس لدينا أي مشكلة مع الشعب السوري ولا مع الأرض السورية، كل شيء في سياق استمرارية المرفق العام، وعندما تشل السلطة السياسة، هناك ما يسمى استمرارية المرفق العام التي لم تعد ترتبط بسلطة سياسية معينة». وزاد: «لكن التعاطي مع مستوى سياسي لم يعد موجوداً فهذا شيء آخر مختلف، فمثلاً بين روسيا وأميركا هناك تشنج كبير لكن بحكم وجودهم إلى جانب بعضهم في سورية، الجيش الأميركي ينسق بالحد الأدنى ميدانياً مع الجيش الروسي هناك وهذا شيء مختلف تماماً عن علاقتهما الطبيعية».

وقال: «في موضوع الكهرباء هناك اتفاق منذ عشرات السنوات بين مؤسسة كهرباء لبنان ومؤسسة كهرباء سورية ولا علاقة لهذا الاتفاق بالمستوى السياسي فيه. لا أحد يخلط الأمور بعضها ببعض».

وأضاف: «لم تعد هناك حكومة سورية شرعية موجودة. كل العلوم السياسية تقول أي حكومة أو سلطة في أي مكان في العالم لديها نقطتا ارتكاز وإذا فقدت واحدة منهما لم تعد سلطة شرعية. نقطة الارتكاز الأولى هي شرعيتها الداخلية والثانية هي شرعيتها الدولية». وقال: «الشيء الذي يسميه بعضهم عندنا حكومة بشار الأسد، الله كملها معها في الحالتين، فلا شرعية داخلية ولا عربية ولا خارجية لها، إلا إذا افترضنا أن كل العالم مكون من كوريا الشمالية وإيران وروسيا وفنزويلا».

ولفت إلى أن «ما هو موجود في دمشق ليس حكومة سورية شرعية، هي بمثابة واحدة من مراكز القوى الموجودة في مناطق أخرى في سورية، هناك مركز قوى آخر موجود في درعا أو جنوب سورية ومركز قوى ثالث موجود في شمال شرقيها ورابع في إدلب وهنا وهناك، ومركز القوى الفعلي الموجود في دمشق هو إيران ومجموعات أخرى. وأي تعاط مع هذه المجموعة وإعطاؤها صفة حكومة سورية نكون فريقاً بالأزمة السورية وهذا ما يجب الابتعاد عنه لأننا نكون ننحاز إلى فريق من دون آخر، وإذا اعترفت بها عليك الاعتراف بجماعة إدلب والشمال والشرق …. ونحن بغنى عن كل الموضوع».

الزيارة ستسبب ضرراً كبيراً

وسأل: «هل يقبل أحد أن يفعل أي شيء ببلاش؟ وأين مصلحة الشعب اللبناني بذهاب وزير من عندنا إلى سورية؟». وقال: «إذا أرسلنا وفداً إلى أميركا فذلك أمر طبيعي، لأن السياسة تُشغل هناك، ربما يمكننا العمل كي يكون لنا حصة أكبر في السياسة الإقليمية لأميركا بما يناسب مصلحة لبنان، وإذا تم إرسال وفد إلى أوروبا يمكنه الإتيان بمساعدات للبنى التحية. وإذا أردنا أن نرسل وفداً وزارياً إلى السعودية أو الإمارات لدينا العديد من المكاسب، فهم سيأتون بضمانات إضافية للمصرف المركزي اللبناني وتجرى تقوية وضع الليرة». وسأل: «ماذا سيجلب معه الوزير الذي سيذهب إلى دمشق؟ للأسف، يمكنه أن يأتي بكم جثة معه؟ غير ذلك ماذا؟ مساعدات اقتصادية؟ أو موازنات لبنى تحتية؟»

وأكد أن «تلك الزيارة ستسبب ضرراً كبيراً على لبنان بدءاً من الداخل الذي هو بمنأى عن كل ما يحصل في الشرق الأوسط منذ 7 سنوات بفضل وحدتنا الداخلية وإبعاد الساحة اللبنانية عن كل ما يجري في الشرق الأوسط مستثنين القضية الفلسطينية».

السفير السوري: التنسيق مستمر مع لبنان

– ذكر السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي بـ «إن بعض الاتفاقات لا يزال قائماً بين لبنان وسورية، والسفارات موجودة والتنسيق مستمر على رغم كلام بعضهم غير المسؤول واللامنطقي». وقال لموقع «العهد» الاخباري التابع لـ «حزب الله»: «العلاقة قائمة والمصالح فرضت أن يكون هذا التنسيق فاعلاً أكثر».

واعتبر «ان سورية بما تقدمه من انجازات وانتصارات ومواجهة للارهاب خدمت لبنان والمنطقة، وبعض الكلام يثير الرثاء على قائله أكثر مما يثير الغضب منه».

ونوه الديبلوماسي السوري بـ «رؤية رئيس الجمهورية ميشال عون لجهة العلاقة مع سورية في ظل العهد الرئاسي الجديد، للحفاظ على السيادة اللبنانية»، مشيراً الى «أن مصلحة لبنان تفترض أن العدو الذي يتربص بهذا البلد هو نفسه المتربص بسورية، سواء كان لجهة العدو الاسرائيلي الذي لا يستثني أياً من البلدين ويسعى لخرابهما، أم لجهة الارهاب التكفيري الارهابي».

واعتبر أنّ» الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه في سورية، ويحققها الجيش اللبناني والمقاومة في الداخل اللبناني وعلى الحدود تقود الى النتائج التي تصب في مصلحة لبنان وسورية». وقال: «أي كلام آخر يسيء الى لبنان قبل أن يسيء الى سورية، لأن البلدين تربطهما أواصر قربى وجغرافيا واحدة».