IMLebanon

السنيورة يأمل مواصلة هولاند دعم لبنان والحريري يعد بخطة نهوض بعد الرئيس

تمنى رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة على «فرنسا الدولة الصديقة وعلى الرئيس فرنسوا هولاند متابعة دعم لبنان ومساندته بما يمكّن اللبنانيين من خلال الاختيار الحرّ في مؤسساتهم الدستوريّة، من انتخاب رئيس يجمع الشعب ولا يفرقه أو يزيده تباعداً، رئيسٍ يعمل مع الحكومة من أجل التمسك بلبنان السيد الحر الديموقراطي المستقل وبمؤسسات الدولة القادرة والفاعلة والعادلة والسيدة على كامل أرضها».

وشدد على «أهمية التمسك باتفاق الطائف الذي انبثق منه الدستور الناظم لإجماع اللبنانيين والحكَم في تسوية نزاعاتهم الداخلية، ويمكن أن يصبح مرجعاً يمكن استلهامه من بعض أشقائنا العرب في معالجة النزاعات والحروب الأهلية العربية الراهنة». وأمل من هولاند «ألا تفتر همته أمام من يحاولون إيقاف اندفاعته في التفتيش عن حلول عادلة للقضية الفلسطينية لكونها السبب الأساس للكثير من مشكلات المنطقة العربية».

وعقدت ندوة تعزيز مهارات رأس المال البشري بالعودة إلى 20 سنة من التعاون الفرنسي- اللبناني، في المعهد العالي للأعمال ESA- كليمنصو، وتحدث فيها إضافة إلى السنيورة، الوزراء الياس بوصعب، حسين الحاج حسن، ألان حكيم، علي حسن خليل، نبيل دو فريج، والسفير الفرنسي إيمانويل بون، وحضرها وزير الدولة الفرنسي للإصلاح الإداري جان فنسان بلاسيه وشخصيات.

وقال السنيورة: «فرنسا وقفت إلى جانب لبنانَ وساعدته مباشرة، ومن خلال الاتحاد الأوروبي، وعملَتْ على تمكينه من التغلب على آثار الحروب الداخلية وفي وجه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. وساهمت في إنجاح الخطة الإعمارية الهائلة التي اجترحها الرئيس رفيق الحريري عام 1993 لإعادة بناء الدولة الحديثة ومؤسساتها واستعادة دورها وهيبتها. كما ساهمت وتُساهم في تعزيز قدرات الجيش وقوى الأمن وفي إنجاح مؤتمرات باريس-1 و2 و3، ومجدداً لاستعادة حيوية الاقتصاد اللبناني وسلامة ماليته العامة واستقراره النقدي، وحيث ساهم التعاون الوثيق بين الرئيس جاك شيراك والرئيس الشهيد رفيق الحريري في ترسيخ التعاون الرفيع بين البلدين، وساهمت أيضاً بالديبلوماسية القويّة المتمرسة في المساعدة على صدور قرار مجلس الأمن 1701 بالإجماع، وبالشكل والصيغة اللذين يرضيان لبنان».

وأشار إلى أن هذه المناسبة شاءها السفير الفرنسي للإضاءة على مبادراتٍ ثلاثٍ، وهي المعهدُ العالي للأعمال في بيروت، والمعهد المالي والاقتصادي، الذي سُمّي بعد ذلك «معهد باسل فليحان» تكريماً للشهيد فليحان الذي أدى دوراً مهماً في رفع مستوى الأداء، وبرنامج شراكة هوبير كوريان (PHC CEDRE) للبحث العلمي».

واعتبر «أننا نواجه مشكلة بناء الدولة العصريّة في معظم مجتمعاتنا، ومشكلة التحول نحو أشكال جديدة من الديموقراطية وصون الحريات العامة والخاصة واستقلالية القضاء ونزاهته».

