IMLebanon

عون: سنواجه بالتعطيل الفساد وتخطي الدستور

قال رئيس «تكتّل التغيير والإصلاح» النيابي اللبناني ميشال عون إن «اليوم ليس كالأمس، والغد لن يكون مثل اليوم، هناك مرحلة جديدة من النضال بدأت وستكون نتيجتها التغيير ثم الإصلاح، التغيير سيأتي على أيديكم أنتم، من خلال الانتخابات وإسقاط عناصر الفساد، وبعدها يأتي دورنا نحنا بفرض الإصلاح، وذلك من خلال انتخابات حقيقية قائمة على النسبية».

ودعا عون في كلمة خلال إحياء ذكرى 13 تشرين الأول (ذكرى إخراجه من قصر بعبدا على يد الجيش السوري عام 1990) على طريق قصر بعبدا إلى «انتخاب رئيس للجمهورية لا يكون كيفما كان وليس كالحيادي الذي يخبّئ رأسه، أو وفاقياً، بالمعنى الذي يقصدونه». لكنّ عون تجنّب في كلمته التي جدد فيها مواقفه أيّ إشارة إلى القوّات السوريّة التي شنّت الهجوم.

وكان آلاف العونيين انتقلوا من مراكز «التيار الوطني الحر» في كل الأقضية اللبنانية حيث تجمّعوا منذ التاسعة صباحاً، إلى طريق قصر بعبدا عند الحادية عشرة، رافعين الرايات البرتقالية وصور عون في بزته العسكرية وعصبوا رؤوسهم بشارات للتيار «إحياء للشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الحرية والسيادة والاستقلال».

ووصل العونيون على وقع الأغاني الحماسية والحزبية والهتافات المؤيدة «لانتخاب عون رئيساً للجمهورية»، رافعين الشعارات المطالبة بالإصلاح والتغيير والمؤيدة لعون والأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله منها: «نريد إصلاح، أمن، عمل، تغيير، وعدالة»، «لبّيك يا جنرال»، «ناطرينك»، «لا خوف على بلد فيه ميشال عون والسيد حسن نصرالله»، «لن تركع أمة قائداها عون ونصرالله»، فيما كتب على إحدى اللافتات: «إجيكن فلاديمير يا بلا ضمير».

وبدأ إحياء الذكرى برفع الأذان والأناشيد الدينية في الوقت نفسه قبل أن يتحدَّث مشاركون في إحياء الذكرى إلى وسائل الإعلام المحلية التي نقلت المناسبة مباشرة على الهواء عن أقرباء وشهداء لهم في الجيش سقطوا في المواجهات مع الجيش السوري وأن «اليوم ليس هناك احتلال غريب في لبنان إنما احتلال داخلي يريد وطن على هواه ونحن هنا كرمال الجنرال الذي خُذل من الجميع».

وبعدها توجّه رئيس «التيار الوطني الحرّ» وزير الخارجية جبران باسيل إلى المنصّة التي وضعت قبل يوم ووضع إكليلاً من الزهر على أضرحة الشهداء.

ثمّ قرئت أسماء الشهداء من العسكريين والمدنيين الذين سقطوا في 13 تشرين، لتقدّم بعد ذلك كوليت زعرب زوجة الشهيد المقدم جورج زعرب شهادة حياة تلتها شهادتان لكل من العميدين المتقاعدين فؤاد الأشقر وميشال عواد عن وقائع الأحداث وتحّدثا عن شهداء الجيش الذين سقطوا في المواجهات مع القوات السورية على الجبهات، منها جبهة بكفيا-الدوار وبكفيا-عين التفاحة، «حين كان انتشار الجيش نسبياً غير كاف».

وبعدها ألقى عون كلمة أشار فيها إلى أن «في 13 تشرين فرضت علينا القوة أمراً واقعاً، ولكن مقاومتنا حفظت لنا حقنا، ولهذا رجعنا مرفوعي الرأس وفي ذلك اليوم كثيرون كانوا يصرخون «اصلبوه اصلبوه» كان هناك يوضاس الذي باع ورئيس الكهنة الذي اشترى وبيلاطس الذي غسل يديه، ولكن أيضاً كان هناك الرسل والمريمات الذين حملوا الرسالة وآمنوا بأن الحجر سيُزاح والوطن سيقوم، لم يستكينوا أبداً، وما من شيء تمكن من إيقافهم… هؤلاء الرسل هم انتم، آمنتم بوطنكم».

