IMLebanon

الراعي في القاع معزياً ومتضامناً: أنتم السياج والإرهابيون يشوّهون الديانات

في زيارة دعم ومواساة وتضامن، زار البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس بلدة القاع شرق لبنان، لتقديم التعازي لأهالي الشهداء الذين سقطوا في العمليات الإرهابية التي استهدفتها منذ 3 أسابيع، متوجهاً الى أهلها قائلاً: «أنتم سياج الوطن والمنطقة، ونحن معكم على كل الصعد».

وكان الراعي وصل الى مفترق رأس بعلبك محطته الأولى، حيث كان في استقباله حشد من الأهالي على رأسهم راعي أبرشية بعلبك- الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال وانتقلوا سوية الى القاع. وكان في استقباله النائبان مروان فارس وإميل رحمة، رئيس المجلس البلدي بشير مطر، وحشد من الأهالي، وسط تدابير أمنية مشددة. وفي الكنيسة ألقى المطران رحّال كلمة أكد فيها أن «القاع ستبقى ثابتة وسنبقى متمسكين بأرضنا. وإذا كان لا بد من الاستشهاد فنحن لها. إننا هنا نعيش مع جيراننا وقلوبنا مفتوحة وأيدينا ممدودة للجميع، وهم يقفون بجانبنا ونحن وإياهم سنقف صفاً واحداً في وجه الإرهاب والتكفيريين». ثم ألقى فارس كلمة قال فيها: «لم نعرف يوماً في هذه المنطقة، لا مسلمين ولا مسيحيين، الطائفية والمذهبية، فنحن نعيش عيشاً واحداً وشهداء القاع يمثلون كل لبنان. ونحن في هذا البلد نموذج في الوطن العربي للعيش الواحد وللوطنية ولا نعترف بحدود. فنحن شعب واحد وزيارتكم لدمشق واللاذقية خير دليل، ونقول لكم: نقف الى جانبكم من أجل وحدة وطننا ومن أجل بنائه من جديد وانتخاب رئيس للبلاد اليوم قبل الغد».

ورد الراعي أشار فيها الى أن «ما حصل كان يمكن أن يؤدي الى كارثة كبيرة والشهداء الخمسة افتدونا والمنطقة ولبنان بدمائهم والجرحى الذين سقطوا ويحملون آثار هذه الحادثة والوحشية». وأوضح انه «أتى لتقديم التعازي لأهالي الشهداء وتشجيعهم»، مشدداً على «اننا هنا لنبقى ونحافظ على لبنان برسالته وجوهره، لبنان العيش معاً مسلمين ومسيحيين، والقيم التي نملكها»، ومؤكداً أن «المتطرفين والإرهابيين لا علاقة لهم بأي دين بل هم يشوّهون الديانات».

وتابع: «أتينا لنقول لكم إننا الى جانبكم ومعكم على كل صعيد، الروحي والمعنوي والاجتماعي والإنمائي والوطني، ونحن نحمل صوتكم الى الدولة. لقد عبّرتم عن مخاوفكم، ونحن معكم نحيي الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي تساعد وتسهر وقدمت أكبر عدد من الشهداء والجرحى في سبيلنا وسبيل وطننا».

وشدد على أن «دولة القانون والحق، الدولة القوية والنافذة والتي تمارس العدالة، هي التي تحمي وتحافظ على المواطن»، داعياً الى «الكشف عن المجرمين»، ومعتبراً أن «إذا لم تتكون الدولة من رئيس للجمهورية وحكومة ومجلس نواب وجيش وقوى أمنية، لا يمكن أن تواجه الظروف الدقيقة التي نواجهها»، ولافتاً الى أن «كل مكوّنات لبنان مسؤولة عن كل ما يحصل».

ووجه نداءً الى الأسرة الدولية، وقال: «نحن في لبنان، خصوصاً أبناء القاع والمنطقة نتلقى كل نتائج الحروب الدائرة في سورية والعراق وفلسطين، لذا نطالب، وباسم الشهداء والجرحى، الأسرة الدولية بإيقاف الحروب الدائرة في المنطقة وايجاد الحلول السياسية للنزاعات وإعادة كل النازحين واللاجئين والمخطوفين الى أراضيهم وبيوتهم، فهذا حقهم الطبيعي».

وحذّر من «انه إذا استمرت الأمور على حالها فالسلام العالمي مُهدد»، وقال: «إذا بقي ملايين من الناس خارج بيوتهم ومحرومين من أدنى حقوقهم، هذا يعني أن الأسرة الدولية تقوي كل المنظمات الارهابية لأنها تقدم لها البيئة الخصبة وهكذا نهدد السلام العالمي». ثم قدّم واجب العزاء الى أهالي الشهداء فرداً فرداً.

ومن القاع توجّه الراعي الى بلدة عيون ارغش حيث وضع حجري الأساس لمشروعي مركز الرياضات الروحية، والمقر الصيفي لمطرانية بعلبك ودير الأحمر المارونية في البلدة في حضور مطارنة المنطقة، والنائب السابق جبران طوق، وألقى كلمة أسف فيها لأن «يدور الخراب والدمار في هذا الشرق وكأن حضارة العالم هي حضارة الحروب والهدم والخراب».