IMLebanon

سلام غير متفائل بعد لقاءات نيويورك: الأمور تتعقد في المنطقة والعالم منشغل عنا

   نيويورك – وليد شقير

بدا رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام غير متفائل بانعكاسات الأوضاع الإقليمية على لبنان في المرحلة المقبلة، في تقويمه زيارته نيويورك ولقاءاته في الأمم المتحدة على مدى حوالى أسبوع، ودعا القوى السياسية اللبنانية إلى أن تقلع عن التجاذبات، محذراً من ذهاب لبنان إلى المجهول.

وقال سلام في دردشة مع مجموعة من الصحافيين أول من أمس في ختام زيارته نيويورك، قبل عودته إلى بيروت مساء أمس، إن «هناك مواجهة مستفحلة على الصعيد الدولي، بدلاً من أن يكون هناك توافق بين الدول الكبرى. وسمعنا الخطابات في الجمعية العمومية الأمم المتحدة ولم يكن أي منها مطمئناً أو مريحاً».

ورأى سلام أن تطور الأحداث أظهر أن الأمور تتعقد أكثر والمواجهة مستفحلة والمنطقة ستتعب أكثر، بدلاً من أن يكون هناك توافق ووحدة موقف لمحاربة الإرهاب والتطرف لضمان استقرار المنطقة. وتحدث عن اختلاف التصريحات والمواقف عند القيادات والمسؤولين والأحداث التي تسابق هذه التصريحات بين ساعة وأخرى. ورأى أن الأمور متجهة الى مواجهات إقليمية ودولية المنطقة ستدفع ثمنها غالياً.

وأشار سلام إلى أنه ناشد كل من التقاهم في نيويورك «الاعتناء بالوضع في لبنان لأن الأزمة السياسية الداخلية تتأثر بما حولنا وإذا كان الوضع سلبياً وذاهباً إلى مزيد من التوتر والدمار والخراب في المنطقة فمن الطبيعي أن نخشى على لبنان وأن نطالب بحماية الوطن الصغير الذي يتحمل الكثير، إن في موضوع النازحين أو في مواجهة الإرهاب والتطرف على حدودنا أو على مستوى الاقتصاد المرشح للتراجع هذه السنة، أو على مستوى ما نحن فيه من أزمة سياسية مستفحلة».

ولفت سلام إلى أنه لا يبدو أن القوى السياسية (المحلية) واعية مخاطر الأزمة في ظل تشبثها بما تعتبره حقاً لها أو امتيازاً أو أفضلية، في هذا الموقع أو ذاك أو في تلك القضية، حتى أن قضية مثل أزمة النفايات لم تخلُ من التجاذبات، وبالتالي فإن الأزمات ستتراكم أكثر فأكثر، وكذلك الأضرار التي تلحق بالبلد.

واعتبر أن «المطلوب من هذه القوى السياسية أن تسهل الأمور في البلد، ليس على مستوى انتخاب رئيس للجمهورية فقط، بل أيضاً على صعيد أمور العباد و البلاد. ومن هنا كان كلامي الذي عرضت فيه وضعنا والذي ينتهي بالتحذير الجدي من الذهاب إلى المجهول في قت ليس هناك في المنطقة من أحد ليأتي لينقذنا، نظراً إلى الانشغالات في ما يجري».

وعن مدى التجاوب الذي حصل عليه في دعوته إلى فصل الوضع اللبناني عن أزمات المنطقة، قال سلام إنه عرض على المسؤولين الذين التقاهم أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي، لأن متطلبات ذلك ليست بحجم فرض الحلول في سورية أو اليمن أو العراق أو ليبيا والتي لها أولوية، «لكن قلنا إن الحل في لبنان أسهل والمطلوب أن تجتمع القوى السياسية المعنية وأن تواكبها قوى إقليمية لانتخاب رئيس للجمهورية».

ولم يخف سلام أن غالبية القيادات العالمية منشغلة بأمور أخرى، خصوصا سورية، حيث تعرض القوى الدولية عضلاتها، إلى درجة أن أبرز مدخل لمواجهة الإرهاب والمتمثل بدعم المعتدلين، وأساسه التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، لم يذكر في الخطابات كأن هذه المشكلة لم تعد موجودة، ولو توصلت الجهود إلى إرساء السلام في المنطقة على هذا الصعيد لكان ذلك شكل دعماً لمواجهة التطرف فهو لا يواجه فقط بالعنف.

وحين سئل سلام عن أسباب عدم صدور نتائج عملية في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان قال إنه لم يكن يتوقع أصلاً الكثير من مجموعة الدعم ، باستثناء الدعم المعنوي، فالجميع يعرف مستوى معاناة البلد في ظل ما ينفقه في أزمة النازحين، وما يحتاجه من إجراءات لتثبيت نظامه الديموقراطي لانتخاب رئيس.

وذكّر بأنه سمع السنة الماضية كلاماً وإطراء ومديحاً (لإدارته الأوضاع في لبنان) والتزاماً بدعم لبنان، لكن هذا لم يتبلور لا في جسم ولا في تركيبة معينة أو في اجتماعات لمتابعة الأمر بين الدول وتحقيق هذه الوعود.

وعن المعطيات التي تجمعت لديه عن الجهود لحل سياسي للأزمة السورية، قال سلام إن المتابعة في الـ24 ساعة الماضية للتطورات المتعلقة بسورية، تؤشر كلها للأسف إلى أننا ما زلنا بعيدين جداً من أي اتفاق، علماً أن العالم كان يعتقد قبل 24 ساعة أنه سيكون في لقاء الرئيسين بوتين وأوباما ربما مدخل جدي وعملي للتقارب من أجل الحل، لكن تبين أن اللقاء كان جيداً وودياً وفي المجاملات، لكن عملياً كنا نأمل بأن تحصل متابعة له من المؤسسات في أميركا وروسيا لترتيب الحل، وإذ بالأمور تتجه إلى مكان آخر والمواجهة العسكرية وعرض العضلات العسكرية في المنطقة في أوجها.