وهاجم عون الطبقة السياسية، وقال: «الإشكالية الكبرى كانت أن جميع الذين حكموا لبنان بعد 13 تشرين استمروا في حكمه بعد التحرير، ولا يزالون حتى اليوم يتحكَّمون برقاب البلاد والعباد، فتغيّر الوصي ولكنهم لم يتغيّروا، والبارودة تُقلب من كتف إلى كتف… ولا شك أنها المرة الأولى في التاريخ التي يرحل فيها المحتل ويبقى في الحكم من كان يزحف أمامه أيام الاحتلال».

وزاد: «هذه الطبقة السياسية التي حكمت البلد 25 سنة وتحكّمت بكل شيء فيه، هي المسؤولة عن الانهيار الحاصل اليوم في وطننا الجريح، جوّعوا أهله وهجّروهم، وما زالوا يهجّرونهم في كل أصقاع العالم كي يأخذوا الأرض «فاضيه بلا خلو».

«بيت الشعب»

ولفت إلى «أننا اليوم بالقرب من بيتكم الذي ما زال ينتظر منذ زمن أحداً يحرره من الفراغ، ويملأه بالقرار، وصوتكم وحده يحرره ويرجّعه، فليكن صوتكم عالياً ليوقظ كل البشر، وليتذكر كل واحد منكم أن صوته هو من سيحرر البيت الذي تعمّد باسمكم: بيت الشعب وربما لهذا السبب يفعلون المستحيل ليمنعوا وصول هذا الصوت، ولكن صوت الشعب من صوت الله ولا أحد يمكنه إيقافه». وقال: «لا شيء يمنع من وقت لوقت أن نتنزّه نحن وإياكن في شوارع بيروت. والتغيير سيكون من خلال انتخابات حقيقية تمثّل فعلاً إرادة الشعب، ومن هنا نضالنا اليوم لنحصل على قانون انتخابات يقوم على النسبية، يحقق العدالة لكل اللبنانيين ويســـمح للجميع أن يتمثلوا بشكل صحيح، ويعكس صورة لبنان السياسية بأحجامها الطبيعية».

وأشار إلى أن «من الطبيعي أيضاً أن نعمل لانتخاب رئيس للجمهورية لا يكون «كيفما كان»، كما يريده البعض أن يكون، «بيسمع الكلمة» ويحني رأسه ويمشي، نريده على صورتكم ومثالكم، يرفض الظلم ويناصر الحق، ليس كالحيادي الذي يخبّئ رأسه، ولا يجرؤ لا على الشهادة للحق ولا على مواجهة الظلم، أو وفاقياً، بالمعنى الذي يقصدونه، أي أن يقسّم لبنان مناطق نفوذ ليرضي الجميع، ويشاركهم المغانم، أو بأحسن الأحوال وإذا كان «آدامياً» يتفرّج عليهم وهم يمتصّون دم لبنان واللبنانيين، متل الحالة التي نحن فيها اليوم».

واتّهم إحدى المجموعات بأنها «تعتمد السياسة الكيدية، تعرقل المشاريع التنموية، كالكهرباء والمياه والنفط، يوزّعون العتمة عليكم بدل أن يوزّعوا النور، ويبتزّون أموالكم بمولدات كهرباء، يتقاسمون أرباحها مع النافذين الذين يعطونهم التراخيص ويحمونهم، في الوقت الذي تتعرقل فيه مشاريع الكهرباء وتتوقف بدون سبب وبدون رادع، لأن العصابة لا تزال الأقوى، وهي التي سنحاربها».

وقال: «لبنان الذي يحتوي أكبر كمية مياه في المنطقة، حتى إنهم يسمونه خزان الشرق الأوسط، يعرقلون فيه إنجاز السدود باختلاق كل الأعذار، كي يدفّعونكم ثلاث فواتير، واحدة لمؤسسة مياه الدولة، وأخرى لصهريج المياه، وثالثة لمياه الشرب… ومياهنا «رايحة عالبحر».