بون

وأوضح بون أن «هذا البرنامج تميز في مجالات الإدارة والحكم الرشيد والاقتصاد والأعمال والعلوم وأننا نكرم من قاموا بهذا العمل وهم الرئيس شيراك، الرئيس رفيق الحريري اللذين أرادا تحقيق هذا المشروع ليستفيد منه لبنان». وحيّا السنيورة الذي «ترجم رؤية الرئيس رفيق الحريري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة». وأضاف: «لدينا قاعدة صلبة وما زلنا نقوم بعمل مفيد ولدينا إمكان القيام بالأكثر وإعطاء الأفضل عبر افتتاحنا مرصد الذكي لمعهد إيزا بعد الظهر، وسنعلن التزام السلطات الفرنسية الحفاظ على هذا التعاون».

وأعلن بوصعب أن «الرهان كبير على الأصدقاء مثل فرنسا في هذا البحر الهائج من حولنا. والتحدي الأكبر هو في استمرار المؤسسات الدستورية وتفعيل عملها والتزام المواعيد وإعطاء جرعة من الأمل للبنانيين بتحريك الاقتصاد عبر توفير الاستقرار ولو بالحد الأدنى المطلوب».

ورأى حكيم أن «المؤسسات الثلاث التي يحتفل بها اليوم تعكس مدى التزام فرنسا تجاه لبنان». وقال: «نعيش من دون رئيس والوضع لم يعد يحتمل على صعيد عمل المؤسسات العامة، ولذلك أدعو فرنسا إلى استخدام نفوذها للضغط لإيجاد حل».

وذكّر دو فريج بـ «التفكك الذي كان أصاب المؤسسات اللبنانية قبل 20 سنة وكان الرئيس رفيق الحريري طلب الدعم من المجموعة الدولية لمساعدة لبنان. وفرنسا أول من أبدت استعدادها للقيام بهذه المهمة الشائكة والسير في طريق مليئة بالألغام».

ونوه الحاج حسن بـ «التضامن الفرنسي مع لبنان في جهوده لمحاربة الإرهاب وتخطي الصعوبات الاقتصادية بعد الأزمة السورية مع وجود مليون ونصف مليون لاجئ سوري».

وقال خليل: «نعيد تأكيد ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت كقاعدة انطلاق لإعادة الانتظام إلى حياتنا السياسية من المجلس النيابي إلى الحكومة، ليس فقط لنشهد على مثل هذه الاحتفالات، بل لنؤسس، كما أسس هذا المركز في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الكثير من المراكز التي تعمق علاقتنا بفرنسا وبكل دول العالم»

وبعد الظهر، أكد زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري أن «لدينا خطة نهوض اقتصادية للبنان، نريد تنفيذها فور انتخاب رئيس لجمهوريتنا، سترتكز إلى الشباب، إلى طلاب اليوم الذين سيكونون مبتكري الغد ومبتكري اليوم الذين سيكونون مبادري الغد». وقال إن «مركز رفيق الحريري سيستقبل المبادرين الشباب وسيسمح للمبتكرين بأن ينشئوا شركاتهم مستفيدين من موارد «سمارت إيزا» ومن التمويلات الميسرة التي يوفرها مصرف لبنان»، لافتاً إلى أن «خطتنا تتطلّب من الحكومة أن تضع الإطار الضريبي والقانوني لمواكبة تطور هذه الشركات، وتعمل مع مصرف لبنان على فتح أسواق الرساميل أمامها وهدف كل ذلك يبقى إيجاد فرص العمل التي أصبحت الشركات الناشئة المحرك الأكيد لها».

وأشار إلى أن «اقتصاد المعرفة والاتصال والمعلومات والتكنولوجيا الرقمية يفتح فرصاً كبيرة أمام بلدنا، بفضل الإبداع والرأسمال البشري الذي يمتلكه». وقال: «مصممون على بناء المجتمع الجديد الذي يريده شبابنا للبنان، والذي نريده له. وأنتم الشباب نقطة الارتكاز لهذا المجتمع الجديد». ولفت إلى أن «دعم سفارة فرنسا ومصرف لبنان وغرفة تجارة وصناعة باريس أساسي في تطور «المعهد العالي للأعمال» الذي افتتحه رئيسان رؤيويان، جاك شيراك ورفيق الحريري في 5 نيسان 1996».