نعطل قراراتكم السيئة

وتحدث عن «هدر أموال الدولة والسرقات والفساد والديون، أو النفايات التي صارت مشكلة مستعصية الحل بسبب سوء التخطيط الخاضع لمشاريع تدرّ الأرباح لأصحابها وإدارة مؤسسات الدولة التي صارت مؤسسات خاصة يستثمر المسؤولون عنها كأنها شركاتهم التي تؤمّن مصالحهم فقط، ويتنكّرون فيها لأصحاب الكفاءات، ويقرّبون السماسرة ويشغّلونهم بجمع الرشى».

ورد على من يتهمونه بتعطيل مؤسسات، بالقول: «صحيح، نحن نعطل، ولكننا نعطّل فقط قراراتكم السيِّئة وانحراف المؤسسات التي لم تعد تنتج برعايتكم إلا الفساد واستغلال النفوذ وتجاوز النصوص الدستورية والقانونية وتخطي الميثاق الوطني، أي تلك التي تهدّم كل ركائز الدولة، وأكيد لن نساهم بهذا الشيء، على العكس سنقاومه، سلباً بالتعطيل، وإيجاباً بمحاولات التغيير بصورة مستمرة. وانتم ستكونون أكبر المساهمين لأنها مرحلة نضال ولن تنتصر إلا بسواعدكم».

وأكد أن «أكثر مؤسسة وطنية أصابها التعطيل والضرر هي مؤسسة الجيش، بسبب التلاعب بقوانينها من دون مسوّغ قانوني ومن دون حاجة، ما أثر سلباً على معنويات الضباط، لأن الخلل لم يلحق فقط المركز الماروني لقيادة الجيش، ولكنه لحق كل الطوائف، لأن ثلاث دورات متتالية خسرت حظوظها بمراكز هي من حقها، بعدما انتقلت عدوى التمديد من الحكومة ومجلس النواب لتطاول المؤسسات الأمنيّة والعسكريّة بمراكزها العليا وهكذا صار على رأس الجيش وقوى الأمن قيادات فقدت شرعيتها، والأمر نفسه حصل مع المجلس العسكري».

وقال: «بعدما استولى الوزير على صلاحية الحكومة وصار يمارس منفرداً أخد القرارات مكانها، صرنا نخاف من أن يصيب التمديد كلّ الحكومة، ويصير لكل وزير نمطه الخاص، فيمدّد على مزاجه، ويعمل ما يحلو له… وهذه ليست مزحة، هذا موضوع خطير جداً لأنّه يفكّكك الدولة».

وأضاف: «صار كل شي عنا «عياري»، حتّى حكومتنا «عياري»، إذ كان يجب أن ترحل منذ زمن لو انتخبنا رئيساً للجمهورية. ولكنّها، لا تزال موجودة لليوم وممدّد لها. والأمر نفسه ينسحب على مجلس النّواب الممدّد له منذ وقتٍ طويل»، مشيراً إلى أن «هذا الكلام قلته من ثمانية أشهر، وطلبت من الحكومة أن تصحح هذه التجاوزات المرتكبة وإلا فإنها تتحمّل وحدها المسؤولية ولكن ما غاب عني في حينه أن القاصر لا يمكن أن يتحمّل مسؤولية».

وأشار إلى أن «التلاعب بالقوانين لن يمر مرور الكرام وسيدفعون ثمنه، والتلاعب بالاستحقاقات سيضعهم بموقع الاتهام، ويفضح عمالتهم للخارج وارتهانهم لقراراته على حساب استقلال الوطن وسيادته، خصوصاً أولئك الذين يقاتلون بسيف غيرهم، ونطمئنهم أن هذا السيف قرُب أن ينكسر».

وتحدث عن «أحداث الربيع العربي التي أختلط معها «الحابل بالنابل» بتشجيع دول الغرب كلها، تكلمنا كثيراً ولم يفهموا علينا أن هذه الحرب إذا لم تتوقف وإذا لم يخسر الإرهاب معركته في سورية، فإنها ستصل إليهم، ولن يكسبوا إلا تدمير العالم العربي، وبعده اجتياح بلادهم بالإرهابيين واللاجئين».